اليوم : الاحد 16 سبتمبر 1973...
طائرة ركاب عادية تصل الى مطار الجزائر...
وقائد الطائرة لايفهم لماذا طلب منه برج المراقبة التوجه الى الموقف رقم 8 بالمطار (المخصص لكبار الزوار). رغم وجود أماكن شاغرة أخرى. أكثر قربا من ممر الهبوط.
عدد محدود من الرجال كان يعرف السبب. من بينهم رجل ذو قامة رياضية يرتدي بدلة عاديةُُُّ . نزل من السلم الامامي للطائرة ليجد في استقباله مسؤولاجزائريا ساميا . اصطحبه من أرضية المطار مباشرة الى مقر اقامته في العاصمة الجزائرية.
في اليوم التالي يدخل الرجل الى المقر الرئاسة من الباب العلوي ليلتقي بالرئيس الراحل هواري بومدين في مكتبه و ليس في قاعة الاستقبالات كم جرت العادة...
وبعد ساعة و نصف يخرج الرجل ليتجه الى المطار مختتما زيارته للجزائر...
كان الرجل هو الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية.
وكانت مهمته اخبار الرئيس الجزائري بأن عملية العد التنازلي ابتداء من رقم 90 قد بدأت. وباتفاق مشترك بين القيادة السياسية في كل من مصر و سوريا (وبتعبير أكثر وضوحا : أن الحرب ستندلع خلال فترة زمنية لن تتجاوز الثلاتة أشهر.... وقد تكون غذا وقد تكون بعد 98 يوما ... وليس بعد ذالك).
كانت هذه هي التعليمات التي تلقاها القائد العسكري المصري من ارئيس أنور السادات و التي نقلها بأمانة للرئيس الجزائري مؤكدا بأن الموعد لم يتم تحديده بالضبط...التارخ اذن لم غير معروف للجزائر الا في حدود 90 يوما......