أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 32المهنة : Junior Android Developerالمزاج : جميل ولذيذ طول ما انت بعيد عن مصر...هااكالتسجيل : 17/09/2010عدد المساهمات : 7246معدل النشاط : 6822التقييم : 303الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: هل هى محاولة انقلاب الجمعة 8 أبريل 2011 - 18:42
جنود بالجيش: المجلس العسكري باطل.. متظاهرون: الجيش والشعب إيد واحدة
قام 3 أشخاص يرتدون زيًّا عسكريًّا بالصعود إلى إحدى الإذاعات الداخلية بميدان التحرير، وهتفوا مع المتظاهرين لمحاكمة رموز الفساد وإعادة بناء الدولة من جديد، وقبل أن يتحدثوا إلى المتظاهرين قاموا بإبراز تحقيق شخصياتهم، التى تفيد انتماءهم إلى القوات المسلحة، وأكدوا أنهم من الشعب ويقومون بحماية الثورة؛ وفقا لبوابة الأهرام.
وقال أحد الضباط إن المجلس العسكرى طبقا لأحكام الدستور "باطل، وإن كل القيادات الموجودة به خرجت على المعاش، واستعان بها النظام السابق"، وقام الضابط بعدها بالقاء قصيدة على أرواح الشهداء، وجاء رد الفعل من المتظاهرين على هيئة هتاف ضد الواقفين: "إنزل.. إنزل!" .. كما رددوا الشعار الشهير: "الجيش والشعب.. إيد واحدة".
واتهم المتظاهرون الضباط بمحاولة الانقلاب، والإيقاع بين الجيش والشعب، ورفضوا التصفيق لهم، موكدين أن جيش مصر العظيم قام بحماية الثوار والمتظاهرين خلال فترة المظاهرات التى بدأت في 25 يناير حتى سقوط نظام مبارك. http://www.boswtol.com/politics/news/11/april/8/31114
raed1992
لـــواء
الـبلد : العمر : 32المهنة : Junior Android Developerالمزاج : جميل ولذيذ طول ما انت بعيد عن مصر...هااكالتسجيل : 17/09/2010عدد المساهمات : 7246معدل النشاط : 6822التقييم : 303الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: هل هى محاولة انقلاب الجمعة 8 أبريل 2011 - 18:47
بين الجيش والشعب.. ممنوع الفتن واللعب!!
الزمان: 30 يناير
المكان: ميدان التحرير
الحدث: المتظاهرون يحتشدون في ميدان التحرير، والمطالب تتصاعد بتنحّي حسني مبارك، والجيش على الأرض بالفعل، والنظام على الحافة، والكل يتكلّم.. والسؤال الذي ينطلق من فم الجميع في همسات: مَن الذي سيختاره الجيش؟
هل سيختار الشعب عندما يُؤمر بالضرب -وهو سيؤمر بذلك عاجلاً أو آجلاً تبعاً لقناعة الجميع- أم سيختار النظام، ويقوم بسحل الشعب ووأد الثورة؟!
في هذه الأثناء دوى هدير الطائرات فوق الرؤوس.. هدير يجعلك تظنّ أن السماء ستنطبق فوق رأسك، وأن قلبك يهبط دون إرادة منك إلى قدميك؛ متوقّعاً الكارثة التي ستهبط فوقك الآن..
وفجأة اندفعت القذائف واحدة تلو الأخرى.. لتنفجر فوق رؤوس المعتصمين.. ساد الهرج والمرج، وبدأ الجميع في محاولة النجاة.. النيران تشتعل في وسط الميدان بكل الخيام المنصوبة، والشباب الذين كانوا أبطالا يخرجون منها، والنيران تشتعل في ثيابهم ليحصدهم الرصاص من فوق الدبابات والمدرعات.
يدوس الثوار بعضهم بعضاً وهم لا يلاحقون بين الهجوم الجوي والبري..
فهؤلاء ليسوا رجال الأمن المركزي الذين يمكن مجابهتم حتى لو كان الثمن هو استقرار الرصاص في جسدك، وليسوا بلطجية النظام الذين ستضربهم بالحجارة، وتتفوّق عليهم بالثبات في مكانك..
هؤلاء هم جيشك بنو وطنك، وقد حسم أمره وانضمّ للنظام.. وأنت الآن تُضرَب بالطيران والرصاص والمدرعات بلا هوادة..
ثائر ودبابة.. لمن الغلبة؟!! ينفرط عقد الثوار بين الشوارع الخلفية والبيوت؛ يحاولون الردّ والدفاع عن الأرض التي اكتسبوها.. يقبضون على ضابط جيش من فوق المدرعة، ويصبّون عليه الحجارة فيفقدونه الوعي أو يقتلونه، ولكن ضربة أخرى بالطائرات تؤتي على حياتهم.. يهربون لميدان عبد المنعم رياض في محاولة لتجميع أنفسهم فيلاحقون هناك.. يرفض بعض ضباط الجيش أن يضربوا المواطنين.. يتمرّد البعض وينضمّون للثوار؛ فتتوجّه لهم أسلحة زملائهم المؤمنين بأن الأوامر في الجيش مقدّسة.. ويتساقط ضحايا بين الجانبين..
وفي التلفاز تعلن الأحكام العرفية.. وحظر التجوال سيمتدّ من الثالثة ظهراً حتى الواحدة ظهراً من اليوم الثاني، وكل من سيسير في فترة الحظر سيقبض عليه، ولو قاوم سيضرب بالنار بلا دية -إنت تحت الأحكام العرفية الآن.
لقد أُجهضت الثورة وفضّ الاعتصام وقتل الآلاف.. فهل سيسكت الثوار؟؟
بالطبع أي ثائر يحترم نفسه لن يسكت؛ لقد ضُربت ثورته في مقتل، وتمّ قتل إخوانه، بل وخيانته من قِبل المؤسسة التي من المفترض بها حمايته..
