أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 32المهنة : Junior Android Developerالمزاج : جميل ولذيذ طول ما انت بعيد عن مصر...هااكالتسجيل : 17/09/2010عدد المساهمات : 7246معدل النشاط : 6822التقييم : 303الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: عندما تقوم دولة "في الحرام"! السبت 8 يناير 2011 - 15:09
"إن قوة التقدم في تاريخ العالم ليست السلام.. بل السيف!".
(مناحم بيجين)
عندما نسأل أنفسنا عن الدولة التي قامت "في الحرام" فإننا لا نفكر كثيرا في الإجابة: إسرائيل.. هذا "الحرام" هو "الإرهاب"، فإن كانت بعض الدول قد قامت على اتحاد بعض الجماعات البشرية، وبعضها عن طريق قدوم مهاجرين إلى أرض بِكر، وأخرى على انفصال دولة عن دولة كبرى، إلى آخر الطرق المشروعة لقيام الدولة، فإن إسرائيل تتميز بأنها قامت باتحاد أهداف ومناهج زمرة من الإرهابيين!
وقد بدا هذا واضحا منذ أول مؤتمر صهيوني في عام 1897 عندما أخبر أحد مساعدي هرتزل -أبو الصهيونية- هذا الأخير بأن فلسطين ليست أرضا بلا شعب، فأجابه هذا ببساطة: "هذا الأمر ستتم تسويته فيما بعد!".
وهذا عرض بسيط -آمل أن يكون وافيا- لبعض منظمات الإرهاب الصهيوني، التي كانت لها اليد الطولى في قيام إسرائيل، من خلال طرد سكان فلسطين الأصليين وتصفية وجودهم.
الهاجاناه هي كلمة عبرية تعني "الدفاع"، تأسّست المنظمة سنة 1920 في القدس، وارتبطت جدا بالمنظمات والمؤسسات الاستيطانية، لكنها ركّزت على العمل العسكري، الأمر الذي بدأ ظهوره منذ العام 1929 عندما ساهمت في قمع انتفاضة الفلسطينيين، وكذلك بقيامها بـ"البناء السريع" للمستوطنات -بحيث تُبنى المستوطنة كاملة في اليوم الواحد، أو ما يسمى "السور والبرج"؛ لفرض السطوة الاستيطانية على الأرض وتغيير شكلها السكاني. كما ساهمت الهاجاناه في حماية المستوطنات الصهيونية.
تعاونت الهاجاناه مع الاحتلال البريطاني في فلسطين منذ العام 1936 وازداد التعاون خلال الحرب العالمية الثانية، خاصة ضد منظمة شتيرن الصهيونية المسلّحة، والتي كانت تنادي بالتحالف مع النازيين بدلا من بريطانيا؛ لتحقيق حلم الدولة الصهيونية. كما سارع كثير من أعضاء الهاجاناه إلى التطوع في قوات الحلفاء ضد جيوش المحور.
وقد انبثق عن المنظمة قوات البالماخ، وهي نواة قوات الصاعقة الإسرائيلية، وهذا بدعم بريطانيا التي قدّمت لهم أعلى التدريبات في مجالات الطيران والاتصالات والأعمال المخابراتية، وقد خرج من صفوف البالماخ قادة إسرائيليون مشهورون، أمثال الجنرال بارليف صاحب الخط الدفاعي الشهير، وإسحاق رابين، رئيس الوزراء الأسبق.
بعد انتهاء الحرب انقلبت الهاجاناه على بريطانيا -راعيتها السابقة- بل وتحالفت هي والبالماخ مع أعداء الأمس شتيرن؛ لضرب المصالح البريطانية في فلسطين؛ من أجل التعجيل بانسحاب القوات البريطانية من الأرض العربية؛ تمهيدا لإعلان الدولة، وبعد إعلان قيام إسرائيل أصدر ديفيد بن جوريون قرارا بتحويل منظمة الدفاع (هاجاناه) البالغ عدد أفرادها 36 ألف فردًا إلى جيش الدفاع الإسرائيلي، وكذلك ابنتها البالماخ.
الإرجون سنة 1931 تأسست منظمة "إرجون تسفاي ليومي بإرتس إسرائيل" أو "المنظمة العسكرية القومية في أرض إسرائيل" على يد بعض المنشقين عن الهاجاناه، وكان شعارها يدٌ تمسك بندقية، وتحتها عبارة: "هكذا فقط"!
تعرّضت المنظّمة لانشقاق أحد أعضائها (إبراهام شتيرن) ومعه مجموعة من مؤيديه، سنة 1940 بعد أن نادى شتيرن بالانضمام للنازي -كما سلف الذكر في الحديث عن هاجاناه- ولكنهما تعاونتا بعد الحرب العالمية الثانية لضرب الوجود البريطاني في فلسطين، وخلال تلك الفترة ظهر اسم مناحم بيجين كزعيم قوي للإرجون.
ركّزت إرجون هجماتها على المزارعين الفلسطينيين، وحققت ضربتها الكبرى سنة 1948 بتنفيذها مذبحة دير ياسين بالتعاون مع شتيرن وبرعاية هاجاناه. وعندما قامت الدولة الصهيونية، جرى دمج المنظمة –كقريناتها- بالجيش الإسرائيلي.
شتيرن عُرِفَت في البداية سنة 1940 باسم "ليحي"، وهو اختصار لعبارة "لو حمي حيروت يسرائيل" أي "المحاربون لأجل حرية إسرائيل"، ولكنها بعد ذلك اشتهرت باسم مؤسسها إبراهام شتيرن الذي قتلته القوات البريطانية سنة 1942، أي بعد عامين من انشقاقه عن الإرجون؛ للأسباب سالفة الذكر.
كانت منظمة شتيرن تنادي بالتعاون مع النازي؛ من أجل طرد بريطانيا من فلسطين، وبالتالي إقامة دولة إسرائيل، الأمر الذي أدخلها في صراع مع باقي المنظمات المسلحة الرافضة لهذا المبدأ، وكذلك مع السلطات البريطانية.
ولكن بعد الحرب تضافرت جهود كل المنظمات ضد بريطانيا، وكان إسحاق شامير قد سيطر على قيادة المنظمة -شتيرن- بعد تخلّصه من خصومه، وشاركت المنظمة في عملية دير ياسين، رغم أن المفترض أن نشاطها الرسمي كان قد توقّف سنة 1946.
ورغم الجدل الشديد الذي أحاط بالمنظمة المذكورة، خاصة ما تحمله من أفكار معظمها هتافية عاطفية لا عملية واقعية، فإنها اندمجت في الجيش الإسرائيلي، بل وتم تكريم أرملة إبراهام شتيرن من قِبَل القيادة الإسرائيلية؛ تقديرا لدور زوجها "البطولي" (!!) في قيام إسرائيل.
الدولة الإرهابية هذه المنظمات لم تكن الوحيدة، ولكنها كنت الأبرز وجودا، واندماجها في بنيان الدولة الصهيونية أوصل بعض كبار إرهابييها لأعلى المناصب في إسرائيل، الأمر الذي يجعلها جديرة بأن توصف بأنها دولة إرهابية.
وهذا المنهج الإرهابي لم يتوقّف عند قيام الدولة، بل تمّ دمجه مع دمج منظماته، وبالتالي فقد تحوّل من "إرهاب منظمة" إلى "إرهاب دولة"، هذا يفسّر منهج الاغتيالات داخل وخارج الأرض المحتلة، واعتماد إسرائيل على سياسة "إثارة الفزع" في حماية "أمنها"؛ فالمتأمل للعمليات العسكرية الإسرائيلية يدرك أنها تعتمد على إحداث قدر كبير من الدمار والقتل أكبر مما يستحق الهدف المرجوّ، هذا ليس قتلا لمجرد القتل أو تدميرا لمجرد التدمير، بقدر ما هي سياسة موضوعة مسبقا ومبنية على عقيدة الإيمان بالإرهاب.. لتكون إسرائيل -كما سلف الذكر- أشهر دولة قامت في "الحرام السياسي والإنساني" وتعيش فيه!