إن طائرة "ماكدونالد دوجلاس إف أيه 18 هورنت" متعددة الاستعمالات هي الطائرة الهجومية الأكثر أهمية في البحرية الأمريكية، وكل وحدة من سلاح الجو ستشمل أربعين طائرة في ثلاثة أو أربعة أسراب.
"الهورنت" مستعدة دائمًا للطيران في مهمات هجومية ودفاعية ولمدى مذهل ليلاً نهارًا، بالإضافة إلى وجودها في الخدمة بمقعد أو مقعدين، تتضمن مهمة الهورنت الدفاع الجوي القريب عن الحاملة، وإسقاط المقاتلات المهاجمة، وأيضًا الهجوم الأرضي والهجوم المضاد للسفن
.
إنها مجهزة بأجهزة تحكم، ورادارات متعددة الأهداف، وأنظمة طيران تنفذ بواسطة الكمبيوتر، وهي مزودة بمحركين نفاثين، يولد كل منهما أكثر من سبعة أطنان من الضغط القوي
الهورنت هي اختيار قائد البحرية الأول لطائرة بحرية، بمساعدة ربابنتها المدربين بكفاءة تستطيع الهورنت التغلب على العدو في الجو، ومن ثم مواصلة الارتفاع والانخفاض لمواجهة أسلحة الهجوم الأرضية بدقة مميتة متناهية.
تكمن قوة الهورنت العظمى في قدرتها على إصابة الأهداف الأرضية بدقة متناهية، وبإمكانها مواجهة القنابل التقليدية والمدافع والأسلحة الموجهة.
يمكن لطائرة "إف أي 18" حمل أوسع تشكيلة ممكنة من المخازن تحت أجنحتها، وهي تتضمن خزانات وقود إضافية لإطالة معدل طيران المقاتلة.
كما تتضمن القنابل التقليدية غير الموجهة الصامتة، إن "إيه جي إم 62 وال أي اثنان" هي قنابل موجهة تليفزيونيًّا، تنزلق بدون قوة دفع، وتستعمل لتدمير المستودعات والأبنية والجسور
الصورايخ التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو الصواريخ الموجهة بالليزر فعالة بشكل خاص ضد دبابات العدو، أسرع من الصوت، لها مدى يفوق العشرين كيلو مترًا، هذه الصورايخ استعملت بتأثير مميت في حرب الخليج.
أحد أدوار الهورنت الأساسية هو قمع أنظمة الدفاع الجوي للصواريخ والرادارات، سلاحها الأساسي هو هورن الصاروخ العابر المضاد للرادار، والذي يستعمل أنظمة كمبيوتر متطورة وموجهة للتشويش على إرسال رادار العدو.
طائرة الهورنت مجهزة برأس باحث حساس، يدل على الهدف من خلال أشعة الليزر المنعكسة من الهورنت، وتستطيع الهورنت رمي أسلحة موجهة ذات انفجارات عالية، وبدقة ....
كما يمكنها إطلاق خمسمائة أو ألف كيلو جرام من القنابل الموجهة بالليزر تبعد إنشات عن الهدف.
ورغم أنها الأولى بين الطائرات الحربية المهاجمة فإن الهورنت مقاتلة تتمتع بتفوق جوي رائع، وسلاحها الجو جو قصير المدى، و"السايد وندر" الذي يستهدف الحرارة المنبعثة من الطائرة المعادية.
أول اكتشافها كان عام 1950، وما يزال حتى اليوم، خاض السايد وندر" معارك ناجحة أكثر من أية صواريخ أخرى.
للمعارك المتوسطة المدى تحمل الهورنت صورايخ "إي أي إن سبعة سبارو" الموجهة بالرادار، ويصل مداها إلى 45 كيلو مترًا، إن صاروخ "إي أي 120 أن أرام" الجو جو المتطور، رشيق كرشاقة السايد وندر، ولكن مداه أطول من صاروخ سبارو أرام، ومجهز بنظام رادار موجهة ذاتيًّا، حيث للطائرة الهورنت الحرية في الانصراف بعد إطلاق الصاروخ لمهاجمة هدف آخر.
لقد كانت الهورنت أول طائرة من الجيل الجديد، مزودة بمحركات نفاثة ذات تقنية عالية، تدخل إلى الخدمة في البحرية الأمريكية، ركن الطيار الزجاجي بأجهزته الملونة المتعددة الوظائف والسهلة القراءة حلت محل العديد من الأقراص والمعايير المستعملة في الطائرات القديمة.
إن نظام التحكم بالطيران المنخفض فوق هدف معين بواسطة الكمبيوتر، يعطي الربان سيطرة رائعة في كل المناورات العسكرية، إن سرعة حركة المقاتلة تجعلها ترعب الخصم في المعركة.
لعدة سنوات استعملت طائرات "جرومان إي ستة إن ترودر" الضاربة التي تحمل قنابل ثقيلة تحت أجنحتها، أكثر حاملات الطائرات تتضمن سربًا من 14 طائرة من هذه الطائرات الضاربة بقسوة ودقة.
في السابع عشر من يونيو عام 1991 وفي اليوم الأول من حرب الخليج، انطلقت الطائرات المقاتلة الهورنت من حاملة الطائرات وهدفها هو محيط المطار الضخم غربي العراق.
في بداية الهجمات أسقط العديد من طائرات الحلفاء بواسطة المضادات وصورايخ أرض جو العراقية، في الأيام الأولى من الحرب كانت المقاتلات العراقية لا زالت تشكل خطرًا.
كل واحدة من طائرات الهورنت الأربعة كانت مثقلة بأربع قنابل، تزن الواحدة منها 900 كيلو جرامًا، إضافة إلى ذلك كانت تحمل صورايخ أرض جو، كانت الرحلة على بعد خمسين كيلو مترًا من الهدف، عندما رن جرس الإنذار بواسطة طائرة "هوك أي" معلنًا عن ملاحقة طائرتي ميج لطائرة الهورنت بسرعة.
رصدت طائرات الهورنت بسرعة موقع الميج، القائد الملازم مارك إف كان في المقدمة.
حولت الرادار سريعًا من جو أرض إلى جو جو، ورصد إحدى طائرات الميج، تكفلت بالطائرة على اليمين بينما تكفل مساعدي بالطائرة الميج على الشمال.
اقتربوا منا بشكل مفاجئ بسرعة الصوت تفوق 1.2، أطلقت صاروخ سايد وندر أولاً وأتبعته بصاروخ سبارو، أصاب سايد وندر الهدف، بينما أصاب سبارو الكتل النارية، زميلي الملازم أطلق صاروخ سباور آخر وأصاب طائرة الميج الثانية.
حققت الهورنت أول إصابات البحرية في الحرب، الاشتباك منذ إنزار الهوك أي، إذ وقع الصاروخ لم يستغرق سوى أربعين ثانية، ولكن لم تنته المهمة بعد، لقد حولوا الهجوم إلى جو أرض، وأتموا مهمتهم الجوية ضد المطار بنجاح.