سيُقرّر الثوار الوصول إلى القصور الرئاسية.. سيتجمع الملايين، ويسيرون حتى يصلوا إلى بداية القصور، وهنا ستتحرّك الدبابات والمدرعات وتوجّه مدافعها إلى صدور المتظاهرين، سيقترب الثوار، ومن ثمّ يقف الجنود صفا في وضع الاستعداد، سيصل المتظاهرون للسلك الشائك؛ فيأخذ الجنود أمرا بالضرب في المليان..
سيضرب بعضهم؛ فهذا هو الجيش واحترام الأوامر، كما قلنا مُقدّس، وسيتردد البعض معملاً قلبه رافضاً ضرب المواطنين، وسيرفض بعضهم، وقد يتمّ القبض عليهم، أو ينضمون إلى الثوار أيضاً، موجّهين أسلحتهم لصدور زملائهم مدافعين عن الشعب.
تنطلق الرصاصات -وربما ما هو أكثر- من جهة، وتنطلق الرصاصات المضادة والحجارة والطوب من الجهة الأخرى، ويسقط القتلى بالمئات إن لم يكن بالآلاف، سيتشتت المتظاهرون في الشوارع المحيطة، وتبدأ حرب عصابات..
حرب عصابات بين الجيش المصري والشعب المصري.. فجيش مصر -خير أجناد الأرض- انقسم على ذاته بين منضم للنظام ضارب في الثوار، ومنضم للثوار ضارب في زملائه.. والشعب المصري يُحصد برصاص جيشه.. والإعلام يُقلب المواطن البسيط على الثوار الذين خربوا البلد بمعنى الكلمة؛ فها هو الجيش يضرب في بعضه البعض.. وها هو الشعب والجيش على طرفي قتال.. وها هي حدودنا مفتوحة للغازي المحتمل بعدما ضربت الثورة، وانشغل الجيش بضرب المواطن بدلاً من حفظ سلامة البلاد..
وها هي أكبر حملة اعتقالات في تاريخ مصر تجرى ضد الكتّاب والمفكّرين والناشطين، ومن أمكن الوصول لهم من ثوار التحرير..
والطم الخدود عزيزي المواطن فمصر تحترق.. ولن تخرج من هذا المستنقع في القريب..
ولو لم تكن معتقلاً أو قتيلاً في الشارع أو مصاباً في مستشفى ما كنت في هذه اللحظة ستجلس مهموماً مطارداً مسجوناً في منزلك.. لا تدري ماذا تفعل وعلى من تُلقي اللوم!!
هل ثقل قلبك.. هل استبشعت الصورة التي قرأتها منذ قليل؟ هل فكّرت أنها بعيدة تماما وكابوسية ولا يمكن أن تحدث؟ دعني إذن أُخبرك أن هذا حدث بالفعل في ليبيا واليمن والبحرين ومن المتوقّع أن يحدث في سوريا.. وأن هذا السيناريو لم يكن بعيداً تماماً في يوم 30 يناير، بل طاف بأذهان كثيرين مِمن كانوا في التحرير، وممن كانوا في منازلهم..
وأن فقط ما حماك منه وجعلك تجلس الآن لتقرأ هذا الكلام، هو أن القيادة العسكرية قد اتخذت في لحظة حاسمة أن الشعب أبقى لها.. وأنها ستختار الشعب على النظام.. وستختار وِحدة وبقاء أرض الوطن على الفرقة والدماء والقتل..
مقرر كوكب الأرض.. يُقرّر ضرب الجيش اتفق أو اختلف كما تشاء مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أصغر ضباطه رتبة إلى المشير طنطاوي نفسه، ولكن أرجوك لا تنسَ أن هذا المجلس بما فيه المشير قد اختار هذه النهاية على النهاية الأخرى في أعلى.. قد اختارك في لحظة حاسمة على مبارك..
ولذا عندما نجد فيديوهات تخرج علينا اليوم لمن يدعون أنهم ضباط سابقون في الجيش -سواء أكانوا بالفعل ضباط جيش أم لا- يُحرّضون ضد المجلس الأعلى، ويُسبّونه بأفظع الشتائم، ويخوّنونه، ويدعون للانقلاب عليه، ويدعون تشكيل حركة لإسقاط المجلس، ويرهبون المتظاهرين الحقيقيين النازلين يوم الجمعة للمطالبة بمحاكمة صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، والتعجيل بمحاكمة واستراد أموال حسني مبارك وأسرته، وحلّ الحزب الوطني؛ بدعوى أنهم سينضمّون لهم، ولكن -في تلميح خطير وحقير في ذات الوقت- قد يحدث أن يضرب الجيش في بعضه البعض؛ بأن يضرب الضباط الذين في الخدمة فيمن يتظاهرون ضد المجلس، وهكذا يوحون باشتعال الميدان.. طبعاً كل هذا بلغة النفي كأن يقول "اطمئنوا لن يضرب الجيش في بعضه البعض".. إلخ..
أن يصف هؤلاء الذين يدعون أنهم كانوا يوماً ذا شرف عسكري، إن المجلس الأعلى مجموعة من "القلل"، وهذا أبسط الألفاظ المتدنية التي شملت سبابا حقيقيا..
فهنا دعني أقف وقفة حاسمة.. وأخبرك أن تتوقّف فأنت تخرب مصر حقاً.. وأن عليك بالفعل أن تتعامل بشكل مختلف مع المجلس الأعلى الذي يُسيّر أمور مصر الآن!!
