الأسطول يتمركز في وسط البحر المتوسط أو الجزء الشرقي منه
يعتبر الأسطول السادس قوة الولايات المتحدة الضاربة في منطقة البحر الأبيض المتوسط, وتتوزع قواعده على عدة مناطق بدول الحوض المتوسطي خاصة إيطاليا وإسبانيا.
ويتمركز هذا الأسطول عادة في وسط البحر المتوسط أو الجزء الشرقي منه ويوجد مقر قيادته بمدينة نابولي الإيطالية، وهو يتكون من حوالي 40 قطعة بحرية تشرف عليها قوة بشرية قوامها نحو 21 ألف عسكري.
ويشمل هذا الأسطول حاملة طائرات أو حاملتين –حسب التطورات السياسية أو العسكرية في المنطقة- وثلاث غواصات نووية إضافة إلى نحو 170 طائرة وعدد من الطرادات والمدمرات والفرقاطات الحاملة للصورايخ الموجهة التي يبلغ عددها حوالي عشرين.
كما يضم الأسطول قطعا بحرية تشرف على عمليات التأمين والاستطلاع ومروحيات وطائرات للنقل الثقيل والنقل المتوسط وطائرات بدون طيار, ويقع مركز قيادته الرئيسية في مدينة غاييتا جنوبي إيطاليا.
أما مهام الأسطول فتتمثل أساسا في القيام بعمليات في البلدان القريبة من المنطقة التي قد تندلع فيها حروب ونزاعات, والسيطرة على مداخل البحر المتوسط خاصة مضيق جبل طارق في الغرب وقناة السويس, إضافة إلى خلق نوع من الضغط السياسي على دول المنطقة المتوسطية.
وتستطيع قوات الأسطول التحرك نحو أي منطقة في محيط البحر المتوسط والقيام بعمليات إنزال جوية أو برمائية, والقيام بعمليات انتشار للوحدات العسكرية خلال فترة زمنية لا تتجاوز 24 ساعة.
وللأسطول -إضافة إلى قاعدة نابولي الرئيسية- عدد من القواعد موزعة على مناطق عديدة بدول الحوض المتوسطي, ومن أبرزها ليفورنو وإسبيزيا بإيطاليا وحيفا بفلسطين المحتلة وسودا باليونان وسالونيك بقبرص وروتا بإسبانيا
الأسطول السادس ومنطقة عملياته البحر الأبيض المتوسط ومقر قيادته في نابولي .
وسنتحدث في هذا المقال عن الأسطول السادس نظراً لتواجده في مسرحنا العملياتي .
لمحة تاريخيــــة عن نشآة الأسطول السادس :-
قد يجد القارئ عند بحثه عن النشآة التاريخية للأسطول السادس في المصادر الغربية بأنها تعود إلي الهجمات البربرية في شمال أفريقيا ، وللإيضاح المفصل نسردها في الأتي :-
كانت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وهولندا والدنمارك تدفع ضريبة جزئية لوالي طرابلس ووالي الجزائر مقابل حماية السفن التجارية الأوربية والأمريكية من قراصنة شمال أفريقيا .
في سنة 1801 طلب يوسف باشا والي طرابلس زيادة الرسوم الضربية علـى الولايات المتحـــدة إلى (225000 دولار) فرفضت الولايات المتحدة ذلك الطلب ، وأصدرالكونغرس قانون حماية التجارة من خطر البحـــرية الطرابلسية في 6 / 2 / 1802 .
وفي 4 / 5 / 1801 قام جنود يوسف باشا بتحطيم العلم الأمريكي في القنصلية الأمريكية في طرابلس كإشارة لإعـلان الحرب وطرد قنصل الولايات المتحدة من طرابلس .
ونتيجة لتلك التدعيات أصدر الرئيس الأمـــريكي توماس جيفرسون آوامره بقصف وبمحاصرة مــدينة طرابلس .
