أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
Nov 16 2010 تزخر كتابات "منصور" بالمواقف الطريفة جراء رحلاته المتكررة حول العالم
من منا لم يقرأ لأنيس منصور في مطلع حياته؟؟ سؤال يفرض نفسه حينما تقرأ مقالا عن هذا الرجل، فالأستاذ أنيس منصور مهما تتفق أو تختلف مع ما كتبه، إلا أنه محطة فكرية مهمة لا بد للقارئ العربي أن يمر بها.
ويعتبر "منصور" حالة أدبية مختلفة عن أبناء جيله، فهو يقرأ بأكثر من خمس لغات، ويترجم المسرحيات والقصص والروايات، ويكتبها أيضا إلى جانب دراساته العلمية والتاريخية والسياسية.
كما كانت له سلسلة من المقالات الموجّهة للشباب، بأسلوب المخاطب، تعتبر البدايات الحقيقية لما يُسمّى اليوم بـ"كتابات التنمية البشرية والتنمية الذاتية".
واستغلّ "منصور" مهاراته اللغوية، فحزم حقائبه وقام برحلة كبرى حول العالم، وعاد ليقدم كتابه الأشهر "حول العالم في 200 يوم"، الذي يعتبر أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم كله بشهادة اليونيسكو.
ويعتبر عموده الصحفي اليومي "مواقف" بجريدة الأهرام واحدا من أقدم الأعمدة الصحفية في العالم، حيث بدأ "منصور" في كتابته منذ منتصف السبعينيات، أي منذ أكثر من 35 عاما، وبشكل يومي بلا انقطاع، وتلهث دور النشر خلفه لتجميع هذه المقالات في كتب تحتل قوائم الأعلى مبيعا، خاصة في ذروة معرض القاهرة للكتاب، فلا عجب أن نعرف أن أعمال الأستاذ فاقت 250 كتابا.
وُلِد "منصور" في 18 أغسطس 1924 بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن الكريم كاملا، ودخل كلية الآداب قسم فلسفة، وكان الأول على القسم، فعيّن معيدا ما بين عامي 1950 و1955، ثم التحق بالعمل الصحفي بمؤسسة أخبار اليوم الصحفية، وتقلّد العديد من المناصب هنالك، حيث ترأّس تحرير مجلة "آخر ساعة"، كما أوكلت إليه الحكومة مهمة تأسيس مجلة "أكتوبر" التي ترأّس تحريرها لفترة، كما ترأس تحرير جريدة "مايو" الناطقة بلسان الحزب الوطني الديمقراطي.
وعُرِف عن "منصور" معارضته للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وإن لم يجاهر بها في زمنه، شأنه شأن العشرات من الصحفيين الذين تخوّفوا من نيل مصير "فكري أباظة" الذي فصل من دار الهلال؛ لاختلافه في الرأي مع القيادة السياسية، أو مصير نقيب الصحفيين "حافظ محمود" الذي تمّت إقالة مجلسه بالكامل لخلافه مع مراكز القوى، كما عرف عن أنيس منصور تحمّسه للرئيس الراحل محمد أنور السادات، على ضوء العلاقة الكبرى التي جمعت بين الاثنين.
بشهادة اليونيسكو "حول العالم في 200 يوم" من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم
ولمس السادات في "منصور" الحضور القوي والثقافة العالية، فأوكل إليه بعض المهام الدبلوماسية خاصة في ملفّ التفاوض والعلاقات مع إسرائيل، فأصبح "منصور" من أهم المبعوثين المصريين إلى إسرائيل حتى يومنا هذا، ولا يزال في بعض الأحيان توكّل إليه بعض المهام الدبلوماسية في هذا الملف.
وكانت المهام الدبلوماسية لـ"منصور" فرصة ثمينة للناصريين من أجل اتهامه بالتطبيع، علما بأن الأخير قام بهذه المهام -كما سبق- بصفة دبلوماسية وليس بصفة صحفية.
واهتم "منصور" في السنوات الأخيرة بنشر ما لديه من أوراق وذكريات مع الرئيس السادات، وذلك عبر كتابي "الرئيس قال لي وقلت له" و"من أوراق السادات"، والكتاب الأخير ألقى الضوء على أسرار لم تُنشر من قبل للرئيس السادات رغم مرور قرابة الثلاثين عاما على وفاته.
وتزخر ذاكرة وكتابات أنيس منصور بالمواقف الطريفة والمصادفات جراء رحلاته المتكررة حول العالم، فعلى سبيل المثال تواجد "منصور" في المطعم الذي تناول فيه الملياردير المصري عماد الفايد وصديقته الأميرة البريطانية ديانا وجبتهم الأخيرة، مما جعل وسائل الإعلام العالمية تهتمّ بمعرفة ماذا رأى، وخرجت صحف العالم تقول: "مستشار السادات شاهد على لحظات ديانا الأخيرة".
وقد حوّلت الدراما التليفزيونية العديد من أعمال "منصور" إلى أعمال درامية، ولعل أبرز هذه الأعمال هو مسلسل "من الذي لا يحبّ فاطمة".
ولعل الانتقاد الحقيقي الذى يمكن أن يوّجه إلى أنيس منصور هو قيامه بترجمة مقالات وكتب من لغات غربية إلى العربية في كتب مثل "أرواح وأشباح" و"الذين ذهبوا إلى السماء" و"الذين عادوا إلى السماء"، بالإضافة إلى "القوى الخفية" دون التأكّد من المصداقية العلمية لهذه النصوص الغربية، كما اعتمد "منصور" في بعض مؤلفاته على بعض النصوص الدينية غير الموثّقة أو ضعيفة السند، مما سحب بساط المصداقية من تحت دراساته العلمية على وجه الخصوص.
والطريف أن هذه الدراسات تحديدا كانت السبب في كمّ من السباب لم ينتهِ حيال أنيس منصور، منذ أن نُشرت وحتى يومنا هذا، خاصة بين الصحفيين أنفسهم، بل ومن أبناء جيله أيضا.
وقد نشر "منصور" سيرته الذاتية عبر ثلاثة كتب هي: "شارع التنهدات"، و"عاشوا في حياتي"، و"في صالون العقاد كانت لنا أيام".