كيف تحول ضغوط العمل إلىمحفزات
كثير منالبشر يعاني منضغوطات في المنزل والعمل لا تلبث أن تشل قدراتهم، وتجعلهم أسرىلنتائجها السلبية،
وبالتالي يقعون ضحاياالبؤس والاكتئاب، وإذا كان لا بد من العمل،ولا يمكن الاستغناء عنه بحال، فمنالممكن للإنسان
منا أن يجعل من عملهمصدراًللسعادة، وسُلّماً كذلك لتحقيق الطموح المنشود إذا أتقن ممارسة بعض النصائحالتي
يوصي بها العلماءالمتخصصون.
فمنطبيعة الإنسان أنه يجد نفسه أسير عادة معينةنشأ عليها أو أنه أسير حياة رتيبة، وهوما يُعرف بالروتين، والذي
دائماً ما يسببالبؤسوالضيق للشخص، ويشعره بالملل والكآبة والفتور؛ إذ ينتاب الفرد منا شعوربالعجزوالكسل تجاه
الأعمال التي منالمفترض أن يقوم بها أو تلك الأعمال التي تكونسبيله في تحقيق أحلامه وأهدافه فيالحياة.
كماأن مما يعيق أي عمل إداري نحوالنجاح هو الروتين الإداري و اليأس الناتج عنه، الذييمثل كابوساً على قلوب
المرؤوسين، و ذلك بسببطبيعة الإنسان المتطلعة إلى التغيير والتنوع والتقدموالتطور. وبناء عليه لا بد منالتقليل من
حجم الروتين الإداري وفك القيود الزائدةعن العمل، أو بالأحرى عدم الانزلاق في البيروقراطية الزائدة التيمن شأنها
أن تسببتعثر مسيرةالمؤسسة في التقدم نحو الأمام، مما يؤول بها إلى الإخفاق فيالنهاية.
بعض الأسباب التي تورثالضغوطات
يرجع الكثير منالباحثينمعظم المشاكل والضغوطات النفسية التي يعانيها الموظف إلى الروتين الإداريالذي يقعفي
أسره معظم الموظفين،ويرجع هؤلاء المشكلة الى عدة أسباب منها:
• عدم تكيف الموظف مع محيطه الاجتماعي داخل المؤسسة.
• تأخير إنجاز ما عليه منأعمال من وقت لآخر حتى تتراكم عليه الأعمال، ويصبحعاجزاً عن أدائها مما يسبب له
• شعوره بأن نوع العمل الذييمارسه لا يرقى إلى مستوى طموحه أو أنه يستحقرتبة وظيفية أعلى داخل المؤسسة.
• عدم معرفة طبيعة عمله بدقة.
• قلة التخطيط الناجم عن الكسل أو السلوكالفوضوي.
• مشاكل أخرى خارج العمل مثل المشاكل الزوجية أو الاجتماعية وماشابه.
وسنحاولفي ما يلي وضع الخطوات اللازم اتباعها لحل جل هذه المشاكل التيتعيق أداء الموظف فيإنجاح عمله
وبالتالي تحقيق نفسه.
سبعة أركانلبناء الشخصيةالناجحة
إذا كنا نعتقد أن معظمالمشاكل السلوكية التييعانيها أي إنسان فإنما تعود لخلل ما في شخصية الفرد، وبالتاليفإن الحل
يأتي منإصلاح الجانبالمظلم من شخصية الفرد، ويحدد الدكتور إبراهيم الفقي أحد المتخصصين فيمعالجةالسلوك
البشري توزان الفرد فيسبعة جوانب وهي:
• الجانب الروحي: الذييتكون من العلاقة بالله، والتسامح، ثم يأتي الانتماءإلى الدين والنفس والوطنوالعائلة، ويؤكد
الفقي على أهمية تقوية هذاالركن لدفع الإنسان لتنمية قدراتهالذاتية.
• الجانب الصحي: ويشمل الأفكار الصحية، والأكل الصحي، وتحركاتالجسم.
