اللواء ممدوح حشمت قائد سرب ميج-21 استطلاع في حرب اكتوبر المجيدة و قائد لواء الاستطلاع بعد الحرب
البدايه :
التحقت بالكليه الجويه في 18 اكتوبر1960 وتخرجت 1/4/1965 كطيار مقاتلات ، وبعد تخرجي التحقت بوحده تدريب المقاتلات والتي كانت تتمركز فى مطار كبريت شرق البحيرات المرة ، وفور انتهاء فرقه التدريب القتالي على الميج -15 وتم توزيعي على مطار غرب القاهرة لكي التحق بفرقه تدريب علي الطائرة المقاتله الاحدث ميج-21 ، وهي تعتبر من احدث المقاتلات في مصر والشرق الاوسط بأكمله ، وبعد انتهاء فرقه التدريب علي الميج 21 ، تم توزعي علىسرب مقاتلات ميج-21 وخدمت فيها فترة سنتين حتى 15 مايو 67 عند اعلان الطوارئوانتقلنا من مطار غرب القاهرة الى مطار فايد ثم حدثت معارك 5 يونيه 67وكنت موجود فى فايد
طائرة ميج 21
النكسه :
5 يونيو كان بدايته يوم عادى، فقد كنا في حاله طوارئ مستمرة منذ 14 مايو ، واواد ان اشير الي انه في ذلك اليوم لم يكن هنالك حفله في المطار مثلما قيل في الصحف بعد ذك ، نعم كانت هناك حفله في مطار انشاص ، لكنها كانت مقصورة على الرتب الكبيرة من الموجودين في المطارفقط.
لكني كنت واحد من الطيارين المتواجدين في مطار فايد وهذه الحفله لم تمسنى من قريباو بعيد ولم تؤثر على ادائى بأى شئ وهذا تسجيل مني للتاريخ ولكي لا يتم تحميل تلك الحفله مسئوليه اداء الطيارين في النكسه .
ولكي تكون الصورة واضحه ، فقد كنا ثمانيه طيارين في حاله الاستعداد الاولي في المطار ، اربعه من طائرات الميج 21 واربعه من طائرات السوخوي . كان معي دفعتى حسن عصمت , وايضا سمير عزيز لكن لا اتذكر قائد التشكيل او كما نطلق عليه (( الليدر )).
ولاننا كنا من اصغر الطيارين ، فقد رفضنا النوم في الميس ( مكان نوم الطيارين ) ، فمن المفترض ان نغادر اماكن نومنا قبل اول ضوء لكي نستلم مهمه الطوارئ ، ولاننا كنا متحمسين جدا وروحنا المعنويه عاليه بشكل كبير ، فقد قررنا الا ننام في الميس ، وان ننام في غرفه الطوارئ نفسها حتي نكون اقرب لطائرتنا ونستطيع ايضا ان نكسب 15 دقيقه
وعلي ذلك فقد امضينا ليلتنا في غرفه الطوارئ ، وفي الصباح كانت الميج -21 تقوم بعمليه تسخين للمحرك ، لان المحركات يجب ان تدور لكي تسخن كل صباح ،
حيث كانت الميج-21 الموجوده في مصر من اول الطرازات طراز (اف13) نهارى وكانت تحدث لها مشاكل في دوران المحرك ، فتم الاتفاق علي عمل ادارة لمحركات الطائرات كل اول ضوء.
وبالفعل ذهبنا وعملنا ادارة للمحركات وعدنا مرة اخري لغرفه الطوارئ ، ونظرا لان حاله الجو كانت ضبابيه بشكل كبير ، فقد انتظرنا حتي تتحسن الرؤيه لكي نركب طائرتنا ونربط الاحزمه انتظارا لاي طوارئ .
ومع ظهور الشمس ، وجدنا الشبورة مازالت كثيفه ، وابلغنا برج المراقبه بأن الرؤيه لا تزيد عن 200 متر واضاف الضابط لنا (( خليكو مستريحين لحد ما الرؤيه تتحسن و هنبأه نبلغكم ))
فسالت ضابط برج المراقبه ((طب يا سيدى عندك يومية طيران ايه ؟؟))
فرد الضابط (( احنا عندنا الميج حجزين (كذا وكذا) وطيرات سوخوى (كذا وكذا) وفيه عندنا كمان 4 طيراتميج-19 جيين من المليز علشان الورش بتاعتهم عندنا جيين يعملو صيانه ))
وعندنا في حاله الطوارئ يكون الطيران شق تدربينى وشقعمليات، التدريب يكون فى يوميه الطائرات للتدريب
اما العمليات تكون مخططه ومحدده كجدول يومى مثل المظلات والحاله الاولى الخ يكون لكي شئ جدول وبه اسم الطيار ووقت التنفيذ ، وكان هذا الحال من يوم 15 مايو حتي 5 يونيو
وعاده عندما ينضم طيارون جدد الي اي مطار ، فاننا نقوم بطلعات متعدده لاستطلاع المنطقه ، ويكون هنالك طلعات تدريب مكثفه لحفظ معالم المنطقه ، ويمكن دمج طلعات التدريب مع طلعات المظلات الجويه والتي يكون هدفها هو حمايه المطار من اي هجوم معاد ، وكان لنا منطقه مظلات اماميه داخل سيناء وقرب القناه ، وكنا نطير فوق تلك المناطق ، ونظرا لعدم وجود اي شواهد علي حرب قريبه رغم الحشد العسكري والاعلامي ، فأننا كنا نقوم باعمال المظلات كنوع من انواع التدريب ، فرغم ان الطائرات تكون مسلحه بالصواريخ الا ان شعورنا كان اننا لن نحارب ، وان ما يحدث ليس اكثر من حملات اعلاميه وحرب نفسيه متبادله .
وكانت تعليمات القتال تقضي بأن كل طائرة تقلع يجب ان تكون مسلحه بصاروخين جو جو ( K8- ك 8) ومدفع 30 ملم
وكان هذا الصاروخ هو النوع الوحيد المتاح لنا في ذلك الوقت عكس الحال الان من تنوع انواع الصواريخ ، وهو صاروخ روسي حراري ذو مدي 8 كيلو متر واقل مدي للضرب 2 كيلو ، بمعني انك لو تطارد طائرة معاديه والمسافه بينكم اقل من 2 كيلو ، فلا يمكنك استخدام الصواريخ ، فقط يمكن ان تستخدم المدفع .
نعود الي احداث 5 يونيو ، فبحلول الثامنه والربع جاء البلاغ بأن الرؤيه اصبحت 2 كيلو متر ، مما يعني امكانيه الطيران ، فدخلنا الغرفه وأستكملنا ملابس الطيران وخرجنا للطائرات التي لا تبعد عنا اكثر من مائه متر ، كان معي سمير عزيز وفريد حرفوش ، وفوجئنا بطائرتين تطيران تجاهنا من اتجاه اول الممر ويقومون بالتسلق للارتفاع ، وكان اول انطباع انهم طائرات الميج 19 المقرر حضورها لاعمال الصيانه ،
وبعد اجزاء من الثانيه شاهدنا الطائرتين تقتربان تجاههنا وسمعنا صوت (( طقطقه )) ناتجه عن اصطدام الطلقات ببدن الطائرات ، وفجأه انفجرت طائرتي الحاله الاولي، وفي نفس الوقت ظهرت طائرات اخري ، طائرتين تقصفان منتصف الممر ، وطائرتين تهاجمان الحاله الاولي .
