السلام عليكم
قبل الخوض في تفاصيل الموضوع أو محاولة الإجابة على هذا السؤال؛ يجب أن نوضح معنى (عظيم)؛ الرجل العظيم هو الرجل الأكثر نفعا للناس، لذلك كانت نظرية صاحب كتاب العظماء مائة أعظمهم محمد؛ مبنية على هذا التعريف فقد اعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أعظم عظماء العالم من الناس لأنه غير مسار البشرية بجميعها وأتى بمبادئ وقيم وقواعد وتشريعات كانت أكثر فائدة للناس جميعا - أكثر مما جاء به غيره من البشر.
لا نقصد طبعا أن نصل لدرجة الكمال التي وصل لها الأنبياء والمرسلين، وإن كنا نقتبس من نورهم ونهتدي بهديهم ونسير على دربهم ولكن نقصد كيف نصبح أكثر نفعا للناس؟ وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله (خير الناس أنفعهم للناس).
ولن نصل لذلك المستوى بمحض الصدفة أو دون خطة ولن نصل دون جهد وتعب وعناء، ولن نصل دون علم أومعرفة، ومعلوم أن المناهج الدراسية تستخرج نسخا مكررة من شخصيات سلبية وقليل من خرج عن طور هذه المناهج ليقدم جديدا للبشر أو يغير من حالها السيء لترقى لمصاف الدول المتقدمة، وإذا أردنا بلوغ هدفنا فلابد من اعتبار ذلك الأمر مشروعا شخصيا ترعاه الأسرة وتتكاتف لتحقيقة وفق الخطوات التالية:
1- عدم احتقار الذات - مهما كنت صغيرا في السن - والإصرار الدائم على بلوغ الهدف فكم من صغير في السن أذهلت حسن تصرفاته الرجال.
2- ارسم لنفسك هدفا أساسيا تطمح لبلوغه.
3- التقدم يوميا ولو خطوة واحدة نحو الهدف، عن طريق القراءة الحرة والفاحصة للمعلومات المتوفرة حول هذا الهدف مع الترقي الدائم من الأسهل للأصعب.
4- حضور الدورات العلمية والمتخصصة والاستماع الدائم للمحاضرات والمناقشات العلمية المتوفرة حول الهدف.
5- صياغة الأسئلة بدقة حول الصعاب التي تواجه العمل والبحث الدائم علن إجابة علمية صحيحة لها مع تدوين ذلك وتوثيقه.
6- ترك المزاح والهزل وإضاعة الوقت والانشغال بالهدف.
7- تسخير التكنولوجيا الحديثة في بلوغ هدفنا - مثل استخدام الإنترنت في البحث عن الكتب والأبحاث التي تساعدنا في تحقيق الهدف.
8- كلما شعرت بصعوبة الوصول للهدف فحاول التفكير بشكل مغاير مع تحديد مواضع الضعف والقصور وأشرك أكثر من شخص في اهتمامك وناقشهم في تلك الصعوبات. فإن التعاون سر النجاح.
9- الثمرة غاية الزرع والشجر الذي لا يثمر يقطع لذلك حاول أن تنتج جديدا مفيدا - مثل - كتاب - برنامج - موقع - ثم أعد النظر دائما في إنتاجك وحسن منه وأتقنه فإن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. والإتقان يساوي الإحسان - والإحسان من أعلى درجات الإيمان.
واعلم أنه كلما كان علمك كبيرا وإنتاجك وفيرا ومفيدا لعدد كبير من الناس كلما ظهرت أهميتك بين قومك ووضعوك في منزلتك التي تليق بك كعظيم يستحق التقدير في الدنيا والثواب في الآخرة متى ابتغيت بذلك كله وجه الله.
أسأل الله لأبنائنا الطلاب التوفيق والسداد.
د. محمد حافظ