امبراطورالميكانيكا
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : مهندس عسكرى المزاج : متزن التسجيل : 16/02/2010 عدد المساهمات : 353 معدل النشاط : 430 التقييم : 10 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: معركة وادي الحجير : مجزرة دبابات الميركافا الثلاثاء 11 يناير - 12:31 | | | معركة وادي الحجير : مجزرة دبابات الميركافا
كان من أوضح أشكال الغباء الإستراتيجي للقيادة الصهيونية أن حاولت تطبيق عقيدتها العسكرية المعتمدة على الإختراق المدرع و السريع على أرض أحراش جبلية و في مواجهة عدو يمارس حرب العصابات, خلال الأيام الأخيرة للحرب و مع وضوح صعوبة السيطرة على مسرح العمليات أو تحقيق الأهداف المباشرة التي دخلت من أجلها إسرائيل الحرب بدا أن هناك توجها لفرض وقف إطلاق نار يفرضه الزخم الدبلوماسي في المنطقة مع الضغط الأمريكي, في هذا الإطار حاولت القيادة العسكرية أن تحقق عملا عسكريا على الأرض يبرر الإخفاقات السابقة, وهكذا في ختام جلسة المجلس الوزاري المصغّر يوم الاربعاء 9 آب ظنت قيادة هيئة أركان العدو أنها سوف تحصل على المصادقة النهائية للقيام بعملية تضمن للجيش الصهيوني السيطرة على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني و الممتدة حتى الحدود الشمالية للجليل و بذلك أعطي الأمر لكتيبة هندسة من الفرقة 162 بالتقدم الى مقربة من وادي الحجير بغية إستطلاع المكان و تحديد محاور التقدم للقوة المدرعة التي سوف تدخل المنطقة في النسق التالي للهجوم و قد بدا ذلك للوهلة الأولى تصرفا مناسبا من وجهة النظر العسكرية التي تقتضي بإستطلاع مسرح العمليات قبل البدء بالتقدم غير أن هذه الخطوة كانت هي بداية الفخ المحكم حيث أن رجال الحزب قد لاحظوا تقدم قوة الإستطلاع فبدءوا بتعزيز تواجدهم في المكان بنشر خلايا الصواريخ المضادة للدروع التي كانت في انتظار القوات الاسرائيلية, غير أن القرار بالبدء في العملية لم تتم المصادقة عليه إلا في يوم الجمعة حيث أعطى رئيس وزراء العدو الإذن للجيش بالتحرك نحو الليطاني و حددت مهلة 60 ساعة لتحقيق الأهداف المسطرة للعملية.
على الأرض يعتبر وادي الحجير بالوصف العسكري محور التقدم الوحيد في إتجاه نهر الليطاني حيث يقع في القطاع الأوسط من جنوبي لبنان وتضم منطقته قرى عديدة هي الطيبة، عدشيت القصير، دير سريان والقنطرة للجهة الشرقية للوادي. ويتصل من الغرب بقريتي فرون والغندورية ويحده من الشمال نهر الليطاني بمسافة 2 كيلومتر، فيما تتربع عديسة ورب تلاتين على حده الجنوبي مع الجليل الفلسطيني المحتل، فمن يسيطر على وادي الحجير عليه أن يمسك بهذه القرى وتلالها مجتمعة لتأمين محور التقدم شمالا مما يفرض على الجيش الصهيوني السيطرة على كل المرتفعات و التلال الإستراتيجية المحيطة بالوادي أما من جهة الطبيعة فالوادي يتشكل من أحراش كثيفة منتشرة على جانبيه بشكل متصل مما يسهل على رجال الحزب نصب الكمائن المناسبة للقوات المتقدمة.
