وقعت عينى على مقال للكاتبه الكويتيه الرائعه فاطمه حسين فى جريدة الوطن الكويتيه بعنوان (هى حقاً أم الدنيا) فأثارت لدى شجون و زكريات كثيره ، ذكرتنى بأبطال نسيناهم ولم يعد لهم ذكرى ، وهذه هى المقاله :
[ مصر التي أعشق لم تعد هناك. والمصري والمصرية اللذان أحببت غابا عن الوجود إما مادياً أو معنوياً.. ثم اكتشفت أن كل رحلاتي إلي مصر في السنوات العشرين ربما أو أكثر لم تكن إلا بمهمة شبه رسمية بمعني أنها كانت بغرض يبعد كثيراً عن علاقة العاشقين التي كنت أحملها في جنباتي.. سابقاً.
لكن حضوري لمخاضها الذي بدأ يوم 25يناير المجيد وما زال.. كما أتصوّر بعث في وجداني الرغبة العارمة للمشاركة وإن كانت عن بعد وفي لحظات انطوي نصف القرن الذي باعد بيننا وتمنيت أن أكون في ميدان التحرير لولا انتباهي المفاجيء لسنوات عمري، فاكتفيت بالمشاركة عن بعد. بدأت نفسي تمتليء بالايجابيات التي كنت أحلم بها وأشهدها علي أرض الواقع مثل: عناق الهلال والصليب. اختلاط النساء بالرجال بالأطفال في غياب تام لكل النفوس المريضة. الإرادة الصخرية التي تحوّلت إلي حديد ثم عقد الإرادة الجماعي علي (الله والوطن) ولا شيء آخر. رجال الأمن الذين تحوّلوا إلي حمائم ترفرف علي رءوس المتظاهرين، والذي جعلني أصرخ لنفسي قائلة: »هذا هو المصري الذي عرفت«. نوم بعض الشباب من المتظاهرين تحت مقدمة الدبابات بالاطمئنان لا للتحدي، جعل الدماء تجري في عروقي بحرارة ما أحسست بها من قبل.
حتي السلبيات التي لا نريد أن نفكر فيها اليوم شهدنا جميعاً كيف طوقها هذا الشعب العظيم في حادثة الهجمة علي المتحف وكيف حافظوا علي التاريخ والحضارة والتراث بصدورهم وأخفوا بعض المعروضات في المساجد. لقد أثبتت مصر للعالم أجمع بأنها أغني بلاد الدنيا بالعملة الأكثر صعوبة وندرة وهي »الشباب« الذي خرج من جلده ولبسها أي مصر جلداً وعظماً ولحماً وعقلاً وقلباً ووجداناً، واستطاع أن يذيب كل الحواجز الدينية والحزبية والمادية فأذابها الشباب باسم المواطنة وتحت شعار المواطنة فلا مظلة بعد اليوم لغير (الله والوطن) ولا أرضية إلا لهما.
هذا الشباب و هذا الحشد الصافي النقي نأمل أن ينقل صفاءه و نقاءه إلي السلطة المدنية والعسكرية حتي يكتمل العرس وتبدأ مصر مسيرتها تحت أضواء العالم أجمع الذي يراهن عليها لتكون النموذج و تكون القدوة وتعود للعروبة حاضناً و يعود إليها العرب من حولها حاضنين لها أيضاً معينين و مساعدين، ومؤيدين ومساهمين في تضميد جراحها، معالجين لنواقص الحياة فيها إن وجدت بعيداً كل البعد عن المنّة لأن لها في رقابنا استحقاقاً عظيماً هذا هو الوقت المناسب لدفعه كاملاً غير منقوص.
سلام عليك يا أرض الكنانة من العقل والقلب والوجدان. تحية كبري وأمنيات عرضها السماوات والأرض بالنهضة من كبوتك والصحة كل الصحة لك و لأبنائك لمواجهة المستقبل].
أنا سعيد جداً بهذه المقاله لأنها ببساطه تعنى كل المعانى التى ضحى من أجلها أبطال نسيتهم بلادهم و نسيهم الناس ، الأن أستطيع أن أقول أن هذه المقاله تعنى شيئاً هاماً جداً وهو ، أن كل هؤلاء لم يذهبوا هباء ، وأن كل ما عانيناه كان من أجل أمراً يستحق .