[center]التكتيك في حرب الجبال
يتخذ التكتيك في حرب العصابات شكلين رئيسيين ، هما الكمين والإغارة ، ويخضع كلٌ منهما لقواعد عامة لابد من مراعاتها في تكتيك العصابات أياً كان الشكل المتخذ فيه ، وسنشير فيما يلي إلى بعض الأمور العامة التي تحكم تكتيك العصابات ثم نتناول بعد ذلك كلاً من الكمين والإغارة .
الأمور العامةالتي تحكم تكتيك العصابات
- الهدف التكتيكي من العمل هو المقاومة والصمود الناجح لتحقيق النصر ، لذلك يجب الحذر دائماً من حصار العدو لنا ، والتملصفوراً منالقتال عندما يكون العدو هو المهاجم .
- يراعى في الهجوم الحذر التام، مع مراعاة إيهام العدو بأن الهجوم في الغرب ولكن يكون الهجوم الرئيسي في الشرقكمثال ، بحيث يشغل العدو بهجوم ثانوي من جهة ويُباغت من جهة أخرى .
- يجب الاعتماد التام على التخفي وحسن الانخراط والاختلاط بالسكان المحليين .
- يجب أن تكون قواعد الانطلاق محصنة تحصيناً طبيعياً ، ومجهزة هندسياً للدفاع عنها عند اللزوم ، كما يجب فضلاً عن ذلك أن تكون متمتعة بممراتٍ خفية سهلة للفرار ، بحيث توضع خطط للدفاع والانسحاب.
- يراعى عدم ترك أي آثار أو علامات تدل على رجال العصابات عند الانتقال أو التوقف للراحة أو للمبيت.
- يجب القيام بوضع قواعد صغيرة حسنة الإخفاء حول منطقة الأهداف قبل الهجوم عليها حتى يمكن استخدام مثل هذه القواعد في إخفاء المصابين توطئةً لنقلهم إلى مناطق أكثر أمناً .
- تُحل مسائل الإعاشة والذخيرة باستخدام مخازن صغيرة مخفاة لا يعرف طريقها إلا عدد محدود من المقاتلين ، وتوضع المواد المطلوب تخزينها في أوعية عازلة للرطوبة من البلاستيك أو الصفيح أو الزجاج حتى لا تفسد بالمياه والرطوبة .
- يراعى السرية التامة وحفظ الأسرار ، فخطط التحرك وقواعد الانطلاق الفرعية والتبادلية فضلاً عن الرئيسية بالطبع ؛ لا يجب أن يعرفهاإلا نفر قليل .
- يراعى تجنب النمطية والتكرار عند تنفيذ العمليات المختلفة بل لابد من الاختراع والابتكار ، والاندفاعُ والتهور مرفوضان تماماً في تكتيك العصابات ، بل لابد من التأني وأخذ جميع الأسباب.
- المفاجأة والسرعة والحسم أمور مهمة في تكتيك العصابات .
- يفضل مهاجمة العدو وهو في حالةالتحرك، لسهولة الإيقاع به في مثل هذه الحالة.
- يفضل الهجوم على المنشآت المنعزلة لأثرها المعنوي ، فضلاً عما تؤدي إليه من إجبار العدو على الانتشار وتوزيع قواته ، بالإضافة إلى توفر المؤن والسلاح بها بكميات كبيرة نسبياً .
- يجب سحب أسلحة ووثائق القتلى من رجال العصابات حتى لا يستفيد منها العدو .
والآن نأتي إلى الكمين والإغارة ..
·أولاً : الكمين
الكمين -كتكتيك قتالي - تعرفه قوات العصابات والقوات النظامية كذلك ، بل وتستخدمه القوات الخاصة بكثرة في الجيوش النظامية ، وذلك بغرض الحصول على أسير أو وثائق أو اغتيال ، أو تعطيل تقدم الجيوش. ولا يختلف الكمين سواء لدى رجال العصابات أو القوات النظامية في أسسه الفنية ، إلا أن الكمين عند رجال العصابات ينفرد بميزات معينة أهمها : الاعتماد على الدعم المحلي للسكان المحليين في الإخفاء التمويه والانسحاب وتخزين الأسلحة والمعدات المطلوبة ، وكذلك تعويض الإمكانيات المادية المطلوبة بالروح المعنوية العالية والذكاء المحلي .