ولا يمكنك عزيزي أن تتهمني بأنني عميلة، أو ثورة مضادة، أو مِن داعين الاستقرار، أو ممن طالبوا الثوّار بالعودة من التحرير بعد خطاب الرئيس السابق الثاني، أو ممن دعوا بالإبقاء على أحمد شفيق، أو ممن طالبوا بردّ الملايين وعدم محاكمة القتلى والفاسدين..
لا يا عزيزي.. فمواقفي واضحة تماماً منذ البداية وصفها البعض حتى بالتطرّف والثورة للثورة تارة.. وباندفاع الشباب تارة أخرى.. وبعدم الحفاظ على الأخلاق المصرية الأصيلة باحترام الكبير وتوقير كبار السن تارات وتارات.. وكنت في التحرير وتلقيت كما تلقّى الآلاف القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.. إلخ..
وهذا ليس تفاخرا.. فهو مجال لا تفاخر به إلا لهايف ولا أعتقد ذلك بذاتي بل هذا من الآخر للقول بأنه لا يمكنك المزايدة عليّ في هذا الجانب، كما يفعل البعض الآن..
فعذراً وألف عذر.. لا يمكن أن يأتي كل المدعين ليحاولوا الآن إفساد الأمور؛ فهذا الشخص المسمّى عمر عفيفي، القاطن بأمريكا بعيداً عن كل شيء يأتي ليعتقد أنه حامي حمى الثورة، وميسر أمور مصر، وربما مقرّر كوكب الأرض أيضاً.. يذيع بيانات مريضة منذ بداية الثورة جعلت كثيرين يتساءلون: "الأخ بيتكلّم بصفته إيه وفاكر روحه مين؟!!"، وقد فوّتنا كل ما سبق، وربما ضحكنا من أسلوبه التمثيلي، ومررناه كما نفعل مع القذافي، ولكن أن يصل الأمر للكذب في حق الجيش، وترويج الشائعات، ومحاولة رسم بطولة زائفه؛ فهذا مما لا يطاق حقاً.
سبحان الله.. الناس افتكرت إن الجيش وحش!! وتعالَ هنا لنُفكّر قليلاً.. هؤلاء الداعون لفتنة بين الجيش وبعضه -حسب قولهم- وبين الشعب والجيش.. ما هي حجتهم.. تأخّر المجلس في محاسبة مبارك.. التأخّر في توجيه تهم لشريف وسرور وعزمي.. أن المجلس الأعلى خائن وعميل لمبارك وعمل تحت إمرته 30 عاما!!
والسؤال: هل اكتشفتوا ذلك الآن فقط.. لماذا الآن؟؟!
لماذا بعدما بدأت إجراءات حقيقية في محاسبة الثلاثي المرح في أعلى؛ لماذا بعد الأنباء عن لجنة لحصد ثورة مبارك وأسرته بالفعل..
ولصالح مَن أن ينفرط عقد الثورة الآن، فينحاز ثوار لعدم الصدام مع الجيش، وينحاز آخرون لما يُسمّى تطهير الجيش، ويحدث خلاف فتذهب ريحنا؟؟
بالتأكيد ليس لمصلحة الثورة ولا الثوار ولا مصر ولا الشعب.. ولن يصب ذلك في تطهير أو تنظيف أو مجلس رئاسي أو ذهاب المجلس العسكري أو أي من ذلك.. فقط سيصبّ في مصلحة الفاسدين القتلة الذين يرهبون حقاً هذه اللحظة التي اقتربت..
عزيزي أُكرّر اختلف أو اتفق مع المجلس كما تشاء، بل اكره لو أردت، ولكن كن عاقلاً.. ستسقط المجلس الأعلى ثم؟؟
ستأتي بمجلس رئاسي؟؟ مَن سيُقرّره؟؟ سأطلب البرادعي به؛ فترفضه أنت، ستطلب موسى به؛ فأرفضه أنا سأطلب القضاة؛ فتقرر أن الحقوقيين أولى..
بأي حق يأتي مجلس رئاسي -غير منتخب- ليحكمنا الآن وبأي صفة؟؟
وإن لم تأتِ بمجلس رئاسي؛ هل سيحكمنا السادة الضباط السابقون ذوي اللسان الزالف في الفيديوهات؟ أم عمر عفيفي؟؟
أنت تحارب عالمياً وعربياً وداخلياً المجلس الرئاسي حتى الآن أثبت أنه يُنفّذ ما نريده.. هناك بطء في بعض الأمور، ولكنه بطء مبرر ومفهوم لأي شخص يُعمِل عقله..
فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، وهناك مَن يضغط بالفعل لعدم محاكمة مبارك.. وهناك من لا يريد لفضائح في تعاملات دولية أن تنكشف، وهناك من لا يريد سن سنن بمحاكمة الرؤساء المخلوعين..
هناك من يضغط عالمياً وعريباً.. بل وداخلياً مهدداً بفوضى عارمة في هذه الفترة الانتقالية، لا تحتاج أن تكون سياسيا لتكتشف ذلك ببساطة..
وهناك محاولات لمجابهة هذا الضغط.. في الوقت ذاته فلو كنت قد نسيت؛ فإسرائيل في الشرق متحفزة، ودولة مقسّمة وتلعب بها أيادي العدو والصديق في الجنوب، وليبيا بين مطرقة القذافي وسندان قوات التحالف في الغرب.. وإثيوبيا ستبني سدا تحرمك من خلاله المياه بعبث من أصابع أجنبية وإسرائيلية على وجه التحديد..
والغرب غير راضٍ عن سياساتك وعن فقدان عميل مميّز كمبارك عمل كشرطي لقهر الفلسطينيين، وشوكة في حلق إيران، وحليف استراتيجي لإسرائيل...
إنهم قلقون من مد ثوري يحدث يمكن أن يخرج العالم العربي والإسلامي من كونهم مجرد تابعين لفاعلين يقررون مصائرهم بأيديهم..