وأرسلت فرقاطتين بريزوينت وفلادلفيا المجهزة بـ 44 مدفع وأخرى شراعية بها 12 مدفع بقيادة الأميرال ريتشارد بيل.
وفي تلك الحملة أتخذت المشاة البحرية نشيداً تنشده حتى يومنا هــذا والذي يقـــول في مطلعـــه
(( من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب في الجو والبر والبحر )) .
في المقابل كان أسطول البحرية الطرابلسية يملك 20 سفينة و 1000 بحار وبعد مناوشات طويلة ومعــارك تمكنت البحرية الطرابلسية في 31 / 10 / 1803 آسر الفرقاطة فيلادلفيا وعلى متنها 308 بحار وعندما عجزت البحرية الأمريكية من إستردادها تسللوا إليها ليلاً وقاموا بنسفها في ميناء طرابلس وكان لأثر هذا الحادث حافز قوى لتأسيس بحرية قوية للولايات المتحدة .
وفي الوقت ذاته نحالفت الولايات مع أحمد باشا المتواجد في مصر والذي كان على خلاف مـع أخيه يوسف باشا على الحكم وأنزلت مشاة البحرية في مدينة درنة والتي كانت اول ارض تحتلها الولايات المتحدة في التاريخ .
بعد معركة درنة توصل الطرفان إلي توقيع معاهدة في 2 / 5 / 1805 تقتضي بدفع غرامة قــدرها 3 ملايين دولار دهبي ودفع 20 ألف دولار سنوي إلي والي طرابلس من قبل الولايات المتحدة الامريكية واستمرت الولايات المتحدة بالإلتزام بهذه المعاهدة حتى سنة 1812 .
وفي سنة 1946 أرسل الرئيس ترومان تشكيل مؤقت بقيادة البارجه ميسوري إلي شرق المتوسط لمواجهة تهديدات الإتحاد السوفيتي وحماية تركيا من ( المد الشيوعي ) وبقى هذا التشكيل في إيطاليا حتى 1949 ومنذ ذلك الوقت اطلق عليه الأسطول السادس .
الأسطول السادس :
رغم أن قوام الأسطول السادس غير ثابت، ويكون حسب ظروف الموقف السياسي والعسكري ، وعموماً يتكون الأسطول من حوالي 40 سفينة بما فيهم حاملات الطائرات والغواصات النووية ، 175 طائرة محمولة وبقوة بشرية 21000 فرد ويتكون في العادة من :
-
1 - 2 حاملة طائرات وقوتها الضاربه مقاتلات الأف18
طرادات حاملة للصواريخ الموجهة
مدمرة وفرقاطة حاملة للصواريخ الموجهة
3 غواصات نووية
- بالاضافة إلي سفن التأمين وطيران الاستطلاع والدورية المنطلقه من القواعد الجوية الامريكية في البحر المتوسط
وتمثل القوة الرئيسية الضاربة في الحاملات وأجنحتها الجوية ، والغواصات النووية والقوة البرمائية المعززة بكتيبة مشاة بحرية معززة .
يقع مركز القيادة الرئيسي للأسطول السادس في مدينة قايتيا ( إيطاليا ) بالقرب من نابولي وتتم السيطرة المتقدمة للأسطول من على متن أحد سفن القيادة ( السفينة ويتني 20 – LCC في الوقت الحالي ) .
وحيث أن البحر الأبيض يقع في المسرح الأوروبي الجنوبي فإن قيادة الأسطول تقع على عاتق قـــائد القـــوات البحـــــرية في المســــــرح الأوروبي فــــــــي حـــــــالة عمــــــــل الأسطــــــــــول تحت قيــــــــادة قــــــوات الناتو
( بقيادة الأدميرال أدم مارك في الوقت الحالي ) .
ويقود الأسطول السادس حالياً الأدميرال البحري هيري جورج أوليرك .
مهام الأسطول السادس :
1-الحضور المسبق وخلق السيطرة الجوية والبحرية في البحر البيض المتوسط .
2-الضغط السياسي والعسكري على دول المنطقة .
