لواء طبيب
عقـــيد
الـبلد : العمر : 57 المهنة : طبيب عسكرى المزاج : متفائل بزوال الاستعمار من الوجود التسجيل : 28/03/2010 عدد المساهمات : 1261 معدل النشاط : 2375 التقييم : 68 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: نهاية عميل.. استعملوني ورموني ...معاريف الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 6:05 | | | 'ليس لوزارة الدفاع إله. فهم يسوّفون معي عشر سنين بإجابات أن ملفي قيد المعالجة وفي النهاية يرمون بي الى الشارع، بعد كل ما ضحيت به أنا وعائلتي في لبنان من اجل هذه الدولة'. بغضب لا يعرف حدودا وبعجز شديد يصف نجم فواز، وهو في الخامسة والخمسين، من كريات شمونة الطريق التي قطعها كما قال من البيت الفخم الذي اضطر الى مغادرته في قرية قليعة في جنوب لبنان، مرورا بخدمته في اعمال استخبارية في جيش لبنان الجنوبي وفي خدمة اسرائيل، وانسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان قبل عشر سنين، حتى هذا اليوم، الذي بلغ فيه حضيض الحضيض. بعد اسبوع سيخرجونه بالقوة من الشقة التي يستأجرها في كريات شمونة مع زوجته المريضة بالسرطان، وبرغم انه مرت عشر سنين منذ اقتُلع من ارضه في لبنان، ما تزال وزارة الدفاع لم تمنحه المخصص الذي يستحقه. بدأت قصة نجم قبل أن يولد، عندما بدأت عائلته في الاربعينيات التعاون مع القيادة الصهيونية في البلاد. 'كان أبي وعمي عضوين في الهاغانا'، يقول فواز. 'ساعدا على تهريب يهود من لبنان وسورية. وفي حرب التحرير ساعدا اسرائيل، وكانت لوالدي علاقة شخصية بمناحيم بيغن، الذي زار بيتنا في قليعة مع دخول الجيش الاسرائيلي لبنان في 1982 كي يسلم عليه تسليما شخصيا. عاش أبي وعمي في الجليل الأعلى كي يستمرا في المساعدة في النشاط الاستخباري من اجل اسرائيل حتى سنة 1952'. يقول فواز انه شرب حب دولة اسرائيل مع الرضاعة. 'شعر المسيحيون، ولا سيما في جنوب لبنان لكن في وسطها وشمالها ايضا، بأن اسرائيل فقط تستطيع مساعدتنا. ولدت في 1955، بحيث أنني لا أذكر كثيرا، لكنني أذكر جيدا أن شخصا ما من المطلة أعطانا سلاحا. وهكذا نشأنا. رضعت حب اسرائيل من ثدي أمي. انتقل هذا الحب من جيل الى جيل. شعر المسيحيون الموارنة في لبنان أن اسرائيل ما دامت قائمة فسننجح نحن في البقاء في قرانا. واذا قضوا على اليهود فستكون نهايتنا مشابهة، وسيطردنا المسلمون الشيعة أو يقتلوننا'.
استعملوني ورموني
حتى قبل أقل من سنة، اعتُبرت عائلة فواز واحدة من العائلات الثرية في جنوب لبنان. كانت تملك شركة اعمال ترابية وملكت قافلة من 150 شاحنة وعشرات الجرافات الكبيرة والصغيرة. انضم نجم الى الجيش مع انشائه في جنوب لبنان في 1976 إذ كان في الحادية والعشرين. 'عملت اسرائيل في لبنان ايضا بين 1976 1978، لكن هذا النشاط كان سريا. وفي 1978 فقط، زمن عملية الليطاني، أصبح نشاط الجيش الاسرائيلي في لبنان ظاهرا ورسميا. في تلك السنة عُين سعد حداد قائدا لجيش لبنان الجنوبي وآنذاك أنشىء على نحو نهائي ورسمي جيش جنوب لبنان الحر. عمل في بيروت ووسط لبنان مع الكتائب لكن ' المصلحة كانت مشتركة'، كما يوضح. خدم نجم حتى 1989 في عدة مناصب رفيعة في جيش لبنان الجنوبي منها انه كان رئيس جهاز الأمن في منطقة مرج عيون. وفي 1989 ترك جيش لبنان الجنوبي وانتقل