قبل مباشرة التقدم للقوة المدرعة قامت مدفعية العدو بقصف تمهيدي للمنطقة ليتلوه بعد ذلك تسلل أول سرية مدرعة عبر واي هونين ثم تقدمت عبر بلدتي العديسة و رب تلاتين في إتجاه منطقة الطيبة بغرض تأمين محور التقدم إلى وادي الحجير لباقي القوة المتقدمة مع تقدم جرافات D9 المدرعة لتمهيد الطريق في حال وجود عبوات ناسفة تستهدف الدبابات, و عند الوصول لمعبر الطيبة و قبل دخول وادي الحجير إستهدفت المقاومة بالصواريخ المضادة للدروع 8 آليات بين دبابة ميركافا و جرافات CATERPILLAR D9, اعترف الإسرائيليون بحصيلة مواجهات منطقة الطيبة باثنتي عشرة إصابة ما بين قتيل وجريح و ب6 دبابات ميركافا مدمرة، واعتبرت تلك المعركة مجرد بداية لمجزرة وادي الحجير.
مباشرة بعد ذلك حاولت الدبابات المتقدمة الإلتفاف عبر بلدة القنطرة من جهة الشرق غير أن رجال الحزب إستهدفوا 4 دبابات من جديد ليعطلوا بذلك تقدم الرتل المدرع, بعد تعذر إمكانية التقدم المباشر تحت الصواريخ المضادة للدروع بادر العدو للقيام بإنزال قوات مشاته من المظليين على المحور الغربي للطريق المؤدية لوادي الحجير و ذلك في بلدة الغندورية بغرض تأمين تقدم دباباته بتغطية من قوات المشاة التي تتكلف بتحييد الكمائن المنصوبة على طول الطريق غير أن رجال الحزب إشتبكوا مع قوة المشاة تلك بمواجهة مباشرة و أوقعوا فيها خسائر قدرت ب13 جندي بين قتيل و جريح مما إضطر معه القوة الدرعة للتقدم لتغطية سحب الجثث و الجنود الجرحى من أرض الميدان كان الهدف من هذا الإبرار الجوي هو تشكيل نقطة سيطرة لقوات العدو تتكفل بحماية أجناب القوة المدرعة المتقدمة في إتجاه وادي الحجير لتلتف عبر بلدتي القنطرة و الغندورية عبر محور مؤمن و مسيطر عليه بشكل تام, غير أن رجال المقاومة كمنوا في إنتظار تقدم رتل الدبابات إلى داخل الوادي حيث يسهل إقتناصها في نقطة القتل حين تدخل إلى منطقة العبور الوحيد الضيقة التي تحرمها من ميزة الإلتفاف و المناورة و هكذا أثناء تقدم الدبابات بإتجاه بلدة الغندورية باغتت صواريخ المقاومة الرتل بالصواريخ لتدمر 9 دبابات و بدخول بقية القوة إلى الوادي بدأ الإستهداف المباشر للرتل بالصواريخ الموجهة من كل الأجناب ليت تدمير 39 دبابة و آلية في وقت قصير. وصل الإسرائيليون إلى المنطقة الممتدة على مساحة كيلومترين على مدخل الوادي، وكان المقاومون يحاصرونهم من كل الجهات. مع اكتمال ضرورات الكمين، انهالت النيران المقاومة على الغزاة من كل الجهات, بداية، استهدفت الصواريخ، وبتكتيك عسكري، الجرافات العسكرية. دمرت 12 جرافة حربية وهي تسير عادة على رأس الرتل، وتتبع سلاح الهندسة، وتقوم بإنشاء سواتر ترابية تحمي الدبابات والجنود بالإضافة إلى جرفها كل ما يعيق تقدم الرتل وكل ما يشتبه بتشكيله خطراً على الغزاة, مع تدمير الجرافات، نجح المقاومون في منع الإسرائيليين من حماية دباباتهم وجنودهم بالسواتر، وأضحت المدرعات مكشوفة.
وهكذا من بين 90 دبابة دخلت في إتجاه نهر الليطاني وصلت إلى بلدة الغندورية فصيلة مدرعة من 4 دبابات بينما تركت البقية ما بين دبابات محترقة و مدمرة كليا أو معطلة بشكل كلي مما إستلزم ضرورة سحبها إلى الخلف.حيث أن رتل دبابات ميركافا الذي دفع لاجتياز وادي الحجير قد وقع في منطقة شديدة الانحدار حولته لهدف ثابت لنيران المقاومة.