عزيزي القارئ لو أنك متفق مع هؤلاء السادة في الفيديوهات؛ فإنك إذن لا تعي حجم ما يحدث حولك!!
ولا تعي ما على المجلس الأعلى أن يتعامل به.. ولا تدرك حجم وروعة التغيّر الذي صُنِع، والذي يجب أن نصبر ونصابر في ذات الوقت للحفاظ عليه.
إذا كنت لا تعي فهي مصيبة، أما إذا كنت تعي وتصرّ؛ فالمصيبة أكبر..
عزيزي القارئ.. يجب أن تُفكّر فلا تُلقي بمصر -وربما المنطقة بأكملها- إلى التهلكة؛ فإن سقطنا نحن فلن تقوم قائمة لأي ثورة عربية حالية أو قادمة..
فَكّر بعقلك وقلبك سواء.. مهما كان اعتقادك في المجلس العسكري ومَن به؛ سواء تُحبّهم وتثق في أمانتهم، أو حتى تميل لفكرة أنهم من عهد مبارك وكانوا رجّالة.. فيكفي هذا المجلس أنه وقانا من المشهد الدامي في أعلى.. وأنه انحاز في اللحظة الحاسمة إليك لا إلى النظام.. يكفي أن هذا المجلس حافظ لك طوال هذه السنوات الثلاثين على جيش سلاحه لك لا عليك.. على جيش ما زال مؤمنا بعقيدته القتالية الأساسية بأنه لحماية أرض مصر والمصريين فقط.. وأنه عدوه هو مَن يعتدي عليهم، وأن إسرائيل هي العدو، وأن العالم العربي ليس بعدو..
يكفي هؤلاء ذلك حتى لا نصفهم اليوم بكل هذه الصفات السيئة، وحتى ننزل ملايين غدا لنهتف ضد الفسدة الحقيقيين مبارك وأسرته والثلاثي المفسد.. مطالبين من المجلس الأعلى السير قدما في محاكمتهم قاطعين لسان كل داعٍ للفتنة، وكل شخص يرفع صوته بالخراب.. مرددين الشعار الأمثل الذي أنقذ مصر حتى اليوم:
الشعب والجيش إيد واحدة.. وقطعت كل يد تطال هذا التحالف!
موضوع: رد: هل هى محاولة انقلاب الجمعة 8 أبريل 2011 - 22:57
تشكر يا رائد على الطرح....
بصراحه عمل متهور من هؤلاء الاشخاص واعتقد ان حماستهم هذه لن تخدم القضيه....
3araby
لـــواء
الـبلد : العمر : 31المهنة : عميلالمزاج : متهكم و قله مندسهالتسجيل : 12/08/2010عدد المساهمات : 2998معدل النشاط : 2149التقييم : 39الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: هل هى محاولة انقلاب الجمعة 8 أبريل 2011 - 23:11
raed1992 كتب:
بين الجيش والشعب.. ممنوع الفتن واللعب!!
الزمان: 30 يناير
المكان: ميدان التحرير
الحدث: المتظاهرون يحتشدون في ميدان التحرير، والمطالب تتصاعد بتنحّي حسني مبارك، والجيش على الأرض بالفعل، والنظام على الحافة، والكل يتكلّم.. والسؤال الذي ينطلق من فم الجميع في همسات: مَن الذي سيختاره الجيش؟
هل سيختار الشعب عندما يُؤمر بالضرب -وهو سيؤمر بذلك عاجلاً أو آجلاً تبعاً لقناعة الجميع- أم سيختار النظام، ويقوم بسحل الشعب ووأد الثورة؟!
في هذه الأثناء دوى هدير الطائرات فوق الرؤوس.. هدير يجعلك تظنّ أن السماء ستنطبق فوق رأسك، وأن قلبك يهبط دون إرادة منك إلى قدميك؛ متوقّعاً الكارثة التي ستهبط فوقك الآن..
وفجأة اندفعت القذائف واحدة تلو الأخرى.. لتنفجر فوق رؤوس المعتصمين.. ساد الهرج والمرج، وبدأ الجميع في محاولة النجاة.. النيران تشتعل في وسط الميدان بكل الخيام المنصوبة، والشباب الذين كانوا أبطالا يخرجون منها، والنيران تشتعل في ثيابهم ليحصدهم الرصاص من فوق الدبابات والمدرعات.
يدوس الثوار بعضهم بعضاً وهم لا يلاحقون بين الهجوم الجوي والبري..
فهؤلاء ليسوا رجال الأمن المركزي الذين يمكن مجابهتم حتى لو كان الثمن هو استقرار الرصاص في جسدك، وليسوا بلطجية النظام الذين ستضربهم بالحجارة، وتتفوّق عليهم بالثبات في مكانك..
هؤلاء هم جيشك بنو وطنك، وقد حسم أمره وانضمّ للنظام.. وأنت الآن تُضرَب بالطيران والرصاص والمدرعات بلا هوادة..
ثائر ودبابة.. لمن الغلبة؟!! ينفرط عقد الثوار بين الشوارع الخلفية والبيوت؛ يحاولون الردّ والدفاع عن الأرض التي اكتسبوها.. يقبضون على ضابط جيش من فوق المدرعة، ويصبّون عليه الحجارة فيفقدونه الوعي أو يقتلونه، ولكن ضربة أخرى بالطائرات تؤتي على حياتهم.. يهربون لميدان عبد المنعم رياض في محاولة لتجميع أنفسهم فيلاحقون هناك.. يرفض بعض ضباط الجيش أن يضربوا المواطنين.. يتمرّد البعض وينضمّون للثوار؛ فتتوجّه لهم أسلحة زملائهم المؤمنين بأن الأوامر في الجيش مقدّسة.. ويتساقط ضحايا بين الجانبين..
