- cardish كتب:
- أثناء إجتياح لبنان خسر الإسرائيليون عددا ً محدوداً من الطائرات بعضها بالفعل الدفاع الجوي للفلسطينين 6 طائرات و بعضها بالفعل المواجهات مع الطائرات السورية حوالي 20 طائرة لكنه ثمن مقبول مقابل طرد الفلسطينيين من لبنان (منظمة التحرير ) و إذلال الجيش السوري
في حرب 1982 كان السلاح اﻹسرائيلي (الميركافا مقارنة بنسح ت-72 و ت-62 و طائرات ف-16 و ف-15 مقارنة ب ميج -23 و ميج 21) احدث بجيل كامل من السلاح السوري. و لكن كان هناك شيئان لمصلحة الجيش العربي السوري:
1- منطقة البقاع تعتبر منطقة حصينة جدا من و الصعب الهجوم عليها بالدبابات.
2- تم اعادة تنظيم الجيش السوري و اﻹستفادة من اخطاء 1973. حيث تم التركيز على تحويل الوية المشاة لمشاة الية و كذلك زيادة عدد الوية قوات النخبة.
ضمن هذه المعطيات كان قرار السوريين تجنب الحرب مع اسرائيل إلا للضرورة القصوى، و بالتالي لم يتم ارسال تعزيزات للجيش السوري في لبنان، بل تم تحضير قوات كافية داخل سوريا. و صدرت اوامر بعدم إطلاق النار على اﻹسرائيليين إلا في حال التعرض لهجوم.
و لكن ما ان تبين عملية سلامة الجليل كانت اكثر من توغل محدود كان رد فعل الجيش السوري ممتاز و سريع:
1- ادرك الجنرالات السوريين ان الهدف اﻹسرائيلي هو طريق دمشق بيروت و طرد السوريين من البقاع و على هذا اﻷساس تم تعديل الخطط الدفاعية. حيث ارسل اﻷسد الفريق على اصلان لتقييم الموقف و تم تحريك الفرقتين المدرعيتن اﻷولى و الثالثة للاستعداد للدفاع عن البقاع.
2- عمد السوريون لعمل كمائن باستخدام قوات صغيرة (سرايا دبابات و سرايا قوات خاصة). لتأخير التقدم اﻹسرائيلي، مستغلين اﻷماكن ذات الطرق الضيقة و التي تصعب حركة الدبابات. هذه التكتيكات لم تحقق اضرار كبيرة لكنها اجبرت القوات اﻹسرائيلية على التقدم ببطء و حذر.
3- بشكل عام قاتل السوريين بشكل ربما افضل حتى من حرب 1973 (بالنظر الى انهم لم يختاروا هذه المواجهة و لفارق السلاح) و كانت خسائرهم حوالي 1000 قتيل و 3000 جريح مقارنة ب 200 قتيل و 900 جريح اسرائيلي. و في معظم المرات كان القوات السورية تنسحب بشكل منظم دون فقدان قدرتها التنظيمية. و في النهاية و بعد شهر من القتال بقي البقاع تحت سيطرة الجيش السوري.
فأتصور كلمة إذلال للجيش السوري كانت مبالغة من طرفك. 4- ملاحظة اخيرة، روى جورج حاوي (اﻷمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في تلك الفترة) انه في العام التالي أوفد الرئيس السوفيتي (اندروبوف) - و كان صديقا للأسد - رئيس المانيا الشرقية (هونيكر) ليجتمع مع الرئيس السوري. و قال هونيكر للأسد ان حلف وارسو مستعد لدعم سوريا في هذا الظرف الصعب. و قال له: "ماذا تريدون منا من دعم ﻹعادة التوازن في الشرق اﻷوسط؟" قال له اﻷسد: "نريد 200 طائرة " و رد عليه هونيكر: "تريدونهم بطيارين أو بدون طيارين!" صمت اﻷسد برهة بعد ان ادرك ان العرض جدي. ثم قال: "عندنا كفاية من الطيارين". و فعلا ما ان حل العام 1984 حتى كانت الخسارة الكبيرة في الطيران السوري قد تم تعويضها.