الأيام البيض...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
احبتي في الله....
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
«صيام ثلاثة أيام من كل شهرصيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي وصححهالألباني.
قال ابنالقيم رحمه الله تعالى: "الصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن؛ مَنافِعُهتفوت الإحصاء، وله تأثير عجيب: في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناولمؤذياتها، ولاسيما: إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعاً، وحاجة البدن إليهطبعاً، ثم إنّ فيه من إراحة القوى والأعضاء ما يحفظ عليها قواها، وفيه خاصية تقتضيإيثاره، وهي تفريجه للقلب عاجلاً وآجلاً فهو أنفع شيء لأصحاب الأمزجة الباردةوالرطبة وله تأثير عظيم في حفظ صحتهم" .
وهو يدخلفي الأدوية الروحانية والطبيعية، وإذا راعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعاًوشرعاً، عظم انتفاع قلبه وبدنه به، وحبس عنه المواد الغريبة الفاسدة التي هومستعِدّ لها، وأزال المواد الرديئة الحاصلة بحسب كماله ونقصانه ويحفظ الصائم مماينبغي أن يتحفظ منه، ويعينه على قيامه بمقصود الصوم وسره وعلته الغائية.
فإنّالقصد منه أمر آخر وراء ترك الطعام والشراب، وباعتبار ذلك الأمر، أُختصَّ من بينالأعمال: بأنه للهِ سبحانه، ولمَّا كان وقايةً وجُنةً بين العبد وبين ما يؤذي قلبهوبدنه عاجلاً راجلاً، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]، فأحد مقصودَيالصيام: الجنةُ والوقاية؛ وهي حِمْية عظيمةُ النفع.
بعضفضائل وفوائد الصيام
إنللصيام فضائل وفوائد نذكر منها ما يلي:
1) للصائمينباب لا يدخل منه أحد غيرهم.
عن سهلبن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِبَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَالْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَالصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْيَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» متفق عليه.
2) رائحة فمالصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
قالالنبي صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِالصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» متفق عليه.
3) له فرحةعند فطره.
عن أبيهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِيَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌعِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ» رواه مسلم.
4) أن الصوميهذب النفس ويدربها على الجوع والعطش والصبر، وكذلك الإحساس بأحوال إخوانناالمسلمين اللذين لا يجدون ما يأكلون ولا ما يشربون.
5) إنالصائم ينوي بصومه احتساب الأجر عند الله على الصبر بالصيام، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّىالصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10].
6) للصائمعند فطره دعوة لا ترد.
الصياموالقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
عنعبدالله بن عمروبن العاص رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُيَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّمَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُالْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَفَيُشَفَّعَانِ» رواه الإمام أحمد.
فهنيئالمن تقرب إلى الله بفعل النوافل وخشع قلبه ولانت جوارحه لله فالأجر الجنة وماأعظمه من أجر، فهيا إلى روضات الجنات بالإخلاص وعبادة الله والتقرب إليه ولنهتمبأمر الصيام صيام النوافل فهو أعظم العبادات أجرا، وفقنا الله للصالحات.
وصلىالله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين