بدأ فرز أصوات المشاركين في استفتاء حق تقرير المصير لجنوب السودان حيث تدل النتائج الأولية الواردة صباح الأحد 16-1-2011، في عدد من مكاتب جوبا عاصمة الجنوب السوداني أن أصوات "الانفصال" تتقدم بشكل ساحق على أصوات "الوحدة" بنسبة تصل تقريبا إلى نحو 98%.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في جوبا أن النتائج الأولية الجزئية التي تضم ثلاثة مكاتب اقتراع أعطت 7538 صوتا لصالح الانفصال و 169 صوتا لصالح الوحدة، حسب المعلومات التي قدمها مسؤولون في مفوضية الاستفتاء في هذه المراكز الثلاثة.
وهذا يعني أن 97,75 بالمئة صوتوا لصالح الانفصال مقابل 2,25 بالمئة لصالح الإبقاء على وحدة السودان.
ووصل رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ظهر الأحد إلى كاتدرائية للكاثوليك في وسط جوبا للمشاركة في قداس الأحد، حيث كان آلاف الأشخاص بانتظاره وسط أجواء من الفرح وفرق موسيقية تعزف الأناشيد.
وقال الشرطي جون قادت وهو يقرأ نتائج أحد مكاتب الاقتراع في الباحة المجاورة لنصب جون قرنق الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان "انتصرنا نحن أحرار".
وكانت عمليات فرز الأصوات بدأت مباشرة بعد إقفال مكاتب الاقتراع مساء السبت.
وتؤكد معلومات مفوضية الاستفتاء أن نسبة مشاركة نحو أربعة ملايين ناخب وصلت مساء الجمعة إلى أكثر من ثمانين بالمئة، في حين لم تصدر بعد المفوضية الرقم النهائي لنسبة المشاركة.
ومن غير المتوقع صدور النتائج النهائية للاستفتاء قبل شباط/فبراير المقبل.
الرئيس السوداني عمر حسن البشير رفض مجددا الاتهامات الموجهة إلى الشمال باضطهاد الجنوب مما تسبب بالانفصال.
وقال في كلمة ألقاها السبت في منطقة العيلفون المجاورة للخرطوم "إن الحرب بالجنوب بدأت في عام 1955 قبل الاستقلال، وأن الجنوب ظل عبئا على السودان منذالاستقلال".
وأكد البشير "ألا تراجع عن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الحدود"، مضيفا "لا دولة علمانية أو مدنية في السودان". واتهم "أعداء السودان بالعمل على تفتيته وتقسيمه إلى عرقيات وطوائف".
وغداة انتهاء أعمال الاستفتاء صدرت الصحف السودانية في الشمال والجنوب على حد سواء وهي تتعاطى مع الانفصال على أنه واقع لا محالة، وتطرقت إلى سبل مواجهة الواقع التقسيمي الجديد.
صحيفة الانتباهة الصادرة في الخرطوم عنونت صفحتها الأولى "الاستفتاء، حتمية الانفصال".
كما عنونت صحيفة "الأهرام اليوم" القريبة من حزب المؤتمر الوطني الحاكم "خطى الانفصال تتسارع".
صحيفة الأيام المستقلة دعت إلى "التعاون العقلاني مع الواقع الجديد لأن الأسابيع القليلة القادمة والممتدة من اليوم وحتى نهاية الفترة الانتقالية في تموز/يوليو القادم ستكون مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة لرسم معالم العلاقة المستقبلية بين دولة الجنوب ودولة الشمال".
وكتبت صحيفة الانتباهة افتتاحية حملت تحذيرا الى الجنوبيين من مغبة التدخل في شؤون الشمال بعد الانفصال.
وقالت في افتتاحية "إذا أرادوا الحسنى والجوار الطيب فأهلا وسهلا، وإذا بدأوا في التآمر والتخابث واللعب بالنار فالأولى أن يعرفوا أن دولتهم الهشة لا تحتمل أي نزاعات وصراعات جوارية".
وأضافت الافتتاحية "بعد سكرة الدولة الجديدة ستعود الفكرة، عسى أن يفهم قادة الدولة الجديدة في الجنوب أن استقرارهم وسلامة أراضيهم يكمن في حسن الجوار والعلاقات الطيبة والالتزام بالمسؤولية التي تؤهل لبناء دولة بعيدة عن بواعث العداء ومرارة نتائجه".
من جهتها قالت صحيفة "ذي سيتيزين" الجنوبية الصادرة بالإنكليزية في جوبا عاصمة الجنوب في افتتاحيتها "إن ابيي بالنسبة إلينا هي بأهمية فلسطين بالنسبة إلى العالم العربي، إن أهل ابيي هم أهلنا وأرض ابيي هي هبة من الله لهم".
وأضافت "لا يمكن أن نقيم علاقة صداقة مع الخرطوم وابيي رهينة، ونحن نريد من العرب (في ابيي) ما يريدونه من إسرائيل عندما وضعوا كشرط لاعترافهم بها انسحابها من الأراضي الفلسطينية المحتلة".
واعتبرت الصحيفة أن "العرب مستوطنون في افريقيا مثلما اليهود هم مستوطنون في إسرائيل".
ودعت حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى مواصلة التفاوض حول ابيي. وقالت "لنتوصل إلى اتفاق نهائي وعادل لمنطقة ابيي وعندها سنكون أصدقاء إلى الأبد"
المصدر http://www.alarabiya.net/articles/2011/01/16/133687.html