الشروق ترصد : معارك شرسة فى الزاوية.. والقذافى يتهم المجلس الانتقالى بالخيانة
آخر تحديث:
الخميس 10 مارس 2011 10:29 ص
بتوقيت القاهرة تعليقات:
0 شارك بتعليقك
- مقاتلون يتفادون قصفاً جوياً على الطريق بين مدينة " رأس لانوف " وبلدة " بن جوار "
Share30
اطبع الصفحة
تواصلت أمس المعارك الضارية بين الثوار وقوات العقيد معمر
القذافى التى تقاتل بشراسة لاستعادة المدن، التى سيطر عليها الثوار غرب
وشرق البلاد، فيما لا يزال المجتمع الدولى يناقش خياراته بشأن التدخل لوقف
الحرب التى يشنها نظام القذافى على شعبه. وقال مقاتل من المعارضة الليبية
المسلحة أمس إن دبابات موالية لقوات القذافى تضيق الخناق على الميدان
الرئيسى، الذى يسيطر عليه المعارضون بمدينة الزاوية بغرب البلاد. وقال
شاهد عيان إن قوات المرتزقة قد قامت بقتل عائلة كاملة كانت تستقل سيارتها
الخاصة للخروج من الزاوية. وتوقفت مصفاة النفط الرئيسية فى المدينة عن
العمل إثر الاشتباكات العنيفة هناك. ونقل الموقع الليبى عن مصادر قولها إن
هناك تعزيزات ثورية فى مدينة الزنتان، التى تتعرض لقصف جوى متواصل وذلك
تحسبا لهجوم برى من الكتائب الأمنية. وفى الشرق، أفاد موفد «الشروق» أن
القصف تجدد على مدينة راس لانوف، التى يسيطر عليها الثورا، مشيرا إلى قصف
مدفعى عنيف استهدف أيضا المنطقة الواصلة إلى مدينة «بن جواد» لمنع وصول
الثوار إليها. وشاهد سيارات تحمل ذخائر ثقيلة وخفيفة قادمة من بنغازى فى
طريقها إلى رأس لانوف لمساندة الثوار هناك.
فى غضون ذلك، اطل
القذافى مجددا بكلمة تليفزيونية اتهم فيها المجلس الوطنى الانتقالى الذى
شكله الثوار بـ«الخيانة»، مؤكدا أن أعمال العنف التى تشهدها البلاد يقف
خلفها تنظيم القاعدة و«مؤامرة» غربية للاستيلاء على نفط البلاد، وقال
القذافى فى كلمة القاها امام شباب من قبيلة الزنتان «هؤلاء خونة لديهم
استعداد للخيانة.. هؤلاء معروفون أن لديهم ارتباطات أجنبية، أى خونة».
وفى
مقابلة لاحقة مع التليفزيون التركى «تى ار تى»، قال القذافى إنه إذا نجحت
القاعدة فى الاستيلاء على ليبيا فان المنطقة بأسرها حتى إسرائيل ستقع فريسة
للفوضى، وأكد أن الأسرة الدولية بدأت تفهم الآن اننا نمنع اسامة بن لادن
من السيطرة على ليبيا وأفريقيا.
دوليا، قالت وزيرة الخارجية
الأمريكية هيلارى كلينتون فى ساعة مبكرة أمس إن أى إجراء ضد ليبيا، بما فى
ذلك فرض منطقة حظر طيران، يجب أن يكون دوليا ولا تقوده واشنطن. وأضافت
كلينتون، فى مقابلة مع قناة سكاى نيوز البريطانية: «أعتقد أنه من المهم
للغاية ألا يكون ذلك جهدا تقوده الولايات المتحدة لأن هذا يأتى من الشعب
الليبى نفسه».
وألمحت واشنطن أمس إلى ضرورة محاكمة القذافى أمام
المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة إياه بترك السلطة من أجل ان ينعم شعبه
بحياة أفضل، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى: «لا شىء
يمنع العقيد القذافى من أن يترك خيمته ويصعد إلى طائرة لمغادرة ليبيا كى
يوفر للناس مستقبلا أفضل»، مضيفا أنه يعود للقذافى اختيار المكان، الذى
يريد التوجه إليه ولكن واشنطن تفضل توجهه إلى لاهاى»، فى إشارة إلى وجوب
محاكمته من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وصرح المتحدث الأمريكى
بأن تسليح المعارضة فى ليبيا لايزال خيارا من بين مجموعة خيارات تدرسها
الولايات المتحدة لوقف أعمال العنف فى ليبيا، إلا أنه أضاف أن أى قرار فى
هذا الشأن يرتبط بلجنة العقوبات، التى أنشأها مجلس الأمن الدولى، وكشف
كراولى أن دبلوماسيين أمريكيين بينهم سفير الولايات المتحدة فى ليبيا جين
جريتز، التقوا فى القاهرة شخصيات من المجلس الوطنى الانتقالى الليبى الذى
شكله الثوار.
وفى هذا السياق، أعلن قائد قوات مشاة البحرية
الأمريكية (المارينز) الجنرال جيمس اموس أمس الأول ان القدرات الجوية
للقوات الموالية للقذافى «متواضعة» ولا تشكل بحد ذاتها عائقا حقيقيا أمام
فرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا. لكن الجنرال اموس أوضح خلال جلسة استماع أمام
لجنة الدفاع فى مجلس الشيوخ الأمريكى أن التهديد الأبرز الذى تشكله هذه
القوات فى رأيه هو على الأرجح المروحيات الهجومية، التى تطير على ارتفاعات
منخفضة. وفى ذات السياق، حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من خطر الإقدام
على فرض حظر جوى، مشيرة إلى أن «فكرة توجه حاملة الطائرات الأمريكية
انتربرايز إلى المنطقة بدعم بريطانى هو أجمل هدية يمكن تقديمها لــ«بن
لادن» والجهاديين حول العالم»..
.و(الشروق) تنقل إحدى روايات التعذيب فى (مدينة الشيطان) عماد
مفتاح.. شاب من مدينة بنغازى شرقى ليبيا كان يشارك فى تشييع شهداء أمام
محكمة شمال بنغازى سقطوا برصاص نظام معمر القذافى، فبدأت رحلة اعتقاله
وتعذيبه داخل معسكر «كتيبة الفضيل بوعمر»، الذى يسميه بعض الليبيين «مدينة
الشيطان»، لما ارتكب فيه من فظائع بحق معارضى القذافى.
«الشروق»
التقت عماد واستمعت منه إلى تفاصيل هذه الرحلة التى بدأها بالقول: «عندما
وصل موكب الجنازة إلى جزيرة الدوران أمام مقر الكتيبة فوجئنا برصاص
المرتزقة ينهمر علينا لعدة دقائق دون مراعاة لحرمة الشهداء، فانبطحت أرضا،
ثم رفعت رأسى فإذا شاب بجوارى يئن من رصاصة فى قدمه وآخر قد أكرمه الله
بالشهادة».
بعدها «تقدم عناصر من كتيبة الفضيل واعتقلوا عددا من
المشيعين، كنت بينهم، وأخذ اثنان منهم يضربانى بمؤخرة البندقية حتى مدخل
الكتيبة، كما سحب المرتزقة الشهداء والجرحى من المكان.. وما إن دخلنا
المكان حتى سمعت مشادة بين شخصين، أحدهما يريد ذبحنا والآخر يقول اتركوهم
نلهوا بهم.. تم تقييدى وتغطية عينى والزج بى وبكل الجرحى والشهداء أيضا فى
غرفة صغيرة»، بحسب عماد.
ومن الظهر حتى العصر، أضاف المواطن الليبى،
«ظللنا فى هذه الغرفة، ثم تم سحبى من قدمى إلى غرفة قريبة، وهناك جرى
تفتيشى والاستيلاء على حافظة نقودى وهاتفى المحمول.. وبعدها حققوا معى ثم
قيدونى إلى مقعد خشبى موصل بأسلاك كهربائية.. وعندها «دخل مرتزقة أفارقة لا
يتحدثون العربية باشروا تعذيبى بالكهرباء لدرجة شعرت معها بأن رأسى يكاد
يغلى غليانا، وتكرر هذا التعذيب مرارا، بحيث يوصلون التيار الكهربائى ثم
يفصلونه.. بعدها أعادونى إلى غرفة الحجز».
ويمضى عماد قائلا: «دخل
علينا مجندون يسألون عن القادمين من المنطقة الشرقية، وبالأخص من مدينة
البيضاء، فأجاب أحدهم أنا.. فتم سحبه إلى باب الغرفة، وأمر أحد الضباط
بتمزيق جسده بحربة نزعت من إحدى البنادق، وهو ما نفذه أحد الجنود بينما
الشاب يطلق صرخات لم أسمعها من قبل.. وبعدها سحبوا جثمانه إلى خارج
الغرفة».
وبعد فترة، وفقا للمواطن الليبى «سمعنا وابلا من الرصاص
يقترب منا.. وفجأة فتح أناس يرتدون زيا مدنيا باب الغرفة وسألونا من
أنتم؟.. فأجبناهم بأننا سجناء. فحررونا من قيودنا.. وعرفنا أنهم من شباب
ثورة 17 فبراير اقتحموا مقر كتيبة الفضيل».
وما إن خرج من مقر
الكتيبة حتى سقط على الأرض «منهارا من إعياء التعذيب.. ظللت أبكى حتى فقدت
الوعى.. وإذ بى أفق على أصوات متشاجرين يريد أحدهم أن يقطع رأسى معتقدا
أننى من عناصر الكتيبة بينما يدافع آخر عنى مشيرا إلى لحيتى التى تنفى كونى
جنديا.. بعدها تم نقلى إلى مستشفى 7 أكتوبر، وحين حضر والدى أبلغوه بأننى
ميت، وجثمانى فى الثلاجة.. لكنه لم يحتمل رؤية الجثمان والتأكد من الخبر..
فأبلغ الأهل وأقاموا لى مأتما لتلقى العزاء».
ويختم عماد قصته بأنه
«ما إن تلقيت بعض الرعاية فى المستشفى حتى خرجت مسرعا، فساعدنى بعض الشباب
على التوجه إلى منزلى.. وهنا فوجئت بمأتمى.. وحين رأنى الأهل والجيران تحول
إلى فرح كبير لكونى مازالت على قيد الحياة ولكون ليبيا تحررت من الطاغية
(يقصد القذافى) الذى قتل الأطفال ورمل النساء وأحرق قلوب الأهالى».
http://www.akhbarak.net/article/2376286