فحـص التشظيـة ومنطقـة القتـل لقذائـف المهـداد
( شديدة الانفجار high-explosive )
بعد خروج القذيفة projectile من فوهة سبطانة المدفع بمسافة 100-150 م تقريبا ، يكون الصمام الذي يساعد على تفجير القذيفة عند وصولها للهدف والموجود في الرأس الحربي warhead جاهزا للعمل . إن هذه الصمامات تكون على نوعين من حيث إسلوب التحفيز : صمامات تصادمية contact fuzes ، والتي تعمل على تفجير القذيفة حال اصطدامها بالأرض أو بأي جسم يعترضها ، والنوع الثاني هو الصمامات التقاربية الالكترونية proximity electronic fuses ، والتي تعمل على تفجير القذيفة في الجو من مسافة 6-8 م عن سطح لأرض . ويعتبر النوع الثاني أكثر فاعلية من النوع الأول بالنسبة لعدد الشظايا fragments التي تتكون جراء انفجار القذيفة ، وكذلك بالنسبة لمنطقة القتل التي توفرها هذه الشظايا (يمكن أن يصل مدى الشظايا القاتله حتى مسافة 600 م من منطقه الإنفجار point of burst) .إن حساب الشظايا ومنطقة القتل لقذيفة المهداد (شديدة الانفجار high-explosive) موضوع مهم جدا ، ويعتبر من الفحوصات الضرورية لتقييم كفأة مدافع الميدان بصورة عامة (يقصد بمنطقة القتل تلك المنطقة التي تكون فيها شظايا القذيفة مؤثرة على الأفراد والمعدات المطلوب تدميرها) حيث أن العتاد يعتبر جزء من منظومة المدفع ، وإن كفأه الأداء للقذيفة ترفع من التقييم العام لهذه المنظومة .حساب الشظايـــــــــــا :
لمعرفة عدد الشظايا التي تولدها قذيفة شديدة الانفجار إثناء انفجارها projectile fragments ، يستخدم أسلوب أو إختبار يسمى (فحص الحفرة) pit test الذي يتم بواسطته حساب عدد الشظايا وأوزانها وأحجامها . وتوضع القذيفة المطلوب فحصها في صندوق مكعب وبصورة عمودية . ويوضح الصندوق في حفرة ذات قياسات 4م × 4م × 4م ، وقبل وضع الصندوق تملأ الحفرة بالرمل حتى ارتفاع 1,5م ، ثم يوضع ا لصندوق ويغمر بالرمل بحيث يكون الارتفاع الكلى للرمل 3م . إن طول ضلع الصندوق يساوى 5 مرات عيار القذيفة المستخدمه ، لكي يسمح للشظايا من جراء تفجير القذيفة إن تتطاير قليلا قبل اصطدامها بالرمل . يتم تفجير القذيفة كهربائيا من غرفة محصنة تبعد عن الحفرة بمسافة 50 م ، وبعد التفجير يُصفى الرمل بواسطة مصفاة خاصة مخصصة لهذا الغرض لإستخراج الشظايا التي بقيت في الحفرة . وبالإمكان الحصول على 90% من وزن القذيفة وهى فارغة (وزنها بدون متفجرات) على شكل شظايا مختلفة الأوزان والأحجام .
بعد جمع الشظايا من الرمل يتم حساب عددها وأوزانها ، ويمكن الاستفادة من هذه المجاميع في حساب منطقة القتل كما سنرى لاحقا . لقد تم حساب عدد الشظايا لقذيفة شديدة الإنفجار عيار 155 ملم بهذا الإختبار ، وكان عددها بحدود 13،917 شظية ، تتراوح أوزانها بين 1-90 غرام .
حساب التوزيع الفضائي للشظايا وسرعتها :
يقصد بالتوزيع الفضائي space distribution الاتجاهات التى تسلكها الشظايا أثناء طيرانها بعد انفجار القذيفة شديدة الإنفجار ، ولهذه الظاهرة علاقة مباشرة بمعرفة منطقة القتل . أن قذائف المدفعية وقذائف الهاون يتم فحصها في العراء ، وهذا الأسلوب من الفحص يسمى (إختبار الساحة) area test ، حيث يمكن معرفة الاتجاه الذي تسلكه كل شظية بعد التفجير وكذلك سرعة الشظايا المتطايرة .
تتكون منطقة الاختبار من مساحة دائرية قطرها 15م . يثبت على نصف محيطها عدد 15 صفيحة معدنية قياس ( 1م x2,45 م) وبسماكة 1,6م ، وتقسم نصف الدائرة بمعدل 5 درجات لكل تقسيم بالنسبة لمركز الدائرة . توضع بعد ذلك القذيفة المطلوب فحصها في مركز الدائرة على قاعدة خشبية وبارتفاع 1,225م أي نصف ارتفاع الصفائح المعدنية plates ، وتوضع في منتصف المسافة بين مركز الدائرة والصفائح مصدات (حواجز barricade) تتكون من ألواح خشبية مثبتة على قواعد متماسكه ، وفائدة هذه المصدات هي منع اصطدام الشظايا التي ترتطم في الأرض من الاصطدام مرة أخرى بالصفائح المعدنية . كما وتوضع إضافة إلى الصفائح المعدنية سابقة الذكر ، صفيحتين مصنوعتين من الألمنيوم على مسافة من مركز الدائرة تقدر بنحو 9,4م ، ويتم تركيب كاميرا تصوير ذات سرعة إلتقاط عالية (8000 صورة / ثانية) بنفس مستوى صفائح الألمنيوم ، وتوضع هذه الكاميرا في غرف صغيرة مدرعة ، فيها فتحة صغيرة من اجل تصوير عملية الانفجار من خلالها .
وبعد تفجير القذيفة وتصويرها ، يتم احتساب عدد الشظايا التي اصطدمت بالصفائح المعدنية والزوايا التي سلكتها هذه الشظايا ، وتسجل هذه المعلومات لتُدرس بعد ذلك بتأني . لقد لوحظ أن الشظايا تتجه نحو الزوايا من 120 - 80 درجة ، أي باتجاه يمين ويسار الوضعية التي كانت فيها القذيفة قبل التفجير . ويتم أيضاً إحتساب سرعة الشظايا المتطايرة باستخدام الكاميرا المذكورة أعلاه ، حيث يحسب الوقت الذي تستغرقه الشظية للطيران من مركز الدائرة لحين اصطدامها بصفيحة الألمنيوم الموجودة على مسافة 4 م أو على مسافة 9 م . إن اصطدام الشظايا fragments بهذه الصفائح سيؤدى إلى حدوث وميض flash يساعد الكاميرا على التقاطه ، ويحسب الوقت بعدد الصور التي تؤخذ قبل اصطدام الشظايا بصفيحة الألمنيوم . فإذا علمنا أن سرعة الكاميرا في التصوير هي 8000 صورة/ثانية فإننا نستطيع معرفة هذا الوقت ، وتحديده بدقه .