سلاح الجو الإسرائيلي يخطط للاعتماد بشكل كبير على الطائرات دون طيار
يخطط سلاح الجو الإسرائيلي للاعتماد بشكل كبير في الفترة القصيرة القادمة على الطائرات دون طيار UAV’s المتعددة الأدوار والمهام، والمزودة بالصواريخ الموجهة، في عملياته التكتيكية ضد الأهداف الثابتة والمتحركة، بحسب مصادر دفاعية إسرائيلية.
وقال المصدر العسكري الإسرائيلي لموقع الأمن والدفاع العربي SDA، إن طائرات "هيرمس 450" من صنع "إلبيت سيستمز" التي تزن 550 كلغ وقت الاقلاع، ويمكنها التحليق مدة 17 ساعة على ارتفاع 18 ألف قدم ولمسافة 300 كيلومتر، هي المفضلة للقيام بتلك المهام، وبالأخص ضد قطاع غزة.
وكان وزير الدفاع إيهود باراك اعترف، ولأول مرة خلال شهادته أمام اللجنة البرلمانية للكنيست، قبل أسابيع، بقيام سلاح الجو الإسرائيلي باستخدام طائرات دون طيار تحمل صواريخ، في قصف مدرعة الفهد المدولبة المصرية التي اختطفتها عناصر سلفية متطرفة، في 5 آب/ أغسطس، وحاولت عبور الحدود الاسرائيلية بها.
وأظهر مقطع من شريط فيديو وزعته وحدة الناطق الإعلامي باسم الجيش الإسرائيلي، وحصل موقعنا على نسخة منه، إطلاق صاروخ موجه من تحت جناح طائرة ثم إصابته لمدرعة الفهد دون إلحاق أذى بها، واستمرت في متابعة سبرها إلى أن اضطرت دبابة اسرائيلية لإطلاق قذيفة أدت إلى تدميرها وقتل عدد ممن كانوا بداخلها.
"كان من المتوقع أن يؤدي إطلاق الصاروخ إلى تدمير المدرعة، كما حدث في عمليات استهداف سابقة ضد نشطاء عسكريين فلسطينيين"، وفقا لما قاله خبير عسكري إسرائيلي تحدث لموقعنا، مؤكدا بأن سلاح الجو الإسرائيلي بدأ فعليا باستخدام الطائرات دون طيار المزودة بالصواريخ للقيام بعمليات تكتيكية ضد أهداف في قطاع غزة، ما بين عامي 2004-2005.
وبينما يرفض الجيش الإسرائيلي الاعتراف باستخدامه لتلك الطائرات في قصف أهداف، فإن نوع الصواريخ المستخدمة عبر تلك الطائرات لا يزال مجهولا، إلا أن خبيرا عسكريا إسرائيليا رأى أنها مزودة بصاروخين موجهين خفيفي الوزن، ذوَيْ رؤوس حربية فتاكة، سواء استخدمت ضد الأفراد أو الأهداف غير المدرعة، وهي من صناعة شركة "رافاييل".
"أعتقد أن السبب في رفض الجيش الاعتراف باستخدام UAV’s في مهام عسكرية سببه عملياتي، حيث تستطيع الطائرة دون طيار التحليق فوق قطاع غزة ساعات عدة، وبتكلفة أقل بكثير من مروحية "الأباتشي"، وهي أكثر أمنا وأقل تعرضا لخطر التحطم وأسر طاقمها خلال قيامها بمهامها القتالية، وبالرغم من ضجيجها الذي يلفت انتباه الأهداف لها، إلا أنها تُعتبر أقل ضجيجا من الأباتشي"، يقول خبير دفاعي إسرائيلي لموقع الأمن والدفاع العربي SDA.
من جهته، يعزو خبير عسكري فلسطيني تحدث لموقعنا هذا الأسبوع سبب رفض الجيش الإسرائيلي الاعتراف باستخدام الطائرات دون طيار لأغراض عسكرية لأسباب تجارية وسياسية؛ مشيرا إلى أن بعض الأنظمة والتكنولوجيا المستخدمة في تلك الطائرات صناعة أجنبية، ولن تقبل الشركات المصنعة في استخدام معداتها في قتل مدنيين، بالإضافة إلى تطلع إسرائيل لبيع تلك التكنولوجيا لدول عديدة حول العالم، ما قد يؤدي لتعثر تلك الصفقات في حال الكشف عبر الإعلام عن استخدامها لإطلاق الصواريخ الفتاكة ضد الأفراد.
