بعد انطلاق الموجة الثانية من الثورات العربية المعاصرة...بداية في اليمن ثم البحرين واخيرا في ليبيا، جرت الاحداث المآساوية بشكل يفوق التصور والتوقع الى حد ما بالمقارنة مع احداث الموجة الاولى!...الا ان ذلك يعتبر شيئا طبيعيا بالمقارنة مع الثورات العديدة التي جرت على مدار التاريخ، ولكن الامل في حدوث التغيير السريع وبدون دماء او تعب قد داعب امآل الكثيرين بعد انتصار الثورتين التونسية والمصرية!.
المحنة الليبية كانت الابرز اعلاميا وايضا على الساحة الدولية بسبب الوحشية التي ابداها نظام المعتوه والصمود البطولي من جانب الثوار...وقد يرى المشاهد ان اكثر الثورات التي تعاني من المصاعب والالام هي ثورة الشعب الليبي...الا ان الادق هو ان الثورة البحرينية هي الاكثر صعوبة!... ويعود ذلك بالتأكيد الى اسباب عديدة اهمها ان الثورة الليبية لم تحارب سوى عدو واحد اتحد ضده المجتمع العربي والدولي وبالرغم من التقاعس في نصرة الشعب الليبي الا ان المساندة الدولية بارزة للعيان ولم يتجرأ اي نظام على مساندة الطاغية الليبي بل البعض وقف خجلا على الحياد! كما ان الاصرار الثوري على ازالة نظام القذافي من جذوره يعطي تصورا على قوة تماسك المعارضة وبخاصة ضمن تلك الاهداف الحقيقية للتغيير المنشود... وعليه فأنه بالرغم من اتساع دائرة الصراع وكثرة عدد الشهداء الا ان طريق النصر آت لا محالة وسوف يحتفل الجميع به ويكون اكثر لذة!.
شعب واحد واعداء كثيرون!
اما الثورة البحرينية فالوضع مختلف كثيرا،والحالة فيها اكثر مأساوية مما يجعلها الثورة الاكثر صعوبة بين الثورات الثلاث ...فالشعب البحريني الثائر يقف بمفرده في ساحة الميدان حتى المتعاطفين معه يقفون على الحياد صامتين! والاعلام لا يدعمه بل يدعم اعداءه، بينما جبهة اعداءه تتكون من فئات لا تجمع بينهما سوى المصالح المتباينة التي لا تعير للحريات وحقوق الانسان واخلاقيات الصراع اية اهمية او قيمة تذكر! وهم الدول الغربية الحليفة التي يرتفع صوتها في اماكن وينخفض في اخرى تبعا لحجم المصالح المتبادلة! مع وجود حلفاء من الدول العربية الاخرى! بالاضافة الى ان مستوى المطاليب الشعبية مازال دون المستوى المطلوب
وبالرغم من وجود القبائل في ليبيا والتقسيم المذهبي والقبلي في اليمن الا ان حالة الانقسام تلك لم تؤثر بشكل واضح على مسيرة الثورة وتجعلها تقع في مستنقع الانقسامات الداخلية...
ملاحضة: الموضوع مختصر.ومنقح