داهية حرب
عريـــف
الـبلد : العمر : 46 المهنة : 14 سنة جيش المزاج : مستعد دوما التسجيل : 09/10/2010 عدد المساهمات : 30 معدل النشاط : 47 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: المخابرات العسكرية الامريكية تكشف اسرار صناعة الصواريخ والاسلحة الكيماوية في مصر الأحد 10 أكتوبر 2010 - 19:13 | | | وثائق المخابرات العسكرية الامريكية تكشف اسرار صناعة الصواريخ والاسلحة الكيماوية في مصر
مؤلف هذا الكتاب محلل في وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية، يعرف من أين يأتي بمعلوماته.. وكيف يتأكد منها.. ولمن يقدمها.. الكتاب نفسه يحكي عن موضوع غير تقليدي.. لا تجد معلومات عنه بسهولة..ولا تصل إلي حقيقتها بسهولة أيضا.
اختار أوين سيريس أن يقرأ تاريخ وحاضر ومستقبل صناع مشروعات.. كان من الممكن أن تضع مصر في مصاف الدول العظمى تفصيلية، وتحليلية لسعي مصر لتطو ير الصوار يخ الباليستية، أثناء فترة الحرب الباردة.. إضافة إلي معلومات تحليلية واضحة، ومفصلة، عن برامج الصواريخ المصرية في عهد الرؤساء الثلاثة: عبد الناصر، والسادات ومبارك.
تطوير برنامج الصواريخ المصرية
كانت تلك المعلومات تظهر بعض الحقائق المعروفة منذ زمن وتضفي بريقا خاصا علي زعامة عبدالناصر، ورغبته في صناعة صورة جديدة للقومية العربية.
لكن.. ربما كانت اكثر فصول الكتاب إثارة للجدل، هي الفصول المصرية بوجه عام.. وتظهر اللحظات التي شعرت فيها أمريكا حقا بالخوف من القدرات العسكرية المصرية.. وكيف بذلت كل جهودها لتحجيمها.
صواريخ الكندور
يقول اوينس يريس: إن بداية أهم مشروع صوار يخ مصري حديث من إسرائيل و إيران.
لذلك، كانت بداية حلقة الاتصالات في مشروع صوار يخ الكوندو الاتفاق..
صارت مصر تعمل كضابط اتصالات في مشروع صوار يخ الكوندور، بينما تقدم الأرجنتين شبكة اتصالاتها الأوروبية وخبراتها التكنولوجية، و يقدم العراق الموارد المالية اللازمة لتصنيع الصوار يخ.
وهكذا صار المشير عبد الحليم أبوغزالة.. وزير الدفاع المصري
أبو غزالة مديراً للمخابرات ثم وزيراً للدفاع
وعندما عاد أبو غزالة إلي مصر، شغل منصب مدير المخابرات العسكرية، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتي عام 1981، عندما عينه الرئيس مبارك وزيرا للدفاع.
كانت علاقات أبو غزالة الوثيقة بواشنطن هي العلاقات التي رغبت بمكاتب الملاحق العسكريين في أوروبا وأمريكا الشمالية، بهدف الحصول علي معلومات التكنولوجيا الخاصة بالصواريخ.
أحد أهم تلك المكاتب، كان مكتب الملحق العسكر ي المصري في النمسا، وهو اللواء احمد حسام الدين خيرت.. ومن مكتبه في سالزبورج بالنمسا، بدأ اللواء خيرت اتصالاته بصديق قديم له، صار أهم وجه في تلك الأحداث فيما بعد.. وهو عبد القادر حلمي.
لقد كان عبد القادر حلمي خبير صواريخ من اصل مصري، يحمل الجنسية المصرية أثناء الإطلاق وغيرها من التكنولوجيا المطلوبة لتحسين برنامج صواريخ الكوندور.. واستخدم اللواء خيرت عبد القادر حلمي للحصول علي تكنولوجيا برامج خاصة بأبحاث وتصميم الصواريخ.
الاستعانة بصديق أمريكي
وبالاستعانة بصديق أمريكي لعبد القادر حلمي اسمه جيمس هوفمان، نجح اللواء خيرت في الاتصال بشركة برامج في ولاية الاباما الأمريكية، كان قادرا علي الوفاء ببعض الاحتياجات التي طلبتها مصر.
وفي أبر يل 1986، سافر اللواء خيرت إلي منطقة هانتسفيل، علي وجه اللواء خيرت.. والأرجح أنه ذهب لشراء المواد المطلوبة من مكان آخر.
وفي منتصف الثمانينيات، بدأت تظهر الملامح الرئيسية لبرنامج الكوندو مع دخول السعودية إلي سباق الصواريخ وشرائها صواريخ من طراز سي اس اس تو.
