جنرال السرايا
مســـاعد أول
الـبلد : العمر : 37 المهنة : مجاهد التسجيل : 14/10/2010 عدد المساهمات : 506 معدل النشاط : 715 التقييم : 18 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: حُبّ صحابة رسول الله جميعا وذكرهم بالجميل وحفظ حقوقهم حماية للوطن من الضلال والطائفية الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 16:39 | | | حُبّ صحابة رسول الله جميعا وذكرهم بالجميل وحفظ حقوقهم حماية للوطن من الضلال والطائفية.
بسم الله الرحمن الرحيم. إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون] [يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا]. [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا] أما بعد: فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هدي محمد، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار. أما بعد: لقد كثرت طعونات الروافض في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شمال إفريقيا، وظهر في بعض المقاطعات الجزائرية من يدعو لمذهب الروافض بقوة، وخاصة على مستوى الجامعات، حتى غدا الطعن في بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث المجالس، لا تجد له نكيرا عند بعض العامة لجهلهم بمنزلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والغريب في الأمر أن المنظومة التعلمية لا تحتوي على فصل خاص يعرف الطّلاب بفضل صحابة رسول الله ويذكرهم بمناقبهم، ويحذرهم من استنقاصهم وذكر مثالبهم حماية للطلاب من الضلال وللوطن من عفن الطائفية الهاضمة للحقوق والمفرقة للجماعة، وقد استغل بعض الأساتذة الملوثين بفكر الروافض أتباع الملالي هذا النقص واستولوا على قلوب بعض الطلاب وعثوا فيهم فسادا وبذرا للشكوك خدمة لمذهب الصفويين وصنوانهم من اليهود، ولم أكن أتصوّر أن داء الروافض وصل إلى عامة المسلمين حتى اتصلت بي سيدة مسلمة من شرق الجزائر وأخبرتني أن زوجها يستنقص عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ويستهزء بصحابة رسول الله، فلما كلمت زوجها وجدت أن البلاء جاءه من قناة المنار التابعة لحزب الله في لبنان، ومن مجالسته لبعض الملوثين بهذا الفكر، وحينها أدركت أن الأمر خطير ويحتاج إلى نشر معتقد أهل الحديث في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سدا لأبواب الفتن، وحفاظا على وطني العزيز من نار الطائفية التي مزقت دولة العراق وأدخلتها أوتون الحروب، ونيران الفتن. فإن الروافض في عهد مضى حوّلوا شمال إفريقيا إلى جحيم يسب في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقطع فيه رأس كلّ سنيّ يذب عن عرض الصحابة ويحافظ على جنابهم. قال القاضي عياض بن موسى السبتي المالكي (م 544هـ) في ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك (5/303 ط/ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمملكة المغربية): (كان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد في حالة شديدة من الاهتضام والتستر؛ كأنهم ذمّة، تجري عليهم في أكثر الأيام محن شديدة. ولما أظهر بنو عبيد أمرهم، ونصبوا حسينا الأعمى السبّاب لعنه الله في الأسواق للسبّ بأسجاع لُقنها، يتوصل منها إلى سبّ النبي صلى الله عليه وسلم في ألفاظ حفظها، كقوله لعنه الله: (العنوا الغار وما حوى، والكساء وما حوى). وغير ذلك، وعُلِقت رؤوس الحمر والكباش على أبواب الحوانيت، عليها قراطيس معلقة، مكتوب فيها أسماء الصحابة، اشتدّ الأمر على أهل السنّة، فمن تكلم أو تحرك قتل ومثِّل به...). وممن قُتِل بتهمة تفضيل بعض الصحابة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ الفقيهُ أبو علي الحسن بن مفرج، والزاهِدُ محمد الشذوني، وذلك في سنة 309 من هجرته صلى الله عليه وسلم. وإنني لا أستبعد أنّ يكون لحزب الله اللبناني الرافضي يدٌ في الفتن التي تعربد من تحت أقدام أهل السنة في الجزائر، وأن بعض عناصر القاعدة قد تدرب في معسكرات حزب الله في جنوب لبنان، وأن أحفاد بني عبيد من جيش حزب الله إذا تمّ لهم الأمر فإنهم سيفعلون أشدّّ ما فعل أسلافهم، الله أسأل أن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يعصمنا من شرهم وغدرهم. إنّ خطر الطائفية الشمطاء على أمنِ الأمة واقتصادها لا يختلف في شره اثنان، وخاصة إذا كان مكسوا بلباس السياسة العرجاء، ومدفوعا من جهات مستثمرة في باب الهيمنة الأيديولوجية، والسيطرة على الأقاليم، والتوسع الأخطبوطي، ومنطويا على نية الانفصال وتفكيك الوطن إلى كنتونات وأقاليم، وما يراه المسلم ويسمعه من حوادث رهيبة تقع في العراق الشقيق بسبب العنف الطائفي، والقتل على الهوية، وما وقع في يوغسلافيا ولبنان سابقا، يجعله يعد مشروعا وقائيا محكم البنيان يعصم من خطر الطائفية النائمة في بعض المجتمعات الإسلامية، والتي أصبحت ورقة رابحة في أيدي بعض الدول الكافرة، وأحيانا في أيدي بعض الدول الإسلامية حين يأتيها شيطانها لبذر سموم الفتن في ربوع الدولة المجاورة من أجل بعض المكاسب الفانية والله المستعان. والطائفية تتغذى من الدافع العقدي الفاسد، كما هو الشأن عند الروافض الصفويين الأنجاس، أو من الدافع الأيديولوجي كما صنع الشيوعيون بقيادة ستالين وأعوانه في الأقاليم التي استولوا عليها، وأحيانا من الجنس البشري ذاته، من عرب أو عجم، أو لسان، ولهذا جاء الإسلام إلى البشرية كلها وأذاب الطائفية في قالب ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾. قال الإمام ابن كثير في تفسير آية الحجرات: (قيل: المراد بالشعوب بطون العجم، وبالقبائل بطون