وفي التلفاز تعلن الأحكام العرفية.. وحظر التجوال سيمتدّ من الثالثة ظهراً حتى الواحدة ظهراً من اليوم الثاني، وكل من سيسير في فترة الحظر سيقبض عليه، ولو قاوم سيضرب بالنار بلا دية -إنت تحت الأحكام العرفية الآن.
لقد أُجهضت الثورة وفضّ الاعتصام وقتل الآلاف.. فهل سيسكت الثوار؟؟
بالطبع أي ثائر يحترم نفسه لن يسكت؛ لقد ضُربت ثورته في مقتل، وتمّ قتل إخوانه، بل وخيانته من قِبل المؤسسة التي من المفترض بها حمايته..
سيُقرّر الثوار الوصول إلى القصور الرئاسية.. سيتجمع الملايين، ويسيرون حتى يصلوا إلى بداية القصور، وهنا ستتحرّك الدبابات والمدرعات وتوجّه مدافعها إلى صدور المتظاهرين، سيقترب الثوار، ومن ثمّ يقف الجنود صفا في وضع الاستعداد، سيصل المتظاهرون للسلك الشائك؛ فيأخذ الجنود أمرا بالضرب في المليان..
سيضرب بعضهم؛ فهذا هو الجيش واحترام الأوامر، كما قلنا مُقدّس، وسيتردد البعض معملاً قلبه رافضاً ضرب المواطنين، وسيرفض بعضهم، وقد يتمّ القبض عليهم، أو ينضمون إلى الثوار أيضاً، موجّهين أسلحتهم لصدور زملائهم مدافعين عن الشعب.
تنطلق الرصاصات -وربما ما هو أكثر- من جهة، وتنطلق الرصاصات المضادة والحجارة والطوب من الجهة الأخرى، ويسقط القتلى بالمئات إن لم يكن بالآلاف، سيتشتت المتظاهرون في الشوارع المحيطة، وتبدأ حرب عصابات..
حرب عصابات بين الجيش المصري والشعب المصري.. فجيش مصر -خير أجناد الأرض- انقسم على ذاته بين منضم للنظام ضارب في الثوار، ومنضم للثوار ضارب في زملائه.. والشعب المصري يُحصد برصاص جيشه.. والإعلام يُقلب المواطن البسيط على الثوار الذين خربوا البلد بمعنى الكلمة؛ فها هو الجيش يضرب في بعضه البعض.. وها هو الشعب والجيش على طرفي قتال.. وها هي حدودنا مفتوحة للغازي المحتمل بعدما ضربت الثورة، وانشغل الجيش بضرب المواطن بدلاً من حفظ سلامة البلاد..
وها هي أكبر حملة اعتقالات في تاريخ مصر تجرى ضد الكتّاب والمفكّرين والناشطين، ومن أمكن الوصول لهم من ثوار التحرير..
والطم الخدود عزيزي المواطن فمصر تحترق.. ولن تخرج من هذا المستنقع في القريب..
ولو لم تكن معتقلاً أو قتيلاً في الشارع أو مصاباً في مستشفى ما كنت في هذه اللحظة ستجلس مهموماً مطارداً مسجوناً في منزلك.. لا تدري ماذا تفعل وعلى من تُلقي اللوم!!
هل ثقل قلبك.. هل استبشعت الصورة التي قرأتها منذ قليل؟ هل فكّرت أنها بعيدة تماما وكابوسية ولا يمكن أن تحدث؟ دعني إذن أُخبرك أن هذا حدث بالفعل في ليبيا واليمن والبحرين ومن المتوقّع أن يحدث في سوريا.. وأن هذا السيناريو لم يكن بعيداً تماماً في يوم 30 يناير، بل طاف بأذهان كثيرين مِمن كانوا في التحرير، وممن كانوا في منازلهم..
وأن فقط ما حماك منه وجعلك تجلس الآن لتقرأ هذا الكلام، هو أن القيادة العسكرية قد اتخذت في لحظة حاسمة أن الشعب أبقى لها.. وأنها ستختار الشعب على النظام.. وستختار وِحدة وبقاء أرض الوطن على الفرقة والدماء والقتل..
مقرر كوكب الأرض.. يُقرّر ضرب الجيش اتفق أو اختلف كما تشاء مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أصغر ضباطه رتبة إلى المشير طنطاوي نفسه، ولكن أرجوك لا تنسَ أن هذا المجلس بما فيه المشير قد اختار هذه النهاية على النهاية الأخرى في أعلى.. قد اختارك في لحظة حاسمة على مبارك..
ولذا عندما نجد فيديوهات تخرج علينا اليوم لمن يدعون أنهم ضباط سابقون في الجيش -سواء أكانوا بالفعل ضباط جيش أم لا- يُحرّضون ضد المجلس الأعلى، ويُسبّونه بأفظع الشتائم، ويخوّنونه، ويدعون للانقلاب عليه، ويدعون تشكيل حركة لإسقاط المجلس، ويرهبون المتظاهرين الحقيقيين النازلين يوم الجمعة للمطالبة بمحاكمة صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، والتعجيل بمحاكمة واستراد أموال حسني مبارك وأسرته، وحلّ الحزب الوطني؛ بدعوى أنهم سينضمّون لهم، ولكن -في تلميح خطير وحقير في ذات الوقت- قد يحدث أن يضرب الجيش في بعضه البعض؛ بأن يضرب الضباط الذين في الخدمة فيمن يتظاهرون ضد المجلس، وهكذا يوحون باشتعال الميدان.. طبعاً كل هذا بلغة النفي كأن يقول "اطمئنوا لن يضرب الجيش في بعضه البعض".. إلخ..