انفجار سيارة العلماء الألمان
وهنا وقعت حادثة في القاهرة، أعادت إلي الأذهان ذكري حملة الاغتيالات في فرنسا، يملكها مدير فرنسي ذو صلة ببرنامج صواريخ الكوندور.
واتصل مجهول بإحدي المحطات الإخبار ية الفرنسية ليعلن مسئولية جماعة اسمها جماعة حرس الإسلام عن الحادث، مضيفا أن تلك الجماعة الموالية لايران فجرت السيارة، لأن صاحبها الفرنسي يعمل لصالح العراق.
والأرجح أن إيران لم تطلق تلك الهجمات، وإنما كانت إسرائيل هي التي تقف وراءها، خاصة أنها تملك كلا من الدافع والإمكانيات لتنفيذ هذا النوع من الهجمات.
القبض علي عبدالقادر حلمي
والأهم، أن واشنطن بدأت تحقيقا فيدراليا حول عبد القادر حلمي ساكرامنتو الأمريكية في منتصف مارس عام 1988، وسافر حلمي مع الديبلوماسي المصري إلي واشنطن حاملين صندوقين يحتويان غالبا علي الكربون المستخدم في تصنيع أجزاء مهمة من الصوار يخ.
ووضع عبد القادر حلمي وفؤاد الجمل الصندوقين في أحد المباني التا يح ي ي الجمل، وهو خبير خاص في طاقم أبوغزالة، واغلب الظن أن ذلك الرجل هو نفسه الذي كان يتولي مسئولية إدارة مكتب الصواريخ الباليستية في وزارة الدفاع المصر ية.
وفي 25 مايو 1988، بدأت الأدلة تتراكم ضد عبد القادر حلمي.و علي يد الجماعة الايرانية المزعومة. وأشار اللواء خيرت في المكالمة إلي تصميم صواريخ الكوندور.
وفي أول يونيو من نفس العام، أجري عبد القادر حلمي اتصال كانت هناك مناقشات حول الأشياء التي "تخضع للمراقبة ولا يمكن شحنها". وكان اعتراض الجوهري يكمن في انه لم يكن يتوقع أن يكون عليه تسليم ستة أو سبعة أطنان من المواد الكيماوية.
هنا رد عليه عبد القادر حلمي قائلا إن الوزير يريد "شحن تلك الحمولة بأي ثمن." وان علي الجوهري أن يشحن تلك المواد إلي القاهرة علي متن الرحلة العسكرية التالية إليها.
ومن مكتبه في سالزبورج في النمسا. قال اللواء خيرت لعبد القادر إنني اتصل بك من الوزارة لكي انقل لك رسالة من أبينا ومن جدنا الذي كان عندك منذ فترة". واستنتج المحققون الأمريكيون فيما بعد انه كان يشير إلي أبو غزالة بأسماء الأب والجد والوزير.
وفي 14 يونيو، تم شحن 430 باوند من الكربون إلي ولاية اوهيو الأمريكية، ومنها إلي ولاية بالتيمور.. اشتراها جيمس هوفمان رجل عبد القادر حلمي.وبعدها بيوم، قال هوفمان لعبد القادر حلمي إن هناك طائرة عسكر ية مصر ية من طراز c130 ستغادر مطار بالتيمور واشنطن الدولي في 24 يونيو، وانه قام بالترتيبات اللازمة لوضع الحمولة علي متن تلك الطائرة.
وفي 24 يونيو
الحصانة الدبلوماسية تنقذ الشحنة
وألقت أمريكا كذلك القبض علي عبد القادر حلمي وزترخيص، وغسيل الأموال، حتي وصل عدد الاتهامات إلي 12 تهمة.
ولاثبات قضيتهم، قدم رجال الأمن الأمريكان تسجيلاتهم للصحف، أن مصر كانت تسعي، إضافة لمكونات الكربون، للحصول بشكل غير قانوني علي اكثر من 30 طنا من المواد الكيماو ية، وعلي 400 صاج من الحديد المعالج.
وفي تحول مثير للسخرية في مجري الأحداث، وبعد خمسة ي الصاروخ يلقي ترحيبا واسعا، لانه يضي
شائعات تورط أبو غزالة تتسرب للصحف الامريكية
في ذلك الوقت، تواصلت تداعيات قضية عبد القادر حلمي ف للقلق في مصر هي الشائعات التي بدأت تتسرب إلي وسائل الأعلام والجد. وكما تقول الواشنطن بوست، كانت وزارة الخارجية الأمريكية شديدة الحساسية بشأن ربط أبوغزالة بالقضية، وطلبت من وزارة العدل الأمريكية شطب كل ذكر لاسمه من التحقيقات.
