staspinochet
عمـــيد
الـبلد : المهنة : طالب علم متجه نحو النجاح باذن الله المزاج : راضي بقضاء الله وقدره التسجيل : 21/05/2010 عدد المساهمات : 1925 معدل النشاط : 1616 التقييم : 41 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: منسأة سليمان ما هي ؟ الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 23:26 | | | يبدأ البحث من عند السؤال المفروض, عن نبي يؤتيه الله من كل شيء, ويهبه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده, ويسخر له الريح, ويسخر له الجن والعفاريت, ومنطق الطير, وما علمنا وما لم نعلم, فيتوقع السامع من هذا النبي بهذه الامكانيات والمؤهلات والمعطيات, أن يفعل كل العجائب, وينتج ما لم نره ولم نسمع به!, حتى في زماننا هذا, ولا الذي يليه, فذلك مصداق أن ..يكون له ملك لا ينبغي لأحد من بعده
ثم نحن الآن -وفي أعلى مستوياتنا التقنية والإنتاجية, وما يملكه الغرب كله- لم نبلغ أن نؤتى من كل شيء. فكيف يستوي أن يكون من أوتي من كل شيء, وله ملك لا ينبغي لأحد من بعده, كيف يستوي له أن يكون متأخرا عن من لم يؤت مثله ولا معشاره؟.
فما زال تصورنا الحالي يضع سليمان النبي على كل ما ملك, وراء مستوانا "المتقدم العالي" بكثير, فلا يتجاوز سليمان عندنا رجلا ثريا مترفا, لم يبلغ مع ذلك ما نحن فيه من "التقدم" والرفاهية!.
ولا يتعدّ تفسير آيات سورة "سبأ" مستوى سطحيا لا يتفق ولا ينسجم أبدا مع المعطيات التي قدمنا لها, ووقفنا عليها.. فماذا تقول التفاسير إذا وصلت إلى {يعملون له ما يشاء, من "محاريب" و"تماثيل" و"جفان كالجواب" و"قدور راسيات"}؟؟..
الجواب..
ليس هذا كله -وبعدما قدمنا من ملك الرجل العظيم- ليس هذا في التفاسير أبعد من معناه السطحي الظاهر, من محاريب الصلاة, وتماثيل لا يُعرف مأرب "النبي الصالح" فيها, ولا حاجته لبنائها, وجفان كالجواب, أي صحون كبيرة للأكل, وقدور ضخمة للطبخ والنفخ!!.
فإذا كان الذي قدمناه من ملكه العظيم, وإمكانياته التي لم ير مثلها, أفيكون هذا هو جل ما يحسنه؟, أفلا يستطيع أي واحد منا أن يفعل هذا كله, دون تسخير لرياح, ولا تسخير لعفاريت, ولا نبوة ولا وحي, أن يفعل مثل هذا أو يزيد؟؟.
إذا فلننصف الرجل النبي, ولننصف القرآن, ولنتدبره حق تدبره!.
"منسأة" سليمان..
أعلى ما يطمح إليه العلم, والتقنية البشرية!.
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}(14) سورة سبأ
صلاح الدين إبراهيم أبو عرفة
كما سبق واستدللنا بفهمنا نحن, وظننا, فيما خص المحاريب والتماثيل والجفان والقدور, وبالطريقة نفسها, من الاعتماد على نصوص القرآن نفسه, وعلى ما صح من حديث "المعصوم" عليه الصلاة والسلام, وبما يحتمله لسان العرب, غير ملتزمين بما يخالف هذا كله, سواء ما كان من رأي الناس, غير المسند بالآية أو الحديث الصحيح, أو ما كان من "الإسرائيليات" الباطلة اتفاقا.
بهذا كله, "نتدبر" ما وراء "منسأة" سليمان عليه السلام, وبذات ما قدمنا واعتمدنا عليه من السياق الحربي المُلكي لسورة سبأ, ولا بد للقارئ من الرجوع إلى موضوعنا السابق عن ملك سليمان للطاقة, وقدراته في البث الصوتي والصوري والمادي, ليتتبع معنا اعتمادنا الشديد على دلالة السياق للسورة, كرن شَرطي للبحث!.
فكان السياق القرآني للسورة, هو الذي يأبى ما ذهب إليه أجلاؤنا من المفسرين والمجتهدين, جزاهم الله خيرا, فالسياق حربي مُلكي شديد, يأبى ذلك الحصر السطحي للمنسأة التي جاءت على رأس ما ذكر من ملك سليمان, في مجرد عصا يتكئ عليها أي رجل!.