ويُقصد بالكمين : الاختفاء في موقع جيد ينتظر فيه تقدم العدو بحيث يكون تحت سيطرته ، حيث تقتحم قوات الكمين بغرض إبادة العدو أو الحصول منه على أسرى أو وثائق أو أسلحة أو معدات ، فضلاً عن إزعاج العدو وإثارته وإرهابه بالطبع .
ولنجاح الكمين بهذا المعنى ، تعمد قوات العصابات إلى تقسيم الكمين إلى ثلاث مجموعات ، هي مجموعة ( الاستطلاع ) ومجموعة ( الاقتحام ) ومجموعة ( الحماية وقطع الطريق ) .
ومن الأمثلة على بعض أنواع الكمائن :
1- ينقسم رجال الكمين إلى أربع مجموعات ، تحتل كل واحدةٍ منها اتجاهاً جغرافياً معيناً ، وتقبع فيه انتظاراً للعدو ، فإذا ما جاء العدو وتوسطَ هذه المجموعات عمدت إحداها إلى إطلاق النار عليه ، فإذا هجم عليها : انسحبت هي من أمامه بينما تطلق مجموعة أخرى النار عليه ، وهكذا تتبادله المجموعات الأربع هجوماً وانسحاباً حتى تنهار روحه المعنوية ، ويتجمد في مكانه ثم يقع فريسة سهلة للكمين في النهاية .
ولا يهم الوقت في تنفيذ هذه المناورة ، فقد يكون ليلاً أو نهاراً ، إلا أنه يراعى تقصير الأبعاد فيما لو نُفذت هذه المناورة ليلاً .
5-ينقسم رجال الكمين إلى مجموعتين وتكون بنظام حرف Lوتكون المجموعتين جاهزتين بحيث إذا دخل موقع الكمين قامت المجموعتين بمهاجمته ، ويراعى في هذه الحالة تقسيم خطوط النار .
ويوجد طبعاً غير هذه الأنواع الكثير .
·ثانياً : الإغارة
والفارق الفني بين الكمين والإغارة يكمن في أن الكمينَ : انتظارٌ وترقبٌ في موقعٍ جيد ، بينما الإغارة تَقّدُمٌمدروسٌ ومرتبٌ على هدفٍ مختارٍ بدقةٍ وعناية .
ففي الإغارة تتقدم المجموعة المغيرة مراعيةً الاختفاء التام على طريق تقدمها نحو الهدف المختار من قبل ، بحيث تجيد أمر التسلل والاقتراب والتخفي والاستفادة من الظروف الطبيعة ، ومن ثمّ تقوم هذه القوة باقتحام هذاالهدف بالأسلوب الذي يناسب المعلومات عنه وحسب الخطة الموضوعة من قبل .
وبالطبع فإن الهدف العام لكل إغارة : هو إزعاج العدو وإرهاقه وإرهابه ، إلا أن لكل إغارةٍ أهدافاً خاصة أخرى ، قد تكون الحصول على الأسرى أو الوثائق أو الأسلحة أو المؤن أو المعدات أو حتى مجرد تدمير الغرض المستهدف ونسفه وتخريبه .
وجدير بالذكر أن الانسحاب في الإغارة يعتبر من أهم مراحلها ، فالعدو لن يبخل بالمطاردة اللازمة إذا ما تيسرت له طرقها ، بينما لا تتمتع القوة المغيرة بأي ستارات أو تغطية من النيران الثقيلة لأن هذا البذخ لا يتوافر لرجال العصابات غالباً ، ولهذا يعمد رجال العصابات إلى تعويض ذلك بالانسحاب من الطرق الوعرة الصعبة ، الموضوعة في الخطة من قبل ، مع تلغيم هذه الطرق بالشراك الخداعية الصغيرة التي تعوق تقدم العدو خلف القوات المنسحبة .
