بمناسبة مرور الذكرى السنوية لحرب الخليج والتي بدأ العمل والتجهيز لها في 02. 08. 1990ف ، نقدم هذه الدراسة بغرض التقييم والإستفاذة في مجال تخطيط وتنظيم العمليات الكبرى وكذلك أستخلاص الدروس المستفادة منها في تنفيذ العملية .
كان الهدف من حرب الخليج هو :-
1-تحرير الكويت وإعادة السلطة الحاكمة وإعادة التوازن في منطقة الخليج .
2-تدمير تنامي القوة العراقية والتي أصبحت تشكل خطراً على أمن الكيان الصهيوني .
3-معالجة سائل التغيير في أساليب التعبية والفن العملياتي والاستراتيجية وتجريب الأسلحة الجديدة والاحتياجات الفنية للمعركة الحديثة وتحديد طرق البناء المستقبلي للقوات المسلحة .
فكرة العملية وتتكون من ثلاث مراحل رئيسية :-
- المرحلة الأولى / القيام بإنزال ضربات جوية قوية بواسطة الصواريخ الطوافة ( توم هوك ) والطيران على الأهداف العراقية في الكويت وفي العراق.
- المرحلة الثانية / تحرير الكويت بواسطة القوات البحرية والمشاة البحرية تحت التغطية الجوية المطلقة .
- المرحلة الثالثة / تدمير وملاحقة القوات العراقية داخل الأراضي العراقية .
خطة النفير / تمت خطة النفير على ثلاث مراحل :-
-المرحلة الأولى / من ( 22. 08. حتى 01. 10. ) ووصول القوات عن طريق الجــو وتحميل الأسلحة والمعدات عن طريق البحر وتم فيها جلب 320 ألف فرد من أوروبا وأمريكا ، وتم فيها جلب قوات لحماية المواني وخبراء الأقمار الصناعية ، والخدمات الطبية .
- المرحلة الثانية / من ( 17. 01. حتــى
28. 02. ) تم فيها استكمال ووصول الأسلحة والمعدات والأفراد حيث وصـــــل العدد حتى 439.5 ألف فرد ، 2700 دبابة ، 900 مدفع ، 1120 طائرة مقاتلة ، 180 طائرة مساعدة ، 2.4 مليــــون مــــــن الشحنات.
وقد وصلت هذه الشحنات من مواني الساحل الشرقي والساحل الغربي للــولايات المتحدة ، وكذلك مـــــــــن كوريا والمانيا وهولندا وبلجيكا وأسبانيا ودياقوقارسيا بالمحيط الهندي أما مواني التفريغ فكــانت بكل من الجبيل والدمام وجدة وينبو ومسقط بعمان ودبي والمنامة.
وقد كانت سرعة التفريغ بواقع 10 - 20 ألف طن في اليوم .
خطة الإنفتاح والإنتشار:
وكانت على النحو التالي.
1-إعادة انتشار القوات الضاربة وقوات التأمين للأسطول السادس
و الأسطول السابع العاملة كقوة أمامية في البحر المتوسط والجزء الغربي للمحيط الهادي وتحـــويلها للحالة الكاملة .
2-تجهيز سريع لقوة المشاة البحرية من قوة المشاة البحرية الضاربة فـــي أمريكــــا والفرقة الثالثة للمشاة البحرية في جزيرة أو محنا باليابان .
3-تغيير جزئي لاحتياط الأسطول من المشاة البحرية وحرس السواحــــــل وسفـــــن الاحتياط العسكرية والمدنية ونقل قوات التدخل السريع من أمريكا وأوروبا والجزء الغربي من المحيط لهادي
.4-تم انتشار مجموعات الحاملات وسفن الإبرار والسفن الحاملة للصواريخ والتجهيز والإستعداد للحرب
5-معالجة سائل التنظيم العملياتي للقوات البحرية ضمن قوات التحالف .
6-وبذلك بدء الانتشار قبل اتخاذ القرار بسبعة أيام أي في 04. 08. 1990ف - على مرحلتين .
حيث تحركت الحاملــــة أندبندس في 04. 08. إلي خليج عمان وقامـــت بالخفارة القتالية حتى 3 نوفمبر حتى تم استبدالها بالحاملة ميدوي .
في 03. 11. توجهت من التشكيل العملياتي 801 إلي منطقة الخليج وهـــي سفينة القيادة لاسال برفقة طراد ومدمرة و 4 فرقاطات صاروخية .
في 08. 08. تحركت البارجة ميسوري من الأسطول الثاني برفقة 8 سفن إلـــــي البحر الأحمر عبر المتوسط كما تحركت الحاملة أيزنهاور مــع ستة سفن حراسة وأربعة سفن مساعدة من المتوسط إلي البحر الأحمر وبالتالي كانــــــت الحاملتان أيزنهاور وأندبندس في المنطقة قبل 3 أيام مـــن وصول القوات البحرية والجوية .