أن يصف هؤلاء الذين يدعون أنهم كانوا يوماً ذا شرف عسكري، إن المجلس الأعلى مجموعة من "القلل"، وهذا أبسط الألفاظ المتدنية التي شملت سبابا حقيقيا..
فهنا دعني أقف وقفة حاسمة.. وأخبرك أن تتوقّف فأنت تخرب مصر حقاً.. وأن عليك بالفعل أن تتعامل بشكل مختلف مع المجلس الأعلى الذي يُسيّر أمور مصر الآن!!
ولا يمكنك عزيزي أن تتهمني بأنني عميلة، أو ثورة مضادة، أو مِن داعين الاستقرار، أو ممن طالبوا الثوّار بالعودة من التحرير بعد خطاب الرئيس السابق الثاني، أو ممن دعوا بالإبقاء على أحمد شفيق، أو ممن طالبوا بردّ الملايين وعدم محاكمة القتلى والفاسدين..
لا يا عزيزي.. فمواقفي واضحة تماماً منذ البداية وصفها البعض حتى بالتطرّف والثورة للثورة تارة.. وباندفاع الشباب تارة أخرى.. وبعدم الحفاظ على الأخلاق المصرية الأصيلة باحترام الكبير وتوقير كبار السن تارات وتارات.. وكنت في التحرير وتلقيت كما تلقّى الآلاف القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.. إلخ..
وهذا ليس تفاخرا.. فهو مجال لا تفاخر به إلا لهايف ولا أعتقد ذلك بذاتي بل هذا من الآخر للقول بأنه لا يمكنك المزايدة عليّ في هذا الجانب، كما يفعل البعض الآن..
فعذراً وألف عذر.. لا يمكن أن يأتي كل المدعين ليحاولوا الآن إفساد الأمور؛ فهذا الشخص المسمّى عمر عفيفي، القاطن بأمريكا بعيداً عن كل شيء يأتي ليعتقد أنه حامي حمى الثورة، وميسر أمور مصر، وربما مقرّر كوكب الأرض أيضاً.. يذيع بيانات مريضة منذ بداية الثورة جعلت كثيرين يتساءلون: "الأخ بيتكلّم بصفته إيه وفاكر روحه مين؟!!"، وقد فوّتنا كل ما سبق، وربما ضحكنا من أسلوبه التمثيلي، ومررناه كما نفعل مع القذافي، ولكن أن يصل الأمر للكذب في حق الجيش، وترويج الشائعات، ومحاولة رسم بطولة زائفه؛ فهذا مما لا يطاق حقاً.
سبحان الله.. الناس افتكرت إن الجيش وحش!! وتعالَ هنا لنُفكّر قليلاً.. هؤلاء الداعون لفتنة بين الجيش وبعضه -حسب قولهم- وبين الشعب والجيش.. ما هي حجتهم.. تأخّر المجلس في محاسبة مبارك.. التأخّر في توجيه تهم لشريف وسرور وعزمي.. أن المجلس الأعلى خائن وعميل لمبارك وعمل تحت إمرته 30 عاما!!
والسؤال: هل اكتشفتوا ذلك الآن فقط.. لماذا الآن؟؟!
لماذا بعدما بدأت إجراءات حقيقية في محاسبة الثلاثي المرح في أعلى؛ لماذا بعد الأنباء عن لجنة لحصد ثورة مبارك وأسرته بالفعل..
ولصالح مَن أن ينفرط عقد الثورة الآن، فينحاز ثوار لعدم الصدام مع الجيش، وينحاز آخرون لما يُسمّى تطهير الجيش، ويحدث خلاف فتذهب ريحنا؟؟
بالتأكيد ليس لمصلحة الثورة ولا الثوار ولا مصر ولا الشعب.. ولن يصب ذلك في تطهير أو تنظيف أو مجلس رئاسي أو ذهاب المجلس العسكري أو أي من ذلك.. فقط سيصبّ في مصلحة الفاسدين القتلة الذين يرهبون حقاً هذه اللحظة التي اقتربت..
عزيزي أُكرّر اختلف أو اتفق مع المجلس كما تشاء، بل اكره لو أردت، ولكن كن عاقلاً.. ستسقط المجلس الأعلى ثم؟؟
ستأتي بمجلس رئاسي؟؟ مَن سيُقرّره؟؟ سأطلب البرادعي به؛ فترفضه أنت، ستطلب موسى به؛ فأرفضه أنا سأطلب القضاة؛ فتقرر أن الحقوقيين أولى..
بأي حق يأتي مجلس رئاسي -غير منتخب- ليحكمنا الآن وبأي صفة؟؟
وإن لم تأتِ بمجلس رئاسي؛ هل سيحكمنا السادة الضباط السابقون ذوي اللسان الزالف في الفيديوهات؟ أم عمر عفيفي؟؟
أنت تحارب عالمياً وعربياً وداخلياً المجلس الرئاسي حتى الآن أثبت أنه يُنفّذ ما نريده.. هناك بطء في بعض الأمور، ولكنه بطء مبرر ومفهوم لأي شخص يُعمِل عقله..
فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، وهناك مَن يضغط بالفعل لعدم محاكمة مبارك.. وهناك من لا يريد لفضائح في تعاملات دولية أن تنكشف، وهناك من لا يريد سن سنن بمحاكمة الرؤساء المخلوعين..
هناك من يضغط عالمياً وعريباً.. بل وداخلياً مهدداً بفوضى عارمة في هذه الفترة الانتقالية، لا تحتاج أن تكون سياسيا لتكتشف ذلك ببساطة..
