مذبحة ماى لاى
مذبحة ماى لاى كانت واحدة من مجازرعديدة ارتكبتها القوات الأمريكية في
فيتنام حدثت فى صبيحة يوم 16مارس عام 1968 حيث قام الملازم ويليام كيلى قائد فرقة (لواء النمر) هو وجنوده بتطويق قرية ماى لاى ثم قام بجمع القرويين العزل وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل كافة
السكان. لاقى ما بين 300 و 500 يشكلون حوالي ثلاثة أرباع مجموع سكان القرية، جميعهم من
النساء والأطفال وكبار السن المدنيين العزل حيث كان الرجال قد تركوا القرية
باكراً وتوجهوا نحو حقولهم للعمل. لم يستطع أي جندي أن يشهد في المحاكمات
التي تلت بعد أكثر من عشرين شهراً أنه قد رأى رجلاً واحداً في سن الجندية
(أي ما بين 18 إلى 45 عاماً) ناهيك عن العثور على مسلح واحد من “الأعداء.”
ومع ذلك لم يترك الجنود في القرية حجراً على حجر إلا وقد أحرق ودمر. حتى
الماشية لم تسلم من رصاصهم. تضمنت الشهادات لاحقاً مشاهد مروعة. أمرت
مجموعة من الضحايا بالنزول في خندق شرقي القرية تصب فيه مياه المجارير ولما
تجمعوا فيه أطلق الجنود عليهم النار عشوائياً حتى أبادوهم أجمعين، طفل لا
يتجاوز السنتين من العمر نجا بأعجوبة من الرشقة الأولى حاول أن يحبو بعيداً
عن حضن والدته الملقاة على حافة الخندق فدفعه كالي بنفسه إلى الخندق من
جديد وأجهز عليه، نساء في معبد القرية يعدمون بطلقات في مؤخرة الرأس، بنات
لا يتجاوزن الخامسة عشرة اغتصبن. أوصال بعض الجثث قطعت ووجد بعضها الآخر
وقد حفر الحرف “C” عليها (كناية عن تشارلي)
هذه
الصور ليست مبالغات عاطفية أو خيالات سوريالية صاغها قلم خصم جائر ولكنها
وقائع كشفت عنها شهادات الشهود في المحاكمات اللاحقة. أحد هؤلاء الشهود،
هيو تومبسون، قائد إحدى مروحيات الإسناد التي كانت تحلق فوق القرية على علو
منخفض، كان دمه يغلي في عروقه وهو يشاهد هذه الفظاعات ترتكب على مرأى
منه. فما كان منه إلا أن حط بطائرته في أثناء المجزرة مرتين، الأولى عندما
حال بين مجموعة من سكان القرية الفارين المذعورين ومطارديهم طالباً من
الجنود الأمريكان التراجع والكف عن إعدام ضحاياهم وإلا أمر طاقمه بإطلاق
النار عليهم ثم طلب مروحية الإسعاف وبقي على الأرض حتى وصلت وانتشلت تسعة
من الفيتناميين بينهم خمسة أطفال، والثانية عندما لاحظ من الجو حركة بين
مجموعة من الجثث فهبط وانتشل طفلة في الثالثة من العمر مغطاة بالدم ولكنه
غير مصابة، كانت ما زالت متعلقة بأمها الميتة. قائد المروحية هذا أخطر
رؤساءه عبر اللاسلكي عن ما يجري ما أدى إلى صدور الأوامر بوقف الهجوم
والانسحاب من القرية.
ولكن المجزرة الحقيقية بأت في اليوم التالي إذ خرجت التقارير
الرسمية العسكرية إلى الإعلام تبشر بنصر كبير على الفيتكونغ وتعلن مقتل 128
منهم في ماي لاي،أما قيادة الكتيبة المعنية فكانت تعلم جيداً ما حدث. على
الفور قام قائد الكتيبة هندرسون بإطلاق تحقيق داخلي “غير رسمي” وبعد شهر
من التحريات اقتصرت على استجوابات لبعض أفراد فصيلة تشارلي الذين شاركوا في
العملية ولم تتضمن أي استجواب للناجين من سكان القرية المنكوبة أقفل
التحقيق على أن عشرين من المدنيين قتلوا عرضاً في ماي لاي أثناء الهجوم
المظفر ولفلفت القضية
بعد مرور عام على تلك الأحداث وفي شهر مارس من سنة 1969
قام الجندي رينولد ريدنهاور ببعث رسائل إلى عدة شخصيات ومؤسسات رسمية
مبلغا بذلك عن ملازمه وكاشفا فظاعة مجزرة كانت ستموت مع ضحاياها. وفي يوم 20نوفمبر عام 2003 اى بعد 30 سنة قامت وسائل الإعلام بكشف القضية وبنشر صور الضحايا.
قامت محكمة عسكرية بالحكم على ويليام كايلي بسجن مدى الحياة غير أنه تم
إطلاق سراحه بعد 5 سنوات عندما منحه الرئيس نيكسون عفوا خاص عام 1974