رفضت الجزائر طلباً تقدم به العقيد القذافي قبل أيام، "يتمنى" من خلاله أن تقود الجزائر "مبادرة" في مجلس الأمن الدولي لرفع العقوبات عن نظامه، وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية الجزائري، في حوار لصحيفة "الخبر" اليومية الجزائرية نشر أمس الخميس 10-3-2011.
وقال مدلسي: "نظيري الليبي موسى كوسا طلب مني أيضا، أن تقود الجزائر مبادرة إلى مجلس الأمن الدولي في أقرب وقت ممكن، لحث الأخير عن التراجع عن بعض العقوبات المفروضة مؤخرا على ليبيا".
ولم يجد الطلب الليبي ترحيبا لدى الجار الغربي، حيث قال مدلسي إن الرد الجزائري كان "تفضيل معالجة موضوع مجلس الأمن الدولي عربيا، وليس على مستوى دولة بمفردها"، قاصدا أن الجزائر لن تقود أية مبادرة بمفردها، وأنها تفضل العمل داخل المجموعة العربية.
وقال الوزير الجزائري لنظيره الليبي إن "الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب يوم غد السبت في القاهرة سيسمح ببلورة تدابير وخطوات جديدة".
وحول هذا الموضوع، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، الدكتور توفيق بوقاعدة، متحدثا لـ "العربية.نت" إن القذافي يحاول إقحام جارين كبيرين هما الجزائر ومصر في "محنته"، حيث أرسل مبعوثيه إلى المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في مصر وطلب منهم مساعدته".
وأضاف "القذافي يبعث برسائل كثيرة للعالم، الأولى أنه يراهن على العمل العربي والجواري، ثم الإقليمي الإفريقي، ثم الإسلامي، وهو يحاول أن يلعب في البلدان التي لم تُبد مواقفها بصراحة مما يجري في ليبيا، والجزائر إحدى تلكم البلدان".
ويتابع بوقاعدة: "لاشك أن الرد الجزائري قد بعثر أماني القذافي وآماله في لعب ورقة الجزائر، وأعتقد أن الجزائر تريد حلا يرضي الجميع، ولا يرضي القذافي وحده، وهي ترفض أن تكون ورقة في يده ضد الثوار، خاصة بعد اتهامها من طرفهم بمساندته"، وقال "إن موسى كوسا وزير الخارجية الليبي "ما كان ليتحرك تجاه الجزائر لولا إيعازٌ من القذافي".
وقد لمح مدلسي في تصريحاته إلى أن الجزائر تقف على مسافة واحدة من نظام القذافي ومعارضيه، حيث قال "الأولوية في نظرنا اليوم بل الآن، هي استرجاع الأمن والاستقرار، وبعد ذلك سيكون لنا كلام آخر عن التعاون الثنائي"، وحسم مدلسي موقف الجزائر قائلا "للجزائر علاقات مع الدول وليس مع الأنظمة، نحن نحترم خيارات الشعوب وفيما اختاروه لقيادتهم، وهذا شأنهم ولا نتدخل فيه، وسنكون على أتم الاستعداد للتعاون مع من يختارهم التونسيون والمصريون والليبيون متى استقرت أوضاعهم".
ويعلق الدكتور بوقاعدة على هذه النقطة قائلا: "الدبلوماسية الجزائرية تميزت بسياسة الانتظار وعدم التسرع في اتخاذ المواقف أو إطلاق الأحكام المتسرعة"، وأضاف بأن مدلسي "يردّ بحواره هذا على الذين اتهموا الجزائر بالوقوف إلى جانب القذافي من خلال الإشاعات التي روّجت قبل أيام لوجود مرتزقة جزائريين يقاتلون على جانب الكتائب الأمنية التابعة للنظام الليبي، أو بنقل مرتزقة أفارقة على ليبيا عبر طائرات عسكرية جزائرية، كما يقول هذا الموقف للقذافي بأن الجزائر لا تقف ضده".
ويذكر أن المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي المؤقت للثوار الليبيين،عبد الحفيظ الغوقة، اتهم الجزائر مطلع الأسبوع الماضي بدعم نظام القذافي ضد الثوار، وهي التصريحات التي تراجع عنها قبل انقضاء الأسبوع، قائلا إنه لم يقصد أن تتعمد الحكومة الجزائرية دعم القذافي، لكن أشار إلى وجود دعم يجري من دون علمها، وقد ردت الجزائر على تصريحات الغوقة ببيان ينفي الوقائع المذكورة صدر عن وزير الخارجية مدلسي.
http://www.alarabiya.net/articles/2011/03/11/141131.html