في تلك اللحظه ووسط ذهول تام قال ضابط برج المراقبه (( يا فندم السيد نائب رئيسالجمهوريه بطيارة اليوشن , عمل تاتش على اول الممر)) فمن حظة انه هبط علي اول الممر فقد كانت القنابل ضربت باقي الممر .
خرجنا بسرعه من حاله الذهول السريع الي حاله الغضب والحنق فبدأنا نصيح ونسب اليهود الذين هاجمونا ونحن علي الارضوفى نهايهالهجمة كانت 4 طيرات حاله اولى قد حرقت و4 طائرات حاله ثانيه دمرت تماما , ومنتصف الممر انضربوالطائرة اليوشن نزلت فى 500 متر فقط وكانت امامها فجوات قنابل واخبرنا الطيار الا يحرك طائرته ، ونزل الوفد الرسمي من الطائرةسريعا وسط اصوات الحرائق والانفجارات حوله في انحاء الممر وانطلقت مع الله يرحمه فاروق حماده بسيارة واحضرنا الوفد الذي كان به حسين الشافعي نائب الرئيس والطاهر يحيي نائب الرئيس العراقي والحاشيه الخاصه بهم ، ولاحقا اصطحبناهم الي نادى الضباط في فايد وسط حاله من الذهول الكامل
ثلاث طائرات ميج 21 محترقه علي ارض مطار فايد
وبعد الهجمه الاولي بـ 8 دقائق وجدنا الموجه الثانيه فوق رأسنا ، وقامت بنفس عمل الموجه الاولي تماما ، حيث قصفت الممرات وتقاطعاتها ، ثم بدأت تضرب طائرتنا الواقفه علي الارض الواحده تلو الاخري
بعد اربعون دقيقه من الهجمه الاولي ، كانت طائرات الميج 21 كلها قد دمرت تماما ، الطائرات الوحيده المتبقيه في مطار فايد كانت سوخوي والتي كان عليها شباك تمويه فصدرت لنا الاوامر بان نتحرك مع سيارات حسين الشافعي والوفد المرافقه له ، ثم ننطلق تجاه مطار المنصورة ، لوجود طائرات عامله في المنصورة
عندما وصلنا المنصورة لم نجد غير ممر وكشك صغير به جهاز لاسلكي ، و الفلاحيين تتحرك في ارجاء المطار بحريه تامه فلم يكن مطار بمعني الكلمه ، وقابلنا عقيدطيار على زين العابدين و كان قادما من الغردقه وهبط بميج-21 .
وهناك قدموا لنا وجبه غذاء من( الجبنه والاته) كان ذلك حوالى الساعه 2ظهرا، وبعدها صدرت لنا اوامر اخري مختصرة جدا (( روحو انشاص )) فوصلنا انشاص قبل اخر ضوء بنصف ساعه ،
وكان بالمطار ميس السرايا وكان قصرا قديما للملك فاروق خارج المطار وكان مخصصا لمعلمي الطيارين ، فدخلناعلى الميس وبدأنا نستمع للقصص من باقي الطيارين فسمعنا انه كانت هناك طلعات من انشاص وأن نبيل شكري أسقط طائرة فوق المطار ، وأن طيارين شاهدوا لورى جيش قادم من اسماعيليه ومعلق على مقدمه اللوري جثه طيار يهودى قتيل .
فجلسنا نستمع للحكايات ومن طلع ومن ضرب ودخل علينا اخر ضوءوالله كنا بنلم العيش من ارض الميكروباص علشان نأكله من كتر الجوع وقله الاكل ، وفي النهايه دخلنا للنوم ولم يكن هناك كهرباء او سراير ، وتصرف كل منا وفق مهاراته الخاصه في التأقلم ، ونمت بدون ان اعرف من ينام في نفس الغرفه او كم عدد من ينام بجواري .
وبعد منتصف الليل بقليل دخل قائد سربي والذي عرفته من صوته وكان اسمه ( اموزيس ) وسأل في الظلام عن افراد سربي ، فقمت وانا لا اكاد اري امامي ، ولا اري سوي ضوء مصباح قائدي
ونزلت مع قائد سربي وركبت الميكروباص مع سمير عزيز وحرفوش وتوجهنا لمطارالقاهرة الدولى ووجدنا قائد القاعده كان اسمه حسن سليم قائد لواء الانتونوف والذي اخبرنا بأن نتوجه للنوم في عنابر الحجر الصحي ، وبالفعل نمنا علي أسرة المرضي ولم تكن طريقه مريحه للنوم لكنها افضل المتاح .
في اليوم التالي وجدنا قائد سربنا اموزيس يصرخ بصوت عالي ويكاد يشد شعر رأسه قائلا ((الحقونى تعالو شوفو الراجلالمجنون بيقول ايه )) واستكمل (( الراجل أداني صورة فيها صحرا وممر في النص بس ..قال بيقول اطلعو اضربو الممر ده في أسرائيل ، ولما قلت له معناش قنابل ، قال لا لا اضربوا الصواريخجو جو عليه بس , قلت له يا فندم الطيرات مش هتوصل رد علي لا-لا هتروح انشاء الله)) هل تتخيلو شكل الحوار ، فضابط عمليات كبير يطلب من قائد سربي ضرب ممر علي الارض في اسرائيل بصواريخ جو جو ورغم ان الوقود لن يكفي وصولنا ، الا ان ضابط العمليات كان مصرا.
وهذه القصه عن لسان اموزيس
وعندما نزلنا الي مكتب قائد القاعده وجدنا حشد من القاده وكبار طياري الميج 21 ، كل طياري الميج-21 كانوا هناك تقريبا .
وبحلول الساعه 6 صباحا تلاشت الافكار بخصوص توجيه هجوم نحو مطار في اسرائيل ، اخبرونا بان عدد من الطيارين سيتجه الي الجزائر وعدد اخر سيتجه الي العراق بطائرات النقل ، ووقع الاختيار علي للتوجه الي الجزائر ضمن عدد يشمل معي اموزيس والذي كان قائد السرب وحوالى 12 طيار منهم اموزيس، زيدان، سمير فريد ، عز الدين ابو الدهب، فوزى سلامه، سميرعزيز ، فريد حرفوش، سيد صقر، و سمير عبدالله وركبنا الطائرة وحلقنا الي الجزائر
وهناك وجدنا عدد محدود من طائرات الميج 21 لا تكفي عددنا ، فتم تسليمنا عدد من طائرات الميج 17 لاستكمال العدد والذي يعادل عدد الطيارين ، وكانت مشكلتي انا وحرفوش اننا لم نطير ابدا علي الميج 17 ، فاخذنا سمير عبد الله وبدا يشرح لنا الاجهزة المختلفه في الطائرة ووظائفها المختلفه في درس سريع جدا، وتحركنا علي الممرات الفرعيه لكي نعتاد علي الطائرة .
وهنا يجب ان اشير الي ان الاخوة الجزائريين قابلونا بحماس منقطع لانظير لا حدود له وحلوا لنا كافه المشكلات، فالطائرات في احسن حال لها و عمرها 30 دقيقه (( الفلاينج تيست)) فقط ، اي انها لازالت بحاله المصنع ولم تطر قبلا
كان الجو سئ جدا هناك في الجزائر وزاد سوءا عندما انتقلنا الي الجنوب في مطار اخر ، وكان ملئ بالعقارب ، فأعطونا اكياس مراتب واخبرونا ان ننام داخلها خوفا من العقارب وبان ننام علي سرير من الجريد لنفس السبب
وانتقلنا الي المطار التانى أسمه بوفريك يوم 8 يونيو وتنحي جمال عبد الناصر في نفس اليوم وسمعنا الخطاب في الاذاعه ، فحضر الينا الاشقاء الجزائريين والقوا بالقبض علينا ، ووسط ذهول منا قاموا بترحيلنا الي مدينه اخري ووضعونا في مطار اسمه بليدا تحت حراسه مسلحه في تصرف غريب جدا وغير مبرر حيث كان السباب والشتيمه هو الرد الوحيد عن اي استفسار منا.
