أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 57المهنة : طبيب عسكرىالمزاج : متفائل بزوال الاستعمار من الوجودالتسجيل : 28/03/2010عدد المساهمات : 1261معدل النشاط : 2375التقييم : 68الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: هل هناك حرب إسرائيلية قادمة؟ الأربعاء 24 نوفمبر 2010 - 6:23
المراقب للتصريحات الاسرائيلية، خاصة العسكريين و الامنيين منهم، يصل الى استنتاج ان الحرب اصبحت وشيكة، وقد تحدث في كل لحظة، سيما ان رئيس الاركان اشكنازي يتحدث بشكل علني عن امكانية مباغتة 'العدو' و مهاجمته. هذا يعني انه ليس من الضروري ان تكون حرب نتيجة هجوم معين او حدث معين على الجبهة الشمالية او الجنوبية كما حدث في الحروب السابقة.
اشكنازي يريد القول ان الحرب قادمة لا محالة سواء كان في الشمال ضد حزب الله، و ربما سوريا او قطاع غزة، حيث و على كلا الجبهتين هناك 'عدو' تتعاظم قوته العسكرية، و في كلا الحالتين ايران، العدو اللدود لاسرائيل هو من يدعم ذلك سواء كان بالمال او السلاح. بغض النظر عن مدى جدية الحديث الاسرائيلي او عدمه عن الحرب ، ما هو اكيد ان هناك استعدادات و مؤشرات و كأنها اقرب مما نتصورها. التدريبات ألمكثفه التي يجريها الجيش الاسرائيلي مستخلصا الدروس و العبر من الحروب الاخيرة في غزة و لبنان. توزيع الارشادات للسلطات المحليه الاسرائيلية، ليس فقط في الشمال، بل ايضا في اوساط البلاد، و التأكد من جاهزية الجبهة الداخلية لسيناريو تطاير الصواريخ التي من المحتمل ان تضرب بقوة التجمعات السكانية و ربما تنجح ايضا في ضرب المواقع الحساسة. توزيع حتى اكياس النايلون السوداء لكي يضعوا بها جثث القتلى. تجهيز ضباط ارتباط يجيدون التعامل مع السكان الذين سيكونون تحت الاحتلال او المناطق التي ستجرى فيها العمليات. كل هذا ربما يكون نابعا من طبيعة النفسية و العقلية الاسرائيلية التي دائما تفضل ان يتم النظر لها انها تعيش في خطر دائم و بالتالي عليها الاستعداد لدحره. و ربما يكون ناتج عن طبيعة الاسرائيليين الذين دائما يأخذون في الحسبان اسواء الاحتمالات. و الاحتمال الاسواء بالنسبة لهم هو ان تكون حرب في غزة و جنوب لبنان و سوريا و ربما ايران التي في كل الاحوال مشاركة بشكل غير مباشر. حرب عنوانها آلاف الصواريخ تتطاير من غزة و لبنان و ربما سوريا في نفس اللحظة. الجيش الاسرائيلي عليه ان يعطي الحلول لمثل هذا الوضع. هذا لا يعني ان هناك تقدير اسرائيلي حقيقي ان هذا السيناريو قد يحدث قريبا او قد يحدث اصلا. على اية حال بعيدا عن حديث القادة الاسرائيليين الذي ربما يكون له اهداف اخرى لا نعرفها، و بعيدا عن ما ينشر من استعدادات للجيش الاسرائيلي و للجبهة الداخلية. هناك عوامل و مقومات هي التي تقرر ان تكون الحرب غدا او بعد اسبوع او بعد عام او لا تكون . من هذه العوامل: اولا: عملية عسكرية او هجوم تنفذه فصائل المقاومة في غزة او الجنوب. هناك تقديرات اسرائييلية انه رغم الهدوء على الجبهتين الشمالية و الجنوبية، و لكن هناك من لا ينام الليل و هو يحاول تنفيذ عملية لخطف جنود اسرائيليين لتعزيز الموقف التفاوضي في موضوع شاليط و بالتالي اجبار اسرائيل على اجراء عملية تبادل تشكل انتصار معنوي للمقاومة. حدوث مثل هذا الامر قد يقود الى عملية متدحرجة تنفذ خلالها اسرائيل ما لديها من خطط يفترض انها جاهزة. قد يكون صاروخ يطلق من غزة على ايدي احدى المجموعات، يؤدي الى اصابات مباشرة، خاصة قتلى من المدنيين ، قد يكون سببا ايضا في فعل و رد فعل يؤدي الى فقدان السيطرة على الوضع و يشكل غطاء لعملية عسكرية كبيرة. ثانيا: تطورات الأوضاع في لبنان اكثر ما تخشاه اسرائيل، و ربما تتمناه. ان ينهار الوضع في لبنان و يكون نتيجته سيطره شبه كاملة لحزب الله على معظم الاراضي اللبنانية . هذا الامر وفق التقديرات الاسرائيلية احتمالية حدوثه قوية في ظل الضغط الشديد على نشر تقرير لجنة التحقيق بقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. انفجار الوضع في لبنان قد يشكل غطاء لاسرائيل للقيام بعملية عسكرية في لبنان. التقدير ايضا ، انه في هذه الحالة ، و بعكس ما كان عليه الوضع خلال الحرب على غزة، حيث كان التزام حزب الله حديدي بعدم اسناد غزة، التقدير الاسرائيلي انه في حال مهاجمة لبنان غزة لن تقف مكتوفة الايدي و بالتالي ستكون جزء من المواجهة. التقدير في اسرائيل ان حماس حتى و ان كانت مقتنعه من الناحية التكتيكية عدم الانجرار للمواجهة، ربما لن تستطع السيطرة على الوضع. هذا اذا ما تم اضافة الضغط الايراني الشديد الذي من المفترض ان يتم ممارسته في مثل هكذا حاله. ثالثا: استئناف او فشل العمليه السياسية إذا ما تم استئناف العملية السياسية فأن الحكومة الإسرائيلية لن تستطيع أن تنفذ عملية عسكرية في غزة او ضد حزب الله دون ان يكون هناك مبرر او غطاء حقيقي، خوفا من اتهامها بالتخريب المقصود للجهود الأميركية. لن تستطيع في هذه الحالة الصمود أمام الانتقادات الدولية، بما فيها الأميركية. عدم استئناف المفاوضات او فشل العملية السياسية يعزز بشكل كبير حدوث الحرب، على افتراض ان نتنياهو و حكومته سيملئون الفراغ السياسي بعملية عسكرية. اذا ما نجحت الجهود الاميركية في استئناف المفاوضات فأن هذا الامر يصعب المهمة على اسرائيل سواء كان في الحرب على غزة او جنواب لبنان. اضافة الى كل ذلك، هناك بعض العوامل الشخصية التي تتعلق بأصحاب القرار في اسرائيل قد تكون سببا في تعزيز فرص الحرب منها: 1- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد: من المعروف أنه قبل وخلال الحرب على غزة كان هناك جدل حول اهداف الحرب الاستراتيجية، باراك و معه اشكنازي كانوا مع الاكتفاء بتنفيذ ضربات موجعه تعزز قدرة الردع الاسرائيلية و توقف ضرب الصواريخ، و عدم التورط في احتلال كامل للقطاع و بالتالي البقاء فترة طويلة في القطاع. يؤاف قالنت الذي قاد الحرب على غزة قبل عامين عندما كان قائدا للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، كان مع استمرار العملية العسكرية حتى إسقاط حكم حماس. لم يستطع في ذلك الحين إقناع باراك و قائده اشكنازي بوجهة النظر هذه، على الرغم أن اولمرت الذي كان رئيسا للوزراء كان يدعم موقفه. جزء من الجدل في حينه هو الاستفادة من حالة الانقسام الفلسطيني و ضرورة الحفاظ عليها لما في ذلك من مصلحة كبيرة لاسرائيل. الآن قلنت هو رئيس هيئة الأركان الجديد الذي سيتسلم مقاليد المنصب بشكل فعلي مع بداية العام القادم. بالنسبة له لم يتغير شيء، بالعكس هناك تأييد اكبر له في الأوساط الأمنية و السياسية بضرورة الإقدام على هذه الخطوة إذا ما توفرت الظروف الملائمة لذلك. 2- وضع ايهود بارك السياسي باراك كزعيم لحزب العمل يواجه أزمة سياسية حادة عنوانها فقدان الثقة به كزعيم للحزب. هناك جدل حول فائدة بقاء حزب العمل في الحكومة و بالتالي بقاء بارك كوزير للحرب. كل استطلاعات الرأي تشير الى تحطم قوة باراك السياسية و الحزبية. الشيء الوحيد الذي يستطيع بارك ان يبرر وجوده في الحياة السياسية هو خلفيته العسكرية. الازمة التي يعيشها بارك قد تجعله اكثر تشجعا و اكثر قبولا لمغامرة عسكرية، لعلها تنقذه مما هو به. 3- نتنياهو و خطواته المستقبليه التقدير في اسرائيل ان نتنياهو لا يستطيع ان يناور الى الابد. ليس هناك حالة في اسرائيل لا يفعل خلالها الزعيم شيء طوال الوقت. نتنياهو امام خيارات محدودة. الخيار الاول هو التقدم في العملية السياسية و سواء كان من خلال تعديل في حكومته او ائتلافه الحالي، ان لم يكن ذلك فستكون وجهته الى اتخاذ خطوات احادية الجانب ، اي احداث تغيير جوهري في تفكيره وسلوكه كما حدث مع شارون. هذا الاحتمال ما زال ضعيفا و لا توجد مؤشرات لامكانية حدوثة في المستقبل القريب. ان لم يحدث لا هذا و لا ذاك فأن وجهت نتنياهو ستكون نحو معالجة الملفات الامنية و التي تعني غزة و لبنان و ربما ايران.