وسط مخاوف حاول البعض ترويجها وسط بعض القوى السياسية المصرية بسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مجلسي الشعب والشورى خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، طرحت الجماعة مبادرة لتبديد هذه المخاوف، ولتأكيد أن شعارها في هذه المرحلة هي المشاركة لا المغالبة، عن طريقة الدعوة لتشكيل قائمة انتخابية موحدة توافقية مفتوحة تضم جميع القوى الوطنية والرموز السياسية.
ودعت الجماعة إلى وضع المبادرة على مائدة الحوار الوطني، ومناقشة آليات تفعيلها وإنجاحها كخطوةٍ في طريق الديمقراطية والإصلاح السياسي.
وقد أثنى عددٌ من الخبراء والسياسيين من مختلف التوجهات على مبادرة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن مصر بحاجةٍ إلى تكاتف الجميع للعبور بها من النفق المظلم الذي خلقه النظام البائد خلال العقود الماضية.
في البداية يرى الدكتور سمير عليش المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتغيير أن القائمة الموحدة هي الحل الوحيد حتى يمثل البرلمان الجديد كل القوى السياسية، متمنيًا أن يتفهم الجميع هذه المبادرة ويتفاعلوا بشكلٍ إيجابي معها والعمل على إنجاحها.
ويقول: "انعدام الثقة بين التيارات السياسية المختلفة قد تكون عائقًا أمام هذه المبادرة، ولذلك يجب تخطيها من خلال العمل والاجتهاد حتى نعيد بناء جدار الثقة الذي هدمه جهاز أمن الدولة، لينفذ خطة النظام الذي كان يسير بمبدأ فرق تسود".
ويضيف أنه يجب بذل المزيد من الجهد لإقناع كل القوى الوطنية، ومن بينها الأحزاب لتبني مثل هذه الأفكار، لتجتمع كل الآراء تحت مظلة واحدة تخرج برؤية القوى للنهوض بهذا البلد.
فكرة جيدة
أبو العز الحريري
أما أبو العز الحريري الناشط السياسي والقيادي اليساري فقد أشاد بمبادرة الإخوان المسلمين، قائلاً: "نعتبر القائمة الوطنية الموحدة فكرة جيدة وقابلة للمناقشة بشكلٍ جدي، حيث إنه على جميع القوى الوطنية أن تتحد في هذا الوقت وتتكاتف من أجل بناء مصر بعد أن نهبها الحزب الوطني لمدة 30 عامًا".
ويؤكد أن الإطار المناسب لتبني هذه المبادرة هو خروجها تحت عباءة الجمعية الوطنية للتغيير التي يمثل فيها جميع القوى السياسية سواء كانت يسارية أو ليبرالية أو إخوانية، حيث يتفق الجميع داخل الجمعية على مبادئ وأهداف محددة يسعى الجميع من أجل تحقيقها، مشيرًا إلى إمكانية فتح الباب أمام باقي القوى الوطنية للمشاركة بالجمعية، حتى يتسنى للجميع الترشح ضمن القائمة الوطنية.
ويتابع:" يجب التوافق على برنامج موحد لهذه القائمة ودعوة الشعب المصري للتصويت لصالحها، حتى نضمن توحيد الجهود للبناء والنهوض بالوطن خلال هذه المرحلة الحرجة".
توافق فكري
سعد عبود
ويؤيد سعد عبود عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الكرامة (تحت التأسيس) فكرة القائمة الموحدة، مشيرًا إلى أننا كنا نسعى لطرح هذه الفكرة، وهو ما يعني أن هناك توافقًا في الرؤى بين القوى السياسية؛ حيث اجتمع عددٌ من الناشطين السياسيين لدرس هذه الفكرة، ولكن جماعة الإخوان بادرت بطرحها، وهو ما يقدره الجميع، وسنعمل على تطبيقها خلال الشهور القادمة".
ويوضح أنه يجب العمل على تحقيق أهداف الثورة، وإبعاد الدخلاء عليها من الحزب الوطني المنحل الذين يرغبون في الركوب على الثورة وسرقتها من الشعب المصري، وطمس إنجازاتها من خلال دسائسهم لتفريق الشعب، مؤكدًا أن مصر تمر الآن بفترة استثنائية تحتاج لتكاتف الجميع ونكران الذات.
ويحث جميع القوى السياسية على نكران الذات في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة للعبور بسفينة الوطن إلى "بر الأمان"، معتبرًا أن العمل لخدمة الوطن تكليف وليس تشريفًا، وهو ما يعلمه كل من شارك في هذه الثورة الشعبية العظيمة.
ويستطرد قائلاً: "يجب أن نسعى جميعًا لتثبيت دعائم الثورة وتحقيق كل مطالبها، ثم ليسعى كل فصيل لإثبات نفسه في الشارع بالطريقة التي يراها".
نقطة البداية
الصورة غير متاحة
محمد عصمت سيف الدولة
ويؤكد الكاتب والباحث السياسي محمد عصمت سيف الدولة أن مبادرة الإخوان قطعت الطريق أمام الدعوات المنادية بإطالة الفترة ورفض التعديلات الدستورية والانتخابات البرلمانية؛ وذلك لتخوفهم من سيطرة الجماعة على مقاعد مجلس الشعب القادم، مشيرًا إلى أن الإخوان يثبتون للجميع أن شعارهم خلال هذا التوقيت هو المشاركة وليس المغالبة، وأن الهدف الأسمى الذي يجب أن يسعى الجميع لتحقيقه هو إعادة تعمير البلاد.