كما يقول للعمل على نحو تام في الوحدة 504 للاستخبارات الاسرائيلية. يعرض علينا في بيته المتواضع في كريات شمونة الصور التي وثـّقت الايام الجميلة، التي اعتاد فيها ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي زيارة بيت عائلته كثيرا، ومنهم العميد ايريز غرينشتاين الراحل، الذي كان في الماضي قائد وحدة الارتباط في لبنان، ومئير دغان وهو اليوم رئيس الموساد. كذلك تشهد تصريحات وقع عليها ضباط من جيش لبنان الجنوبي ومن الجيش الاسرائيلي بأن بيته كان مركزا لزيارات كثيرة لضباط الجيش الاسرائيلي ورجال الاستخبارات. في سنة 1978، مع بدء نشاط الجيش الاسرائيلي الرسمي في لبنان في عملية الليطاني، يقول نجم، طلب ضابط اسرائيلي تجنيده مساعدا للوحدة 504. 'طلب مني أن ابدأ العمل معهم وقلت 'كيف'. في 1989 تركت جيش لبنان الجنوبي وبقيت أعمل مساعدا للوحدة الاسرائيلية فقط. عملت معهم حتى الانسحاب من لبنان في سنة 2000، وآنذاك غابوا عني فجأة. كنت قد أصبحت في اسرائيل ثلاث سنين ولم يتصل بي أحد منهم يسأل عن سلامتي. حتى 2006 لم تعترف بي وزارة الدفاع على أنني من رجال جيش لبنان الجنوبي ولم تعطني حتى قرشا واحدا. كان المال أقل إقلاقا لي لأن العائلة ساعدتني وأرسلت إلي مالا من لبنان، لكن كرامتي ديست. شعرت بأنهم استعملوني ببساطة ورموني، وتذكروني فجأة عندما أصبحوا محتاجين إلي فقط'. بعد ست سنين من الانسحاب من لبنان رضيت وزارة الدفاع وقررت الاعتراف بأن نجم جندي من جيش لبنان الجنوبي، لكن الاعتراف مُنح لخدمة سنة واحدة فقط. برغم الاعتراف الجزئي ما زال نجم حتى سنة 2008 لم يحصل على مخصص من الدولة. في اثناء السنين جند نجم ضباطا من جيش لبنان الجنوبي ومن الجيش الاسرائيلي عمل معهم، ووقعوا من أجله على تصريحات بحضور محامين شهدوا بها على مناصبه الرفيعة في جيش لبنان الجنوبي وعلى استمرار عمله مساعدا في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، بل إن فريقا منهم شهدوا، كما تُبين الصور التي نجح في أخذها معه عشية الانسحاب السريع، أن مسؤولين كبارا في الجيش الاسرائيلي اعتادوا أن يزوروه كثيرا في بيته. 'قرروا في تلك السنة الاعتراف بي على أنني جندي من جيش لبنان الجنوبي خدم تسع سنين وثمانية اشهر، وبعد ذلك قبلوا إلحاحي واعترفوا بـ 13 سنة خدمتي في جيش لبنان الجنوبي منذ سنة 1976 الى 1989'، يتابع نجم حديثه في يأس. 'آنذاك فقط بدأت أتلقى في كل شهر مبالغ بائسة. فمرة يعطونني 400 شيكل ومرة 1000. لا أعلم بحسب ماذا حددوا المبالغ، لكن أبسط الجنود ممن خدموا في جيش لبنان الجنوبي حصل على مخصص بلغ ثلاثة آلاف شيكل على الأقل. كنت رئيس منطقة كاملة وحصلت على أجرة بلغت 760 دولارا. يفترض أن يكون المخصص ثلاثة أضعاف آخر أجرة حصلت عليها، لكنني لا أحصل حتى على مبلغ آخر أجرة. لا أعلم لماذا حددوا هذه المبالغ. عندما اسألهم ماذا يحدث مع هذا؟ يقولون لي: انه في العلاج. مرت عشر سنين منذ الانسحاب لكنني لا أحصل على الحد الأدنى. ليست عندي كلمات لوصف خيبة الأمل والغضب الذي أشعر به نحو هذه الدولة التي رُبيت على حبها. لم استطع البقاء في لبنان، ولم تُمكّني اسرائيل ايضا من البقاء هناك لأنني كنت متعاونا، وخافت الاستخبارات أن يستخرج العدو مني اشياء عرفتها عن الجيش الاسرائيلي'.
