حقيقة ان عدد المسلمين في الصين موضوع متشابك فتقرير البي بي سي عن المسلمين الذين يعيشون خارج البلاد الاسلامية ذكر المعلومات التالية :
تشير الاحصائيات إلى أن عدد المسلمين في الصين يصل إلى 50 مليونا في دولة
عدد سكانها مليار و200 مليون في حين تقول مصادر مسلمة في الصين إن العدد
يصل إلى 100 مليون.
وينتشر المسلمون في كافة أنحاء الصين وخاصة في إقليم سينكيانج أو المستعمرة الجديدة باللغة الصينية وسكانها المسلمون من عرق الايغور.
ويفخر مسلمو الصين بالحديث النبوي القائل "إطلبوا العلم ولو في الصين".
ويقول التاريخ إن علاقة الاسلام بالصين قديمة بدأت منذ عهد الخليفة عثمان
بن عفان في عام 29 هجرية عندما أرسل وفدا برئاسة سعد بن أبي وقاص إلى
إمبراطور الصين وي يدعوه إلى الاسلام.
وقد أعجب الامبراطور الصيني بالاسلام فأمر ببناء مسجد كانتون الذي مازال قائما منذ 14 قرنا.
وقد وصلت العديد من الوفود المسلمة إلى الصين خلال العهود الأموية والعباسية فاستقر الرسل في الصين وتزوجوا صينيات من عرق هان.
وتشير بعض المصادر إلى أن علاقة الاسلام بالصين بدأت حتى قبل عثمان بن عفان من خلال التجار العرب.
ويشير التاريخ إلى عدة ثورات قام بها المسلمون ضد الحكم الصيني في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين وقد تم قمعها جميعا.
ونظرا لثراء مقاطعة سينكيانج بالنفط والفحم واليورانيوم يطلق عليها
الصينيون أرض اللبن والعسل وقد زادت الهجرة الصينية إليها مما أدى إلى
تغيير التركيبة الديموجرافية فيها.
وتفيد الأنباء بانتشار الفقر بين سكان الاقليم وتتهم منظمات حقوق الانسان السلطات الصينية بممارسة انتهاكات ضد سكان المنطقة.
بينما يحتوي الموقع الخاص بالسفارة الصينية في مصر علي هذه المقالة :
رسالة بكين :
محمود مراد نائب رئيس التحرير جريدة الأهرام
تفوح الروحانية عبقا طيبا في أرجاء الصين .. فهي الدولة القديمة التي تمتد بحضارتها العريقة في عمق التاريخ فأنبتت الحكمة وأنتجت العلم .. سواء في عهد إمبراطوريتها التي دامت قرونا طويلة أو في عصر الثورة الذي بدأ منذ خمس وخمسين سنة ولا يزال ممتدا ـ بعد تجدد مراحله ـ حتى الآن .. ولكن الإشكالية التي تتداخل فيها عدة مشكلات وظواهر ، إن الصين دولة مترامية الأطراف ، مساحتها 9.6 مليون كيلو متر مربع ـ أي أكبر دولة في قارة آسيا والثالثة من حيث المساحة في العالم بعد روسيا وكندا ـ أما عدد أبنائها فيصل إلي نحو 1.3 مليار ـ ألف و300 مليون ـ نسمة يعيشون في مناطق جبلية تمثل ثلثي المساحة الكلية .. وربما أدي هذا إلي عدم التوازن في الكثافة السكانية علي الأرض .. فبينما يزداد عدد المقيمين في المناطق الشرقية إذ تتراوح الكثافة بين 100 ـ 400 شخص لكل كيلو متر مربع .. فان المناطق الغربية قليلة الكثافة إذ أنها بمعدل نحو خمسين شخصا فقط لكل كيلو متر مربع .. وبديهي إن لكل منطقة طابعها ولكل جماعة طقوسها .. ولكل طقس صنوفه وألوانه ..
وتدخل في الإشكالية أيضا تعدد القوميات واللغات والأديان .. ففي الصين 56 قومية أولها وأكبرها قومية " هان " .. وهي تضم أغلبية الصينيين ثم هناك القوميات الأخرى ( 55 قومية ) التي تضم طبقًا لآخر تعداد 106 ملايين نسمة أي نحو 8.41% من العدد الإجمالي .
وفي الصين 54 لغة أولها لغة " الهان " ـ أكبر القوميات ـ وهي اللغة السائدة .. أما اللغات الأخرى فهي 22 لغة منطوقة يتحدث بها الناس فقط ولا يكتبونها و 21 لغة منطوقة ومكتوبة ..
أما الأديان الرئيسية المعترف بها فهي خمسة :
1- البوذية ـ نسبة إلي بوذا .. 2- الداوية ـ نسبة إلي داو . 3- الاسلام .. 4- المسيحية الكاثوليكية .. 5- الطاوية .. ومن هنا نجد إن اثنين فقط من الأديان هما " السماويان " .. والأخرى بشرية .. وحسب إحصاءات الواقع فإن مائة مليون صيني وصينية فقط هم الذين يؤمنون بهذه الأديان الخمسة ومعني ذلك إن الأغلبية الساحقة ـ نحو 1.2 مليار شخص ـ لا يؤمنون بأي دين سواء كان من السماء أو .. من الأرض !