بعد سريان وقف إطلاق النار أكد أحد المحللين العسكريين أن هذه المعركة هي إحدى أهم المواجهات التي قام بها الجيش الصهيوني خلال العشرين عاما الأخيرة و العشرين عاما القادمة بحيث سماها بالحرب الكبرى داخل الحرب الكبرى, أما أحد جنود طواقم الدبابات الذي شارك في المعركة فقد وصفها بقوله : " جهنم, الجحيم و لا شيئ آخر , أنا لم أصدق أنني سأخرج من هناك, أنت ترى الموت بناظريك و تصافحه, فطوال الوقت كان هناك إطلاق نار و إطلاق صواريخ مضادة للدبابات, كانت هذه نار الجحيم ولا تعرف متى ستطالك وفي سرك تصلي لأن تنتهي الهجمة لتسمع بالجهاز اللاسلكي أن الآليات لم تصبوأن أفرادها بخير ولكن هذا لم يحدث. ينبغي التحقيق فيما شهدناه في وادي السلوقي فبعد أن خلنا أننا نوشك على العودة مبتهلين ومتبسمين ورافعين الرايات عدنا بدون زملائنا" بينما يؤكد آخر بقوله : " إذا كان لدينا شيء لنتعلمه من الجانب الآخر فهو الصبر الذي لديهم" واعتبر الجنود أن إرسالهم للموت المحتوم إهانة كبيرة، وعلق أحدهم على ذلك بالقول : " أرسلونا كي نجلب صور مخربين قتلى أو رافعي الأيادي وبدلا من إحراز انتصار نفسي واحتلال وعي الآخر تلقينا العكس كيدا مرتدا وقاتلا ", وقال أحد الجنود " كنا نظن أن المنطقة مطهرة وسرعان ما اكتشفنا أننا ولجنا الجحيم حيث بلغتنا الصواريخ من كافة الجهات دون أن يتوقع أحد منا أن نقع بمثل هذه المصيدة. هذا فشل ذريع ", وذكر آخر " حسبنا أننا داخلون لمنطقة نظيفة وإذا بالنيران تصوب علينا من مخابئ ومنازل. عندما أصيبت الدبابة الأولى فهمنا أن الكابوس قد بدأ. أعرف أن الصاروخ الأول ليس الأكثر خطرا إنما الرشقة التي تليه. كان هذا مرعبا فأنت تفكر فورا أين يمكنك الاختباء وتكاد تموت خوفا من المجهول ".
بقي أن أشير إلى حجم القوات الإسرائيلية التي شاركت في هذه المعركة كان هناك فرقة مؤللة من اللواء المدرع الثاني 401ولواء المشاة الخاص «ناحال» ولواء المشاة الأول بالإضافة إلى كتيبة «غولاني» وكتيبة المظليين وكتيبة أخرى من «جفعاتي» و كتيبة هندسة وكتيبة استخبارات وكلها كانت في هذا الموقع من القطاع الأوسط وقد قاتلت في مركبا وحولا وبليدا ومحيبيب وميس الجبل مروراً بعديسة ورب تلاتين والطيبة فالقنطرة وصولاً إلى وادي الحجير. و تعرف هذه المجموعة بـ«الفرقة 162 الفولاذية». |
|
Dr Isa
field marshal
الـبلد : العمر : 44 المهنة : طبيب المزاج : متقلب التسجيل : 26/12/2010 عدد المساهمات : 15047 معدل النشاط : 11005 التقييم : 573 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: معركة وادي الحجير : مجزرة دبابات الميركافا الثلاثاء 11 يناير - 13:30 | | | شكرا على الموضوع الرائع و لكن كم بدابة دمر حوب الله في مجزرة الميركافا؟
شكرا |
|
صخر9999
جــندي
الـبلد : التسجيل : 26/12/2010 عدد المساهمات : 3 معدل النشاط : 4 التقييم : 1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: معركة وادي الحجير : مجزرة دبابات الميركافا الثلاثاء 11 يناير - 22:08 | | | |
|