لا مكان أذهب اليه
إن نشاط نجم في زمانه ورطه، لكنه ورط في الأساس عائلته التي ما زالت تعيش في قرية قليعة في جنوب لبنان. مثل أمس، تنشر الصحف اللبنانية في السنتين الاخيرتين ايضا عن عملاء عملوا من اجل الاستخبارات الاسرائيلية واعتقلتهم الادارة في لبنان بشبهة التجسس من اجل اسرائيل. 'قبل نحو ثمانية اشهر رأيت في صحيفة ( السفير) اللبنانية تقريرا صحافيا عن ثلاثة عملاء اعتُقلوا هناك بتهمة التجسس من اجل اسرائيل، وزُعم هناك أنني جندتهم. عندما حاولت انشاء صلة بعائلتي لم يُجيبوني ببساطة. لا الهاتف ولا الرسائل الالكترونية'. تبيّن من استيضاحات قام بها نجم أن عائلته أُخذت للتحقيق، وفيهم أمه ابنة الثالثة والثمانين، وأخوه وأبناء أخيه. وصادروا الى ذلك كما يقول معدات شركة اعمال التراب وأخذوا ارض العائلة التي تقدر بنحو 400 دونم، وأعلنوا أنها منطقة عسكرية مغلقة لحزب الله. 'لا يستطيع أحد اليوم الدخول هناك، وعائلتي التي كانت غنية جدا، فقدت في واقع الأمر جُلّ أملاكها بسببي. قبل خمس سنين قضوا على أخي الصغير بالتعذيب. اختطفه حزب الله وضربوه ضربات قاتلة'. عندما يقص نجم قصته وينحط الى الواقع الذي يعيشه اليوم، ما زال لا يصدق أن دولة اسرائيل قد تخلت عنه بعد أن عرّض من اجلها حياته وحياة عائلته للخطر. 'لأنني قررت الاستمرار في خدمة اسرائيل، دفعت عائلتي ثمنا باهظا. كذلك دفعت أنا بقطع شامل للعلاقة بهم. يصعب أن أصدق، لكن برغم كل ما أعطيت، تبصق الدولة ببساطة في وجهي. استطعتُ، ما ظلت العائلة تحول إليّ مالا من لبنان، البقاء. والى ذلك، أصيبت زوجتي في السنة الاخيرة بالسرطان وازداد وضعنا الاقتصادي سوءا بسبب نفقات العلاج والسفر الى المشافي. 'عندما قضت قاضية في محكمة الصلح في كريات شمونة بأن عليّ اخلاء الشقة، قلت إنني لا استطيع فعل ذلك. أفضل أن يأتوا لابعادي بالقوة لانه لا يوجد لي مال حتى لأدفع للنقل ولا يوجد مكان أنقل اليه الاشياء. لا تهم هذه الامور أي أحد في وزارة الدفاع. قبل عشر سنين رمونا من لبنان مثل الكلاب، وبعد اسبوع سأُرمى في الشارع في اسرائيل ايضا. يوجد لي اصدقاء يريدون مساعدتي لكنني غير مستعد لقبول مساعدتهم. فأنا في الحاصل أريد الحصول على ما أستحق. على المخصص الذي استحقه، والأهم الكرامة'. كان رد وزارة الدفاع: تم الاعتراف بجميع فترة عمل السيد نجم في الجهات المختلفة من اجل اعطاء مكافآت كما يحصل عليها اليوم ايضا. وفي أمر التأهيل: لا يستطيع قسم التأهيل علاج اشخاص لم يتوجهوا الى القسم، نحن ندعو السيد نجم الى التوجه الى القسم وسنفعل ما نستطيع، على أخلص وجه وبحسب القانون والمعايير. http://www.samanews.com/index.php?act=Show&id=78635 |
|
maiser
لـــواء
الـبلد : التسجيل : 23/01/2010 عدد المساهمات : 2765 معدل النشاط : 2828 التقييم : 154 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: نهاية عميل.. استعملوني ورموني ...معاريف الأربعاء 13 أكتوبر 2010 - 22:31 | | | هذا هو اسلوب الموساد المعروف.....اذا وقع لهم عميل مهما كانت خطورته لا يعترفون بذلك ابدا بل وينكرون انه اسرائيلى اساسا...وقد حدث هذا مع العديد امثال نجم فواز.....شكرا على الطرح يا سيادة اللواء |
|