14.12.2010 آخر تحديث [10:29]
الاسباني رامون مركاندر هو ثائر محترف وعنصر في الاستخبارات الخارجية
السوفيتية. تم تجنيده ليتعاون مع الاستخبارات على ايدي عملاء سوفيت
وبوساطة من والدته ماريا كاريداد. ووقد دبر رامون مركاندر ونفذ اغتيال ليف تروتسكي احد زعماء ثورة اكتوبر في روسيا والذي تم تهجيره من الاتحاد السوفيتي لكونه عدوا لدودا لستالين والسلطة السوفيتية.
وأنتقل
رامون مركاندر الذي كان يحمل جواز سفر لرجل اعمال كندي عام 1939 الى
نيويورك حيث تعرف بسلفيا آجيلوف الناشطة في الاممية الرابعة واحدى النساء
المقربات من تروتسكي . ثم انتقل الى مكسيكو حيث يقيم تروتسكى وعائلته .
في
مارس/آذار عام 1940 أتى رامون مركاندر الذي دعي آنذاك جاك مورنارالى فيللا
ليف تروتسكي ليتعرف عليه بوصية من صديقته سلفيا. وصور نفسه كانه احد انصار
مذهب تروتسكي الشيوعي وامميته الرابعة التي اسسها عام 1938. وتعجب تروتسكي
بهذا الشاب لكونه شخصا مخلصا لعقيدته وافكاره. وفي 20 اغسطس/آب عام 1940
وصل مركاندر الى منزل تروتسكي للمرة للثانية بحجة اطلاع "معلمه" على
مقاله الجديد.
وخطط مركاندر لتنفيذ الاغتيال بهدوء ليستطع الخروج
من المنزل والفرار. لكن كسارة الجليد التي استعان بها لقتل تروتسكي لم
تخرق جمجمته الا بـ 7 سنتيمترات وحتى لم تجعل تروتسكي يفقد الوعي. وقام
تروتسكي يصرخ وينادي. فدخل حراسه الى المكتب والقوا القبض على مركاندر.
لكن تبين في اليوم التالي ان اصابة تروتسكي خطيرة جدا. وتسبب نزيف الدم
الداخلي في رأسه الى موته.
وبرر مركاندر جريمته بانها ارتكبت
بمثابة انتقام من تروتسكي لانحرافه من عقيدته الاولية. ورفض ذكر اسمه
الحقيقي واكتفي بالشهادة على انه ينتمي الى دائرة انصاره واتباعه. واكدت
صحيفة "برافدا" السوفيتية هذا الامر حيث كتبت ان الشخص الذي اغتال تروتسي
هو جان موغان فانديندراين احد انصار تروتسكي في الماضي. واصدرت المحكمة
المكسيكية بحق رامون مركاندر حكما بالسجن 20 سنة. فامضى هذه المدة كلها
في سجن مكسيكي. وتم الافراج عنه في 6 مايو/آيار عام 1960. فانتقل بعد ذلك
الى كوبا التي ومن هناك نقل سرا الى الاتحاد السوفيتي.
في 31 مايو
عام 1960 صدر مرسوم مجلس السوفيت الاعلى الذي قضى بمنح قاتل تروتسكي
الشيوعي الاسباني رامون مركاندر لقب بطل الاتحاد السوفيتي ووسام لينين
وميدالية النجمة الذهبية.
وعمل مركاندر طوال ستينات القرن الماضي
في معهد الماركسية اللينينية لدى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
السوفيتي. ثم تلقى دعوة من فيديل كاسترو لينتقل الى كوبا ويعمل مستشارا في
وزارة الخارجية الكوبية. فانتقل الى هناك في منتصف السبعينات وتوفي في
هافانا في 18 اكتوبر/تشرين الاول عام 1978 عن عمر يناهز 75 سنة. ثم تم
نقل رفاته الى موسكو حيث دفنت في مقبرة كونتسيفو. ونصب على قبره تمثال.