هذه قصة حقيقية من
واقع حرب أكتوبر اضطررت إلى كتابتها وما أنا بكاتب أو مؤلف ولكنني مقاتل
سابق وقد دفعني لكتابة هذه القصة أنني لم أجد مؤلفا أو كاتبا كتب شئ يليق
بحرب أكتوبر العظيمة... وأمام سخطي وإحباطي اضطررت لكتابة هذه القصة وقد
شجعني على ذلك قربي من شخصية بطل هذه القصة و إمكان تسجيل حوادث القصة
بسؤاله هو أو سؤال المقاتلين الذين قد شاركوا معه و نالوا شرف القتال ....
وبالطبع فقد استبعدت كثيرا من الحوادث وأسماء الأماكن إلا في حالة الضرورة
القصوي ..كما غيرت في بعض الأسماء عن عمد... و اغفلت بعض الاسماء. وأشرت
إلى وظائفهم وقد ذكرت أعمال القتال والنجاح والفشل بصراحة تامة مؤكدا أن
المعرفة الحقيقية هو الأساس للتعليم والتطوير واكتساب الخبرات التي تفيد
المستقبل وقد أشرت في قصتي إلى عدة بطولات قد أنجزت بواسطة مقاتلين من عدة
تخصصات من المشاة ورجال الدبابات والصاعقة والقوات الجوية.... الخ... بعضهم
أعرفهم بالاسم والبعض الأخر أعرفهم بأفعالهم.... إن حرب أكتوبر لا نستطيع
إسناد فضلها فقط لهؤلاء القادة العظام الذين اتخذوا القرار بالحرب وعلي
رأسهم الزعيم الراحل أنور السادات بل أن الفضل الأكبر للنصر وما تحقق من
انجاز رائع فى هذه المعركه انما يعزى حقا لهؤلاء المقاتلين المغمورين الذي
ضحوا بحياتهم وسعادتهم من أجل وطنهم..... الى هِِؤلاء الشباب المصريين من
الفلاحيين و العمال و الموظفين و اولاد الذوات مسلمين و مسيحين .......ان
نتيجه حرب اكتوبر و ثمرتها ما هى الا نتاج كل جهود هؤلاء و تضحياتهم ......
انك ايها القارىْ العزيز إذا قرأت الآن القصص عن بطولة وتضحية هؤلاء
البسطاء..... لما استطعت أن تسلم بحجم التضحية... إلا لو شاركت في تجربة
الحرب بشكل كامل ...... فإنك لن تستطيع إدراك ما معني أن تكون مهدداً بفقد
حياتك بضعة أيام متتالية أو بضعة أشهر في كل دقيقة بل في كل ثانية........
لا نوم...... لا راحة لا وقت للنظافة....... بل أحياناً لا وقت للطعام....
يتنازعك شعور متباين من حبك لذاتك ومصلحتك الخاصة وماذا سوف يحدث لو فقدت
حياتك من سيعول أولادك أو أمك وأخواتك وبالرغم من هذا فالكل يقاتل والكل
يضحي ..... وأخيرا أهدي هذه القصة لشباب مصر أولاد المحاربين القدامى
الشهداء والأحياء لمعرفة بطولة آبائهم وإخوتهم وتضحياتهم وقد رمزت لهم
جميعا وتصرفات عصمت لعل الله يوفقني لنقل تلك الرسالة التي أهداف إليها من
وراء هذه القصة والتي تتلخص في أن الحرب شيء كريه صعب ولكن هناك أحيانا
ضرورة تحتم ذلك وأن قوة وعظمة الوطن ترتبط بالشباب وان علينا نحن إعداد
أولادنا منذ الصغر علي تحمل كيف يكونوا رجالا يتحملون الصعاب وقادرين علي
التضحية وأن كل إنجاز يجب أن يسبقه تخطيط وتنظيم جيد وتنسيق وإشراف مستمرة،
وتقييم حقيقي أمين لنقاط قوتنا وضعفنا لتحسين الأداء في المستقبل وأخيرا
فلنحسن اختيار الرجال المناسبين وأن نعمل على وضعهم في الأماكن المناسبة
لهم فنجنى من جميل جهودهم أطيب الثمار.