3-السيطرة على مضيق جبل طارق ، السويس والبحر الأسود .
4-توجيه الضربات ومساندة القوات البحرية في مناطق الحروب .
5-إنزال مجموعات الإنزال التعبوي في مناطق النزاع .
تتواجد قوات الأسطول بشكل دائم في العادة في المنطقة المركزية للبحر المتوسط أو في المنطقة الشرقية وتستطيع الوصول إلى أي منطقة في ظرف 24 ساعة .
التنظيم القتالي للأسطول السادس :
يعمل الأسطول على شكل تشكيلات عملياتية ( قوة مهام ) موزعة على النحو التالي :-
التشكيل العملياتي رقم 60
يعتبر هذا التشكيل هو القوة الضاربة الرئيسية للأسطول السادس ويتكون في العادة من 1 ÷ 2 حاملة طائرات وسفن الحراسة التابعة لها والتي تتكون في العادة من ( 6 ÷ 9 ) طراد ومدمرة وفرقاطة لكل مجموعة بالإضافة للأجنحة الجوية المحمولة ( أنظر مقالنا الثاني العدد الأول – الطائرات الأمريكية ) .
التشكيل العملياتي رقم 61
وهو مجموعة الإنزال البرمائي ويتكون في العادة من :-
-سفينة إبرار هجومية .
-سفينة إبرار ذات الحوض .
-وسفينة إنزال دبابات .
وتتكون في الوقت الحالي من :
السفينة ناسو ( 4 – LHA )
والسفينة ناشفين ( 48 – LPD )
والسفينة اشلند ( 71 – DDG )
وتقوم سفن هذه المجموعة بتقديم المساعدة اللوجستية للقوات أثناء تنفيذ مهامها على الأرض حتى انجاز المهمة والعودة على متن السفن .
التشكيل العملياتي رقم 62
وهو عبارة عن كتيبة مشاة بحرية فريدة التكوين تختلف في مكوناتها عن القوام العادي في الصنوف الأخرى وهي هجين بين القوة الجوية والبرية تندمج مع عنصر التموين والإمداد المقاتل في قيادة واحدة وذلك لإستغلال جميع الإمكانيات القتالية الجوية والأرضية أثناء تنفيذ المهام القتالية ومجهزة بالوسائل والمعدات الضرورية تتواجد على متن سفن التشكيل 61 في وضعية خفارة دائمة مستعدة لإنجاز مهام التدخل السريع وتمهيد الطريق لأي قوة لاحقة وتتكون من العناصر التالية:-
* الوحدة المقاتلة وتتكون من كتيبة مشاة بحرية معززة ببطارية مدفعية وفصيل عربات هجوم برمائي وفصيل هندسة مقاتل ، فصيل استطلاع ، وفصيل دبابات ووحدات اخرى حسب ظروف الموقف .
*مجموعة الإمداد المقاتل وتتكون من حوالي 300 فرد وتشتمل على الإمدادات الضرورية الخاصة للعمل بشكل مستقل ولتنفيذ المهمة والعمل لمدة 15 يوم بدون تزود بالمؤن والمعدات والقيام بالخدمات الطبية والصيانة والنقل والذخيرة والوقود وتنقية المياه .
* مجموعة القيادة وتتكون من حوالي 200 عنصر وهي وحدة قيادة منفصلة تضم تخصصات المدفعية والإستطلاع والمراقبة ، الإتصالات ، الإستخبارات والإستخبارات المضادة والإعلام والدعاية .
* مجموعة الطيران المقاتل وهو سرب بحري مركب ومعزز يتكون من سرب مروحيات تقيل مدمج مع ثلاثة أنواع أخرى من المروحيات وطيران الإقتحام القادر على الإقلاع من على متن السفن البرمائية ويتكون من :-
- 6 طائرات النقل الثقيل نوع سوبر ستالون CH-53E
طائرة النقل المتوسط سي نايت CH – 46
( سيتم إستبدالها قريباً بطائرات MV-22 أوسبراي )