وأضاف الخبير أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تلك الطائرات على المستويين الاستراتيجي والعملياتي، وقد يكون الجيش الوحيد في العالم الذي يستخدم الطائرات دون طيار على مستوى الكتيبة، بينما تستخدمها جيوش دول عظمى على مستوى لواء.
وقال الخبير إن الصواريخ على متن تلك الطائرات هي من عيار 70 ملم، وتستخدم "الحشوة الجوفاء" ومادة متفجرة لا تشبه محتويات قذائف المدفعية، وقدرتها التدميرية عالية.
وتكشف خطط الجيش الإسرائيلي المستقبلية اعتماده المتزايد، وبشكل كبير، على الطائرات دون طيار في عمليات الاستطلاع والتصوير الجوي والمراقبة، والاستهداف بالصواريخ؛ سواء ضد الأهداف الثابتة أو المتحركة.
وقال مصدر أمني رفيع المستوى في حماس، لموقعنا، أن مقاتلي حركته يستطيعون تمييز الطائرة دون طيار "الزنانة" التي تقوم بالتصوير أو الاستطلاع أو المراقبة، من تلك المحملة بالصواريخ من خلال الضجيج التي تصدره كل منهما، والتشويش الذي تتسببان به على محطات التلفزة الفضائية ومن حيث الارتفاع.
ويوضح المصدر الأمني الحمساوي أن الطائرة المزودة بالصواريخ يكون ضجيجها أعلى وتحلق على ارتفاع أكثر انخفاضا، بحيث يمكن رؤيتها، وتحدث تشويشا أقوى على أجهزة التلفزة، على عكس طائرة التصوير والمراقبة والاستطلاع.
ويضيف المصدر الأمني بأن لاستخدام الطائرات دون طيار أثر نفسي أكبر من الأباتشي والأف-16؛ إذ بينما يمكن توقع اتجاه الهدف الذي ستقصفه الأباتشي حيث تحلق قبالته، فإن الطائرة دون طيار قد تحلق في الغرب وتقصف هدفا في الجنوب، فضلا عن سماع صوت انطلاق صاروخ الأباتشي ورؤية وميضه، إلا أن صاروخ الـUAV لا يسمع له صوت، وفقط في ساعات الليل يمكن مشاهدة وميضه.
وبرغم التكنولوجيا الحديثة التي زود الجيش الاسرائيلي طائراته دون طيار بها، إلا أنها أخطأت أهدافها في مرات عدة، منها عندما استهدفت قادة الفصائل السلفية التي هاجم عناصرها أهدافا إسرائيلية في مدينة إيلات الساحلية الجنوبية.
وأضاف المصدر أن طائرات التصوير تحلق في أجواء غزة بشكل منتظم، كل شهر، لالتقاط صور شاملة ومقارنتها بالصور التي التقطت في الشهر الذي سبقه، واكتشاف المتغيرات على الأرض وتحليل معانيها وأبعادها الأمنية.
وكشف المصدر العسكري الإسرائيلي لموقعنا عن قيام سلاح البحرية الإسرائيلي مؤخرا بنشر قوارب غير مأهولة قبالة شواطئ قطاع غزة، ومزودة برشاشات ثقيلة للقيام بمهام المراقبة، إلا أن مصدرا أمنيا حمساويا أكد لموقعنا عدم دقة الخبر، مشيرا إلى أن تحقيقات جهاز الأمن الداخلي مع جميع صيادي الأسماك الذين يقوم سلاح البحرية الإسرائيلي باعتقالهم ونقلهم إلى ميناء عسقلان للتحقيق معهم، أثبتت بأنهم لم يشاهدوا مثل هذه القوارب قبالة شواطئ غزة خلال عملية اعتقالهم واقتيادهم عبر البحر.
المصدر
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=27497&cat=1