قمت بنسف تمثال ديليسبس ، آخر شعار للسيطرة الأجنبية على مصر (القصة والصور )!!!!
قمت بنسف تمثال ديليسبس.... آخر شعار للسيطرة الأجنبية على مصر ....!!!!
(القصة والصور )
من أسرار المقاومة السرية المسلحة فى بورسعيد 1956
ما زلت بفضل الله ، لا أود أن أتكلم عن نفسى وعن ما قمت به ... أو أديته من واجــــــــــــــــــــب على تجاه وطنى .....
وأفضل أن أدلى فى البداية ... ما قام به غيرى ... وفى النهاية سيأتى دورى ..... لأتكلم ...
ولكن ، تاريخ بورسعيد خلال العدوان الأنجلوفرنسى ، يمتلىء بالعديد من المنافقين والمدعين ، الذين يتعدون على حقوق الأموات ... بل وتزداد الوقاحة ليتعدوا على حقوق الأحياء .. وكما يقول المثل المصرى .. "يسرحون كذبا ... ويقلدون فى ذلك أبولمعة المشهور .. "
لذلك ... ، ولذلك فقط ...وحتى أحفظ تاريخنا .. وأصححه وأحميه من كذب هؤلاءالمدعين ....
..... ســــــــــــــــــــــوف أتــــــــــكـــلــــــــــــــــــم ..... !!!!!
سأفصح العديد من الأسرار والخبايا والحقـــــائق ... عما حدث بالضبط ...ليس فقط بالنسبة لهذه العملية ، ولكن ايضا ، سأكشف الستار عن الأكاذيب والأدعاءات
.....
........
أود فى البداية أن أسجل ، بأنه يشرفنى أيضا أننى قد قمت بنسف آخر شعار للسيطرة الأجنبية على مصر ... تمثال ديليسبس ... ، كما يشرفنى أن قائدى خلال المقاومة السرية المسلحة فى بورسعيد 1956، اليوزباشى سمير غانم ، "مدير سابق فى المخابرات العامة" ، قد أوكل الى تنفيذ هذه العملية ...
ولقد ددت أن أذكر هنا ما يدعى عن عملية نسف ديليسبس ، ولكن فضلت أن أسرد الوقائع ، قبل أن أتطرق الى الأدعاءات ، فسوف أذكر ذلك فى سلسلة كشف الكذائب التى تصاحب تاريخ المقاومة السرية المسلحة ضد العدوان الأنجلوفرنسى فى بورسعيد 1956 وأؤكد لكم ، بأننى لم أراعى قريبا أو صديقا فى تدوين الحقائق ...
أولا :
محافظة على أن تكون مشاركتى قصيرة ملخصة، فيما يلى ، سطور مقتطفة من كتابى ، عن ما حدث .فى عملية نسف تمثال ديليسبس ، وأسرد فى الكتاب تفاصيل عديدة لا أود أن اسردها هنا ،
الأثنين 24 ديسمبر والمفاجـأة ....