وفي ختام الكمين والإغارة نُذكر بأن كلاً منهما قد يجري تنفيذه من قواعد مزروعة بين تشكيلات العدو ، كما قد يجري تنفيذه بأسلوب التسرب والانتشار داخل خطوط العدو.
في العموم هذا ما يتعلق بقوات الجبال وتكتيكاتهم وتنظيماتهم ، ولو أردنا الحديث عنهم بالتفصيل لطال بنا الحديث ، ولكن هذه أهم النقاط والمسائل المتعلقة بهذا القسم من قوات العصابات ، أسال الله أن ينفعنا بهذا العلم ويجعله حجةً لنا يوم القيامة لا علينا ، وأن يكون سبباً في قتال الكافرين وقهرهم و إذلالهم ، إنه على كل شيءٍ قدير ، وبالإجابة جدير .
العمل السري بالمدن
يحتاج العمل في المدن إلى مجموعات صغيرة منفصلة لا يزيد عدد أفرادها عن 4 في الغالب ، ويكونون من سكان المدينة التي يعملون فيها ، وذلك لأن أهل المدن يعرفون طبيعتها وطرقها ، وهذا الكلام ليس على إطلاقه فقدوم أهل البادية على المدن الكبيرة قد يكون معتاداً .
إذاً لابد من كون رجل المدينة يستطيع الحركة فيها بسهولة ويسر لأن المدينة يكثر فيها العيون والجواسيس – نظراً لوجود معظم الأهداف بها – ونظراً لوجود رجال الحكم والاقتصاد والثروة ، وهي في الغالب – أي المدن – تمثل هيبة الدولة .
ويجب ألا يُدفع بمجموعات العمل السري داخل المدن دون الحصول على التدريب اللازم والوثائق الثبوتية اللازمة والسواتر الجيّدة ، فلابد من تدريب الأفراد تدريباً عالياً ، ولابد من إيجاد مكاتب لتزوير الوثائق ، إذاً يجب أن يعمل في المدن أفضل عناصر التنظيم تعليماً وثقافةً وتدريباً ، لأن هذا الأمر سيساعد الأفراد على التحرك والعمل .
كما يحتاج العمل في المدن إلى دعم مادي كبير جداً ، والسبب في ذلك : ارتفاع تكاليف المعيشة في المدن عما هو عليه في الجبال ( المدن محرقة الأموال ) ، حتى الساتر يمكن أن يكون مكلف جداً ، فإذا كان المنزل في حي راقي فلابد من اقتناء سيارة ملائمة تتكيف مع طبيعة المكان .
·ملحوظة هامة : هناك خطأ وقعت فيه معظم الجماعات الجهادية ، وهو أن الفرد في التنظيم يعرف كل شيء عن التنظيم وأموره السرية ، أو تجدُ أن مجموعةً من مجموعات العمل تعرف طبيعةَ عملٍ معيّن أو عملية معيّنة من الألف إلى الياء ، فتجدُ أنها تقوم بدور جامع المعلومات والمجهز والمنفّذ والقائد ، ويجب على المجاهدين أن يستفيدوا من تجربة إخوانهم السابقين ويبدأوا من حيث انتهى أولئك ، فجامع المعلومات يجب ألا يعلم الهدف من جمع المعلومات عن هذا الشخص أو المنشأة ، ويجب ألا يعلم طريقة تنفيذ العملية ولا المواد المستخدمة في العملية ولا كيفية إحضارها إلى موقع العملية .. كذلك المُجهِّز يجب ألا يعرف لماذا جُمعَ هذا السلاح ولا لم هو يُعدُّ هذه المتفجرات .
يستخدم في المدن أكثر من تشكيل ومن ضمن هذه التشكيلات التنظيم الهرمي وتنظيم عقد السبحة وفي الأصل لابد لأي جماعة أن تقوم بعمل وترتيب أوراق التنظيم على حسب الوضع الذي تعيش فيه وهذه الأمور في الغالب تقدرها القيادة .
ومن ضمن هذه التشكيلات :
أولاً : مجموعة القيادة .
ثانياً : مجموعة جمع المعلومات .
ثالثاً : مجموعة التجهيز .
رابعاً : مجموعة التنفيذ .
