يوجد خط مارث الدفاعي بالجنوب التونسي بمنطقة مارث-توجان من ولاية قابس و قد لعب هذا الخط دورا هاما في سير المعارك أثناء الحرب العالمية الثانية بتونس( نوفمبر 1942-ماي 1943).
يرجع بناء هذا الخط الدفاعي إلى ما بين سنة 1936 وموفى جوان 1940 من قبل الجيوش الفرنسية و ذلك لصد هجوم محتمل على البلاد التونسية من طرف القوات الإيطالية من الأراضي الليبية التي كانت خاضعة آنذاك للاحتلال الإيطالي. يمتد هذا الخط الذي سمي بخط ماجينو الصحراوي على طول 45 كلم يربط بين البحر و مرتفعات جبال مطماطة ويعتمد أساسا على وادي زقزاو و يحتوي على 40 حصنا للمشاة و8 حصون كبيرة للمدفعية و15 مركزا للقيادة و 28 نقطة مساندة و قد بنيت كلّها بالإسمنت المقوى. تم تعزيز هذه المواقع الدفاعية بالمدافع المضادة للدبابات و بالمدافع المضادة للطائرات.
إلى جانب هذه الحواجز تم حفر خنادق ووضع أسلاك شائكة وزرع حقول ألغام وغداة هزيمة الجيوش الفرنسية في جوان 1940 أمام الزحف الألماني على البلاد الفرنسية وتوقيع الهدنة بين فرنسا و ألمانيا و فرنسا و إيطاليا قامت لجنة فنية مختصة ألمانية إيطالية بتجريد خط مارث من الأسلحة و المعدات.
وعلى إثر تراجع الجيوش الألمانية-الإيطالية بقيادة الماريشال رومل بداية من 5 نوفمبر 1942 قادمة من ليبيا باتجاه الأراضي التونسية و أمام ضغط الجيش الثامن البريطاني بقيادة الجنرال مونتقومري قررت قيادة جيش المحور إعادة تسليح خط مارث الدفاعي وتعزيزه أنجزت هذه العملية بين شهر نوفمبر 1942 و شهر مارس 1943 فتمت تعبئة 7000 رجل بين عسكريين وعملة مدنيين قاموا بحفر 25 كلم من الخنادق المضادة للدبابات و بتهيئة مجاري وادي زقزاو وضفافه وروافده كما قاموا بوضع أسلاك شائكة على طول ما يقارب 100 كلم وزرع 100000 لغم مضاد للدبابات 70000 لغم مضاد للأشخاص. فأصبح خط مارث الدفاعي يمثل مانعا قويا خاصة في حالة فيضان وادي زقزاو.
اندلعت معركة مارث في شهر مارس 1943 وتزامنت مع بداية ضغط جيوش الحلفاء بقيادة الجنرال أندرسون على الجيوش الألمانية-الإيطالية التي كان يقودها الجنرال فون أرنيم و ذلك في مناطق الوسط والشمال التونسية وبداية السيطرة البحرية والجوية لصالح الحلفاء في حوض البحر الأبيض المتوسط. كان عدد القوات المتحاربة على خط مارث يقارب 240000 رجل من بينهم 160000 ألف من قوات الحلفاء و76000 من قوات المحور وكان جيش الحلفاء معززا بـ 750 دبابة و700 مدفع ميدان و1000 مدفع مضاد للدبابات و 535 طائرة بالإضافة إلى القطع البحرية الحربية.
أما قوات المحور فقد كانت معززة بـ 150 دبابة و450 مدفع ميدان و 500 مدفع مضاد للدبابات و 123 طائرة.
كانت بداية المعركة يوم 16 مارس 1943 عندما قام الجيش الثامن البريطاني بهجوم على خط مارث و ذلك على محورين: الأول على المنطقة الساحلية بين بلدة مارث و البحر، أما الثاني فيتمثل في عملية التطويق عبر الظهر التونسي. اشتدّت المعركة خاصة يومي 20-21 مارس 1943 عندما حاول الجيش الثامن البريطاني عبور وادي زقزاو المحصن لكنه واجه مقاومة كبيرة من طرف جيش المحور بقيادة الجنرال ميسي.
انتهت هذه المعركة يوم 28 مارس 1943 بعد أن نجحت القوات البريطانية في عملية التطويق التي قامت بها عبر ممر الحامة طباقة مما أجبر القوات المحورية على إخلاء مواقعها الدفاعية بخط مارث و التراجع باتجاه الشمال.
source