المتأمل اليوم في حال أمة الإسلام وما أصابها من ضعف
وهوان وماسلط عليها من الذل والصغار على أيدي أعدائها بعد أن كانت بالأمس أمة مهيبة
الجناح مصونة الذمار ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك
أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه
وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل
وما الأمة إلا مجموعة أفراد من ضمنهم أنا وأنت
يقول الله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما
كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون )
مالذي بقي من المحرمات لم يرتكب....؟؟؟؟؟؟؟؟
وماذا بقي من الفواحش لم يذاع ويعلن???
ربا قد شيدت صروحه في كل مكان
وسفور قد حل محل الستر
وخنا قد حل محل الطهر والعفاف
وخمور ( أم الخبائث) صارت لها مصانع ومتاجر
المعروف أصبح منكراً والمنكر غدا معروفاً
أرتفع الغناء (صوت الشيطان) وصرنا نسمعه هنا وهناك
من سيارة مارة – ومن نغمة هاتف نقال–
أو حتى من طفل يردد كلمات أغنية لايعرف حتى معناها
ركون إلى الدنيا وملذاتها
أفبعد هذا نرجو نصر الله وعزته وتمكينه ؟
أبعد هذا نتساءل لماذا حل بنا هذا الهوان ؟
أفبعد هذا نستغرب ماأصابنا من أمراض وأسقام وهموم وأوغموم ؟
نعم والله ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
" قد أفلح من زكاها "
أي ذلك الإنسان الذي حمل نفسه على الصلاح والتزكية
وارتفع بتلك النفس إلى معالي الأمور التي تصل بالإنسان إلى ما ذكره الحبيب عليه الصلاة والسلام في قوله " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار "
إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها
إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي وهم وهن
إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وهدي نبينا عليه الصلاة والسلام
ولن ننال العزة والكرامة إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا