raed1992
لـــواء
الـبلد : العمر : 32 المهنة : Junior Android Developer المزاج : جميل ولذيذ طول ما انت بعيد عن مصر...هااك التسجيل : 18/09/2010 عدد المساهمات : 7246 معدل النشاط : 6822 التقييم : 303 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رونالد ريجان.. قاهر السوفييت السبت 8 يناير - 18:27 | | | رونالد ريجان.. قاهر السوفييت إيهاب عمر لم يكن رونالد ريجان إلا مجرد واجهة سياسية لتيار محافظ سعى إلى حكم أمريكا يُعرف الرئيس الأمريكي رونالد ريجان على نطاق واسع على أنه قاهر الاتحاد السوفييتي، والرجل الذي أدت سياساته إلى انتصار الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الباردة، ولكن الصورة المقرّبة لهذا الرجل تكشف عكس ذلك تماما.
مجرد صورة لم يكن رونالد ريجان إلا مجرد واجهة سياسية لتيار محافظ سعى إلى حكم أمريكا وإدارة الدفعة الغربية من الحرب الباردة، تيار محافظ شبيه بالذي وقف خلف جورج بوش الابن يوما، وهو نفس التيار المحافظ الذي سيطر اليوم على الحزب الجمهوري الأمريكي عبر حركة حزب الشاي.
ولعل هذا الأمر هو خير إجابة عن السؤال الذي ظل مطروحا لسنوات طويلة.. كيف وصل ممثل أمريكي مغمور إلى سدة الحكم في واشنطن؟؟
الحقيقة أن ريجان المنتمي إلى الحزب الجمهوري حاول مرارا الفوز ببطاقة الترشح للرئاسة عن الحزب، وخسرها أمام ريتشارد نيكسون عام 1968، ثم أمام جيرالد فورد عام 1976، أي أن الرجل حاول الترشح للرئاسة خلال 14 عاما قبل أن يظفر ببطاقة الترشح من الحزب عام 1980.
المغمور المحظوظ ويمكن القول بأن ريجان كان محظوظا؛ لأن أمريكا مرّت في السبعينيات بمرحلة صعبة، استقالة نيكسون وتوالي ثلاثة رؤساء في البيت الأبيض خلال أقل من ثماني سنوات، مرحلة من عدم الاستقرار جعلت التيار المحافظ بالحزب الجمهوري يرى أن أمريكا قد تخسر الحرب الباردة وصراع القوة مع الاتحاد السوفييتي، وأنه يجب على واشنطن أن تدير الولايات المتحدة والعالم بقبضة من حديد.
ما بين ريجان وبوش الابن مشكلة المحافظين الجدد في أمريكا منذ نهاية عصر المحافظ الأسطورة داويت إيزنهاور عام 1961؛ أنه لا يوجد مرشّح رئاسي لديهم ذو كاريزما، لذا يعتمدون على واجهة يحكمون معها خلال الستار، حدث ذلك مع رونالد ريجان ما بين عامي 1981 و 1989، ومع جورج بوش الابن ما بين عامي 2001 و 2009.
كان ريجان حاكما لولاية كاليفورنيا ما بين عامي 1967 و 1975، وقد سعى إلى حكم تلك الولاية أثناء محاولاته للوصول إلى الحكم؛ حتى يضمن بقاءه تحت الأضواء، خاصة أن ولاية كاليفورنيا معروفة بسهولة انتخابات حكامها، وقد كرر الممثل أرنولد شوارزنيجر الأمر ذاته منذ بضعة سنوات، حينما تولى حكم هذه الولاية.
إدارة الصقور المحافظين احتوت إدارة ريجان على جميع صقور السياسة الأمريكية خلال ثلاثين عاما من خلف الستار، دونالد رامسفيلد وديك تشيني وجورج بوش الأب وهنري كيسينجر وجيمس بيكر وريتشارد بيرل وغيرهم.
مثلما فعل المحافظون مع أوباما اليوم، أعلن ريجان عقب فوزه بالرئاسة أنه سوف ينسف تراث كارتر تماما، وسوف يستعيد كل هزيمة دبلوماسية نالتها بلاده.