واثناء محاكمة حلمي في خريف 1988. قال محامو الدفاع عن عبد القادر حلمى اتصل بوزارة الخارجية الأمريكية، وعرض عليها صفقة، تجري فيها مصر تحقيقها الخاص في القضية، وتعرض نتائجه علي الجانب الأمريكي بعدها.
وكان رأي المحامين أن نتيجة التحقيق المصري، ستلقي باللوم علي كل من العقيد محمد وعلي اللواء عبد الرحيم الجوهري في تلك القضية.
ضغوط امريكية علي المانيا وفرنسا وإيطاليا
قبل قضية عبد القادر حلم ي، كان التطور في برنامج صوار يخ ا برنامج صوار خ الكوندور في نظر أمر يكا:"سببا في ز يادة الضغوط الإقليمية، وزيادة حمي سباق التسليح في المنطقة، وربما استفز كل من إيران وإسرائيل لشن هجمات لتدمير البنية التحتية لإنتاج صواريخ الكوندور، أو زيادة قوة تسليحهم الصاروخي.
وبدأت الضغوط الأمريكية تتم علي السلطات الألمانية الغربية صواريخها علي ي دولة أخري، ي لا تستخدم صواريخها إلا في حالات الدفاع عن نفسها.
وفي د يسمبر 1988، ذكرت صحيفة النيويورك تايمز المسألة. وكان من ضمن الاقتراحات الأمريكية، أن يكون هناك نوع من التنسيق المبدئي، تأخذ فيه القدس والقاهرة "خطوات صغيرة" لإثبات حسن نواياهم.. كان تعلن كل عاصمة مثلا عن استعدادها لإجراء تجارب علي إطلاق الصوار يخ خلال تجاربها العسكر ية مثلا.
واغلب الظن أن البنتاجون لم يوافق علي هذا الاقتراح الذي كان ي وافقتا في صمت بعد اندلاع حرب الخليج الثانية عام 199
الاسلحة الكيماوية المصرية
وفي ربيع عام 1989، كان الرئيس مبارك يستعد لبدء زيارة لإنتاج أسلحة دمار شامل أو تطوير برامج صاروخية.. كانت انسحبت من المشروع، وإنها لم تساهم عن عمد ولا عن علم في إن
وأمام هذا الضغط العنيف الذي تمارسه وسائل الإعلام الأمريكي إعادة ثقة واشنطن في مصر خلال رحلته القادمة
واضاف الرئيس مبارك انه "مصدوم" من تلميحات واشنطن بأن مصر استخدمت مواد كر يبز السويسرية لإنتاج أسلحة كيماوية. وركز الرئيس علي عدم امتلاك مصر لأسلحة كيماوية، وان لم ينكر أن الرئيس جمال عبد الناصر استخدم أسلحة كيماو ية ضد المتمردين اليمنيين في الستينيات.
ومن المؤكد أن الولايات المتحدة، ممثلة وقتها في إدارة ا منصب المستشار الشخصي للرئيس.
وعلي الرغم من أن الربط الحرج بين أبو غزالة وبين مشروع صواريخ ابوغزالة بسبب شعبيته الواسعة بين صفوف الجيش، ومع الجماهير.. لكن.. في كل الحالات، وبعد إزاحة خطر أبو غزالة المحتمل عن الطر يق، استطاع الرئيس مبارك تدعيم سلطته، والقاء قضية عبد القادر حلمي وراء ظهره.
سجن عبدالقادر حلمي بعد اعترافه بالتهمة
كانت قضية عبد القادر حلمي تقترب بدورها من آخر فصولها في الول والعقيد محمد فلم يتم استدعاء أحدهما أبدا للمثول أمام المحاكم الأمريكية لاستجوابهما حول دورهما في عمليات تهر يب مواد صوار يخ برنامج الكوندور.
وفي 6 ديسمبر عام 1989، صدر الحكم بحبس عبد القادر حلمي 46 شهرا في السجن، وتغر يمه 359 ألف دولار.ومصادرة نصف مليون دولار حصل عليها من "صفقاته غير القانونية" مع المصريين. ووصف القاضي الأمر يكي الذي اصدر الحكم في قضية عبد القادر حلمي بأنها نموذج صارخ علي الطمع.
أما الشر يك الأمر يكي، جيمس وفمان، فحكم عليه القاضي ب 41 شهرا سجنا، وبغرامة 7 آلاف دولار عن دوره ف يما وصفه القاض ي "بالمؤامرة الواسعة.. المتشعبة.. والمعقدة"
كان إلقاء القبض علي عبد القادر حلم ومحاكمته، وصدور الحكم يتخذه مشروع الصواريخ المشترك.. فقد كانت هناك شكوك تساور المسئولين العراقيين، في أن هناك اتفاقات ثنائية سرية تتم بين مصر والارجنتين، للحصول علي مكاسب غير ملحوظة من التمو يل العراقي لمشروع الصوار يخ.