وهناك محاولات لمجابهة هذا الضغط.. في الوقت ذاته فلو كنت قد نسيت؛ فإسرائيل في الشرق متحفزة، ودولة مقسّمة وتلعب بها أيادي العدو والصديق في الجنوب، وليبيا بين مطرقة القذافي وسندان قوات التحالف في الغرب.. وإثيوبيا ستبني سدا تحرمك من خلاله المياه بعبث من أصابع أجنبية وإسرائيلية على وجه التحديد..
والغرب غير راضٍ عن سياساتك وعن فقدان عميل مميّز كمبارك عمل كشرطي لقهر الفلسطينيين، وشوكة في حلق إيران، وحليف استراتيجي لإسرائيل...
إنهم قلقون من مد ثوري يحدث يمكن أن يخرج العالم العربي والإسلامي من كونهم مجرد تابعين لفاعلين يقررون مصائرهم بأيديهم..
عزيزي القارئ لو أنك متفق مع هؤلاء السادة في الفيديوهات؛ فإنك إذن لا تعي حجم ما يحدث حولك!!
ولا تعي ما على المجلس الأعلى أن يتعامل به.. ولا تدرك حجم وروعة التغيّر الذي صُنِع، والذي يجب أن نصبر ونصابر في ذات الوقت للحفاظ عليه.
إذا كنت لا تعي فهي مصيبة، أما إذا كنت تعي وتصرّ؛ فالمصيبة أكبر..
عزيزي القارئ.. يجب أن تُفكّر فلا تُلقي بمصر -وربما المنطقة بأكملها- إلى التهلكة؛ فإن سقطنا نحن فلن تقوم قائمة لأي ثورة عربية حالية أو قادمة..
فَكّر بعقلك وقلبك سواء.. مهما كان اعتقادك في المجلس العسكري ومَن به؛ سواء تُحبّهم وتثق في أمانتهم، أو حتى تميل لفكرة أنهم من عهد مبارك وكانوا رجّالة.. فيكفي هذا المجلس أنه وقانا من المشهد الدامي في أعلى.. وأنه انحاز في اللحظة الحاسمة إليك لا إلى النظام.. يكفي أن هذا المجلس حافظ لك طوال هذه السنوات الثلاثين على جيش سلاحه لك لا عليك.. على جيش ما زال مؤمنا بعقيدته القتالية الأساسية بأنه لحماية أرض مصر والمصريين فقط.. وأنه عدوه هو مَن يعتدي عليهم، وأن إسرائيل هي العدو، وأن العالم العربي ليس بعدو..
يكفي هؤلاء ذلك حتى لا نصفهم اليوم بكل هذه الصفات السيئة، وحتى ننزل ملايين غدا لنهتف ضد الفسدة الحقيقيين مبارك وأسرته والثلاثي المفسد.. مطالبين من المجلس الأعلى السير قدما في محاكمتهم قاطعين لسان كل داعٍ للفتنة، وكل شخص يرفع صوته بالخراب.. مرددين الشعار الأمثل الذي أنقذ مصر حتى اليوم:
الشعب والجيش إيد واحدة.. وقطعت كل يد تطال هذا التحالف!
موضوع: رد: هل هى محاولة انقلاب السبت 9 أبريل 2011 - 5:03
raed1992 كتب:
بين الجيش والشعب.. ممنوع الفتن واللعب!!
الزمان: 30 يناير
المكان: ميدان التحرير
الحدث: المتظاهرون يحتشدون في ميدان التحرير، والمطالب تتصاعد بتنحّي حسني مبارك، والجيش على الأرض بالفعل، والنظام على الحافة، والكل يتكلّم.. والسؤال الذي ينطلق من فم الجميع في همسات: مَن الذي سيختاره الجيش؟
هل سيختار الشعب عندما يُؤمر بالضرب -وهو سيؤمر بذلك عاجلاً أو آجلاً تبعاً لقناعة الجميع- أم سيختار النظام، ويقوم بسحل الشعب ووأد الثورة؟!
في هذه الأثناء دوى هدير الطائرات فوق الرؤوس.. هدير يجعلك تظنّ أن السماء ستنطبق فوق رأسك، وأن قلبك يهبط دون إرادة منك إلى قدميك؛ متوقّعاً الكارثة التي ستهبط فوقك الآن..
وفجأة اندفعت القذائف واحدة تلو الأخرى.. لتنفجر فوق رؤوس المعتصمين.. ساد الهرج والمرج، وبدأ الجميع في محاولة النجاة.. النيران تشتعل في وسط الميدان بكل الخيام المنصوبة، والشباب الذين كانوا أبطالا يخرجون منها، والنيران تشتعل في ثيابهم ليحصدهم الرصاص من فوق الدبابات والمدرعات.
يدوس الثوار بعضهم بعضاً وهم لا يلاحقون بين الهجوم الجوي والبري..
فهؤلاء ليسوا رجال الأمن المركزي الذين يمكن مجابهتم حتى لو كان الثمن هو استقرار الرصاص في جسدك، وليسوا بلطجية النظام الذين ستضربهم بالحجارة، وتتفوّق عليهم بالثبات في مكانك..
هؤلاء هم جيشك بنو وطنك، وقد حسم أمره وانضمّ للنظام.. وأنت الآن تُضرَب بالطيران والرصاص والمدرعات بلا هوادة..
ثائر ودبابة.. لمن الغلبة؟!! ينفرط عقد الثوار بين الشوارع الخلفية والبيوت؛ يحاولون الردّ والدفاع عن الأرض التي اكتسبوها.. يقبضون على ضابط جيش من فوق المدرعة، ويصبّون عليه الحجارة فيفقدونه الوعي أو يقتلونه، ولكن ضربة أخرى بالطائرات تؤتي على حياتهم.. يهربون لميدان عبد المنعم رياض في محاولة لتجميع أنفسهم فيلاحقون هناك.. يرفض بعض ضباط الجيش أن يضربوا المواطنين.. يتمرّد البعض وينضمّون للثوار؛ فتتوجّه لهم أسلحة زملائهم المؤمنين بأن الأوامر في الجيش مقدّسة.. ويتساقط ضحايا بين الجانبين..
