المقدمة.
يُعدُّ النصر في الحرب أحدالأهداف الرئيسة لأية قوة عسكرية،ولتحقيق هذاالهدف لابد من توفير (الكفاءةالقتالية) لهذه القوة. والكفاءةالقتالية التي تحقق للوحدة أو التشكيل النصر فيالحرب تعتمد على أربعة أسس،هي:
- الكفاءة العسكرية.
- الضبط والربط.
-
الروح المعنوية.
- روح الفريق.
ومعنىالكفاءة العسكرية، هو القدرة على تحقيق المهام بنجاح من ناحيتيها الفنيةوالمادية (أي الاحترافية)، أما باقي الأسس الثلاث فهي تخدم الكفاءةالقتالية من نواحٍ معنوية، أي تعتمد على ما يسمى بالحالاتالعقلية.وهناكارتباط وثيق بين الأسس الأربعة، لأنها تؤدي إلىتحقيق هدفواحد، وهو تحقيق الكفاءة القتالية التي تمكن الوحدة. أو التشكيل منالقتالبكفاءة (مادية ومعنوية)، وبدرجة تضمن النصر في المعركة (مهارة فنية +ضبطوربط + روحمعنوية + روح الفريق)؛ فالكفاءة العسكرية إذن هي أساس من أسسالكفاءةالقتالية التي تتصل بالقدرات الفنية والمهنية البحتة، مثل:مستوىالتدريب،واستخدام الأسلحة، ودرجة صلاحية المعدات.
عناصر الكفاءةالقتالية.
لاشك أن أي وحدة أو تشكيل يتكون من أفراد، وأسلحة، ومعدات،وهذا يعني أن الكفاءة العسكرية يجب أن تشمل:
- كفاءة الأفراد.
- كفاءة الأسلحةوالمعدات.
وسوف نركّز حديثنا فيما يلي على العنصر الأول من عناصر الكفاءةالقتالية وهو كفاءة الأفراد.
- كفاءة الأفراد:
للحصول على الفردالمقاتل الكفء، يجب أن يتجه تدريبه إلى إعداده للقتال من النواحي البدنية والعقليةوالمعنوية.
- أما من الناحية البدنية: فيهدف التدريب إلى جعل الفرد لائقًالتحمل مشاق الحرب وأهوالها والإجهاد البدني الذي يتعرّض له.
-وأما منالناحية العقلية (الفنية): فيهدف التدريب إلى جعل الفرد قادرًاعلىالتصرّفالسليم في المعركة باستخدامه الجيدلسلاحه، ولتكتيكات القتالوفنونهالمتعددة.
- وأما من الناحية المعنوية: فيهدف التدريب إلى غرسروحالقتال فيالفرد نفسه، والرغبة في قهر العدو، على أساس من الإيمان بالهدفالذي يقاتل منأجله.
- ومن وجهة نظر الكفاءة العسكرية البحتة، فإن القائد مسؤول على أن يكون كلفرد في وحدته أوتشكيله: قوي الجسم، قوي التحمُّل.
-يتقنعمله المتخصص فيه إلى درجة فائقة، وهذا يتحقق بالتدريب الجيد تحت إشرافالقائد.والوحدةأوالتشكيل التي هي مجموعة من الأفراد تعتمد في كفاءتهاالعسكرية كوحدةبدرجة كبيرةعلى كفاءة الأفراد (فإذا صلح الفرد صلح المجتمع).
ولكي يحقق القائد كفاءة وحدتهالعسكرية، عليه أن يتخذ الخطوتين الآتيتين:
- تدريب الفرد (ضابطًا أو جنديًا)على أداء وظيفته بدرجة عالية من الإتقان والدقة.
-تدريب الوحدة على أن يتعاون أفرادها للعمل كفريق، لتحقيق المهامالموكلةإليهم كوحدة متماسكة، ويمرهذا التدريب بمراحل متدرجة في الصعود،تبدأ منتدريب الجماعة، أو الطاقم، ثم الفصيل، ثم السرية، ثم الكتيبة، ثماللواءوهكذا، حتى يشمل التدريب المشترك،الذي تشترك فيه جميع عناصر القواتالمسلحة:
البرية، والجوية، والبحرية، والدفاع الجوي، للتعاون معًانحوتحقيق هدف مشترك.وتتكفل كتب أساليب التدريب على القتال، والتعليماتالتنظيمية للتدريب، وغيرها بمعاونة القائد في مهمة تدريب رجاله، لتحقيقكفاءة الفرد والوحدة؛ لذلك، فمن مسؤولية القائد الأساسية دراسةهذه المراجعدراسة وافية وتطبيق ما جاء بها،.ويلزم هنا أن نبرز للقائدأهم النقاط التيتساعده أثناء التدريب على تحقيق الكفاءة العسكرية.
إثارةالدفع والرغبة في التدريب عند الأفراد، وذلك من خلال:
-المسابقات والمنافسات، بشرط أن تكون بروح رياضية وودية، ولا تحدثتنافرًاأو تخاصمًا بين الأفراد، أو الوحدات الفرعية، حتى لا نقضي علىروحهم المعنوية. ولكي يتحقق هذاالشرط يجب مراعاة الآتي :لا تجري منافسةبين أفراد أو وحدات ليسوا على مستوى واحد، إذ يجب أن يكونوا (بوزن واحد أومتقارب).نزاهة الحكام والمشرفين التي لايمكن الطعن فيهاتقديمالمنح،أوالمكافآت للفائزين، مع تشجيع الجانب الآخروحثه على الفوزفي فرصةأخرى، وذلك بالنقد البنّاء الذي لا يشوبه الغضب،أوالتشفي، أوالتوبيخالهدّام.
- استخدام المكافآت، التي إما تكون أدبية أومادية،كالمنح والكؤوس، والميداليات، وشهادات التقدير، وخطابات الشكر،وتدوين
الأسماء في لوحات الشرف ، مع مراعاة الآتي:
-يجب أن تكونالمكافأة على أمر يستحق المكافأة فعلاً حتى لا تقل قيمتها ومعناها.
- يجب أنتُعطى للمستحق بالعدل وبدون تحيّز.
- يجب أن تكون المكافأة مرغوبًا فيها، كمنح الفائزين إجازة بعد فترة طويلة من العمل الشاق.
- يجب أن تتناسب مع العمل، أيتكون مثلاً جائزة كبيرة على العمل الكبير.
- يجب أن تقدم المكافأة في الحال، لأنتأخيرها يقلل من قيمتها.
-استخدام العقاب، وهو الجناح الآخر للحوافز "المكافأة والعقاب"، وإن كانيعتبر أقلهما فاعلية، ولكن القائد يلجأ إليه عندالضرورة، وعليه أن يراعيقواعد العدل، وعدم التحيّز، وأن يكون العقاب في الحال لأن تأجيله يقلل منقيمته وفاعليته