09. 08. تحركت عشــــر سفــــن لنقل الأسلحة والمعدات لقوات التدخل السريع ووصلت إلي مواني الخليج 17. 08. أمـــا المشاة البحــــرية فتم انتشارها على مرحلتين حيث بدأت المرحلة الأولى من 17. 08. حتى 08. 11. من خلال ارسال مجموعة العمليات لفرقة المشاة البحرية واللواء الأول والرابع والكتيبة
( 13 ) والفوج السابع والتاسع للفرقة الثالثة إلي منطقة الظهران والجبيل .
في 30. 09. ولأول مرة بعد الحرب العالمية تم استدعاء الاحتياط للقوات الحراسة الساحلية في القوات البحرية في أطار التشكيل 303 لحماية المواني .
في 01. 10. قامت 18 سفينة بعملية إبرار تدريبية والقيام بإنزال جوي بواسطــــة المروحيات تحت الدعم الناري وبإنتهاء المرحلة الأولى تواجد في منطقة الخليـــج حوالي 85 ألف فرد بينهم 40 ألف من المشاة البحرية .
المرحلة الثانية للإنتشار وبدأت في 09. 11. حتى 17. 01. 91ف حيث تحركــت البارجة ميسوري والحاملتان أمريكا وروزفلت إلي منطقة الخليج .
في 26. 11. أرست عمليات الغرفة الثانية
للمشاة البحرية مع مجمــــوعات أمامية للواء السادس واللواء الخامس وهكذا تم الانتشار السريع فـي منطقة الخليج للقوات الضاربة وقوات التأمين خلال
( 20 - 30 ) يوم عن طريق إعادة تنظيم الأسطول السادس والسابع وتشكيل القوات للمشاة البحرية عـــــــن طريق التخـــزين المسبق للمعدات والأسلحة لقوات التدخل السريع وانتشار المجمـــوعات البحرية وعدد 2 فرقة مشاة بحرية .
البناء العملياتي :-
كان التنظيم العملياتي لقوات الأسطول يشمل على ثلاثة تجمعات رئيسية للهجوم وهي :-
1-منطقة الخليج العربي وتتكون من 30 سفينة من بينها 3 حاملات وعدد ( 2 ) بوارج وسفينة قيادة و 11 سفينة إنزال .
2-خليج عمان والجزء الشمالي لبحر العرب وتتكون من ( 30 ) سفينة معضمها سفن إبرار
3 غواصات نووية متعددة الأغراض .
3-المنطقة الشمالية للبحر الأحمر وتتكون من 20 سفينة من بينها( 3 )حامـــــلات طائرات بالإضافة إلي وجود 8 سفن وغواصة نووية في شرق المتوسط .
أظهرت حرب الخليج عدة مؤشرات في مجال الإستراتيجية وفن الحرب والتعبئة نلخصها في الآتي :-
1-تغير رؤية القيادة العسكرية والسياسية للولايات المتحدة في تمــديد فترة عمل القوات الجوية والتقليل فترة عمل القوات البحـــــــرية إلـــــي أقل مــــا يمكن واستخدامها في الحسم النهائي لتفادي الخسائر في الأرواح .
2-تدمير قوات الدفاع الجوي المعادي بالدرجة الأولـــــى لغرض خلق السيطرة ولتأمين نجاح أعمال القوات البرية اللاحقة وخلق الظروف الملائمة للوصول إلى نجاح وبلوغ الهدف النهائي .
3-استخدام وسائل الغش والخدع بشكل واسع ولعبت دور هام في حرب الخليج، حيث استطاعت القوات الأمريكية استخدام صور ملفقة لحشود عراقية علـى حدود السعودية مما أقنع القيادة السعودية بدخول الحرب وبالتالي أصبحـــت الأراضي السعودية قاعدة تحشد وانطلاق للقوات الأمريكية كمـــــا نجــــــح العراقيون في استخدام وسائل الخداع مثل وضع بقع زيتية بجنب المشبهات( نموذج ) للدبابات مما أعطى الطيف الحراري المطلوب كظواهر دالة على الأهداف الحقيقية وكذلك استعمال وسائل التموية . والغش والدخان ضد الوسائل الفضائية وكذلك للتقليل مــــــــن دقة الإصابة لصواريخ توم هوك .
4-أكد جميع الخبراء للخطأ الكبير الذي وقعت فيه القوات العراقية من عدم تسديد ضربات إستباقية إلي مناطق التجهيز والتحشد للقوات الأمريكية .
