اقتراح في الكونغرس يحوّل تمويل إعادة إعمار العراق إلى ديون عراقية
يعتزم عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي إلى طرح
مشروع قرار ملزم يدعو إلى تحويل الأموال التي تقدمها الولايات المتحدة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار في العراق إلى قروض يتوجب على الحكومة العراقية تسديدها· ويذكر أن إجمالي ما قدمته الولايات المتحدة حتى مطلع العام الجاري وفق ما قاله المفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة الإعمار، ستيوارت بوين، يبلغ 47,5 مليار دولار في القطاعات المدنية فقط، مقارنة بـ 18,5 مليار دولار كانت حكومة بوش خصصتها بموافقة الكونغرس عقب احتلال العراق·
اقتراح في الكونغرس يحوّل تمويل إعادة إعمار العراق إلى ديون عراقية
مراسل ''الجزائر نيوز'' من واشنطن: محمد سعيد
··ويعزو هؤلاء طلبهم إلى ما يقولون إنه الزيادة الهائلة في عوائد النفط التي يحصل عليها العراق بسبب ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية في الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة نحو مرحلة من الركود الاقتصادي وعجز في الميزانية· ويدعو هؤلاء حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى مطالبة حكومة نوري المالكي المدعومة من واشنطن بضرورة تحويل جزء من عوائد النفط العراقي المتصاعدة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار·
ومن أبرز الداعين إلى ذلك العضو الديمقراطي في لجنتي الاعتمادات والقوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا، بينيامين نيلسون، الذي قال في بيان بهذا الشأن يوم الثاني من أفريل الجاري، إنه سيقدم تعديلا على قانون التمويل الإضافي للحرب على العراق لعام 2008 بقضي بتحويل التمويل الأمريكي لإعادة الإعمار إلى قرض واجب السداد، مشيرا إلى أن العراق سيحقق فائضا في عوائد النفط تقدر بنحو 60 مليار دولار·
وقال: ''يجب إنهاء سياسة الشيك على بياض، وينبغي على العراقيين أن يستثمروا- يستثمروا حقا - في مستقبلهم بسداد ما تدفعه الولايات المتحدة لتمويل إعادة الإعمار''·
وفيما يؤكد خبراء أن دخل العراق من مبيعات النفط في عامي 2007 و 2008 قد وصل إلى نحو مائة مليار دولار، فإن نيلسون يقول استنادا إلى تقارير اقتصادية إن لدى الحكومة العراقية في البنوك الأميركية وحدها ما لا يقل عن 25 مليار دولار·
ويذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت في تقريرها الأسبوعي حول العراق يوم 27 فيفري الماضي أن إنتاج العراق من النفط خلال العام الجاري يقدر بنحو 2,2 مليون برميل يوميا، الأمر الذي يحقق للعراق عوائد يومية تزيد عن 200 مليون دولار يوميا بسعر 100 دولار للبرميل الواحد· وقد بلغت عوائد العراق من مبيعات النفط خلال شهري يناير وفيفري فقط من العام الحالي 9,4 مليار دولار·
ويذكر أن مجلس الأمن أمر في عام 2003 بأن تودع كافة عوائد العراق النفطية في صندوق تنمية مخصص للعراق وتبقى تحت مراقبة المجلس للمشورة والرقابة· وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن ''هذا هو المصدر الوحيد الذي من خلاله يمكن لوزارة المالية أن تموّل شؤون الدولة وميزانيتها''·
كما يحتفظ البنك المركزي الأمريكي (الاحتياط الفدرالي) بكافة الأرصدة والأموال المتبقية من برنامج النفط مقابل الغذاء، الأمر الذي دفع مدير معهد ريفينيو واتش ''مراقبة العوائد'' في المنطقة يحيى سعيد إلى القول إن ''استثمار هذه الأموال يتم في الخزانات الأمريكية·
وقد أعيدت إلى الحكومة الأمريكية بنسبة فائدة جيدة جداً، مما يعني أن الولايات المتحدة لا تتكبد الكثير من الخسائرب·
وأكد نيلسون إنه افي الوقت الذي يدفع فيه الأمريكيون ثمنا عاليا للبنزين، فإنه من غير المعقول أن لا يتم استخدام ثروة العراق النفطية لتمويل الاحتياجات العراقية''·ومن بين مؤيدي اقتراح نيلسون زميله الديمقراطي في اللجنتين، جاك ريد، الذي اعتبر أن التمويل الأمريكي لإعادة الإعمار يمثل ''عبئا كبيرا علينا خصوصا أثناء أزمة اقتصادية''·
وقال إن تمويل الولايات المتحدة لمشاريع محلية عراقية داخلية ''يعطي رسالة خاطئة للعراقيين هي أننا سوف نستمر في تمويلهم بلا شروط للأبد''· كما طالب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفين ونائبه الجمهوري جون ورنر مكتب المحاسبة العام التابع للكونغرس القيام فورا بعملية إحصاء للنفط العراقي وعائداته·
وأوضحا في رسالة إلى المراقب المالي العام ديفيد والكر يوم السابع من شهر مارس الماضي أن طلبهما يشمل رصد عائدات العراق النفطية بالكامل وكيفية انفاقها، وقيمة مدخرات العراق في البنوك المتأتية من عوائده النفطية ولماذا لا يتم انفاقها على تحسين اوضاع العراقيين·
ودعا ليفين ووارنر في رسالتهما إلى معرفة ''كم أنفق العراق والولايات المتحدة سنويا على تدريب وتجهيز ودعم قوات الأمن العراقية وعلى إعادة إعمار العراق وتنميته الاقتصادية؟''·
وقال ليفين ''إننا نعتقد ان أموال الضرائب الأمريكية هي التي مولت إعادة إعمار العراق خلال السنوات الخمس الماضية على الرغم من العائدات النفطية العراقية التي تقدر بمليارات الدولارات والتي كان مصيرها البنوك غير العراقية''·
وأضاف ليفين في رسالته بأن نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق، بول وولفويتز، أبلغ الكونغرس يوم السابع والعشرين من شهر مارس 2003 أي بعد نحو أسبوع من الغزو الأمريكي للعراق بأن عوائد النفط العراقي ستستخدم لتمويل إعادة إعمار العراق، وأنه أبلغهم آنذاك أن العراق سيحصل خلال عامين أو ثلاثة أعوام على ما بين 50 و100 مليار دولار· وقال ليفين في رسالته: ''لقد أدت عائدات النفط لزيادة كبير وفائض في العراق· إن هذا الفائض يأتي من جيوب الأمريكيين الذين يشترون النفط العراقي من أجل الوقود''·
وأضاف إن التقارير التي يتلقونها ويطلعون عليها من مختلف المصادر والزيارات التي يقومون بها إلى العراق ''تجعلنا مقتنعين إن الحكومة العراقية لا تفعل ما يكفي في تقديم الخدمات الأساسية وتحسين نوعية الحياة لمواطنيها''·وأضاف ليفين ''من غير المقبول أن ننفق عشرات المليارات على إعادة إعمار العراق في حين يضع العراقيون المليارات التي يجنونها من عائدات النفط في بنوك حول العالم''·
موضوع: اقتراح في الكونغرس يحوّل تمويل إعادة إعمار العراق إلى ديون عراقية 
الإثنين 7 أبريل - 23:11