العلمان البريطانى الفرنسى وبيريه مظلات فرنسى فوق الرأس
م
ا كاد الشعب يفتح عيونه فى الصباح المبكر ويتوجه الى منطقة رصيف ديليسبس ليتأكد من مغادرة آخر السفن وعدم تواجدها على خط الأفق، حتى صدمته رؤية ما تركه خلفهم جنديان فرنسى وبريطانى فوق التمثال مما زاد من غضبهم الفورى، فقد قام آخر الجنود البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا يحرسون مقر الجنرال ستوكويل فى مبنى فندق وكازينو بالاس فى مساء اليوم السابق، وسمحا لنفسهما بربط علمين بريطانى وفرنسى متوسطي الحجم على يد تمثال ديليسبس اليمنى, وعلاوة على ذلك فقد وضعا على رأس التمثال غطاء رأس بيريه من وحدة مظلات فرنسية ولزيادة الأمر سوءا ، قاما بدهن التمثال بطبقة شحم كثيفة، كما وضعا الشحم على ذراعه الممتدة والمثبت فيها العلمان البريطانى والفرنسى المذكوران لمنع الأفراد من التسلق وانتزاعهما دلالة على استمرار سيطرتهم المعنوية على المدينة
ولما شاهدت مجموعات الشعب هذا المنظر المستفز، حاول العديد من الأفراد التسلق على التمثال وقاعدته، الا أن طبقة الشحم التى دهن بها التمثال ومنصة قاعدته منعا من التسلق، ولم يتمكنوا منه، فلم يتوان المواطنون وطلبوا مساعدة المطافئ بإمدادهم بإحدى السلالم الطويلة من معداتهم حتى يتسلقوا الى قاعدة التمثال ويتمكنوا من نزع العلمين الأجنبيين، وفى الحال، تجاوب رجال المطافىء فأسرعوا ومعهم السلم الطويل على عجلتين وتقدما على الرصيف وضعاه على الجهة الجنوبية حيث أمدوه ولما استكملت درجاته انتشارها، تسلق أحد المواطنين وانتزع العلمين وألقا بهما للجماهير الشعب المتجمعة حول القاعدة الضخمة وفى الأرض الفضاء بجانب قاعدة التمثال، وماكاد العلمان يصلان للأرض حتى داس المتجمعون عليهما فى غضب بأقدامهما وبصقوا عليهما وبدأوا فى تمزيقهما الى قطع صغيرة وأخيرا اشعلوا فيهما النار تعبيرا عن الغضب وبدأت السماء تمتلىء بالهتاف " الله أكبر، تحيا مصر، يعيش جمال عبدالناصر"
.....
........
الملازم فرج محمد فرج يغادر المسكن لآول مرة
أصر الملازم فرج محمد فرج فى هذا الصباح على النزول بنفسه الى سوق الحميدى وأحضارالفلافل والفول الطازجين من محل أبوسمرة فى شارع الحميدى وكانت يبدو علي ملامح وجه أثار الحزن ، حيث كنا نعلم جميعا أن وقت الفراق قد حان وأن فرج سيرجع الى القاهرة فى الأيام التالية بعد إقامته فى منزلنا ليس ضيفا فقط ولكن كأخ أكبر لى وانسان عزيز علينا وصديق حميم لشقيقى محمد هادى, وانتظرت مع والدتى رحمها الله حضور أشقائى لمشاركتنا فى الفطور .......... فقد كان شقيقى محمد هادى قد التقى منذ الصباح المبكر مع الصاغ أ ح سعد عبدالله عفرة وغادرا المسكن معا ...
أما شقيقى عبد المنعم فقد كان مازال يتواجد خارج المنزل، وسمعت صوت جرس الباب فأسرعت لأفتحه متوقعا أشقائى الاثنين وكانت أيام الكفاح قد جمعت بينهما بشكل يدعو الى السعادة
.....
........
سمير غانم والحقيبة السوداء وتمثال ديليسبس
كانت الساعة قد بلغت الثامنة والربع صباحا من صباح هذا اليوم الأحد 23 ديسمبر 1956 وكانت والدتى رحمها الله والملازم فرج محمد فرج يجهزان مائدة الفطور...
ولما فتحت الباب فوجئت باليوزباشى سمير غانم أمامى دون موعد محدد فى اليوم السابق كعادته وكان يحمل فى يده حقيبة مكتب سوداء صغيرة ، وكان وجه سمير غانم يمتلئ بالسعادة ، وما كاد سمير يرانى حتى قام على غير عادة سمير المتحفظة بمعانقتى فور مشاهدتى ، فطلبت منه الدخول وأعلنت حضوره لوالدتى ولفرج، الذى استعجب أيضا لظهور سمير فى هذا الوقت المبكر من الصباح، وخاصة أنه لم يعد هناك داع للقلق بعدما غادر آخر جندى مدينتنا تحت ظلام مساء الأمس..........
