لا يكاد يعرف الكثير عن حرب الصحراء التي امتدت 16 سنة، وشهدت العشرات
من المعارك وخلفت أعدادا غير معروفة من الضحايا، وأبطالا منسيين لحرب أصبحت
منسية.
منذ عام 1991، تاريخ وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو، لم
يعد أي أحد يتحدث عن حرب الصحراء التي ما زالت مستمرة بطريقة أخرى عن طريق
حرب الاستنزاف بين الطرفين اللذين ما زالت قواتهما ترابط على الجبهات. فوقف
إطلاق النار يمكن أن يخرق في أية لحظة، والبوليساريو نفسها ما زالت تلوح
بين الفينة والأخرى بالعودة الى حمل السلاح. لغة السلاح جعلت من هذه الحرب
اليوم أطول حرب في العالم دامت أكثر من ثلاثين سنة، شهدت 16 سنة منها معارك
طاحنة وخلفت المئات من الضحايا بين الطرفين لا أحد يعرف عددهم اليوم.
أسماء بعض معارك الصحراء ما زالت تحملها اليوم داخل المدن المغربية بعض
الساحات والشوارع والمدارس مثل >بئر إنزران< و>الحوزة< و>الفارسية< وغيرها من أسماء المواقع في الصحراء التي شهدت معارك طاحنة.
لكن هذه مجرد أسماء المعارك التي انتصرت فيها القوات المسلحة
الملكية المغربية، أما المعارك التي كانت تمنى فيها هذه القوات بخسائر فقد
حولتها جبهة البوليساريو الى ملاحم كانت تتغنى بها على أمواج إذاعتها مثل
معارك المسايل والواركزير والمحبس وام دريكة، والتي يقال إن آخرها كانت هي
معركة أم الدكن التي يحكى أنه اعتقل فيها ضابط مغربي كبير برتبة رائد هو
القائد العبدي عبدالسلام،
أحد أبطال قوات الجيش الملكي المغربي الذي كان يقود الفيلق الثالث، أحد
أشهر الفيالق المغربية التي كبدت البوليساريو خسائر فادحة في العديد من
المعارك التي جمعتهما.
لم يعرف مصير العبدي حتى اليوم، ويقال إنه توفي بعد اعتقاله ورفض
المغرب تسلم جثته، والعبدي ليس سوى واحد من قادة الجيش المغربي الذين لمعت
أسماؤهم أثناء احتدام فترة الحرب ضد البوليساريو، لكن أغلب هؤلاء لا أحد
يسمع بهم اليوم، فمنهم من انتهى مبعدا منسيا مثل محمد الغجدامي ومنهم من ما زال يمشي في الأسواق ويأكل الخبز مثل أيها الناس مثل القائد المحجوب الطوبجي
الذي أبلى البلاء الحسن طيلة مشواره العسكري الحربي ولا أحد يذكره اليوم!
أما عند البوليساريو، فلمع اسم القائد لحبيب أيوب بدون منازع بعد وفاة
القائدين الميدانيين حمادة محمد الوالي ومحمد لمين ابّا الشيخ ابّا علي.