العرب، كما أن الأسباط بطون بني إسرائيل، ثم قال رحمه الله: فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم)اهـ. وذابت في قوله صلى الله عليه وسلم (إنّ الله تعالى قد أذهب عنكم عُبِّيَّة الجاهلية وفخرها بالأباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنوا آدم، وآدم من تراب، ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجِعلان التي تدفع النتن بأنفها) إسناده حسن، أخرجه الإمام أبو داود والترمذي وغيرهما. وما جاء في حديث أبي هريرة مرفوعا: (من بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه). وأخرج الإمام أحمد بإسناده حسن من حديث عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد، كلكم بنوا آدم، طفّ الصاع لم يملؤه، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين والتقوى، وكفى بالرجل أن يكون بذيا بخيلا فاحشا). وأخرج الإمام أبو داود في كتاب الأدب عن عبد الله بن مسعود قال: (من نصر قوما على غير الحق، فهو كالبعير الذي رُدّي، فهو ينزع بذنبه)، والنصوص في هذا الباب أكثر من أن تحصى. فإذا أدركت البشريةُ أن ميزان التفاضل هو الدّين السليم والعمل الصالح نبذت نعرة الطائفة وطرحتها أرضا. وكما قلت سابقا: فإن بعض الدول الغربية تحت ستار بعض المنظّّمات الإغاثية تسعى إلى تقوية الطائفية في الأقاليم الإسلامية انطلاقا من اللسان، كما هو شأن منظمة اللجنة الدولية للإنقاذ الأمريكية حيث أطلقت في احتفال رسمي من شهر أكتوبر سنة 2004 مشروع كتابة لهجة (البداويت) التي يعود تاريخ ظهورها إلى أربعة آلاف سنة، بإصدار خمسة كتب بهذه اللهجة، وإعلان بدء تعليمها في (19) مدرسة في شرق السودان، وذلك تمهيدا لمحاولات الانفصال عن الدولة الأم السودان، وقد اعتمد زعماء التمرد المسلح في شرق السودان لهجة (البداويت) التي يتحدث بها أكثر من مليوني شخص كلغة رسمية، وشَرَعوا في تعليمها في المناطق التي يسيطرون عليها تمهيدا لعملية الانفصال عن الوطن. وهذه الخطط المكشوفة يسعى الغرب لبسطها على بعض دول شمال إفريقيا، والله العاصم من كيد الأعداء، ولعل موضع كشف هذه الحقائق يأتي في جزء خاص.
باب:
فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا دون استثناء. قال الله تعالى في سورة[محمد:29].:[مُحَمدٌ رَسُولُ الله والذين معه أشداء على الكُفارِ رُحماءُ بينهم تراهم رُكعاً سُجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهُم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزُّراع ليغيظ بهم الكُفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماًْ] فقوله تعالى: [والذين معه] تشمل جميع الصحابة الذين كانوا معه ولا تستثني أحدا منهم. وقال تعالى في سورة[الحديد:10]: [لايستوي مِنكُم من أَنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظمُ درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكُلا وعد الله الحُسنى والله بما تعملون خبير] . فقوله تعالى: [وكلا وعد الله الحسنى] تشمل جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين أنفقوا قبل وقاتلوا، والذين أنفقوا بعد الفتح وقاتلوا، فجميعهم دون استثناء وعدهم الله بالحسنى وهي الجنة، كما في قوله تعالى من سورة [ يونس: 26]: [للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهقُ وجوههم قترٌ ولا ذِلةٌ أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون]. قال أبو جعفر ابن جرير الطبري في «تفسيره»: (وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تبارك وتعالى وعد المحسنين من عباده على إحسانهم الحسنى، وأن يجزيهم على طاعته إياه الجنة)ا.هـ. وقال تعالى في سورة [التوبة:100]: [والسّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم] وأخرج الإمام البخاري (برقم3673) والإمام مسلم (برقم2541 باب: تحريم سبّ الصحابة) واللفظ للإمام مسلم؛ كلاهما من طريق الأعمش عن أبي صالح ذكوان عن أبي سعيد قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبّه خالدٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاتسبوا أحداً من أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه». قوله صلى الله عليه وسلم قال: «لاتسبوا أحداً من أصحابي» عام يشمل جميع صحابة رسول الله دون استثناء. وبوّب الإمام أبو حاتم ابن حبان في «صحيحه» - كما في «الإحسان» (16/238) - : [ذكر الخبر الدالِّ على أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمكلّهم ثقاتٌ عدول]. وأخرج الإمام البخاري (برقم3649 ) والإمام مسلم (برقم2532) واللفظ له كلاهما من حديث سفيان بن عيينة قال: سمع عمرُو بنُ دينار جابرا يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس، يقال لهم: فيكم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فيقولون: نعم ، فيفتح لهم ، ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: فيكم من رأى من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم ، فيفتح لهم, ثم يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من رأى من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم ، فيفتح لهم» وأخرجه الإمام مسلم (برقم2523) من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: زعم أبو سعيد الخدري قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم : «يأتي على الناس زمان يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فيوجد الرّجل فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به». |
|