عشنا أسبوعا لا اتوقع ان
نعيش مثله فى المستقبل، مرت علينا احداث لم تمر على مصر فى تاريخها، عرفنا
مدى نعمة الامن والامان عندما سمعنا صوت الرشاشات وإطلاق النيران وعندما
نزلنا الشوارع للتربص بمن يحاول سلب ونهب بيوتنا وممتلكاتنا لن
أخوض طويلا واحكى فى أحداث عاشها جميع المصريين، ولكن أكثر ما لفت انتباهى
فى تلك الايام العصيبة هو متابعة كل وكالات الانباء لما يحدث فى مصر وكأنه
يحدث داخل أراضيهم، رأينا الخوف والقلق فى أوروبا وأمريكا ودول الخليج
وكثير من دول العالم، حتى إيران كانت تتابع الاحداث وحاولت كسب تعاطف
الشارع المصرى، راينا كيف تأثرت البورصة العالمية بتأثر البورصة المصرية
وكيف عاد الانتعاش للبورصة العالمية بعد خطاب الرئيس، لقد أصبح واضحا
للجميع بأن مقولة (إذا سقطت مصر فسيسقط الشرق الأوسط خلفها) واليوم أضيف
إلى ذلك القول (إذا اهتزت مصر ستنهار معظم مصالح دول العالم) ، لقد تأثرت
التجارة العالمية بأحداث مصر لأن طريق التجارة العالمى الرئيى يقع فى مصر،
عاشت إسرائيل فى خوف ورعب وترقب لما قد تؤول إليه الأحداث فى مصر وعلم
الجميع ان امن واستقرار مصر هو أمن واستقرار العالم بأجمعه والله
العظيم كنت اتابع الاحداث فى اكثر من 8 قنوات فضائية مصرية وعربية
وعالمية، ما فى مرة فتحت فيها قناة العربية او الجزيرة او الحرة او البى
بى سى او حتى السى إن إن الا وجدت انه لا توجد اخبار الا ما يخص تطور
الأحداث فى مصر ابالرغم من كل ما نتج عن هذا الاسبوع السابق
من انفلات للأمن والاستقرار وانهيار الاقتصاد لكن اتضح لنا أهمية مصر
بالنسبة لدول العالم جميعا، وأتمنى ان نخرج من تلك الأحداث أقوى من ذى قبل كلمة
أخيرة لمفجرى ثورة مصر: ياشباب، كانت البداية هى المطالبة بإقالة وزير
الداخلية وحل مجلس الشعب وتعديلات دستورية، وقد أقيلت الوزارة بأكملها وتم
تعيين نائبا للرئيس فى رسالة واضحة الى انه لا توريث، تم تعيين حكومة معظم
أفرادها بالأخص رئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائب الرئيس يشهد لهم بالكفاءة
ونظافة اليد والشرف والحنكةاعلن الرئيس بأنه لن يترشح لفترة رئاسية
جديدة واعلن انه سيتم تنفيذ احكام القضاء بشأن الطعون المقدمة ضد انتخابات
مجلس الشعب، سيتم تعديل مواد الدستور المثار حولها لغط وسيتم تحديد فترات
الرئاسة لقد حصلتم على أكثر مما كنتم تتمنوا يا شباب، لا يجب ان نتمادى فى عنادنا حتى لا يصل بنا العند إلى الكفرهنيئا لكم الانتصار فى ثورتكم ضد الظلم والقمع والطغيان وسحقا لكل من يحاول الركوب على أكتافكم للوصول إلى السلطة لا
تسمعوا للبرادعى ولا لأيمن نور ولا لحمدين صباحى، ولكن إسمعوا لصوت العقل
فيكم ودعوا عجلة الحياة تسير فى مصر بعد ان تقطعت أوتارها على مدار إسبوع
كامل تحيا مصر وتحيا شباب مصر مفجرى ثورة الغضب وعاشت مصر حرة آمنة مستقرة