وقد تُسمّى بطاقم القيادة وطاقم التنفيذ وهكذا ..
مجموعة القيادة الميدانية : تتكون من فردين إلى ثلاثة أفراد .
مهماتها : الإشراف على مهمات فريق العمل ، وتوجيه وإدارة المجموعات الثلاث .
وتتلقى هذه المجموعة التعليمات في الغالب من القيادة العليا[3][3] عن طريق الصندوق الميت ، أو بواسطة الاتصال غير المباشر.
الصندوق الميت : أي وسيلة يتم فيها اتصال غير مباشر بين الطرفين .
وترسل القيادة الميدانية التعليمات إلى بقية المجموعات عن طريق الصناديق الميتة أيضاً .
·أفراد هذه المجموعة ( القيادة الميدانية ) يجب أن يكون لديهم معرفةٌ تامة بالتخطيط للعمليات داخل المدن ، ولذلك يتم اختيارهم من بين العناصر الممتازة داخل التنظيم ، ويُقدم الأعرف والأعلم والذي له دراية بالعلوم العسكرية على من هو أفضل من ناحية العلم الشرعي ، ويتم اختيار أفراد هذه المجموعة على حسن تدبيرهم وذكاءهم وحسن إدارتهم للأمور .
ويتم تدريب هذه المجموعة على الآتي :
i.دراسة وتحليل المعلومات المُتحصَّل عليها بواسطة مجموعة جمع المعلومات ، ولابد أن تكون لديهم قدرة على تحليل واستنتاج جميع الوقائع الممكن وقوعها قبل وقوعها .
ii.دراسة وتحليل وتخطيط العمليات العسكرية ، ووضع الخطط اللازمة للهجوم والانسحاب والطوارئ والدفاع ، وتحليل الفوائد والمصالح والمفاسد المترتبة على العمل .
iii.يجب أن يتدرب أفراد هذه المجموعة على الاتصالات السرية بجميع أشكالها ( جميع أنواع أجهزة الاستقبال والإرسال ) وأن يكون عندهم القدرة على إتقان طُرُقِ اللقاء وأمنيّات اللقاء السري وغيرها ككشف وكسر المراقبة .
iv.إتقان عمل المجموعات الأخرى : جمع المعلومات – التجهيز – التنفيذ .
·يحتاج المجاهدون إلى جهاز استخباراتٍ إسلاميٍّ قوي ، وذلك لمواجهة الأخطار التي تحيط بالعمل السري في المدن ، وغالباً ما يتكون جهاز استخبارات جماعة العمل في المدينة من أربعة أفراد ، ويُدرّبون على ما يحتاجونه في باب الأمن والاستخبارات ، كما يجبُ أن تقومَ هذه المجموعةُ بعملِ المجموعات الأخرى أيضاً : التجهيز – التنفيذ ، وقد يكون أحد أفراد المخابرات من القيادة ، ولذلك يجب اختيار أفرادها بعنايةٍ بالغة .
أولاً : مجموعة جمع المعلومات
من الطرق المناسبة لعمل هذا الطاقم أن تتم عملية الجمع بواسطة زوج من الأفراد ( شخصين ) ، وإذا كان الهدف كبيراً يتم الجمع بواسطة الطاقم كاملاً ، وإذا كان الهدف أكبر يتم دعمهم بنصف طاقم يتم تدبيره من قبل القيادة .
ولابد من توزيع الأدوار بالنسبة لهذه المجموعة ، وتُوزّع عليهم القطاعات والمنشآت مثلاً ، ويتم تدريبهم على الآتي :
v.التخصصات الفردية ، وذلك لكي لا يقف العمل ، وتكون على النحو الآتي :
أ-فني كمبيوتر ، يستطيع إدخال المعلومات وإخراجها بالشكل المطلوب ، سواءً كانت هذه المعلومات صور أو أفلام أو وثائق سرية أو بيانات وتقارير كتابية ، وفي الجملة يكون خبيراً في التعامل مع الكمبيوتر .
ب-فرد تصنيف معلومات ( ويُقصد بها هنا المعلومات الخام ) ، ومهمته أن يقوم بتصنيف المعلومة الخام وتبويبها ، ثم يقدمها إلى فني الكمبيوتر ليقوم بإدخالها وأرشفتها – إذا أمرت القيادة بعمل أرشيف كمبيوتري للمعلومات ولعل هذا الأمر يقودنا إلى أهمية الأرشيف وحفظ المعلومات المستقاة من مجموعة جمع المعلومات للاستفادة منها في وقت لاحق .
ت- فني معمل تصوير ، ويجب التنبيه هنا على أن التصوير تطور كثيراً في أواخر التسعينات ومازال حتى بلغ حداً متقدماً جداً في تقنيات التصوير ، وقد يتم الاستغناء بالكامل عن الطريقة القديمة في التصوير ( التحميض ) وذلك عن طريق الكاميرات الرقمية ( Digitall ) الموصولة بالكمبيوتر ، فهي أكثر أمناً وأسهل في التعامل معها وتكبيرها أو تصغيرها ولها بعض الميزات ليس هذا مجال حصرها .
ث-فرد اتصالات ، ويتولى تهيئة الصناديق الميتة ، وعمل اللقاءات والاتصالات السرية .
طبعاً لابد لكل فردٍ منهم أن يتخصص في إحدى هذه التخصصات ، ولكن لابد أيضاً من أن يكون كل أفراد الطاقم على دراية بجميع هذه العلوم .
العمل السري بالمدن
لابد أن تُدَرّب هذه المجموعة على جمع المعلومات الميدانية الخام بكل الوسائل، وكتابة التقارير الاستخباراتية والتقاط الصور( فوتوغرافية - فيديو ) وعدم الاستهانة بأي معلومة يجدونها في ميدان العمل ( موقع الترصد ) ، لأن القيادة ممكن أن تستفيد منها ، لأنها قد تُتَّخذُ كساتر أو تفيدُ مجموعة التنفيذ في تنفيذ المهمة إذاً لابد من رصد كل المعلومات الموجودة في مكان الرصد ورفعها إلى فرد التصنيف والذي بدوره سيقوم برفعها إلى القيادة للاستفادة منها .
ملحوظة هامة : إن من أخطر ما يقتل التنظيمات ويقضي عليها عملية الاتصالات ( سلكية – لاسلكية – مباشرة – غير مباشرة ) ، لذلك وجبَ التنبيهُ على هذهِ المسألة ، ووضع الخطط لها ، ومتابعة التقدم التكنولوجي لوسائل الاتصالات ، لأنه إذا ثبتت الاتصالات بين الأفراد والقيادة واستقرت فيمكن حينها الإنتاج وسير العمل بطريقة صحيحة .
هنا فائدة واقعية : ما حدث في الأيام الماضية من إعلان آل سلول لأسماء ستةٍ وعشرين مجاهداً ، من أهم أهداف آل سلول من ذلك زيادةً على عجزهم ونفاد ما في أيديهم وفشل أجهزتهم الأمنية في ملاحقة المجاهدين وسعيهم في تجميد الشعب وشراء ذمم الناس قاموا بنشر صور المطلوبين ، من أهداف هذه الحركة قطع الاتصال بين هؤلاء وبين من يعملون تحت قيادتهم ، لأنهم إذا نشروا صورهم فسيقل وتقل تحركاتهم واتصالهم بالعالم الخارجي ، لذلك تعتبر الاتصالات من الأمور المهمة جداً ودائماً يحرص كل طرف على ضرب اتصالات الطرف الآخر .
تتكون هذه المجموعة من فردين إلى أربعة أفراد ، وفي الغالب تحتاج هذه المجموعة إلى الذين لديهم خبرةٌ في طُرُقِ التجهيز ، ولديهم علاقات بالمافيا أو غيرها من المهربين ، لأن هؤلاء لهم خبرة سابقة فيخدمونك كثيراً. مهمة هذه المجموعة : تجهيز كل ما تحتاجه المجاميع الأخرى من سلاحٍ وأدوات ومعدات ووثائق وذخائر وبيوت آمنة وسياراتٍ وغيرها .