5-أستخدام وسائل الإستطلاع الفضائي على نطاق واسع في حــرب الخليج حيث تم استعمال منظومة 11 - kh 12 - kh ، والمافتوم ، ولكـــروسي واستطـاعت إكتشاف الصواريخ العراقية بعد 30 ثانية من إنطلاقها وكذلك تمكنت الأقمــار الصناعية من تأمين الاتصال والتأمين الملاحي المترولوجي .
6-كان مؤشر الخسائر قليل في سلاح الجو الأمريكي بسبب تدمير نظام الدفـــاع الجوي العراقي حيث كانت الخسائر على النحو التالي :-
-الطيران البحري 0.04% .
-السلاح البحري 0.22% .
-دول التحالف 0.4% .
-طيران المشاة البحرية 0.81% .
7 .كانت المجموعات الضاربة تتكون من 15 : 20 طائـــــرة وتحتوي علـــــى مجموعة حماية من الطائرات 14 - F ومجموعــــة تشويش طائرات برولر وسرب ضارب من طائرات الهورينت والانترودير وطائرات توجيه نـــوع هوكاي وكانت نسبة طائرات التأمين والضاربة 2÷1 .
8-الخطأ في عدم جاهيزية سفن الأمن القومي بنسبة 20 : 25% والنقص فــي الطواقم المتخصصة مما خلق الأرباك وعدم الخدمة الجيدة لسفــن الاحتياط وكذلك تهرب جنود الاحتياط من التوجه للخليج .
9-استخدمت الحاملات نظام عالي الشدة بواقع 5 أيام في الأسبوع ويومين أقل شدة حيث كان في كل ساعة ولفترة 16 ساعة يومية تقلع مجمـوعة ضاربة قوامها 20 طائرة وقام الطيران المحمول بنسبة 23% مــن الطلعات الكلية والتي كان عددها 28929 طلعة جوية لتحقيق عامل المفاجأة أكـدت القيادة الأمريكية بأن فكرة العملية هي إنزال المشاة البحرية من السفن والمروحيات في عمق القوات العراقية وفي الواقع كان الاتجاه الرئيسي في الأعمال فـــي الاتجاه البحري ولم تستخدم سفن الإنزال في الإبرار على الساحل .
10-صواريخ باتريوات لم تكن بالصورة المطلوبة مما أدى إلي إصلاح كامل في منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ والصواريخ الطــــــــــوافة .
11-لعبت قاعدة ديقو قارسيا في المحيط الهادي دور حاسماً فــــــي حـــــــرب الخليج وأثبت دورها الإستراتيجي كنقطة متقدمة للتمركــــــز المتقـــــــدم .
12-أضهرت حرب الخليج في تنظيم استعمال السفن في تحميل الفــــــرقة كان الحضور الفوق الاعتيادي ( 32600متر مربع ) ممـــــا تتطلب زيادة أكثر من 8 سفن نوع (( القول )) بالإضافة إلي إثنين سفــــــن أخـــــرى لتحميل الفرقة ، كذلك لم يتم اتفاق وضع المروحيات علـــى متن هذه السفن .
13-كانت معدل الطلعات الجوية للطيران المحمول ما بين 80÷300 طلعـــــة يومية وكــــــان متـــــوسط فترات الطيران مــــــن 3 إلـــــي 5 ساعات .
14-لغرض مكافحــــــة الألغـــام البحرية تم توزيع مجموعات فـــــــي المنطقة الشمالية الغربية للخليج وكـــــانت كل مجموعة بحث تظم 4 كاسحات وستة طائرات مروحية لكسح الألغــام وكان مجموع الألغام المكتشف 1330 لغم بحري .
15-استغرقت فترة الانتشار للفرقة من مناطق تمركزها إلي منطقــــة العمليات حوالــي 40 يوماً ، وكانت سرعة الهجوم تتفاوت مابين 10÷100 كيلومتر فـــــي اليوم الواحد
16-أكد الخبراء الأمريكان بأن الظروف التي توفرت فــــــــــــي منطقة الخليج مــــن تسهيلات و بنى تحتية ( 30 قاعدة صاروخية ، و 8 مواني حديثة ) وتوفر الوقود المجاني والميــاه لحــوالي 500 ألف جندي و 2000 طائرة قد لا تتوفر في ظروف فعلية حقيقة أخــرى في مناطق العالم .
17-دراسة مسرح عملياتي جديد ودراسة مدى تأقلم هذه الأجهزة للعمل في مثل هذا المسرح ، ومعالجة الدروس المستفادة السابقة .
"أستغرقة الفرقة من مناطق تمركزها الي منطقة العمليات حوالي 40 يوما ، وأستغرق فترة أنزالها من على متن السفينة واستعدا ثباتها القتالي للاستخدام حوالي 15 يوما .