بداية السؤال..
إذا كانت "المنسأة" هي العصا, فلم قال الله الحكيم "منسأته", ولم يقل "عصاه"؟.
ظاهر الآية يرفض ما قاله المفسرون..
فالمفسرون جزاهم الله خيرا, على أن "الأرضة" أكلت "العصا" حتى نخرتها, فانكسرت, فسقط سليمان أرضا, فعلم من علم بموته بعدما خر على الأرض!.
ولا حاجة للخوض في أكثر من هذا, من مدة لبثه متكئا على "عصاه", سواء بقول من قال: شهرا, أو سنة, أو أربعين سنة. فليس عندنا من الله أو من رسوله في هذا شيء, واختلافهم دليل على أن لا نص عندهم من الله ورسوله, وإنما العلم ما قال الله وقال رسوله.
فظاهر الآية يشير بشكل جلي, أن من استدل على موته, ممن حضره, إنما استدل بما رآه من أن دابة الأرض "تأكل" منسأته, بالفعل المضارع, فهو استدل على الموت من الفعل الحاضر في الأكل, لا بعدما مضى الفعل وصار ما صار!.
فعندما رآى الدابة "تأكل" المنسأة, علم أن سليمان قد مات, أي قبل أن يخر سليمان, وإنما أفاد الخرّ شيئا آخر يخص الجن, بأنهم لا يعلمون الغيب, {فلما خر تبينت الجن}, أما دلالة الموت فكانت حاصلة قبل الخر, بأن "الدابة" "تأكل" "المنسأة"!!.
إذا في القصة شيء آخر غير ما يروى, فما هو؟.
وما "المنسأة" إذا؟.
"المنسأة" على وزن مِفعلة, وهو الوزن الذي تستعمله العرب للدلالة على اسم الآلة, فتقول: مِجرفة, ومِكنسة, إذا قصدت آلة الجرف وآلة الكنس, فما "المنسأة"؟.
"المنسأة" اسم آلة للنسأ, فما النسأ؟.
"النسأ" في القرآن "الزيادة" أو "التأخير" في "الزمن", ومنه "ربا النسيء", ومنه آيه سورة التوبة {إنما النسيء زيادة في الكفر, يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما, ليواطئوا عدة ما حرم الله}. وهو ما كانت تفعله العرب من "زيادة" الفترة و"تأخير" الشهر الحرام لحاجة عندها, فسمي هذا "التأخير" و"الزيادة" نسيئا.
فما علاقة "المنسأة" و"الزمن" إذا؟.
الملاحظ أن هذه الآية جاءت بعدما ذكر الله متعلق الزمن, "الشهر", بريح سليمان في الآية التي تسبقها {ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر}. وسبق وأشرنا عن علاقة "النسأ" والزمن المتعلق بـ"الشهر" الوارد في سورة التوبة, ولن تجد من يماري بمثل هذه العلاقة, إذا علمت أن الآية التي تسبق آية "النسيء" في سورة التوبة مباشرة هي هذه {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا}. فهذا هو "الزمن" وهذا هو "النسأ" مرة أخرى!.
وكما أن العلاقة لازمة بينه "الشهر" و"النسأ" في "التوبة", فهي كذلك في "سبأ".
ثم هذا حديث النبي عليه الصلاة والسلام, يقضي بيننا بالحق:
"صلة القربي مثراة في المال, محبة في الأهل
منسأة في الأجل".
فمن منا لا يرى استعمال النبي عليه الصلاة والسلام "للنسأ" حينما أراد الحديث عن "الأجل"؟!. و"الأجل" بلا ريب, هو ما يطلق على "الزمن المحسوب", من.. إلى؟.
أما من استدل بشيء من الشعر على أنها العصا ووقف عندها, فلم يعدل, إذ لم يقل لنا لم يقول الله "عصاه"؟, والاستدلال بالحديث فوق الاستدلال بالشعر بلا خلاف.
ولا نقول بالضرورة إن المنسأة ليست عصا, فلا يمنع أن تكون على هيئة العصا, ولكن بحثنا ومرادنا عن مطلب المنسأة وما وراءها, وما كانت له.
إذا, فقد بات واضحا, وبدليل حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي استدللنا به, أن الأمر متعلق بـ"الزمن" والأجل, وليس أدل من ظاهر الآية على هذا, إذ لم تكن "المنسأة" إلا للتدليل على "أجل" سليمان وموته!.
باختصار..
فالمنسأة بهذا, "أداة للزمن", وقد تكون بهيئة العصا, كانت على رأس ملك سليمان, ملازمة له, متعلقة فيه, استدل من استدل على انقضاء "أجله" بذهاب "أداته الزمنية", التي كان يملك بها سليمان زمام "الزمن الأرضي",-وقِفْ عند "دابة الأرض" الواردة في الآية- فيزيد فيه ويأخره بالقدر الذي يعينه على فعل أوامر الله الملك. تماما مثل ما يحلم العلماء التقنيون اليوم, بالسيطرة على "الإزاحة الزمنية", سواء بتسريعها أو بإبطائها, ذلك الذي سبقهم إليه النبي "المؤتى من كل شيء", وبما سخر الله له, ليجعله آيته وحجته على الحضارة البشرية حتى منتهاها, أن القوة لله جميعا.
وهذا ما قد يعيننا على فهم حديث النبي الصحيح عليه الصلاة والسلام, حين قال: "قال سليمان: لأطوفن الليلة على تسعين امرأة، كل تلد غلاما يقاتل في سبيل الله، فقال له صاحبه - قال سفيان: يعني الملك - قل إن شاء الله، فنسي فطاف بهن فلم تأت امرأة تلد منهن بولد إلا واحدة بشق غلام".
فكيف يطوف بليلة واحدة لا تتجاوز بضع ساعات على تسعين امرأة, وهو النبي الملتزم بسنن الأنبياء, من الطهارة والأدب وحسن المعاشرة, وما قد يلزمه هذا من "الزمن" الطويل, إن غضضنا الطرف عن القدرة الجنسية التي لم يثبت أن لأحد من الرجال مثلها؟؟.
اللهم إلا إذا كان للمنسأة شأنها, وما يفعل بها النبي سليمان من "الزيادة" في الزمن حتى يقضي هو بليلة, ما يقضيه الرجل السوي ببضعة أشهر!.
ثم هذا ما قد يعيننا مرة أخرى على فهم آية سورة النمل بفهم أعمق {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}. وكنا بينا في الموضوع السابق أن سليمان نفسه, هو من أتى بالعرش, معتمدين على ما أثبته بالبينة الإمام الرازي في تفسيره, لنفهم قدرة سليمان على الامساك بزمام الزمن بما وهب الله له.
وما كان في الإسراء والمعراج, لأظهر دليل على جواز ما نقول, حيث قطع النبي إلى بيت المقدس ما يقطعه الناس بشهرين, ثم صعد إلى السماء السابعة التي لا يعلم بعدها إلا ربها, ثم رجع وفراشه على حاله لم يبرد بعد!, أي ببضع دقائق..
إذا فماذا كانت "دابة الأرض"؟.
ما نقله إلينا المفسرون, كان عن أنها "الأرضة", أو الدودة التي تأكل الخشب, ذلك لأنهم "افترضوا" ابتداءا, أن المنسأة كانت من الخشب, والمحققون من أهل العلم, يقفون بالعادة عند مصادر الخبر والنقل, فلنا أن نسأل معهم: إن لم يكن النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو صاحب هذه المعلومة, فمن أين لصاحبها بها, كائنا من كان, فليس بعد خبر النبي خبر, والله لا يستحيي من الحق!. فنعلم بالضرورة بعد هذا, أن قول من قال: إنها دودة الأرض, إنما هو قول بالرأي, لا بالعلم عن النبي, وشتان ما بينهما.
ثم إذا قال الله {دابة الأرض} بهذا العموم, وأراد من أراد أن يخصص ما عمم الله, فعليه البينة والدليل, فقد سبق وخصص الله فقال: {قالت نملة} ولم يقل "قالت دابة الأرض"!.
فإذا أردنا أن نقرأ النص القرآني على ظاهره, -لعدم ورود الخبر النبوي المخصِص- فنقف عندها كما هي {دابة الأرض}, فهي أولا "دابة", ثم هي لـ"الأرض", أي دابة مخصوصة بالأرض, كأن النص يوحي بهذا التخصيص, حتى إذا قرأه من قرأه, علم أن هناك دابة لا تخص الأرض!. {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}. فهناك للأرض, وهناك للسماء!.