ومن بين المائة مليون ، يوجد نحو 25 مليون مسلم ، وبهذا فأنهم علي حد ما يقول " مو بن لي " نائب رئيس لجنة الدولة للشئون القومية ، يعتبرون اكبر عدد يؤمنون بدين واحد ـ بالنسبة للديانات السماوية ـ علما بأنه لا يوجد أحد يعتنق اليهودية !
وقال " مو بن لي " ـ وهو المسئول عن شئون القوميات والأقليات ، إن الصين تحترم الأديان إذ ينص الدستور علي : " إن مواطني جمهورية الصين الشعبية يتمتعون بحرية الاعتقاد الديني " .. و .. انه " لا يحق لأي من أجهزة الدولة أو المنظمات الاجتماعية أو الأفراد : إرغام أي مواطن علي الاعتقاد بأي دين أو عدم الاعتقاد به ، ولا يجوز التعصب ضد أي مواطن يعتقد بأي دين أو .. لا يعتقد به " .. و .. انه لا يجوز لأي شخص أن يقوم بنشاطات تخريب النظام الاجتماعي والإضرار بصحة المواطنين البدنية وعرقلة نظام التعليم الوطني مستخدما الأديان " و " إن المنظمات الدينية والشئون الدينية لا تخضع لسيطرة نفوذ أجنبي "
ولرعاية شئون المسلمين جري تأسيس الجمعية الإسلامية الصينية التي يرأسها الآن " تشن جوانج يوان " ، وترعي الجمعية الشئون الإسلامية والمساجد ومنها مسجد " نوجي " في بكين ـ الذي زرناه ـ وهو مسجد قديم عمره أكثر من سبعمائة عام يقع في شارع قديم يسمي طريق البقر ، بل إن الحي كله يسمي حي البقر حيث كان يشتهر بتربية الأبقار ويقيم فيه أكثر من مائة ألف مسلم .. أي نحو نصف عدد المسلمين في العاصمة إذ يتركز معظم المسلمين في المنطقة الغربية من الصين ..
ويقول " تشن جوانج يوان " انه يوجد بالصين أكثر من 40 ألف إمام مسجد وداعية .. ويشرح محمد سعيد مايون فو نائب رئيس الجمعية فيقول إن المسلمين يمارسون شعائرهم بكل حرية ، ويذهبون إلي الحج ، وأنهم قد استقبلوا في مناسبات عديدة عددا من القادة المسلمين والعرب ، وكذلك رجال الدين الإسلامي من مختلف البلدان .
ويقول الشيخ ـ البشوش الوجه ـ الإمام إبراهيم جو تيانلي ، إمام وشيخ مسجد " نوجي " انه في رمضان من كل عام يأتيهم قارئ قرآن من مصر .. وهم يعتزون بهذا كثيرا ويقدرون دور مصر والأزهر ..
ويتحدث الشيخ إبراهيم عن طقوس المسلمين في الأعياد ورمضان والمواسم المختلفة .. وعن الصلاة في هذه المناسبات حيث يتجمع في المسجد وحوله أكثر من عشرة آلاف مسلم .. كما إن صلاة الجمعة تكون مناسبة لتجمع عدد غفير يصل إلي ألفي شخص يصلون ..
ويمتد النقاش .. وإذا بالمفاجأة عندما يتحدث الرجل ـ الإمام الشيخ إبراهيم ـ عن صلاة الجمعة فيقول أنهم يصلونها ثم بعدها يصلون صلاة الظهر ..
• وأقول له : ولكن يا شيخنا .. إن صلاة الجمعة تغني عن صلاة الظهر ..
•• فيقول بثقة : لا .. إننا في الصين نصلي الجمعة .. ثم بعدها مباشرة نصلي الظهر ست عشرة ركعة !
• كم .. يا شيخنا ؟
•• ست عشرة ركعة .. الفرض والسنة ..
• لكن يا شيخ إبراهيم .. إن صلاة الظهر أربع ركعات فقط .. ويمكن أن نضيف ركعتي سنة فقط . ويجوز أن نصلي بعد ذلك حمدا وشكرا لله سبحانه أو .. تقربا ..
•• يا أخي .. نحن نصلي علي الطريقة الصينية .. هكذا عندنا .
• يا شيخنا .. ليست هناك طريقة صينية أو مصرية أو غير ذلك . فنحن أمام أحكام الدين الإسلامي وفروضه ، والشرع هو إن صلاة الجمعة ركعتان وهي تغني عن صلاة الظهر ، .. أما صلاة الظهر في غير أيام الجمع فهي أربع ركعات فقط للفرض واثنتان للسنة .
•• لا .. لا .. نحن لا نصلي هكذا .. وإنما صلاة الظهر 16 ركعة للفرض والسنة ونحن نؤديها كل يوم بما في ذلك يوم الجمعة بعد صلاتها !
و .. لا ينتهي النقاش إلي نتيجة محددة .. فانه ليس سهلا أن يفلح صحفي ـ أيا كان ـ في تغيير معتقد ديني أصيل .. ولكن قد يكون مجديا ونافعا أن يضع الأزهر الشريف ـ وشيخه الجليل ـ أحوال المسلمين في الصين ، والبلاد البعيدة ، في الاعتبار .. فهم مسلمون حقا ، مؤمنون حريصون قابضون علي دينهم .. وان كانت هناك مفاهيم مغلوطة ينبغي تصحيحها .. وليست صلاة الجمعة إلا مثالا .. فقط !