أوروبا تخلع القذافي دبلوماسيا
طرابس- بني غازي- وكالات الأنباء:
تواصلت
أمس معارك كسب الأرض بين الكتائب الأمنية التابعة للزعيم الليبي معمر
القذافي والمعارضة الليبية المسلحة في مدن الزاوية وراس لانوف وبن جواد
والبريقة لتبلغ ذروتها, فيما امتدت الصدامات للبحر
بعدما أطلق ثوار17 فبراير صواريخ لمهاجمة زوارق حربية ليبية بالبحر
المتوسط هاجمت مواقع للمعارضة علي الخط الأمامي في الشرق المنتج للنفط.
وجاء ذلك في الوقت الذي كثفت فيه القوات الموالية للعقيد معمر القذافي
هجماتها للسيطرة علي مدينة الزاوية وقصفت الدبابات الساحة الرئيسية للمدينة
بشدة, فيما ذكر شاهد عيان من مدينة راس لانوف الليبية أن هناك قصفا جويا
بطائرات حربية للمدينة وقصف دبابتين باتجاه مواقع المعارضة المسلحة قرب
البلدة. وكذلك قامت طائرتان حربيتان تابعتان للقذافي بقذف بلدة البريقة
لأول مرة منذ عدة أيام.
وأعلن متحدث باسم الحكومة الليبية ان المعارك لا تزال مستمرة بين الجانبين
وان الزاوية تحت سيطرة الجيش ولكن لا تزال هناك جيوب تدور فيها معارك,
وذلك بعدما بث التليفزيون الرسمي مشاهد لمتظاهرين في هذه المدينة مؤيدين
للنظام.
وأرسل القذافي- من جانبه- موفدين الي مصر والبرتغال وبروكسل
واليونان.ونقلت صحيفة برتغالية عن مصدر دبلوماسي قوله بعد ان اجتمع وزير
الخارجية البرتغالي لويس أمادو مع مبعوث للزعيم الليبي معمر القذافي في
لشبونة ان القذافي سيقبل باجراء محادثات عن انتقال السلطة.
وقالت الصحيفة إن مبعوث الزعيم الليبي أبلغ أمادو ان طرابلس ستقبل البدء
في عملية تفاوض بشأن الانتقال.وأعلن أمادو عن رد البرتغال خلال الاجتماع
الطارئ لوزراء خارجية أوروبا أن نظام القذافي قد انتهي في نظر المجتمع
الدولي, مشددا علي أنه بات فاقدا للشرعية.
وعلي الصعيد الدولي, وفيما اعتبر خلعا دبلوماسيا أوروبيا للقذافي, أكد
وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن العقيد الليبي معمر
القذافي فقد صفة المحاور الشرعي بالنسبة للاتحاد الأوروبي, مطالبين إياه
بالرحيل.وأقرت دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ضد نظام العقيد
الليبي معمر القذافي وأنصاره, تشمل تجميد أصول مؤسسات من بينها البنك
المركزي الليبي.
ووافقت الدول الأعضاء من حيث المبدأ علي توسيع العقوبات لتشمل تجميد
ممتلكات خمس مؤسسات مالية رئيسية, وقال الدبلوماسيون إن من بين هذه
المؤسسات البنك المركزي والصندوق السيادي الليبي وهيئة الاستثمار
الليبية.وأعلنت الرئاسة المجرية الدورية للاتحاد الأوروبي أمس إقرار
العقوبات الجديدة.
ومن المقرر أن يبدأ سريان هذه العقوبات الجديدة اليوم الجمعة بمجرد نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت الذي عرضت فيه الحكومة الليبية جائزة مقدارها حوالي نصف مليون
دولار لمن يقبض علي زعيم المجلس الوطني الانتقالي مصطفي عبدالجليل, أعلنت
الرئاسة الفرنسية أنها اعترفت بالمجلس الانتقالي كممثل شرعي للشعب
الليبي. وقال قصر الإليزيه ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التقي وفد
المجلس الوطني الانتقالي وأن باريس قررت فتح سفارة في مدينة بنغازي إضافة
إلي إعادة فتح السفارة الليبية في العاصمة الفرنسية.
وتبنت بريطانيا الموقف نفسه, حيث أعلن متحدث باسم الخارجية البريطانية
لرويترز أن المملكة المتحدة تعترف بدول لا بحكومات. وأن المجلس الوطني
الانتقالي هو محاور شرعي نأمل أن نعمل معه عن كثب.
وفيما يتعلق بالحظر الجوي, بدأ حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي أمس
محادثات تستمر لليوم تركز علي احتمال فرض منطقة حظر طيران بعد نحو ثلاثة
أسابيع من الاشتباكات وتزايد أعداد الضحايا بليبيا.
ومن جهته أكد وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن, أن علي الاتحاد
الأوروبي العمل من أجل دعم الشعب الليبي في هذه المرحلة والتحرك من أجل وقف
العنف الذي يرتكبه القذافي ضد مواطنيه..وأعرب عن احترامه لقرار فرنسا
الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي, وقال بالنسبة لنا, نؤكد أننا نعترف
بالمعارضة, ولكن نقدر أن الشعب الليبي هو المعني بتسمية من يمثلونه
منوها إلي أن التكتل الأوروبي الموحد يريد العمل مع جميع الأطراف الإقليمية
والدولية لإيقاف المذبحة في ليبيا.
وكشف وزير خارجية لوكسمبورج جان أسلبورن عن قناعته بأن موافقة الجامعة
العربية علي هذا الأمر, من شأنه أن يفتح الطريق أمام جعل الأمر واقعا علي
مستوي مجلس الأمن الدولي. وأوضح أن طلبا قد تقدمه الجامعة العربية حول
هذا الأمر, سيعتبر إشارة مشجعة لجميع الأطراف في مجلس الأمن الدولي من
أجل التحرك نحو فرض حظر طيران لمنع العقيد القذافي من مواصلة عدوانه علي
مواطنيه.ينتظر أن تعقد الجامعة العربية اجتماعا طارئا غدا لبحث هذا
الأمر.
ومع استمرار رفض روسيا والصين للحظر الجوي وانقسام بعض الدول الأوروبية
حوله قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إنه مازالت هناك معارضة
كبيرة داخل مجلس الأمن لاستصدار قرار للموافقة علي إنشاء منطقة حظر
للطيران علي ليبيا, ولكنها أضافت أن الولايات المتحدة وحلفاءها في أوروبا
يعملون للتوصل إلي اتفاق دولي جيد وقوي في هذا الصدد.
وقالت إننا نعتقد أنه من المهم ألا يكون فرض الحظر الجوي علي ليبيا جهدا
أمريكا أو لحلف شمال الأطلسي أو أوروبيا, بل يجب أن يكون جهدا دوليا.
http://www.akhbarak.net/article/2377834