مظاهرات فرنسا تشهد اعمال عنف
|
|
مظاهرات فرنسا تشهد اعمال عنف
|
|
شهدت المظاهرات الحاشدة التي شهدتها فرنسا يوم الخميس بمشاركة 250 الف متظاهر على الاقل اعمال عنف.
واسوأ
اعمال العنف شهدتها مظاهرة باريس
حيث اطلقت الشرطة الرصاصات المطاطية والغاز المسيل للدموع، في حين كانت هناك مظاهرات اخرى في بعض مدن فرنسا البالغة 80 مدينة.
وكان عشرات الآلاف من طلاب المدارس والجامعات الفرنسيين قد نزلوا إلى الشوارع مطالبين حكومة بلادهم بإلغاء قانون العمل الجديد المثير للجدل.
وبشكل عام كانت مظاهرة باريس التي تقول الشرطة ان 30 الفا شاركوا فيها بينما يقول المنظمون ان العدد وصل الى 120 الفا سلمية.
وقام 300
متظاهر ملثم باطلاق الصواريخ النارية على الشرطة التي ردت بالرصاصات المطاطية والغاز المسيل للدموع.
كما اطلقت الشرطة ايضا الغاز المسيل للدموع على مظاهرات انطلقت في مدن رينيه ونانسي ونانت ومونبيليه مما اسفر عن تعرض عدد من المتظاهرين لاصابات طفيفة بالاضافة الى اعتقال عدد منهم ايضا.
ويقول منظمو المظاهرات ان أعمال التدريس قد توقفت في 64 من اصل 84 جامعة وفي ثلاثة أرباع المدارس الثانوية في البلاد نتيجة الاحتجاجات.
إلاّ أنّ المسؤولين في المؤسسات التربوية رأوا في هذه الأرقام بعض المبالغة.
وقال بدرو أموريم، 17 عاما، وهو طالب في مدرسة ثانوية وأحد المشاركين في المظاهرة الحاشدة: "بالطبع نحن ضد القانون فهو يمكن أرباب العمل من طرد موظفيهم بدون أي سبب".
وقد انطلق آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة باريس منددين بالقانون الجديد ومطالبين الحكومة بإلغاءه.
وقد غطّى العديد من المتظاهرين وجوههم برسوم وكتابات مناهضة للقانون الجديد ولعقد العمل الأول (CPE)، والذي حول إلى قانون الأسبوع الماضي.
كما أطلق المتظاهرون شعارات وهتافات ضد القانون الجديد واستخدم آخرون الصافرات والطبول كوسيلة للتعبير عن احتجاجهم على القانون.
واحتج المتظاهرون على النوع الجديد من عقود العمل التي تكون مدتها سنتين للفئة العمرية ما دون سن السادسة والعشرين إذ ينص القانون الجديد على أحقية صاحب العمل في فسخ العقد من طرف واحد دون أن يضطر إلى إعطاء أيّ تفسير.
هذا وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد وجه نداء لمنظمي مظاهرة اليوم الخميس من أجل إجراء مفاوضات مع الحكومة ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى أهمية القانون الجديد لموضوع مكافحة البطالة.
وكانت الاحتجاجات الطلابية في فرنسا قد أخذت طابع العنف يوم الثلاثاء الماضي عندما اصطدمت قوات الشرطة مع الطلاب الذين نظموا اعتصاماً خارج جامعة السوربون.
المسيرة شلت الحركة في شوارع المدن الفرنسية
|
أمّا وزير الداخلية نيكولا ساركوزي فكان قد اجتمع بكل من ممثلي الشرطة ومنظمي المظاهرات في مسعىً لإبقاء مظاهرة الخميس سلمية على حد وصف مسؤولي الوزارة.
مظاهرة اخرى وهناك مظاهرات أخرى يجري الإعداد لها ليوم السبت القادم حيث دعت اتحادات العمال مليون عامل للنزول إلى الشوارع للاحتجاج على القانون الجديد.
ويخشى الطلاب أن يتسبب عقد العمل الأول بوضع حد للاستقرار في سوق العمالة في بلد فيه أكثر من عشرين بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين سن الثامنة عشرة والخامسة والعشرين هم عاطلون عن العمل وهذا يشكل ضعف المعدل الوطني للبطالة في البلاد.
كما دعا شيراك أيضاً إلى إجراء حوار بين الوزراء المعنيين ورؤساء نقابات العمال إلاّ أنّ مسؤولي النقابات يصرون على موقفهم من عدم الدخول في أية مفاوضات قبل أن يتم تعليق مشروع الـ CPE .
يذكر أنّ الحكومة الفرنسية برئاسة دومينيك دوفيليبان كانت قد اقترحت القانون كخطوة لمساعدة الشباب في ضواحي فرنسا والذين كانوا بدورهم قد نزلوا إلى الشوارع العام الماضي حيث عبر العديد منهم عن انزعاجه لعدم توفير الدولة لهم فرص العمل اللازمة.
وترى مراسلة بي بي سي في باريس كارولين ويات أنه ولإن أعادت الاحتجاجات الأخيرة إلى الأذهان ذكريات المظاهرات الطلابية في عام 1968، فإنّ حجم المظاهرات هذه المرة والمطالب والسياق الذي جاءت ضمنه تختلف بعض الشيء عن تلك المظاهرات.
وتقول مراسلتنا إن الطبقة الوسطى من المجتمع الفرنسي-وهي تشكل نخبة البلاد المستقبلية-هي التي خرجت هذه المرة إلى الشارع لتعبر عن مخاوفها حول الحاضر والمستقبل.
وتضيف مراسلتنا قائلةً: على أية حال، فإنّ مصدر القلق بالنسبة للحكومة الفرنسية هذه المرة-كما كانت عليه الحال عام 1968-هو حقيقة أنّ جماهير الطلاب تعبرعن هامش أوسع من الحرية والانسلاخ عن حكومة ينظر إليها على أنها حكومة بعيدة عن هموم الناس الذين يصعب عليهم التواصل معها.
وكانت مظاهرات اليوم قد امتدت إلى أكثر من مدينة حيث تمكنت مجموعة مكونة من حوالي 100 طالب من السيطرة على قاعة مدينة رين غرب البلاد لفترة قصيرة.
وفي مدينة مرسيليا الجنوبية تظاهر حوالي 15000 طالب كما شهدت مدينة بوردو جنوب شرق البلاد مظاهرة مماثلة ضد القانون الجديد.