في اليوم التالي تراجع جمال عبد الناصر عن قرار تنحيه فأفرج الاخوة الجزائريين عنا وبدأوا يمدحون فينا ويرفعون روحنا المعنويه ، وعرفنا ان سبب التغير في المعامله يرجع الي تنحي الرئيس عبد الناصر ، وانهم اعتبروا ذلك هزيمه لرجل ساعد في تحرير بلادهم ولم يقبلوا منه الاستسلام للهزيمه ، فكان موقفهم عربيا خالصا لكنه غريب ايضا .
وطرنا يوم 11 في طريق شاق يتخلله عده محطات لتموين الوقود ونزلنا في الجزائر العاصمه ثم تونس فليبيا ثم دخلنا الحدود المصريه فنزلنا مرسى مطروح والقاهرة الدولىيوم 12 يونيه مساء
كنا 12 طيارة ، 11 طيار مصري وطيار جزائرى أسمهالزيتونى جبالله ، رجع معانا بالطيارة عمل بيها حدثه في القاهرة وحطم الطائرة تماما .
كان يوم عودتي هو اسوأ يوم في حياتي ، فقد عرفت مدي حجم الدمار والخسائر التي حاقت بنا ، وعرفت ان عددا كبيرا من دفعتي قد استشهدوا وشاهدت الوجوم والكابه تطل بكل وضوع من العيون ، وكان الفزع و التخبط والارتباك هي السمه السائده ، فلو اصطدم طرفي الشباك الخشبي ببعضهما البعض ، تجد الجميع منبطح علي الارض فزعا وخوفا ، وبعد فترة تجد طائرة ميج 21 تصطدم علي الارض بطائرة اليوشن للنقل فتزداد معاناتنا النفسيه ويتردد في العقول قول واحد
(( هو احنا ناقصين بلاوي )) ، وبعد فترة يقلع تشكيل من اربع طائرات وبعد دقائق تعود طائرة واحده فقط فتزداد معنوياتنا تحطيما ، فكان بلا ادني شك اسوأ يوم مر علي في حياتي كلها
وزاد من معاناتي الشخصيه انني لم يكن معي طائرة ، فقد عدت من الجزائر بطائرة ميج 17 ولم تكن تخصصي وفي نفس الوقت لم يكن هنالك فائض في طائرات الميج 21 فظللت مشاهدا فقط لما يحدث امامي .
مابعد النكسه :
:طبعا وضح من الحرب اننا لا نعرف اي شئ عن العدو ، فلم يكن هناك ما يسمي استطلاع ، مثال ذلك ان مطار المليز أرسل طائرتين للاستطلاع من ارتفاع عشره كيلو مترات ، فماذا يمكن ان يروا من هذا الارتفاع خاصه وان الطائرات لم تكن مجهزة بأي معدات استطللاع ، فقط ورقه وقلم والطيار يدون ما يراه ، وحدث اعتراض من العدو لهاتين الطائرتين وعادت مرة اخري الي قواعدها
ولتوضيح صورة الاستطلاع في يونيو 1967 بالتحديد يجب ان نذكر ان المعلومات كانت تأتي اساسا من القوات البريه الي فرع الاستطلاع بالقوات الجويه ، لكني لا اذكر ان فرع الاستطلاع امدنا بأي معلومات او صور قبل يونيو ،
وحدثت معارك 14 و 15يوليو القويه والتي اعادت الينا جزء كبير من الثقه المفقوده ، وكنت وقتها في بني سويف تحت قياده المقدم طليبه ندرس لدفعتين طيارين ( الدفعه 18 والدفعه 20) علي طائرات الميج 17 وكان معي حمدي عقل وعبد الحليم صدقي ، واثناء طيرانا التدريبي سمعنا حوارات الطيارين في اثناء تنفيذهم الهجمات فوق القوات الاسرائيليه
تشكيل نواه الاستطلاع الجوي المصري
وفي شهر اغسطس , اخبرونا بان القياده قررت تشكيل قوة استطلاع وكنا لازلنا نعيد ترتيب اوراقنا وننشئ تشكيلات جديده من الصفر.
وأقلعت اول طلعه استطلاع فى اغسطس 1967 وأستشهد فيها طيار ملازم حسنى جاد الله وكان معه شريف الشافعى
وتم تشكيل رف (مصطلح عن نوع من انواع الوحدات الجويه ويتكون عاده من عدد قليل من الطائرات ) استطلاع في انشاص وكان يتكون من 4 طائرات و4 طيارين وانضممت اليهم في اول اكتوبر 1967 وكان معي حسين عزب وشريف الشافعي وحسين عزت والتحقنا بدورة تمييز سلاح تحت ادارة المخابرات الحربيه
فبدأنا نميز صور الدبابات والمدفعيه بأنواعها ، وحصلت علي دورة اخري في الاستطلاع البحري ، وزملاء لي حصلوا علي استطلاع خاص بوحدات الدفاع الجوي ،كل حسب اجتهاده الخاص.
وكانت تلك الفترة فترة عصبيه مشحونه جدا ، فقد كانت فترة النهار تصل الي حوالي اثني عشر ساعه تقريبا ، يقوم خلالها الطيار بالتواجد كحاله اولي ( الطيار مقيد في اربطه كرسي الطائرة ، والطائرة مسلحه وعلي اول الممر لاي طوارئ ) وتصل فترة تواجد الطيار حاله اولي حوالي اربع ساعات يوميا في المتوسط بالاضافه الي ثلاث ساعات طيران فعلي في اعمال مظلات جويه وطلعات تدريب ، وفي بقيه الوقت نكون حاله ثانيه (علي مسافه خمسون مترا من الطائرة )ويظل لنا حوالي ساعه في النهار تقريبا لتاكل او لتستريح قليلا قبل بدء المحاضرات المتخصصه في الاستطلاع
وفي نفس الوقت تم اقتطاع طائرات الميج 21 من الاسراب المقاتله العامله وتم اقتطاع ايضا جميع الضباط والفنيين وتم تزويدنا بكاميرات استطلاع ، الطريف ان تلك الكاميرات كانت موجوده قبل النكسه ولم تركب علي اي طائرة نهائيا ، لانه ببساطه لم يكن احد من قادتنا كان يعرف خطورة واهميه وجود قوة استطلاع جوي
كانت الكاميرا بعرض 25 سم , وكانت مركبه تحت الجناحوبارزة منه 40 او 50 سم وكان اسمها الافا وهي روسيه
وكانت مشكله كبيرة جدا لنا ، فهذه الكاميرات تجعل الطائرة ثقيله وبطيئه واستهلاكها عالي في الوقود ، وايضا كانت لتلك الكاميرات مشكله اخري ، فهي لا تستطيع التصوير من الارتفاع المنخفض ، وكانت يلزمها طريقه معينه في التركيب والضبط ، مما كان يعني اننا يجب ان نطير علي ارتفاع متوسط او عال للوصول الي صور واضحه مما يعرضنا للاكتشاف من رادارات العدو ، فبدأنا نعمل علي الاستطلاع بالنظر وتدريب اعينا علي الاستطلاع بالعين فقط وبدأنا نخترق علي ارتفاع منخفض والاستطلاع بالنظر فقط وكتابه كل شئ يتم ملاحظته بالعين
وكنا نعمل بطرق بدائيه جدا جدا لكنها كانت تعطي النتائج المرجوة ، فلو فرضنا انني اقوم بالاختراق من فوق فايد ، فأضبط ساعتي وبسرعه 1000 كيلو متر في الساعه يعني اننيأقطع 18كيلو في الدقيقه ولو شاهدت 4 دبابات بعد 40 ثانيه يعنى علي بعد 9 كيلو متر شرق فايد
كنا إما نحمل كاميرات وتصور علي ارتفاع عالى ، إمااستطلاع علي ارتفاع منخفض ومحمل صواريخ جو-جو وتستطلع بالنظروكانت يرافقنا عاده طائرات حمايه اشهرهم مرافقه لنا الله يرحمه عصام صادق.
كانت اول طلعه استطلاع لي مع النقيب سامح عطيه كانت 28 فبراير 68 وكانتعلى الطريق الشمالى من القنطرة شرق حتى بالوظه ورمانه واستدرنا لليسار تجاه البحرودخلنا بور سعيد ونزلنا في المنصورة والقاهرة .
(( بعد هبوطنا انا مكنتش قادر اتلم على رجلى ,, كنا طايرين على ارتفاع 4 كيلو وسرعتناالاقصى 1000 او 1050 والجاز عمال بيتحرق و رانا 4 طيرات "فينجر فور" عصام صادقهوه الحمايه ورانا ب 2 كيلو ، وبعد ما نزلنا ،جرى عليا , قعد بيفتشنى , بيقولى انتمتحجب.؟؟؟
قلت له ليه ؟
قال الصواريخ عماله طالعه يمين وشمال حواليك ومش عارفه تلبس فيك ))
وعاده من بعد نزول الطيار من كابينه القياده داخل الدشمه لا يفارق فيلم التصوير ، فهذا الفيلم يحمل ثمرة مجهوده ولابد من التاكد من جوده الصور لكي لا يضطر الي اعاده طلعه التصوير بكل ما تحمله من مخاطر ، لذلك نظل بجوار فني تحميض الصور حتي يبدأ في اخراج الصور للوجود ، ونبدأ في قص ما حدث خلال الطلعه وسرد ما لا يظهر في الصور بالاضافه الي اهميه ترتيب الصور طبقا لمسار الطلعه
ويتم بعدها تسليم الصور الي فرع الاستطلاع لتحليلها بمعرفته ، وبأفراد متخصصين واجهزة دقيقه لتحليل كل شئ في الصور وكل ظل وكل ما يمكن ان يكون له مدلول عسكري معين ، ثم يرسل فرع لاستطلاع تلك الصور مرفقه بتقرير تحليلي مفصل لكل فرع من افرع القوات المسلحه
من امثله طلعات الاستطلاع التي قمت بها ، هي عمليه رصد اول بوادر انشاء مطار بالوظه الحربي ، فقد كنا نستطلع المحور الشمالي وخاصه الطريق الشمالي ، ورصدنا بلدوزرات تمهد طريق معين ، وبعد فترة عرفنا انه هذا الطريق هو تمهيد لانشاء مطار ، وبدأنا نتابع مراحل الانشاء مرحله مرحله
وخلال حرب الاستنزاف قام شريف الشافعي بضرب المطار ودمر طائرة داكوتا به ، بناء علي صور الاستطلاع المركزة
عاده كنا نمارس عملنا من مطار انشاص في الاقلاع ، لكن يتم النزول في اي مطار اخر طبقا لخط السير ، فكان من الممكن ان نقلع من انشاص ونهبط في المنصورة او نهبط في القطاميه وذلك طبقا لخطوط السير
وبعد فترة تم نقلنا الي مطار القاهرة ، فأصبحنا بذلك بعيدين عن الجبهه قليلا ، فكنا نتقدم لمطار متقدم ونقلع منه ثم نعود الي القاهرة
وكان شعور كافه القاده بما نقدمهم لهم من صور ومعلومات هائلا ، فقد كانوا كاطفل المولود أعمي وفجأه يجئ لواء الاستطلاع ليقدم له شمعه تنير له طريقا فينبهر بما يقدم له من معلومات وصور وهو بالفعل في امس الحاجه لها، فبدأ القاده يرون العدو علي الجانب الاخر من القناه ، ويرون معسكراته واستحكماته ودفاعته ، وساعد ذلك في التخطيط لعمليات خلف الخطوط والتي قامت بها عناصر القوات الخاصه
وكان تشكيل لواء الاستطلاع يشمل عده اسراب ، سرب ميج 21 وسرب سوخوي 7 وسرب اليوشن 28 ، ورغم ان الميج 21 هي الاحسن سرعه ومناورة من الطرازين الاخرين الا ان الحاجه الي كل الطائرات والطيارين المقاتلين جعلت الاعتماد علي الميج 21 فقط دربا من دروب المستحيلات ، فقد كان النقص الشديد في الطيارين عاملا حاسما لتخطيط اي عمليات سواء هجوميه او دفاعيه وللقارئ ان يتخيل ان قطاع قناه السويس فقط يحتاج الي 6 مظلات بأستمرار لتغطيه القطاع بالكامل اي في حدود 12 طيار مقاتل ، واذا علمت ان زمن طيران الطائره لا يتعدي العشرون دقيقه ، مما يعني انه كل عشرون دقيقه تحتاج الي 12 طيار مقاتل اخر في الجو ، وكان الطبيعي ان يقوم الطيار بـ 5 الي 6 مظلات في اليوم
مما شكل حمل ومجهود عال جدا علي الطيارين .
في هذا الوقت كان علي طيار الاستطلاع التبليغ الدائم عن مكان تواجده لقائده اول بأول حتي لو كان محظوظا وحصل علي اجازة واراد الذهاب الي السينما مثلا ، فلابد ان يعرف قائده اين هو الطيار لكي يستطيع ان يستدعيه ، وكان ذلك عبء نفسي اضافي علي طيار الاستطلاع ، وكان من نتيجه هزيمه يونيو وعدم وجود استطلاع ، اننا بعد النكسه بدأنا في عمل استطلاع هستيري
واذكر ان شريف الشافعي مر علي منزلي بتاكسي واخذني علي المطار واخبرني اننا سنسافر الي الاقصر في الصباح
ووصل المهندسين ليلا وجهزنا الطائرات ونمنا الساعه السادسه صباحا ، وبعدها اقلعنا من المطار ووطرنا الي الاقصر
وارتفعنا لارتفاع 8 كيلو متر وهبطنا في الاقصر وجهزنا الطائرات ، واقلع شريف بمفرده وصور مطار رأس نصرانى الذي يسمي الان شرمالشيخ الدولي وعاد الي الاقصر مرة اخري
وكانت نتائج التصوير عاليه جدا و كانت الكاميرا الافا 39 هي الكاميرا التي استخدمناها في ذلك اليوم
مع مرور الوقت اصبح عملنا روتينيا نوعا ما ، فقد اصبح لدينا واجب ثابت الا وهو تصوير المواقع علي القناه والمحاور الثلاث الرئيسيه بأستمرار، ولم أتعرض لاي اشتباك مع طائرات العدو ، لانه لم يكن ممكنا لنا الاشتباك ، وفي فترة ما استخدمتنا اسراب المقاتلات كطعم لجذب طائرات العدو
فكنا ندخل حتي القناه علي ارتفاع 50 متر ونبدأ في التسلق علي القناه حتي نصل الي ارتفاع 3 او 4 كيلو متر فوق القناه ثم نقوم بعمل دوران تجاه اليمين او اليسار ونصور بسرعه ، فقد علمنا ان صواريخ الهوك الاسرائيليه قد تطورت واصابتنا بالرعب ، فكنا ننفذ استطلاع سريع جدا ، ووصلنا لمرحله اننا نصور الصاروخ وهو ينطلق من القاذف.
ولأن الهوك كان يتم تعديله بسرعه جدا فأن المخابرات كانتباستمرار تعرفنا التعديلات ، وكانت تعديلات كتيرة وكنت أعرف زمن اعادة الملئ أواعادة البيانات ، وكان لازما ان اطير علي مستوي ثابت لعدد معبن من الثوان ثم اغير ارتفاعي او سرعتي لكي اجبر كمبيوتر الهوك علي اعاده حسباته من البدايه وقبلما يتوصل الي الضرب علي ، اعيد الكرة واغير إما ارتفاعي او سرعتي مرة اخري ، وهكذا حتي لا يتمكن الهوك من الضرب علي ، ونجحت تلك الطريقه بشكل رائع
وهم قاموا بعمل تعديلات وصلت للهوك لأنه يضرب طائرات على ارتفاع 100 متر و تحسين امين كان من ضمن الذين ضربوا منه .
وكنا نستمر في عمل الطلعات بصفه مستمرة ومثلا علىالاقل طلعتين تصوير علي القناه او العمق او المحور الشمالي
و قبل 1973 كان خط بارليف بالكامل قد تم تصويرة بطول الـ180كيلو متر ، لدرجه انني كنت عارف الطبقات كلها التي بني منها خط بارليف نظرا لطيراني فوقهم وهم يمرون بكل مرحله من مراحل البناء ، فكنت اعلم ان المرحله الاولي , شكاير رملوالثانى صاج معرج ، ثم المرحله الثانيه وهكذا ..الخ
فقد كنا متابعنهم بأستمرار .. والجندي الى عبر القناه كان يعرف كل شئ،حتى مسار الخنادق والمدافع والسلك الشائك .
الميج 21 الاستطلاعيه .
بعد فترة وصلت الينا طائرات ميج 21 استطلاعيه وكانت تسمي MIG 21 RF وكانت مجهزة بمستودع ثابت للتصوير وقد وصلت في نهايه 1968 او بدايه 1969 ووصل منها حوالي عشر طائرات ، وكان ذلك دفعه جيده لكفاءه لواء الاستطلاع ، وخاصه ان هذا المستودع كان يصلح للتصوير علي الارتفاع المنخفض بكفاءة .
هذه الصورة للطائرة من طراز MF رقمها 8506 , وهي طائرة من لواء الاستطلاع وواضح شكل مستودع التصوير تحت باطن الطائرة وهذا المستودع به 7 كاميرات ، اثنان رأسي للتصوير اسفل الطائرة ، واثنان جانبي للتصوير الافقي واثنان كاميرا اماميه للتصوير امام الطائرة ، بالاضافه الي كاميرا اخري تسمي بانوراما ، وتعطي صور بانوراميه
لكن هذا المستودع لم يكن مرضيا لطموحاتنا او لاحتياجاتنا لانه حجمه كثير وحجمه ثقيل بالاضافه الي ان اقل ارتفاع كان 500 متر ، وهو ارتفاع عال جدا لنا ، فلم نستخدمه الا نادرا فمثلا الكاميرات الاماميه في هذا المستودع للتصوير اثناء الغطس لاسفل ، وكان من الصعب جدا استخدامهم لانك تحتاج الي ارتفاع عال للقيام بالغطس وبينما كنا ننتهج دائما تكتيك الاستطلاع والتصوير علي ارتفاع منخفض جدا
التطوير المصري للاستطلاع
كانت الكاميرات السوفيتيه مخيبه للامال ، فكنا نعتمد عليها لكن بأساليب غير معهوده فعليا ، فبعد مبادرة روجزر مثلا ، ووقف اطلاق النار عمليا ، كنا نصور من فوق القناه نفسها مستخدمين الكاميرات الجانبيه والتي كانت تصور مدي 500 متر من جانب الطائرة ، وهي مدي قصير لكنه كاف جدا لتصوير استحكامات خط بارليف بالتفصيل ، ونظرا لان هذا الاسلوب لم يكن مرضيا لطموحاتنا ، فجربنا كاميرات التصوير المركبه علي طائرات اليوشن 28
وكان البعد البؤري لها 120 سم وهو بعد جيد جدا ، ووضعناها داخل خزان وقود احتياطي وغيرنا من تصميم الخزان بالكامل ، وصنعنا فتحتين في الخزان لكي يتم التصوير منها ، وكانت تسمح لنا بالتصوير من ارتفاع عشرة كيلو مترات وكانت الصور مقبوله
لكن الصعوبه الحقيقه كانت في الطيار نفسه، فعلي ارتفاع عشرة كيلو متر كان علي الطيار اتقان المسار والمسافه الجانبيه لكي تحافظ علي اتجاه التصوير وكانت هذه عمليه شافه احتاجت الي تدريب رهيب
وايضا قمنا بشراء كاميرات انجليزيه ساعدتنا في حل مشكله التصوير المائل والتصوير في العمق ، وكانت معظم هذه الكاميرات تقرأ علي مسافه 30 كيلو متر من خط الطيران لان لها بعد بؤري جيد جدا
التطوير التانى كان كاميرات انجليزيه اسمها فنتن ،كان شرائها في حد ذاته تجربه مخابراتيه مثيرة و كانت ذات بعد بؤرى 10سم وهو شئ لا يذكر ، وكنا لا نريد لها ان تكون واضحه تحت بدن الطائرة ، فبدأ المهندسين في وضعها داخل بدن الطائرة لكي لا تكون ظاهرة ، وكان داخل الطائره رادار بدائي غير مستخدم ولاننا كنا نعتمد علي النظر في كل عمليات القتال وعلي التوجيه الارضي فقمنا بالاستغناء عن هذا الرادار وتركيب تلك الكاميرات ، وكان مجهود جبار ما قام به المهندسين ، فقد تم الغاء اسلاك ولمبات ومحولات ووضع اجزاء اخري مكانها لهدف اخر ، وعدادات جديده داخل الكابينه محل عدادات اخري ، وهو مجهود جبار من رجال المهندسين والذين برعوا في هذا العمل ، فقد تم لاول مرة ادماج تكنولوجيا غربيه داخل طائرة سوفيتيه في وقت الحرب البارده بعقول مصريه صرفه
والكاميرا الفنتن الجديده كانت عبارة عن تحفه فنيه ، فقد كانت الكاميرات الاربع تغطي 25 مرة مقدار ارتفاعك فلو كنت تطير علي ارتفاع مائه متر فان الكاميرات تغطي مساحه 2500 متر بالكاميرات الاربع
وعلي هذا أصبحت الميج 21 تطير ببصاروخين و 3 خزانات وقود ... والكاميراتموجودة وهو ما لم يكن موجودا من قبل ، ففي البدايه لم يكن لدينا الصواريخ للدفاع عن انفسنا حيث تحتل الكاميرات السوفيتيه نقاط تحميل الصواريخ ، فكان لدينا فقط المدفع ، اما بعد الكاميرا الانجليزيه الجديده والتعديلات المصريه الصرفه ، اصبح لدينا 5 حوامل علي الطائرة لكي نضع عليها ما نشاء من حموله ، حيث ان الكاميرا لم تعد تشكل مشكله لنقاط التحميل الخارجي
كان رف الميج 21 الاستطلاعي هو الافضل ضمن تشكيلات الاستطلاع الاخري ، فالميج 21 لا مجال لمقارنتها مع القاذقه البطيئه من نوع اليوشن 28 والتي خصص رف منها لاعمال الاستطلاع البحري ، او السوخوي 7 فسرعه الميج 21 وقدرة مناورتها كانت اعلي من قدرة السوخوي 7والتي قام طياروها رغم ذلك بمجهود كبير جدا وقدموا صور جيده جدا ، لكن ظل الفارق في امكانيات الطائرات هي المعيار في كفاءة الاستطلاع ونوع العمليات الموكله اليها
ومع توالي عمليات الاستطلاع خلال حرب الاستنزاف وصلنا الي درجه عاليه من الثقه ، فقد اصبحنا نستطيع فعليا ان ندخل سيناء ونخرج مرة اخري بكل كفاءة وثقه ، فلم يكن المطلوب منا ان نقوم بعمليات انتحاريه لكن دورنا ان نعود ونسلم افلام الاستطلاع للقياده ، فدرسنا جغرافيا المنطقه ودرسنا من اين ندخل ومن اين نخرج وما هو الارتفاع الافضل لنا في كل حاله ، وما المطار الافضل لنا للاقلاع لتنفيذ المهمه بناء علي خطوط السير واستهلاك الوقود، ونتيجه ذلك فلا اعتقد انه كانت لنا مهمات استطلاع فاشله ، لكننا في بعض الاوقات كنا نقطع خط السير ونعود نتيجه رصد مظلات جويه معاديه
وكنا نتابع بصورة شبه يوميه اعمال العدو في بناء ثم في تطوير النقاط الحصينه ، وكنا نصور تحركات العدو البريه بالقرب من القناه ونصور تطور وتحركات وحدات الدفاع الجوي وخاصه بطاريات الهوك
ولا اظن انني واجهت موقفا صعبا خلال عمليات الاستطلاع ، فكان من المعتاد ان يضرب علينا صواريخ هوك او نيران مدفعيه مضاده للطائرات ، واذكر ان بعض الطلقات اصابت جناحي في مناسبات عديده ، لكننا تعودنا علي ذلك
ولتبسيط مهمه الاستطلاع علي القارئ ، فلنفرض اننا ننوي استطلاع المحور الاوسط وهو المحور المقابل لمدينه الاسماعيليه ، فكان الاسهل لنا مثلا ان نطير من فوق كبريت حيث ان اتجاه القناه يميل تجاه سيناء مما يجعلني اكسب مسافه من الارض وفي نفس الوقت اكون داخل الاراضي الصديقه واقلل من وقت طيراني فوق الاراضي المعاديه
وايضا كان يجب دراسه دفاعات العدو فوق الهدف المراد تصويرة
وكان المحور الشمالي والذي يضم رمانه وبالوظه امتع المحاور من حيث الجغرافيا ، حيث وجود البحر المتوسط علي يسارنا ونحن نتجه للهدف يكون عامل مساعد لنا في الخروج من فوقه والعوده بعد الانتهاء من المهمه ، ويماثله في ذلك المحور الجنوبي حيث تشكل الجبال واتجاه القناه عوامل مساعده للطيار في تجنب الرصد الفوري له
وكان لدينا في السرب خبراء سوفيت وكانوا عوامل استنزاف لنا وليست عوامل مساعده او دعم للاسف ، فالمفروض ان الخبراء المرابطين معنا يقومون بتعليمنا ، لكنهم كانوا ابعد ما يكون من مستوانا ، للحقيقه فأن اول طيار سوفيتي حضر الينا ولا اتذكر اسمه ، كان جيدا جدا جدا ، لكن من لحقوا به كانوا غير مفيدين بالمرة ، فمنهم الخائف من اساليبنا الجريئه ، ومنهم من يريد الالتزام بما يقوله الكتاب ولا يرغب في التطوير والابتكار ، واخر لا يتحرك الا بتعلميات سياسيه ، فكان وجود هؤلاء الخبراء عبء علي السرب وليس عامل مساعد ، حتي عمليات تطوير الطائرة كانت سريه عنهم ، ولم يعلموا بها الا بعد انتهائنا منها ، فقد كنا نخاف ان يقوموا ببث روح الاحباط فينا ، وكانت الحماسه وروح الابتكار والابداع تملئ كل واحد فينا للوصول الي ما نريده من صور واضحه .
والظريف ان السوفيت بعدما علموا باعمال تطويرنا للميج قاموا بعمل طائرة في مصانعهم ومزوده بكاميرات فنتن الانجليزيه وارسالها لنا كهديه.
لقد عاني لواء الاستطلاع بأرففه الثلاث (الميج والسوخوي والليوشن ) من خسائر خلال عمليات استطلاع حرب الاستنزاف
ونظرا لاننا كنا نستخدم الطيران المنخفض في الاستطلاع فكنا بذلك عرضه لانواع متعدده من الاسلحه الصغيرة ، فكان عاديا ان تنطلق الطلقات حولنا في كل اتجاه خاصه في الاهداف ذات الاهميه الكبيرة وكل طيار وقدرة ، فمن المحتمل ان يضرب علي الطائرة الف طلقه ولا تصيبها او تصيب اماكن غير مهمه او حساسه ، ومن الممكن ان يضرب عليها عشر طلقات في مقتل فتنفجر الطائرة او تهوي محترقه بطيارها .
كنا نستخدم تكتيك معين في الاستطلاع يقضي بان اي عمليه استطلاع تقوم بها طائرتين (ليدر وفورميتور )وحدث في حرب اكتوبر ان استشهد احد الطيارين ، ووجدنا ان الطيار رقم 2 يكون في خطر دائم ، لانه يكون بجوارك ليساندك ويحميك ، فلما عرفنا واقعه استشهاد هذا الطيار ، وجدنا
وكانت عمليات الاستطلاع العميق هي العمليات التي يكون لها صدي داخل القوات الجويه او عمليات الاستطلاع التي تحدث فيها اشتباكات جويه ، وكانت عمليات الاستطلاع العميق ذات اثر جيد علي معنويات لواء الاستطلاع بأكمله مثل عمليات استطلاع شرم الشيخ ومطار رأس نصراني وكذلك استطلاع بحيره البردويل علي عمق ستين كيلو من قناه السويس
وفي حرب اكتوبر استطلعت مركز قيادة الطايه , يوم 16 اكتوبر تقريبا .
كان لازم كل اسبوع او شهر تصوير المحاور كلها والنقط القوية واى عمليه تبديل للقوات او موقع هوك او تحركات
وبعد مبادرة روجرز ووقف اطلاق النار ، هدأت الامور بالنسبه لنا قليلا لكن عمليات الاستطلاع كانت مستمرة من فوق القناه فقط لكننا كنا نخترق فوق سيناء لو دعت الضرورة فقط مثلا مطار جديد وتم رصده ويجب ان نصوره ونحدد, هل مطار حقيقى أم هيكي ،وكنا نعرف من الصور اذا كان المواقع هيكليه .
حرب اكتـــوبر
استعدادنا لحرب اكتوبر بدأ مع حرب الاستنزاف ، فتعديل الطائرات وفرق التدريب علي تمييز اهداف العدو وزياده جرعه التدريب علي الطيران بسرعات عاليه على ارتفاع منخفض لان هذه الارتفاعات لا يمكن للطيار ان يكون في قمه تركيزة الفعلي لفترة طويله وكانت منطقه الدلتا كلها مفتوحه لاغراض تدريبنا ونقلع و نصور رادارات زىبلطيم , او مواقع صواريخ خاصه بنا .
يوم 6 كنا في رمضان وكنا صايمين في انشاص , وحالات الاستعدات رفعت من مده واستدعاء احتياط وتسريحه ....الخ
والقاده يقولون ان درجات الاستعداد هتنخفض غدا او عده ....
اما زملاءنا القدام فيقولون ان هذا الذي يحدث ليس لاغراض المشروعات التدريبيه ، الاوضاع غريبه مع الغاء الاجازات والالتزام الفائق من الجميع وقائد اللواء الجوي في غرفه العمليات طوال الوقت وهي موضوعات عندما يتم جمعها مع بعضها البعض تعني الحرب الفعليه
قبل الحرب بيوم جاءنا قائد اللواء - سيد كامل وكنت وقتها رائد طيار وقال لنا ( افطرو)
قلت له ( لو فيه عمليات حقيقى سأفطر ولو لم يكن هناك عمليات لن افطر)
يوم 6 اقلعت بطلعه الساعه 10 او 11 الصبح , كانت طلعهروتينيه لكي يظهر ان كل شئ عادى ، فقمت بالطيران علي بخط سير معتاد وكانها طلعه متعودين عليها
كان دورنا في الحرب كالمعتاد متابعة الاهداف وتصويرها وكنا هنستطلعنتيجة الضربه مثل المليز ومراكز القياده
وكان مخطط اننا نقلع بعد الضربه الاولى ومع الثانيه والجميع عاد و قالوا انهم نفذو ضرب الممرات وكان استطلاعنا بالنظر ولم يكن هناك تصوير لان نتيجة الضربه الجوية لم تكن مطلوبهفالضربه الجوية لها اهداف محدده وتخطيط محدد
فرحتة الدنيا احسسنا بها وانا واحد من الطيارين كنت واقفا على الممر ،كنت احصي الطائرات وهي تقلع متجهه نحو سيناء لبدء دورها في الحرب وكنت منتظرها علي الممر هي عائده من الضربه الاولي والحمد لله فقد ورجعوا كلهم و بدون خسائر ، وتقابلنا ليلا في الميس وكانت المعنويات في السماء .
ومر يوم 7 ويوم 8 بدون طلعات لي ، لكن عمليات الاستطلاع لم تتوقف لحظه ، واقلعت يوم 9 اكتوبر واستطلعت منطقه بلاعيم في خليج السويس لانه المفروض انها تضرب و فتمتصويرها فأقلعت من انشاص واستطلعت مناطق ابار البترول وفور هبوطي تم اخذ الافلام من داخل الطائرة سريعا ، وكان واضحا ان تلك الطلعه وتلك الصور كانت مهمه جدا .
واقلعت في طلعه استطلاع اخري في يوم اخر ، فأستطلعت من الاسماعيليه وحتي الطاسه علي المحور الاوسط
وعندما حدثت الثغرة كنا نستطلع قوات العدو بالميل لانهم كانوا قد اصطحبوا معهم وحدات دفاع جوي كثيرة داخل الثغرة وكانت تسبب لنا مشاكل كثيرة ، وعندما بدأ الاستعداد لتصفيه الثغرة انتقلنا لمطار شبراخيت ومكثنا هنالك شهرين ثم عدنا مرة اخري الي انشاص
وبعد الحرب كنا نقوم بالاستطلاه المائل او استطلاع الكتروني جديد ، فقد زودنا السوفيت بمستودع جديد للاستطلاع الالكتروني وكان يلتقط ترددات الرادار
بعد الحرب بفترة شغلت منصب قائد لواء الاستطلاع وقتها حدثت الاشتباكات المصريه الليبيه وكان لدي سرب متمركز في مرسي مطروح وكنت دائم زيارتهم هناك لاطمئنان علي احاولهم وتابعت عمليات الطيارين في اثناء الاشتباكات القصيرة مع ليبيا وقام الرجال بعمليات استطلاع دائمه للحدود
, وبعدها سافرت بعثه فرنسا في كليه حرب عليا لمده سنه ونصف سنه 82 و 83 وكان لدينا 4 طيرات ميراج-5 استطلاع , وده التغيير الجوهري الذي حدث بعد الحرب فقد خرجت السوخوي من خدمه لواء الاستطلاع ودخلت الميراح وكانت افضل من الميج 21 بمراحل .
وقد طرت علي عده انواع من الطائرات من وقت تخرجي من الكليه الجويه وحتي تقاعدي سنه 1986
فقد طرت علي السوخوى -7 والميج-17 والميج-15 , والميراج-5 اخر شئ
وقت كنت قائد لواء الاستطلاع وكان عندى سربين ميج-21 وسوخوى فكان لابد ان اطير النوعين وكانت السوخوي 7 اقل من ال21 , وبعدها عندما تم الغاء السوخوى انضمت الميراج فقمت بالطيران علي الميراج وبعدها سافرت بعثة فرنسا , وعندما عدت ، فقد عدت الي وحده تدريب المقاتلات اللواء 112 و وكان لدي 3 اسراب ميج-21 MF
وميج-21 صينى ( j7) وسربميج-19 صيني (J5), وكان لابد وان اطير الميج 19 فقمت بالطيران بها وبالنسخه الصيني .
وبعد وحدة تدريب المقاتلات سافرت كملحق عسكري وبعدها رئيسا لفرع الاستطلاع وبعدها قائدا للمنطقه الغربيه حتي تقاعدت
اللواء طيار اركان حرب / نصر موسى محمد موسى
المقدمه :
شخصيه تسلبك بغزارة معلوماتها وحرفيتها واكادميتها وشرحها المبسط للمعلومه ، ذلك هو اللواء طيار نصر موسي ، ذلك الرجل قاتل طائرتين اسرائيليتين مسجلتين بأسمه في المراجع الامريكيه والاسرائيليه .
عندما تقابلنا معه وجدنا نوعا جديدا من الطيارين لم نقابله من قبل ، ذلك النوع الذي تعلم دراسه الطائرات في الاتحاد السوفيتي بطريقه تختلف عما كان يتم تعليمه في مصر .
ففي الاتحاد السوفيتي تعلم دراسه الطائره قطعه قطعه ، بدأا من المحرك والاجزاء الثابته والمتحركه بالطائرة لدرجه جعتله هو وزملائه يحفظون وظيفه كل قطعه مهما كانت صغيرة بالطائرة ، فضلا عن دراسه نظريات الطيران والايروديناميكس ، وقد أفاده ذلك في التحول الي الطائرات الامريكيه في بدايه الثمانيات ، وكان من اوائل من عادوا بطائرات الاف 16 من امريكا الي مصر .
ورغم ان مصر كانت في حرب الاستنزاف اثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي ، الا ان معلميه السوفيت لم يعلموه ما يحتاجه هو وزملائه ، فالسوفيت لم يعلموهم القتال الجوي ، لسبب بسيط جدا وهو ان تلك الدوله العظمي لا تريد تعليم طيارينا القتال الجوي واكتفت بتعليم الطيارين كيف يقودون الطائرات بطريقه صحيحه والاقلاع بها ثم الهبوط بها في كفاءة تامه ، وربما لم يكون لديهم ما يقدمونه .
وما يزيد اعجابك بتلك الشخصيه الراقيه الهادئه ، انه يحفظ الجميل لمعلميه الحقيقيين في مصر ، فما تعلمه في الاتحاد السوفيتي كان شيئا ، وما تعلمه في مصر علي يد الطيارين الاقدم منه وخاصه سمير عزيز ميخائيل شئ اخر تماما .
فقد عاد طيارا يقود طائرته الميج 21 لاقصي حدود ، لكنه لم يكن طيارا مقاتلا وقتها ، وفي مصر تعلم علي يد سمير عزيز واخرين كيفيه القتال الجوي وكيفيه جعل تلك الاسطوانه الحديديه اداه قتل رهيب ، فتحول علي يد مدرسيه المصريين في السرب 46 قتال الي قاتل وكما يحب ان يقول هو (( انا داخل معركه يا قاتل يا مقتول ))
لا يزال يذكر دموعه يوم معرفته باسقاط سمير عزيز يوم 8 اكتوبر 73 ، وكما يقول هو فقد كان طياري السرب 46 يعتقدون ان سمير عزيز غير قابل للاسقاط ، وعندما اصيب قائده دمعت عيناه فقد كانوا يعولون علي سمير عزيز اسقاط الكثير من الطائرات المعاديه .
وحتي وقتنا هذا عندما يجتمع الاثنان ، اللواء سمير عزيز ( المدرس ) اللواء نصر موسي ( التلميذ المستجد في السرب ) تجد ان الاحترام والعرفان بالجميل من التلميذ للاستاذ مازال موجودا رغم مرور ما يزيد عن اربعين عاما علي لقائهم الاول .
ولا يزال نصر موسي يذكر في كل حوارته التلفزيونيه والصحفيه والوديه ، ان سمير عزيز انقذه من الموت رغم انه كان في المستشفي وقتها ، فنصيحه سمير عزيز كانت لطياريه دائما (( بص وراك قبل ما تضرب الطيارة اللي قدامك ))
انه فعلا احد نسور مصر الذين نفتخر بلقاءهم .
vondeyaz
من المدنيه الي العسكريه :
اللواء نصر موسي من ابناء السويس الذين شاهدوا الهجمات الاسرائيليه على مدن القناه وتعرضت مدينته للقصف الجوي الاسرائيلي المتكرر بعد النكسه ، فهاجرت اسرته الى القاهره مع اوامر التهجير الاجباريه التي اصدرها الرئيس عبد الناصر لكل سكان مدن القناه واكمل بها دراسته في السنه الثالثه الثانوية بالقاهرة ..
برع في الرسم و أحب دراسة الهندسه فألتحق بكلية الفنون الجميله ، وفى شهر اكتوبر 1968 طلبت الكليات العسكريه دفعه جديده من شباب مصر ليساهموا في اعاده بناء القوات المسلحه بعد هزيمتها في يونيو كان سبب تقدمه لكليه عسكريه هو حبه للانضمام الى القوات البحريه ، فهو أبن محافظه ساحليه وعشقه للبحر والعمل في البحر شئ طبيعي ، فأكمل جميع مراحل الاختبارات بنجاح حتى الوصول الى كشف الهيئه وهو اخر اختبار .
وامام مديري الكليات العسكريه المختلفه(( الجويه والبحريه والحربيه )) وقف نصر موسي في مواجههتهم ، ولكن لفت نظره احدهم بزيه المختلف وهو الوحيد الذي كان يتحدث معه، هو مدير للكليه الجويه اللواء طيار محمد حسني مبارك، وسأله مبارك عن سبب اختياره للكليه البحريه ، فأجابه نصر بسبب نشئته بمدينة السويس وحبه للبحر والعمل بالبحر ، فعاد وسأله مبارك ، هل ما شاهده من ضرب السويس وتهجيره منها لم يدفعه الى الالتحاق بالكليه الجويه لأخذ بالثأر ؟ فأجاب نصر بالموافقه وهو ما لم يكن في مخيلته او تخطيطه نهائيا ، واصبح من تلك اللحظه طالبا من طلبة الكليه الجويه ، فقد كان تغيرا جزريا من البحريه للجويه ، اعتبره تكليفا بالخدمه في القوات الجويه.
الكليه الجويه ( عش النسور )
كانت البدايه بالكليه هى فترة المستجدين ، وفيها يتم تحويل الطالب من الحياه المدنيه الى العسكريه خلال 45 يوم ، وفيها يتم رفع معدلات اللياقه البدنيه للطلبه بشكل كبير ، وتعليم مبادئ اوليه في استخدام السلاح وضرب النار ، والتعود علي حياه الانضباط والعسكريه التي ستكون نمط حياتهم في المستقبل ، وتكون تلك الفترة مجمعه لكل الطلبه في كل الكليات العسكريه المتخصصه سواء بحريه - فنيه - جويه او حربيه
وبعده فترة المستجدين تم منح الطلبه اجازه لمدة 5 ايام ، ثم تم توزيع طلبه الكليه الجويه الى عدة مطارات بعد ان تم تحويل الكليه الجويه في بلبيس الي مطار جبهه وتمركز به سرب مقاتلات قاذفه ، وكان نصيب الطالب نصر موسى وعدد من رفاقه مطار المنيا ، وبعد فترة تم انتقاء طلبه ممن يجيدون اللغه الانجيلزيه للتدريب مع مدرس طيران هندى ، فى تلك الفتره كان هناك دعم للمدرسين من الهند لسد النقص في المدرسين المصريين ...
وبعد الانتهاء من المحاضرات اليوميه ، يتم تدريب الطيران على طائرة التدريب الاساسيه الجمهوريه ، ثم الطيران منفرداً على تلك الطائره المخصصه للتدريب الابتدائي
في الاتحاد السوفيتي
بعد فترة تم اختيار 20 طالب منهم نصر موسى للسفر الى الاتحاد السوفيتي لكى يتم اعدادهم كطيارى مقاتلات بينما لم يتجاوز ساعات طيرانهم 32 ساعه طيران وهو رقم يكاد لا يمثل اي شئ في عالم الطيران
وبعد اجازه لبضعة ايام تم تجميع الطلبه بالكليه الجويه والاصطفاف لمرور قائد الكليه لأخذ اخر التنبيهات ، وفي هذا الطابور شدد قائد القوات الجويه علي اهميه سفرهم الي الاتحاد السوفيتي ومدي اهميه عودتهم بالعلم والخبرة اللازمه للقتال وشدد أيضا علي اهميه التركيز في التحصيل العلمي وعلوم الطيران لضيق الوقت وأكد علي اهميه التدريب علي الطائرات ذات السرعات العاليه مثل السوخوي 7 والميج 21 والتي تمثل احدث ما في الترسانه السوفيتيه في هذا الوقت ، كان هؤلاء الطلبه ذو الاعمار لم تتجاوز ال18 عام ، ومنهم من لا يعلم اين يقع الاتحاد السوفيتي ..
في الاتحاد السوفيتي كانت حياه مختلفه ، وطقس قاسى سواء صيفاً او شتاءً ودراستهم باللغه الروسيه التى لم يكن يجيدوها حتى الان ، فكان عليهم تعلم اللغه الروسيه مع تعلمهم اصول ومبادئ الطيران ، وهو ما مثل عبء اضافي عليهم رغم وجود مترجم