ماكاد فرج يرى سمير حتى علق بمرح، قائلا "... خير إن شاء الله، هما غيروا رأيهم ورجعوا تانى ...؟؟؟"
ضحك الضابطان بمرح وطلبت والدتى رحمها الله من سمير مشاركتنا فى الفطور الطازج الذى له قيمة معينة، فقد خرج فرج من مخبئه للأول مرة واشتراه ، وتكون من فول و طعمية إشتراها من محل ابوسمرة فى شارع الحميدى ....
وفى الواقع جلسنا حول مائدة الفطور ، ولم تمض لحظات ... حتى فاجأنى سمير غانم طالبا الأنتحاء بى وطلب منى التوجه للقيام بعملية خاصة ومهمة، دون أن يبوح لى بنيته .......... فنظر إليه فرج نظرة استفهامية فقد كان يعلم نية سمير منذ عدة ايام، عندما طلب سمير "تصريح القاهرة .... ؟؟؟؟
وكان فرج يعلم بعدم وصول رد من القاهرة على طلب سمير حتى الآن, وكان فرج يعلم اايضا لفرق بين طبائع شخصية الضباط الثلاثة البكباشى ابوالفضل والصاغ أ ح سعد عفرة اللذين تمتعا بالهدوء المريح بينما كانت طبيعة شخصية سمير تتصف بالثورة والبركان الفائر ,
....تفادى سمير نظرات فرج ... وافهمنى بضرورة تحركنا يسرعة لتسلل الوقت من بين أصابع أيدينا، ووضع سمير يده فوق كتفى محثا على التحرك، فاعتذرت للموجودين وغادرت مسكننا فى صحبة سمير بسيارته التى كانت قد أحضرتله من مكتب الاسماعيلية بعد دخول قوات البوليس للمدينة فى الأيام السابقة
.....
........
.... ما كدت أدخل السيارة وأغلق بابها حتى سلمنى حقيبة مكتب جلدية سوداء ثقيلة كان لا يزال يحملها فى يده قائلا .... "..على بركة الله يايحيى ...الى تمثال ديليسبس
انسفه..." ...... !!!!! ..........
ولم ينتظر منى جوابا ... فقد كان ذلك أمر عسكرى ...
وبدأ يسمير غانم حرك السيارة فى اتجاه شرق بورسعيد ناحية رصيف ديليسبس ......... وفى خلال الطريق ، بدأ سمير يخبرنى كيف أنه والقاهرة يشكروننى جدا لشجاعتى ونشاطاتى ووطنيتى و ... و ... و .... خلال الأسابيع الماضية، وأنه يفتخر بى وبالشباب أمثالى، ... الخ الخ
.....
........ثم أخبرنى سمير بأنه قد اختارنى بالذات لكى أقوم بهذه العملية التاريخية اعـــترافـا منـه لى ولعائلتى بدورهم خلال تحرير ارض مصر وبورسعيد ثم والى سمير حديثه مشجعا ...... !!!!! ... الخ الخ
.....
........
.... انتفخ صدرى انبهارا وافتخارا به .... !!! لفم أكن قد تجاوزت الثامنة عشر عاما بمدى طويل ... وما زلت مراهقا ... وبدأت أتحقق مما أديناه للوطن ... وقبلنا كلنا ... والدتى ...!!! وكنت ما زلت فى سن الرهاقة ... وكانت الدنيا حلوة ... أيام ألفيس بريسلى .. والروك اند رول ... والحياة الغربية ... والمعيشة الأوربية ... وحياة المتعة ... السهلة ... المرتعة ... حياة دون متاعب ...ولكن نعمة الله على ، عوضتنى بحب فائق للوطن ... !!!
.....
........كم أتمنى للشباب والشابات .. أن يحسوا هذه اللحظات ...
..........
الأناشيد .. أم كلثوم .. عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ ..ز أناشيد المجموعة ,,, نشيد الله أكبر ... نشيد "مصر التى فى خاطرى وفى دمى" ...
..........
صحوت من أحلامى ... وأشجانى
..... فقد سار سمير بالسيارة تجاه الميناء ... اليه ... ديليسبس وتمثاله .... بينما كانت الأحداث تتوالى بشكل سريع على رصيف ديليسبس ...... !!!!!
.....
........
د. يحي الشاعر