·يتم تدريب هذه المجموعة تدريباً واسعاً ومتقدماً ، وتُقام لهم دورةٌ خاصة تسمى بدورة ( التجهيز ) ، ويتدربون فيها على الآتي :
1-إحضار السيارات ، يقصد بالسيارات هنا سيارات العدو وهي غنيمةٌ لا سرقة[4][4] واستئجار السيارات وشرائها وإحضار الزوارق البحرية والشراعية وغيرها من وسائل النقل المعروفة .
2-التهريب ، ولابد هنا من قوة القلب والإقدام ، وحسن التصرف والذكاء ، فلا يضطرب أمام نقاط التفتيش ولا غيرها .
3-طرق شراء الأسلحة والذخائر وتوفيرها .
4-التزوير ، وطرق توفير احتياجات مكتب الوثائق الثبوتية بكامل أجهزتها ومعداتها .
5-كما يُدرّبون على انتقاء واختيار الأغطية والسواتر المناسبة أثناء العمل ، فكل منطقة لها غطائها الخاص ، مثلاً : يتعاملون مع المهربين على ألا يُظهِرُوا أنهم من الإسلاميين .
وفي الحقيقة أن عمل هذه المجموعة جبارٌ جداً ، ولئن نسينا فلن ننسى هنا ما قاله نبي الله e لعثمان t يوم أن جهّزَ جيش العسرة : " ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم " يرددها مراراً . رواه أحمد والترمذي .
هي القوة الضاربة ، واليد الباطشة للخلية ، وهي التي يتمنى الكثيرُ الالتحاق بها ، ولو ضَعُفت هذه المجموعة لَضَعُفَ التنظيم ، لأنها هي الأداة العسكرية وهي جماعة الحماية والردع التابعة للتنظيم ، وتتكون – بالنسبة للخلية الواحدة – من فردين إلى أربعة أفراد .
مهمة هذه المجموعة : التنفيذ الفعلي للعمليات ، ويتم تدريبهم على كل ما يخص تنفيذ العمليات داخل المدن ( اغتيالات – اختطاف – نسف وتخريب – الاقتحامات وتحرير الرهائن ) .
وقبل أن نتكلم عن وظائف هذه المجموعات سنتكلم عن طريقة نقل وتلقي المعلومات بين المجموعات المتواجدة في أرض الميدان .
اتجاه نقل الأوامر والمعلومات :
أ – تصدر الأوامر من القيادة العليا إلى القيادة الميدانية بناءً على التقارير التي ترفعها القيادة الميدانية .
ب – تتلقى مجموعة جمع المعلومات الأوامر من القيادة الميدانية بالترصد على هدف معين ، فتجمع المعلومات ومن ثم ترفعها للقيادة الميدانية .
ج – ترسل القيادة الميدانية أمر تجهيز المواد المستخدمة في العملية إلى مجموعة التجهيز ، وعندما يتم تجهيز المواد ترفع مجموعة التجهيز تقريراً عن جاهزية المواد .
د – ترسل القيادة الميدانية أمراً بالاستعداد والتدرب لمجموعة التنفيذ ، وبعد إكمال التدريب يرفع طاقم التنفيذ تقريراً بجاهزيتهم لتنفيذ المهمة ، وبالتالي ترسل القيادة الميدانية أمرها بالتنفيذ لمجموعة التنفيذ .
ملاحظات مهمة :
1-من الأمور المهمة أن القيادة العليا لابد أن تكون في مكانٍ آمنٍ تماماً ، لأنها لو ضُرِبت فذلك يعني توجيه ضربة قوية للتنظيم .
2-من المهم أيضاً استقطاب العلماء وحمايتهم ، لأن لهم دوراً فعّالاً في تجنيد الشباب وجمعِ المال ولهم وزنهم الاجتماعي الهام ، ولهم دورهم الهام في تحريض عموم الأمة أيضاً .
تُقسّمُ المدن الكبرى إلى عدة قطاعات على حسب مساحتها وأهميتها ، وكل قطاع تعمل به خليةٌ واحدة ( قيادة – جمع معلومات – تجهيز – تنفيذ ) ، ويحكم توزيع القطاعات شيئان :
1-الأهداف .
2-الاحتياطات الأمنية . [/center]