فهل منا من سمع عن "دابة السماء"؟.
اللهم نعم, ألم نسمع النبي عليه الصلاة والسلام يحدث عن ليلة الإسراء, حين أتاه جبريل بـ"البراق", وهو كما عرّفه رسول الله بقوله من الحديث الصحيح: أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل. يضع حافره عند منتهى طرفه, قال، فركبته حتى أتيت بيت المقدس".
فها هي "دابة" و"براق", ولنتدبر كلمة "البراق", ولنستخرج ما فيها من إيحاء للسرعة القصوى التي تشبّه عادة بالبرق و"الضوء"!.
فكيف "تأكل" "الدابة" "المنسأة"؟.
قبل أن ننجيب, يجب أن نعلم أن لكلمة "أكل" دلالات معنوية أخرى, غير الدلالة الفعلية التي نعرفها, فتأتي بمعنى "ألأخذ" و"الاستحواذ". ألم نقرأ من سورة البقرة والنساء {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}, {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم}؟. فمن منا يرى أن معنى "الأكل" هنا هو "القضم" بالأسنان والفم, ثم بالمضغ؟.
ولنلتفت مرة أخرى إلى سياق الاستعمال لكلمة "الأكل", فقد جاءت فيما يخص "مال الرجل وملكه"!.
وما دمنا في الحديث عن "الزمن", فلنستذكر أن القرآن يستعمل هذه التصاريف فيما يخص الزمن, ألم نقرأ من سورة الكهف {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين, وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}, فمن منا يعتقد أن الحركة "الزمنية" للشمس كانت قرضا بالسن والناب؟.
إذا ماذا؟.
كوننا لا نعلم يقينا هيئة وكنه "الدابة", وهيئة وكنه "المنسأة", فلا نستطيع أن نحدد أو نصف هيئة "الأكل" وكيفه ودلالته, فقل لي أنت بالتحديد, كيف كانت "الدابة" وما هو كنهها, وكيف كانت "المنسأة" وما هو كنهها, أقل لك بالتحديد, كيف كان "الأكل"!.
فكيف خرَّ سليمان إذا؟.
بما أن أصحاب التفاسير –جزاهم الله خيرا- قد بنوا تأويلهم على أن "المنسأة" هي العصا التي نعرفها, ويتكئ عليها صاحبها, وذهبوا إلى ما علمتم من تأويل "الدابة", فقد استمروا بوصفهم الذاتي للحدث, فنصبوا سليمان على رجليه, وركزوه على عصاه, حتى إذا نخرت العصا, خر الملك!.
هذا, دون الالتفات إلى فترة مكثه ميتا, لأن كل ما في التفاسير رجم بالغيب.
فنقول: إن الميت إذا مات وهو واقف مستند إلى عصا, فسيخر لتوه, ولا تسنده العصا بحال, فما يُبقي الميت واقفا, إنما هو عصبه وتوازنه هو. وهذا ما يقرره الأطباء أكثر من الفقهاء, ولا يبعد –بما يتوفر لنا من معطيات النص, "دابة", "إنسان"- لا يبعد أن يكون سليمان خرّ من فوق دابته!.
الزمن.. والعدد.. والحساب.. وسورة سبأ!.
كما بدأنا بحثنا, فالحديث يدور عن النبي الملك "المؤتى من كل شيء", والعلم في أسباب الأشياء وقوانينها على رأس هذه المأتيات, وعندما تحدثنا عن "المنسأة" وعلاقتها بالزمن والنسيء والعدد, فقد ربطت آية سورة التوبة بقوة بين هذه الثلاثة بشكل جلي {إن عدة الشهور...}, و{إنما النسيء زيادة في الكفر, يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما, ليواطئوا عدة ما حرم الله}.
فمن أول ما بدأ الحديث عن الرياح لسليمان, كان الحساب الزمني حاضرا, خلافا لكل آيات الرياح لسليمان في سائر القرآن, إذ لم يذكر الزمن إلا ها هنا {غدوها شهر ورواحها شهر}, والملاحظ هنا إن الحساب الزمني يشير إلى فترتين مجموعتين "غدوها ورواحها", أي ذهابا وإيابا, وهذا ما قد يؤشر إلى حساب خاص للزمن.
27 كلمة في آية "المنسأة"..
فما لهذا "العدد" وحساب "الزمن"؟.
أولا, والملاحظ الملفت, أن آية "الزمن" التي قبلها بآية {غدوها شهر ورواحها شهر}, هي الأخرى بـ 27 كلمة, فما الـ "27"؟.
لا حاجة للتذكير بحضور الزمن في هذه العلاقات, بل الظاهر هذا الحضور بقوة, إذ وردت كلمة "الساعة" بصراحة في سورة سبأ مرتين, في الآية (3) والآية (30) فقط, فماذا وراء هذا؟.
أولا: الفرق بين الآيتين (27) آية.
ثانيا: الرقم (30) هو الرقم الخاص بوحدة الزمن "الشهرية", ولا خلاف أن "الشهر" هو الدلالة الزمنية هنا.
ثالثا: العدد (3) يشكل معشارا للرقم (30), وهي النسبة الحسابية الوحيدة المذكورة في سورة سبأ في الآية (45){وما بلغوا معشار ما آتيناهم}, كما لم تذكر في القرآن إلا هنا.
رابعا: عدد آيات السورة (54) آية, أي 27x2
خامسا: السورة التي استحضر فيها سليمان العرش "بلمح البصر" هي السورة (27).
سادسا: من كلمة "سليمان" في الآية (13) إلى كلمة "موته" هناك (54) كلمة, فكأن "أجل" سليمان كان بحد ذاته حيزا زمنيا خاصا.
سابعا: كلمة "المنسأة" هي الكلمة (13) في الآية (14), ولا يخفى أن مجموعهما هو (27).
ثامنا: يشترك العدد (3) مع الرقم (27) بالعدد (9), فما هو العدد (9), وما علاقته بالحساب الزمني؟.
أولا: بالاعتماد على أن عدة الشهور هي (12), فإن الشهر (9) هو رمضان, وفي الشهر (9) وفي الليلة (27) انزل القرآن.
ثانيا: الليلة (27) هي ليلة القدر –على الغالب-, وسورة القدر فيها (30) كلمة, بقدر وحدة الشهر الحسابية, ووردت فيها ليلة القدر (3) مرات, وبـ (9) أحرف لكل مرة, ليصبح الناتج مرة أخرى (27).
ثالثا: السورة (9) سورة التوبة, هي التي تذكر آية الشهور, وهي التي ذكرت {يوم الحج الأكبر} وهو بلا خلاف اليوم (9). وفي هذا اليوم قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا إن الزمان قد استدار على هيئته يوم خلق الله السموات والأرض".
رابعا: العدد (9) ذكر صراحة في السورة (27).
سورة سبأ (54) آية, فما السورة ذات الترتيب (54)؟,
وهل لها علاقة بالحساب والزمن؟.
إنها سورة "القمر" {والقمر نورا, وقدّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب}, وفي ختامها قال الله {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر}, كالتي في السورة (27) {قبل أن يرتد إليك طرفك}.
ختاما..
هل لنا أن نشرع بالبحث عن "السُرَع الزمنية" و"الحيز الزمني" و"علم" السيطرة وضبط "حركة الزمن" بناء على ما توحي به سورة سبأ, حكاية عن النبي الملك المؤتى من كل شيء؟.
خاصة إذا علمنا أن سورة سبأ تختتم على وحي صريح بالنظام الرقمي للحساب الشامل المعروف لدينا, بعرض لم يشاركها به غيرها, واقرأوا معنا..
{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ, قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.فها هو النظام "العشري والآحاد والزوجي والفردي" في آيتين متتابعتين في سورة واحدة!.
هل هي "النسبية" الزمنية التي تشغل العلماء؟.
لن نخوض هنا في "النظرية" النسبية بالتعريف الذي يتداوله العلماء الفيزيائيون, ولكن نكتفي بالتذكير بحادثة الإسراء والمعراج, فهي بالنسبة إليهم أمثل دليل وتشبيه, ثم ما ورد في سورة "المعارج" {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة, فاصبر صبرا جميلا, إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا}.
وهو عين ما آلت إليه سورة سبأ في خواتيمها {قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ,
وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ,
وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ,
وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}.
قريب قريب, بعيد بعيد..
ألَعَلَهُ من مثل ما أوتي سليمان
فكان بـ"المنسأة" ينسأ الزمن,
فيزيد فيه ويؤخره لحاجة "نبي ملك"
على قريب قريب, أو بعيد بعيد؟!.
{ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل}.
|
|