• الجانب الشخصي: وتشمل التقدير الذاتي، والصورة الذاتية، والإنجازالذاتي.تلك النقاط التي تحدد الاتصال مع العالم
• الجانب العائلي: من خلال العلاقة الزوجية،وعلاقة الآباء بالأبناء،والعلاقة مع العائلة ودعم هذا الركن يحقق قيمة
عالية فيالتنمية البشرية.
• الجانب الاجتماعي: حيث علاقات الفرد مع الأصدقاء والأقارب،وكيفية التشاوروترتيب حوار مع الآخرين .
• الجانب المهني: يذكر الفقي عن هذاالركن في محاضراته أنه لابد أن تتوافر فيهذا الركن القيمة العليا، ولابد أن تت
وافرللشخص المرونة فيحياته، والرغبة في التميز وحب الاستطلاع، مع الالتزام وبهذهالطريقة يستطيع الإنسانفهم
قانون التحكم الذييتحقق من خلال تعدد البدائل أمامالفرد لحل المشكلة الواحدة.
*الجانب المادي: وهو القدرة على إيجاد نوع من أنواعالتوازن بين الاحتياجاتوالموجودات لكي نتقي تطلع النفس إلى
أشياء تفوقالإمكانات.
خطوات للتخلص من ضغوطاتالعمل
وبناء عليهفسوف نلقيالضوء على الخطوات التي تساعد الموظف على التخلص من أسباب الروتين، منخلال النصائح
التي تشمل الأركانالسبعة التي تناولها الدكتور الفقي في بناء الشخصيةالمتوازنة الناجحة.
1- كن مؤمناً فالإيمان بالله تعالى هو ينبوع السعادةومصدر السكينةوالطمأنينة، والشقاء والتعاسة والنكد الدائم
والأحزان المتواليةفيالإعراض عن الإيمان بالله والغفلة عن ذكره قال تعالى: (الَّذِينَآمَنُواْوَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ
بِذِكْرِ اللّهِتَطْمَئِنُّالْقُلُوبُ) [الرعد: 28] وقال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّلَهُمَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه: 124].
2- كن متسامحاً معالذات ومع الآخرين؛ فالتسامح قوة وليس ضعفاً. وبداية النجاح تكون منخلال التسامحالذي يفيدك
أنت أكثر ممن تسامحهم،ولذلك نجد أن ديننا الإسلامي دعاناإلى التسامح. يقول الله تبارك وتعالى(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَعَنِالنَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوافَاحِشَةًأَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوالِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ
يَغْفِرُ الذُّنُوبَإِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىمَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران134 – 135].
3- باشر بالتخطيطالآن؛فبعد فراغك من قراءة المقال قم وأخرج ورقة وقلماً، وابدأ، دوّن أهدافك فيالحياةعلى
المستوىالبعيد والقريب، قم بالتخطيط لحياتك، قم بعمل خطة سنوية، وأخرىشهرية، وأخرىأسبوعية، وأخرى يومية
لاستغلال كل دقيقة فييومك، استغل أوقاتالمواصلات والانتظار في إنجاز بعض المهام البسيطة، وعليك أن تضغط
الواجبات التييمكنإنجازها في أوقات واحدة.
4- انطلق بعد التخطيط؛فكن اجتماعياً فيمحيطك ومد الجسور مع الآخرين، فإن الاستماع إلى الآخرين،ومشاركتهم
الحديث والرأي،ومساعدتهم-أحياناً- في حل مشاكلهم يضفي على النفس جانباً كبيراً من السعادة؛ لأنالإنسان مدني
بالطبع، ولا خير فيمن لايألف ولا يؤلف. وقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَاالنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّنذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًاوَقَبَائِلَ
لِتَعَارَفُوا) [ سورةالحجرات:13]. وليكن لك في رسول الله عليه الصلاةوالسلام قدوة؛ فهو الذي كان يبدأمن لقيه
بالسلام وبوجه بشوش،ويؤثر الداخل عليهبالوسادة التي تحته، ويعطي كل من جلس إليه نصيباً من وجهه.. أيمن
النظر إليهوالاهتمام بهوالابتسام له.
