رأى المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، أن إسرائيل ستمتنع عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في أعقاب سقوط الرئيس المصري حسني مبارك.
وكتب بن، في في مقال نشره في 13 شباط/ فبراير، أنه "من دون مبارك، لن يكون هناك هجوما إسرائيليا على إيران"، مشيرا إلى أن الرئيس الذي سيخلف مبارك "سيخشى غضب الجماهير إذا نظرت إليه كمتعاون في عملية عسكرية كهذه".
وأضاف أن من يعارضون الهجوم أو يخشون من نتائجه رغم أنهم يظهرون كمؤيدين له، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، "حظيا الآن بالحجة النهائية، وسيكتبان في مذكراتهما أنه أردنا مهاجمة إيران لكننا لم نتمكن من ذلك بسبب الثورة المصرية. ومثلما تحدث (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود) أولمرت كيف كاد يصنع السلام هما سيتحدثان كيف كادا يشنان حربا".
وشدد بن على أنه "بانصرافه، منع مبارك حربا استباقية إسرائيلية، وعلى ما يبدو فإن هذا كان إسهامه الأخير لاستقرار المنطقة".
ولفت بن إلى حالة أل"إسلاموفوبيا" التي يعاني منها رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكتب أن "نتنياهو يخاف أن تتحول مصر إلى جمهورية إسلامية معادية لإسرائيل، نوع شبيه بإيران جديدة وأقرب بكثير (إلى حدود إسرائيل)".
ورأى أن نتنياهو يأمل ألا يحدث هذا، وإنما يأمل بأن "تقف مصر في المكان الموجودة فيه تركيا اليوم: الحفاظ على العلاقات الرسمية مع إسرائيل وعلى السفارتين والخطوط الجوية والعلاقات التجارية، وذلك إلى جانب انتقادات شديدة حول الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".
وقال إن السيناريو الأفضل بالنسبة لنتنياهو هو أن تكون مصر مثل تركيا في العهد الذي سبق ولاية رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، أي "دولة موالية لأميركا وتحت سيطرة الجيش" لكنه استبعد حدوث هذا في مصر.
من جهة ثانية، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن باراك تحدث مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية محمد حسين طنطاوي الذي أصبح الحاكم في مصر منذ تنحي مبارك عن الحكم.
ولم يفصح باراك عما دار في المحادثة، لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" اقتبست عن باراك قوله لطنطاوي إن "لدينا مسؤولية بمنع حدوث وضع خبرناه معا في العام 1973"، في إشارة إلى مشاركتهما في الحرب التي اندلعت في ذلك العام بين إسرائيل ومصر.
وكان نتنياهو قد أصدر بيانا رحّب فيه ببيان الجيش المصري بشأن احترام الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر وبينها اتفاق السلام مع إسرائيل.
وقال نتنياهو في بيانه إن "اتفاق السلام القائم منذ سنوات طويلة بين إسرائيل ومصر أسهم كثيرا لكلتا الدولتين، وهو حجر أساس للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط كله".