صدى سوريا:
جددت التقارير الصحفية اليوم الثلاثاء الحديث عما ذكرته أخرى أمس عن وجود جهود لوساطة جزائرية بين سوريا من جانب ومصر والسعودية من جانب آخر؛ حيث ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن سوريا دشّنت رئاستها للقمّة العربية بمبادرة تهدئة مع مصر، نقلها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى نظيره المصري حسني مبارك، الذي رد بإيجاب على المبادرة، لكنه طالب بتحرّك مماثل باتجاه السعودية، وحسبما نقلت الأخبار عن مصادر مصرية وجزائرية أن الرئيس الجزائري نقل إلى الرئيس المصري رسالة شفوية من نظيره السوري بشار الأسد تدعو إلى فتح حوار معمّق وجاد بين القاهرة ودمشق لشرح ما تراه دمشق "ضرورياً لانقشاع الغيمة" التي تسود الأجواء بين الطرفين، وأوضحت المصادر أن مضمون رسالة الأسد لمبارك تمحور حول نفي تدخل بلاده سلباً في ملف الأزمة اللبنانية، وأنها تبذل قصارى جهدها لمساعدة اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد، مضيفة إن "الأسد عرض خلال الرسالة عقد حوار مباشر بين القاهرة ودمشق على أي مستوى تريده، من دون أي شروط مسبقة، لشرح وتبادل وجهات النظر المختلف بشأنها، كما حثّ مبارك على أن يمد يده لمصالحة لا تستثني أحداً ولا تترك خلافاً أو ملفاً من دون مناقشته بصراحة ووضوح"، ونقلت المصادر نفسها عن الأسد قوله لمبارك، وفقاً للرسالة، إن "استمرار الخلافات بيننا ليس في مصلحة أيّ منّا، والأعداء فقط هم المستفيدون"، مشيراً إلى أن "ما بين القاهرة ودمشق يجب أن يكون أكبر من أي سوء فهم أو تفاهم عارض".
أما حول الرد المصري فأوضحت المصادر أن مبارك رد "بشكل إيجابي مبدئياً على عرض الوساطة الجزائري، لكنه اقترح في المقابل على بوتفليقة أن يسعى إلى إقناع السعوديين بقبول التحاور مجدداً، وعلى مستوى ثنائي ومباشر مع سوريا"، وبحسب المصادر نفسها فإن مبارك يعتبر أن "المشكلة أساساً ليست بين القاهرة ودمشق"، ملمحاً أن سببها الأساسي استياء السعودية من بعض المسؤولين السوريين ما أدى إلى اندلاع حرب كلامية وإعلامية، وكان الرئيس المصري، حسني مبارك، اجتمع أمس مع نظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، أن مبارك ناقش مع بوتفليقة موضوع تحسين العلاقات العربية ــــ العربية، مؤكّداً أن "لبنان هو نقطة البداية" لتنقية العلاقات بين الدول العربية، وقال عواد إن "مبارك أبدى اهتماماً خاصاً بالبند الخاص بالعلاقات العربية ــــ العربية الذي طُرح خلال قمة دمشق، وأعرب عن أمله مجدداً أن تشهد العلاقات العربية انفراجاً يحاصر الخلافات ويزيد هذه العلاقات رسوخاً".
يذكر ان مصدر قطري كان كشف الأحد عن مساعي لوساطة جزائرية بين دمشق والقاهرة والرياض، مشيراً إن "جهود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا غبار عليها، ومكانة الجزائر كبيرة في مصر وسوريا".