خلال سنوات ريجان حاربت أمريكا في بنما وقناتها ونيكاراجوا وتشيلي، وفي إفريقيا استعادت الولايات المتحدة إثيوبيا من الشيوعي منجيستو هيلا ميريام، وأنجولا من اليساري سامورا ميشيل، واستمرت في دعم تنظيمات المجاهدين العرب في أفغانستان التي تحارب الاتحاد السوفييتي. حكم ريجان أمريكا من يناير 1981 إلى يناير 1989 دعم العراق وإيران معا وخلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980 - 1988) قام ريجان بإرسال السلاح سرا إلى الطرفين؛ بغية أن تقوم تلك الحرب بتخليص واشنطن من البلدين معا.
ومثلما فعل بوش الابن أبعد ريجان أنظاره وأنظار واشنطن عن القضية الفلسطينية، ورأى -تماما مثل بوش الابن- أن الملف العراقي أهم من الملف الفلسطيني، وكان هذا يعني إطلاق يد إسرائيل حيال لبنان خلال الحرب الأهلية هنالك، بالإضافة إلى القتل الإسرائيلي المنظّم حيال الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، مما جعل الانتفاضة الفلسطينية الأولى تنطلق في الفترة الأخيرة من حكم ريجان.
وانطلقت إسرائيل تغتال عددا مذهلا من قادة الحركة الوطنية الفلسطينية، سواء داخل فلسطين أو لبنان، أو حتى في مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في دول المغرب العربي.
كيف تم القضاء على الاتحاد السوفييتي؟ ولكن أهم ما فعلته إدارة ريجان هو خدعة البرنامج العسكري حرب النجوم، حيث أعلنت واشنطن في إطار سباق التسلّح مع الاتحاد السوفييتي عن برنامج لنشر أسلحة بالفضاء الخارجي، وذلك من أجل دفع السوفييت إلى إجراء مماثل يُرهق اقتصادهم المثخَن بالحرب الأفغانية.
وابتلعت موسكو الطُعم، وبدأ الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف يعاني الأمرّين، قبل أن يقبل توقيع معاهدة قاسية ومذلّة لخفض الإنفاق العسكري بين البلدين، وهو ما كان يعني فعليا المسمار الأول في نعش الإمبراطورية السوفييتية.
كامب ديفيد هزيمة لإسرائيل وعلى صعيد العلاقات مع العالم العربي رأى ريجان ومن خلفه التيار المحافظ أن اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية أضرت بمصالح واشنطن وتل أبيب، وأن الزعيم المصري الراحل أنور السادات حقّق مكاسب داخلية وخارجية كبرى من ورائها، لذا عمد ريجان -ومن خلفه بوش الابن- إلى وضع العلاقات المصرية الأمريكية في غرفة الإنعاش.
حكم ريجان أمريكا من يناير 1981 إلى يناير 1989، وخلال هذه السنوات سقط الاتحاد السوفييتي بالفعل، ولم يعد أمامه إلا الإعلان الفعلي عن هذا الانهيار، وهو ما حدث بعد عام واحد فحسب من خروج ريجان من سدة الحكم.
بوش الأب.. أم رامسفيلد؟؟ وقبل خروجه من الحكم حسم ريجان صراع السلطة من بعده، حيث تعارك جورج بوش الأب ودونالد رامسفيلد من أجل الترشّح للرئاسة، ودعم ريجان نائبه جورج بوش الأب، وبالفعل حصد الأخير مقعد الرئاسة في انتخابات نوفمبر 1988.
وهكذا أسدل الستار عن فترة حكم ريجان، الزعيم الذي ظنّ العالم لسنوات طويلة أنه قاهر السوفييت، والرجل الذي حطم حلف وارسو وسور برلين، ولكن عودة المحافظين للحكم عام 2001 مع بوش الابن جعلت المسكوت عنه في السياسة الأمريكية يصبح حقيقة علنية أمام الناس.. ومحكمة التاريخ
http://www.boswtol.com/politics/reports/11/january/6/25653
|
|