أما أمريكيا، ففور أن انتبهت إلي برنامج صواريخ الكوندور الأرجنتين لو استمرت في جهودها لإنتاج الصوار يخ.
وكانت نتيجة الضغوط الأمر يكية، أن أعلن وزير دفاع الأرجنتين تراجع بلاده عن مشروع برنامج الصواريخ، وانضمامها إلي معاهدة حظر الانتشار الصاروخ ي التي وقعتها أخيرا عام 1993.
بعد خروج العراق مصر مستمرة في برنامج صواريخ الكندور بمفردها
لقد كانت حالة الأرجنتين تمثل نجاحا غير مسبوق لجهود واشنطن في مشروع صوار يخ الكوندور.و يبدو أن المسئولين المصريين ق المخابرات الأمريكية، تؤكد استمرار مصر في مشروع صواريخ كوندور وقتها إن مصر ما زالت تواصل جهودها لتطوير صواريخ فيكتور الباليستية قصيرة المدي.
لم تنته المعركة مع أمريكا لتطوير صواريخها عند إنتاج صوار يخ سكود ب ي الخاصة بها باستخدام تكنولوجيا حصلت عليها من كوريا الشمالية. وتدعي إسرائيل أن مصر تمتلك حاليا صوار يخ سكود س ي التي يصل مداها إلي 500 أو 600 كيلومتر وحصلت عليها من كور يا الشمالية أيضا.
ومع دخول مصر إلي الألفية الجديدة، ازداد تعقيد تكنولوجيا صوار يخ "نو دونج" من كوريا
وتشير تقارير مخابراتية أخري، إلي أن هناك عددا من العلماء والفني ين الكوريين الشماليين، يتراوح عددهم ما ب ين 50 و300، يتواجدون في مصر لمعاونة المصريين علي تطوير أنظمة صواريخ سكود، وربما في برامج صواريخ نودونج أيضا.
والواقع أن الدوافع التي تقف وراء سعي مصر لامتلاك هذه الصواريخ هى المدن في إسرائيل، إلا إذا كانت هذه الصوار يخ تحمل أسلحة كيماوية أو بيولوجية.
لذلك، فالدافع الأهم وراء امتلاك مصر تكنولوج يا نودونج، انضمت إلي السعود ية و إيران وإسرائيل
والواقع انه، لو كان مشروع صوار يخ كوندور قد اكتمل، إذن، لك التفت يش. ولكانت اكثر مقاومة لصوار يخ باتر يوت سام الت ي استخدمها الجيش الأمر يكي في حروبه ضد العراق منذ عام 1991.
باختصار شديد، لخص أحد مسئولي المخابرات المركزية الموقف بقوله، انه لو كان مشروع الكوندور قد اكتمل، لكانت باقي الصوار يخ إلي جواره، أشبه بلعب الأطفال.
لقد أدرك العالم الكثير من الحقائق منذ نهاية قضية الصواريخ المصرية. وا الاتصالات الأوروبية التي قدمتها له الأرجنتين.كل ما استطاعت يجزم إلي ال يوم ما إذا كانت القاهرة قد
وبالنسبة لتكاليف تطوير برنامج الصواريخ.. فإننا نعرف الآن، أ 1984، حتي 1991.
وأضافت السعود ية ثقلا ماليا آخر في البرنامج إلي جوار العراق.. خاصة أن البرنامج احتاج في فترة ما إلي ما يقرب من المليار دولار لكي تكتمل إحدي مراحله، وقدمت السعودية هذه المساهمة.
ووصلت التكلفة النهائية في برنامج صواريخ الكوندور إلي أن يكلف الصاروخ الواحد ما يقرب من 33 مليون دولار.. وهو مبلغ قد يبدو مرتفعا مقارنة بحالات استخدام الصاروخ، إلا انه يبدو مناسبا جدا عند حساب الثقل السياسي والعسكري لوجود الصاروخ في أي ترسانة.
ومن الواضح أن ذلك الصاروخ الذي يكلف 33 مليون دولار، ولا العراق علي الأقل في الفترة التي تسبق حرب الخليج في عامي 1990 و1991.
أما الجانب الثالث في المشروع، وهو الجانب التكنولوجي. فإن ق تهر يب باقي هذه المواد من تحت رقابة الولايات المتحدة وإرسالها لإكمال باقي عناصر برنامج الكوندور.
لقد كان مشروع إنتاج الكوندور رهانا.. علي قدرة مصر إنتاج الصواريخ الباليستية تحت أعين المجتمع الدولي كله. وخسرت مصر هذا الرهان. |
|