5- تعلم فن الاسترخاءومارسه بشكل يومي؛ إذ ينصحعلماء النفس بأن يتعلم كل فرد فن الاسترخاء وممارسته في
حياته؛ لأنه يقضيعلىالتوتر والعصبية التي تؤدي إلى تغييرات فسيولوجية بالجسم تتسبب في الإصابةبالأمراض
الخطيرة كارتفاع ضغط الدموتصلب الشرايين إضافة إلى الأمراض النفسية وأهمهاالاكتئاب. ومن فوائد ممارسةالاسترخاء بشكل يومي:
• بلوغ مرحله الصفاء والخيالوالحرية من حواجز العقل الواعي الناقد.
• برمجة العقل الباطن لمقاومة مرضموجود.
• حسم بعض الصراعات الداخلية النفسية.
• برمجه العقل الباطن على الاسترخاء والهدوء والشعور بالسلام الداخلى.
• التغلب على العصب والعصبية.
• مواجهه أنواع المخاوف.
• البرمجةعلى السعادة والتخلص من الاكتئاب والضيقة المستمرة.
• التخلص من الوساوسالتسلطيه والأفعال القهرية.
• برمجة العقل الباطن على الأهدافالإستراتيجية.
6- كن مبادراً دائماً؛فالمبادرة الذاتية تساعد على القضاءعلى الروتين، ومن الممكن أن تتدرب لتجلعهاجزءاً من
سلوكك من خلالالخطواتالتالية:
• امنح نفسك مهلة من الوقت لتكون مبدعاً، وذلك من خلال توفير وقت محددلتفكرفي الأمور، وترى صورتها بشكل
كامل، وتفكر في حلولجديدة للمشكلاتالقديمة.
• انفتح على الأفكار الجديدة والغريبة.
• حاول التعرف على المبدعينوتعلم منهم.
• حاول أن تكون أفكارك قابلة للتطبيق.
• الابتعاد عن المثبطينلهمتك ولطموحاتك في حال عدم إقناعهم بأفكارك الجديدةالمبتكرة.
• تحمّلالمخاطرة في العمل بإحلال أفكار جديدة مبتكرة محل أفكار قديمةتقليدية
• تعلّمالأساليب الصحيحة في التعامل والاتصال اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين.
• ليكنلديك رسالة وهدف واضح محدد تعمل من أجله، على أن يكون هذا الهدفإيجابياً مرتبطاًبالوقت الحالي، لا يقوم
على تسويف أو تأجيل.
7- إياك والكسل؛فالكسل حالة منالخمول وعدم الرغبة في الحركة، وقد ينشأ نتيجة الضغوط النفسيةوالعصبية، مع
تراكمالمسؤوليات وتنوعالاهتمامات. وقد أشارت الأبحاث الميدانية إلى ازدياد احتمالاتإصابة النساء بداءالكسل أكثر
من الرجال. ومن النصائحالمفيدة لمن أصيب بداء الكسل:
• وضع خطة أسبوعية أو يومية لإنجاز الأمور الأساسية.
• عدم استقبال النهارالجديد بصفته كابوساً ثقيلاً.
• التأكد والإصرار على تحقيق المزيد من النجاح فيالأعمال والعلاقات.
• معرفة أن الكسل يؤدي إلى عواقب وخيمة كضيق الصدر والقلقوالاكتئاب، وأنالعمل يزيد المرء نشاطاً وحيوية.
8- إياك والتسويف؛ فإنالتسويف هو أحد الأسباب التي توقعك في فخ الرتابة، ومننتائج التسويف:
• الوقوعفي أسر الشد العصبي والقلق والإرهاق.
• يضع الأغلال حولك، ويكبل خطاك، ويحولدون بلوغك أهدافك و غايتك.
• يخنق نموك الشخصي والمهني، ويعيق حصولك على مكافآتتستحقها بجدارة.
• يدمر أحلامك في أن تنعم بحياة سعيدة تلفها الصحة والعافيةورغد العيش.
• يورث الحسرة والندم في وقت لا ينفع فيه الحسرة والندم.
• تراكم الأعمال، وصعوبة الأداء.
من لا يشكر الناس لايشكرة الله عز وجل
ارجوا قد استفدتم منالموضوع