الموساد: حزب الله سيُطلق 100 صاروخ على تل أبيب يوميا
هآرتس ـ يوسي ميلمان"
" بحسب نصوص الحوار الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي تتوقع إسرائيل أن تكون الحرب القادمة مع حزب الله أكثر إيلاماً.
تاريخ البرقية: تشرين أول 2009
السفارة الأميركية في تل ابيب
حضر إلى إسرائيل، في تشرين ثاني 2009، ممثلو أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية لإجراء محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين، في إطار الحوار الاستراتيجي وتحمل اسم "المجموعة السياسية العسكرية المشتركة" (Joint Political Military Group). وقد رأس الوفد الأميركي روبرت ماغي، مسؤول كبير في وزارة الخارجية في واشنطن، وتصدّر الممثلين الإسرائيليين مدير عام وزارة الدفاع حينها بنحاس بوخريس.
منتدى النقاش الخاص هذا تأسس في سنة 1983 وهذا الاجتماع كان رقمه 40. في 18 تشرين ثاني أرسلت السفارة الأميركية في تل أبيب أول برقية من بين أربعة توجز الجلسات.
وحسب البرقيات تناولت المحادثات مواضيع متنوعة، مثل حالة البرنامج النووي الإيراني والأوضاع في العراق وفي قطاع غزة والعلاقات الإسرائيلية المصرية وعملية السلام وطابع الحرب المستقبلية لإسرائيل ضد حزب الله. وفي هذا المجال تلقّى أعضاء الوفد الأميركي عروضاً مفصّلة ومحدَّثة من ضباط الجيش ومسؤولي الموساد ووزارة الدفاع.
و"قال الإسرائيليون"، بحسب البرقية، أن "هدف حزب الله في أي حرب مستقبلية هو إدارة هجوم مكثف يومي على كل الأراضي الإسرائيلية بقصف صاروخي يمكن أن يصل إلى تل أبيب". وأوردت البرقية أن الإسرائيليون "شددوا على سعي حزب الله للانتقام لمقتل عماد مغنية" وكمثال عرضوا "المحاولتين الفاشلتين في آذريبجان ومصر" (محاولات من حزب الله، بمساعدة إيرانية، لتنفيذ هجومين على سفارتي إسرائيل في باكو والقاهرة، فشلتا بفضل التعاون الناجح للاستخبارات الإسرائيلية مع نظيرتيها في تلكما الدولتين).
وورد في البرقية أن ضباط أمان أفادوا أن تهريب الأسلحة من سورية وإيران إلى حزب الله "هو تحدٍّ استراتيجي لإسرائيل... ويضر بفرص السلام". في هذا المجال تم التركيز على أساليب تهريب الأسلحة من إيران إلى سورية عبر تركية. وقال الإسرائيليون لنظرائهم الأميركيين أن حزب الله تعاظم كثيراً منذ حرب لبنان الثانية: "لقد زادوا من عدد الصواريخ ذات المدى الأبعد والأدق".
وفي هذا الإطار أفاد ضباط امان بتفاصيل عن مخزون حزب الله: حوالي 20 ألف صاروخ (المقصود على ما يبدو الكاتيوشا والغراد بمدى يصل إلى 40 كلم)؛ مئات الصواريخ ذات المدى الأبعد بقطر 220 ملم و302 ملم؛ عدة مئات من صواريخ "فجر" (330 ملم)؛ مئات القواذف؛ صواريخ كتف ضد الطائرات من نوع7ـSA وـ14SAـ؛ وعدة صواريخ متطورة موجّهة بالكابل وصواريخ ضد الدروع". كما وأفاد ضباط امان عن "عدد غير معروف من صواريخ Cـ802، التي تُطلق من الشاطئ إلى البحر، مثل الذي أصاب سفينة الجيش الإسرائيلي "حانيت" في حرب لبنان الثانية. وحسب قول الإسرائيليين يوجد أيضاً لدى حزب الله عدة طائرات غير مأهولة من إنتاج إيران وحوالي ألف عبوة.
وحسب البرقية في ختام العرض سأل رئيس الوفد الأميركي، روبرت ماغي: "ما هي نوايا حزب الله؟". فأجابه أحد ضباط أمان أن "المنظمة الشيعية تخطط لمواجهة طويلة مع إسرائيل تأمل في خلالها أن تُطلق على إسرائيل صليات مكثفة من الصواريخ يومياً". وذكّر الضابط الإسرائيلي أنه في مواجهة 2006 "صحيح أن تل أبيب لم تُستَهدف، لكن في الحرب القادمة سيحاول حزب الله تغيير المعادلة".
هنا تدخّل مندوب الموساد وأوضح أن "حزب الله سيحاول ضمان إطلاق الصواريخ حتى آخر يوم في الحرب، أي تجنب وضع تنقصه فيه الذخيرة"، وقدّر أن "حزب الله سيحاول إطلاق ما بين 400 إلى 600 صاروخ يومياً منها 100 على تل أبيب. حزب الله يسعى إلى الحفاظ على هذه القدرة على مدى شهرين". يمكن أن نستخلص من كلامه أن إسرائيل تتوقع حرباً تمتد شهرين يُطلَق خلالها على أراضيها ما بين 24 ألف إلى 36 ألف صاروخ، بينها حوالي 6 آلاف على تل أبيب.
وخلال النقاش حصل خلاف بين ممثلي الولايات المتحدة وإسرائيل حول الجيش اللبناني. واشتكى الإسرائيليون من تزويده بأسلحة أميركية خشية وقوعها بأيدي حزب الله. وقال رئيس الشعبة العسكرية الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد : "تعزيز الجيش اللبناني يُضعف إسرائيل".
ورغم أن الموضوع لم يُذكر خلال النقاش، كان في الخلفية اعتقال شبكة تجسس إسرائيلية في لبنان، بحسب منشورات أجنبية. وزعمت حينها حكومة لبنان أنه تم اعتقال 10 مواطنين لبنانيين – بعضهم ضباط كبار سابقين في الجيش اللبناني وأجهزة أمن – واعترفوا بالتجسس لصالح إسرائيل. وتم اعتقالهم جراء التعاون بين حزب الله والمخابرات اللبنانية، ومن بين جملة أمور أجهزة تنصّت وتحديد مواقع حديثة زوّدتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، وحُكم على بعضهم بالإعدام.
وأوضح الأميركيون أن مساعدة الجيش اللبناني تهدف تحديداً إلى منع تقاربه مع حزب الله. "التعاون البراغماتي ينبع من ضعف الجيش اللبناني"، اقتبست البرقية أحد المتحدثين الأميركيين. وشدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أندرو شابيرا على أن "المساعدات للجيش اللبناني هي وزن مضاد لحزب الله". وهنا خالفه غلعاد بالكامل وقدّر أنه في الحرب القادمة، إذا ما هوجِم حزب الله من قبل إسرائيل "سيهرع الجيش اللبناني لمساعدته".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