[tr][td width="872" height="43" valign="top"]<TR><td class=articletitle dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 65px; BACKGROUND-POSITION: right center; WIDTH: 100%; PADDING-TOP: 17px" vAlign=top background=images/back_006.jpg colSpan=3> </TD></TR>[/td][/tr][tr][td dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 45px; PADDING-LEFT: 35px; PADDING-TOP: 10px" width="872" height="772" valign="top" background="images/back_005.jpg"]

كان من شأن عملية إغراق الفرقاطة "شيونان" Cheonan الكورية الجنوبية في 26 من آذار/ مارس الماضي بواسطة طوربيد كوري شمالي أن تحث بعض المسؤولين العرب في الخليج على التساؤل إن كان ذلك قد يكون أحد السيناريوهات التي قد يواجهونها مع إيران كقوة نووية في المستقبل. فالسلاح النووي الذي باتت تملكه كوريا الشمالية الآن، جعلها تمعن بجراءة أكبر في استفزازاتها وتحرشاتها بجارتها إلى الجنوب حليفة الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى العديد من المناطق في شرق وجنوب شرق آسيا.

وقد جزم فريق دولي من المحققين بأن الفرقاطة قد أُغرقت بواسطة طوربيد كوري شمالي. ردود فعل سيول ما زالت حتى الآن معتدلة مقارنة مع خسارتها لـ 46 بحاراً في هذه الكارثة. وقد اقتصر ردها الثأري على بضعة خطوات تمثلت بقطع العلاقات التجارية مع بيونغ يانغ، ومنع السفن الكورية الشمالية من دخول مياهها الإقليمية بالإضافة إلى محاولة الحصول على قرار من مجلس الأمن يدين هذا الهجوم والمطالبة باعتذار من قبل الدولة الشيوعية الشمالية.

العديد من المحللين بالإضافة إلى العديد من المسؤولين العرب والغربيين، قاموا كالعادة بوضع مقارنة بين المقاربة التي اعتمدتها كوريا الشمالية لبناء قدراتها النووية وتلك التي تتبناها إيران الآن. فكلتاهما قد تبنى استراتيجية النشاطات النووية السرية الخفية، واستغل الثغرات الموجودة في نظام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمضي في برنامجه النووي. وقد كانت كوريا الجنوبية المزود الرئيسي لإيران بتكنولوجيا الصواريخ البالستية، وهي تقوم اليوم ببناء الصواريخ المتوسطة المدى. كلا البلدين يخضع لنوع أو آخر من العقوبات والعزلة الدولية. لكن إيران التي هي جمهورية إسلامية تمتلك من الموارد أكثر بكثير مما تملكه حليفتها كوريا الشمالية، خصوصاً في مجال النفط والغاز، الأمر الذي يجعلها أكثر حصانة من بيونغ يانغ تجاه العزلة والعقوبات الدولية. بالإضافة إلى ذلك فكلا النظامين يتشارك في عدائه للغرب وبشكل خاص للولايات المتحدة الأميركية.

يشعر جيران إيران على الخليج العربي إلى الغرب تقليدياً بأنهم مهددين ويتخوفون من بأس جارهم الفارسي الضخم. وبالرغم من أنه لم يكن لديهم صراعات عسكرية مباشرة مع إيران، إلا أنهم قاموا بدعم العراق في جربها مع إيران بين العامين 1980 و 1988. وقد كان للبحرية الإيرانية باستمرار الكثير من المناوشات مع سفن الصيد الخليجية. وهنالك خصومات حدودية مستمرة بين إيران وعدد من هذه الدول، وهي متهمة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة باحتلال 3 من الجزر التابعة لها وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى.

وقد عبرت الدول العربية الخليجية الحليفة للولايات المتحدة الأميركية عن قلقها من برنامج إيران النووي، واحتجّت على إمكانية امتلاكها للأسلحة النووية. من جهة ثانية فإن بعض المسؤولين والسياسيين الإيرانيين يدلون بتصريحات يشككون فيها بسيادة بعض دول الخليج العربي، وحتى يهددون بمهاجمتها في حال قامت الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل بشن أي هجوم عسكري على منشآت إيران النووية. علاوة على ذلك فإن الشحن الطائفي في العراق وفي لبنان قد ساعد على توتير العلاقات بين الغالبية من المسلمين الشيعة في إيران وبين الغالبية من المسلمين السنة في الدول العربية.

هذا وقد صرح أحد المسؤولين العرب الذي طلب عدم ذكر اسمه بالقول :" تحاول إيران التي ما زالت لا تملك القنبلة النووية حتى الآن، فرض هيمنتها على البلدان العربية والتحرش بها ومضايقتها على العديد من الجبهات مثل العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية، وفي مياه الخليج دون الاكتراث لردود الفعل العربية أو الدولية، وهكذا فلنتصور كيف ستتصرف طهران لدى امتلاكها للسلاح النووي. " ويضيف هذا المسؤول :" ماذا يمكن أن تفعله الدول العربية أو حتى الولايات المتحدة في حال قيام غواصات أو زوارق مجهزة بالمدفعية تابعة لإيران القادرة نووياً، بمهاجمة وإغراق فرقاطة سعودية أو إماراتية؟ والجواب هو: مجرد عبارات شجب واستنكار بسيطة."

سياسي عربي خليجي آخر يقول في هذا السياق:" إن طهران لن تكون مختلفة كثيراً عن بيونغ يانغ في تعاملها مع جيرانها ومع المجتمع الدولي عندما تصبح صاحبة نفوذ نووي. " سوف تصبح إيران على الأرجح صاحبة القوة والنفوذ المطلق الذي يهيمن على المنطقة برمتها، لأن لا أحد، بمن في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، سوف يكون مستعداً لتصعيد الصراع العسكري مع دولة ذات قوة نووية خصوصاً في منطقة غنية بمصادر الطاقة مثل الخليج." وبالرغم من أن طهران كانت تؤكد باستمرار أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية، فإن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والغرب يعتقدون بأنها تخفي برنامجا نوويا عسكرياً. وغالبية الشعوب والمسؤولين العرب يعتقدون أن إيران تسعى لإنشاء ترسانة نووية.

ويعتقد المراقبون أنه في حال حصلت إيران على أسلحة نووية، فإن العديد من البلدان العربية سوف تحذو حذوها لتحقيق توازن قوى فاعل بينها وبين إيران، وكذلك إسرائيل، التي تعتبر هي الأخرى من أصحاب القدرات النووية في المنطقة. وتقوم دول الخليج الآن بمراقبة كوريا الجنوبية جارة بيونغ يانغ، وخصوصاً اليابان، لمعرفة إذا كان من الممكن الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية و المجتمع الدولي لصد الأعمال العدوانية المستقبلية التي قد تقوم بها كوريا الشمالية. هذه المشكلة تطرح سؤالاً هاماً آخر: هل باستطاعة الدول غير النووية أن تقف في مواجهة مع الدول النووية التي تزعج وتستفز جيرانها؟
[/td][/tr]