تحت عنوان "حالة طواريء حقيقية في مصر"، كتب الدكتور محمد البرادعى
المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية والمعارض المصري مقالة في صحيفة
"واشنطن بوست" الامريكية،
انتقد فيه الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي جرت فى مصر، وتطرق للاوضاع
الحقوقية والسياسية والاقتصادية التي تعيش فيها مصر.وقال " أن مصر
بحاجة ماسة الى بداية حقيقية جديدة". معربا عن أن اصوات المعارضة في مصر
في تزايد مطرد، وتأتي من كل جنبات المجتمع وطوائفه يجمع بينهم" صوت واحد
يطالب بالعدالة الاجتماعية وبحياة اقتصادية كريمة ونظام حكم شفاف يمكن
مراجعته ومحاسبته عن طريق أليات محددة مما يضمن الكرامة والحرية للمصريين
".واضاف البرداعي فى مقالته التى نشرت اليوم الاثنين 27 ديسمبر،
:"أن الكل في مصر ملتف حول فكرة التغيير السلمي. وناشد بالمجتمع الدولي ان
يساند كفاح المناضلين من أجل الحرية والعدالة في مصر وأن يدفعوا النظام
للقيام بالتزاماته تجاه احترام حقوق الانسان المصري."وبدأ البرادعي
المقال بقوله" ان مصر شهدت في الاونة الاخيرة انتخابات أخرى مزورة وهزلية
تم فيها حشو الصناديق و شراء الاصوات و تهديد كل من أراد التصويت لمرشحي
المعارضة عن طريق بلطجية محترفين وتم تسجيل كل هذه الانتهاكات عن طريق
الجماعات والمؤسسات الحقوقية.وتابع البرادعي قائلاً " ان مصر نظريا
لديها دستور و قوانين من المفترض انها تعكس ارادة شعبها ولكنها في الحقيقة
اضحت خليطا فوضويا من الاشياء التي تكرس لسيطرة النظام القائم على الحكم".وبدأ
في شرح مظاهر حالة الطاريء التي تعيشها البلاد عن طريق عرض بعض الامثلة
فقال" لا يسمح باجتماع اكثر من خمس اشخاص يريدون التظاهر السلمي بدون
تصريح رسمي، وليست هناك رقابة تشرييعية على الميزانية العسكرية، وان
الجامعات مكتظة بقوات الامن من أجل منع الطلاب من الانخراط في اي نشاط
سياسي، كما ان النشطاء السياسيين يتم منعهم من تأجير أماكن من اجل
الاجتماع فيها."وأضاف ان البلاد منذ 29 عاما تأن تحت وطأة "حالة
طواريء مرعبة يستخدمها النظام لتعطيل الحقوق الدستورية الاساسية للمواطنين
ومن ثم يتم قمع وتعذيب وحبس كل من يجرؤ على معارضته. "وتابع بقوله
" ان تعديلا دستوريا تمت صياغته حديثا جعل من المستحيل عملياً على أي مرشح
مستقل أن يخوض انتخابات الرئاسة وان اي مرشح من خارج دائرة الاحزاب التي
يباركها النظام يمنع من اقامة مقرا للادارة يستطيع من خلاله توفير مصادر
للتمويل ".وقال انه "شخصيا عندما بدأ حملته للاصلاح والتغيير في
مصر منذ 12 شهرا كان يتلقى كما ضخما من الطلبات من أجهزة الاعلام لعقد
لقاءات معه" ولكن بعد الاجراءات التي اتخذها النظام مؤخرا ضد العديد من
وسائل الاعلام فانه "لا أحد اصبح يجرؤ على ابداء رغبة في عقد لقاء معه".وتابع
البرادعي بقوله: "أن مصر نظريا من المفترض ان يحكمها رئيس منتخب
ديمقراطيا" ولكن في الواقع فانها حكمت لمدة نصف قرن عن طريق ثلاث حكام من
الممكن ان يكونوا قد اختلفوا في شكل واسلوب ادارتهم للبلاد لكنهم اتفقوا
في انهم كانوا على رأس نظام سياسي قمعي سلطوي".وأضاف رئيس الجمعية
الوطنية للتغير(جمعية سياسية غير رسمية) "أن مصر نظريا من المفترض ان يكون
لديها برلمان منتخب بشكل ديمقراطي ولكن في الواقع يتم تعيين ثلث اعضاء
مجلس الشورى بواسطة الرئيس و يسيطر الحزب الحاكم على 440 مقعد من أصل
مقاعد البرلمان التي يبلغ عددها 508 وبالتالي فان هذا البرلمان لا يعبر عن
الشعب المصري بأي حال -على حد قوله-.وقال ان الاخوان المسلمين
الذين نجحوا في حصد "خُمس" مقاعد البرلمان الماضي، ليس لديهم مقاعد في
البرلمان الحالي كما ان اكبر الاحزاب الليبرالية في مصر، حزب الوفد ليس
لديه سوى ستة مقاعد، وكلا منهما قاطعا الجولة الثانية من الانتخابات
الاخيرة، بسبب ما شهدته الجولة الاولى من انتهاكات وتزوير لا تخطأه العين.وتطرق
الوكيل السابق لوكالة الطاقة الذرية الاداء الاقتصادي المصري، فانتقده
قائلاً:" على الرغم من تحقيق نمو اقتصادي فان هذا النمو لا يحس به
الفقراء".وقال ان الهوة بين الاغنياء و الفقراء تزداد في التساع
بوتيرة يومية حيث يعيش اكثر من 40% من الشعب على دخل يقل عن 2 دولار
امريكي في اليوم"، مضيفا أن القاهرة وحدها يسكنها اكثر من 15 مليون مواطن
معظمهم يعيشون في عشوائيات تجاور مدنا محصنة تنافس في رفاهيتها الشديدة
مدن جنوب ولاية كاليفورنيا".وقال ان الدولة التي كانت مهدا للحضارة و الثقافة سادت العالم منذ اكثر من 2000 عاما اكثر من ثلث سكانها آميون.