وفي التلفاز تعلن الأحكام العرفية.. وحظر التجوال سيمتدّ من الثالثة ظهراً حتى الواحدة ظهراً من اليوم الثاني، وكل من سيسير في فترة الحظر سيقبض عليه، ولو قاوم سيضرب بالنار بلا دية -إنت تحت الأحكام العرفية الآن.
لقد أُجهضت الثورة وفضّ الاعتصام وقتل الآلاف.. فهل سيسكت الثوار؟؟
بالطبع أي ثائر يحترم نفسه لن يسكت؛ لقد ضُربت ثورته في مقتل، وتمّ قتل إخوانه، بل وخيانته من قِبل المؤسسة التي من المفترض بها حمايته..
سيُقرّر الثوار الوصول إلى القصور الرئاسية.. سيتجمع الملايين، ويسيرون حتى يصلوا إلى بداية القصور، وهنا ستتحرّك الدبابات والمدرعات وتوجّه مدافعها إلى صدور المتظاهرين، سيقترب الثوار، ومن ثمّ يقف الجنود صفا في وضع الاستعداد، سيصل المتظاهرون للسلك الشائك؛ فيأخذ الجنود أمرا بالضرب في المليان..
سيضرب بعضهم؛ فهذا هو الجيش واحترام الأوامر، كما قلنا مُقدّس، وسيتردد البعض معملاً قلبه رافضاً ضرب المواطنين، وسيرفض بعضهم، وقد يتمّ القبض عليهم، أو ينضمون إلى الثوار أيضاً، موجّهين أسلحتهم لصدور زملائهم مدافعين عن الشعب.
تنطلق الرصاصات -وربما ما هو أكثر- من جهة، وتنطلق الرصاصات المضادة والحجارة والطوب من الجهة الأخرى، ويسقط القتلى بالمئات إن لم يكن بالآلاف، سيتشتت المتظاهرون في الشوارع المحيطة، وتبدأ حرب عصابات..
حرب عصابات بين الجيش المصري والشعب المصري.. فجيش مصر -خير أجناد الأرض- انقسم على ذاته بين منضم للنظام ضارب في الثوار، ومنضم للثوار ضارب في زملائه.. والشعب المصري يُحصد برصاص جيشه.. والإعلام يُقلب المواطن البسيط على الثوار الذين خربوا البلد بمعنى الكلمة؛ فها هو الجيش يضرب في بعضه البعض.. وها هو الشعب والجيش على طرفي قتال.. وها هي حدودنا مفتوحة للغازي المحتمل بعدما ضربت الثورة، وانشغل الجيش بضرب المواطن بدلاً من حفظ سلامة البلاد..
وها هي أكبر حملة اعتقالات في تاريخ مصر تجرى ضد الكتّاب والمفكّرين والناشطين، ومن أمكن الوصول لهم من ثوار التحرير..
والطم الخدود عزيزي المواطن فمصر تحترق.. ولن تخرج من هذا المستنقع في القريب..
ولو لم تكن معتقلاً أو قتيلاً في الشارع أو مصاباً في مستشفى ما كنت في هذه اللحظة ستجلس مهموماً مطارداً مسجوناً في منزلك.. لا تدري ماذا تفعل وعلى من تُلقي اللوم!!
هل ثقل قلبك.. هل استبشعت الصورة التي قرأتها منذ قليل؟ هل فكّرت أنها بعيدة تماما وكابوسية ولا يمكن أن تحدث؟ دعني إذن أُخبرك أن هذا حدث بالفعل في ليبيا واليمن والبحرين ومن المتوقّع أن يحدث في سوريا.. وأن هذا السيناريو لم يكن بعيداً تماماً في يوم 30 يناير، بل طاف بأذهان كثيرين مِمن كانوا في التحرير، وممن كانوا في منازلهم..
وأن فقط ما حماك منه وجعلك تجلس الآن لتقرأ هذا الكلام، هو أن القيادة العسكرية قد اتخذت في لحظة حاسمة أن الشعب أبقى لها.. وأنها ستختار الشعب على النظام.. وستختار وِحدة وبقاء أرض الوطن على الفرقة والدماء والقتل..
مقرر كوكب الأرض.. يُقرّر ضرب الجيش اتفق أو اختلف كما تشاء مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أصغر ضباطه رتبة إلى المشير طنطاوي نفسه، ولكن أرجوك لا تنسَ أن هذا المجلس بما فيه المشير قد اختار هذه النهاية على النهاية الأخرى في أعلى.. قد اختارك في لحظة حاسمة على مبارك..
ولذا عندما نجد فيديوهات تخرج علينا اليوم لمن يدعون أنهم ضباط سابقون في الجيش -سواء أكانوا بالفعل ضباط جيش أم لا- يُحرّضون ضد المجلس الأعلى، ويُسبّونه بأفظع الشتائم، ويخوّنونه، ويدعون للانقلاب عليه، ويدعون تشكيل حركة لإسقاط المجلس، ويرهبون المتظاهرين الحقيقيين النازلين يوم الجمعة للمطالبة بمحاكمة صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، والتعجيل بمحاكمة واستراد أموال حسني مبارك وأسرته، وحلّ الحزب الوطني؛ بدعوى أنهم سينضمّون لهم، ولكن -في تلميح خطير وحقير في ذات الوقت- قد يحدث أن يضرب الجيش في بعضه البعض؛ بأن يضرب الضباط الذين في الخدمة فيمن يتظاهرون ضد المجلس، وهكذا يوحون باشتعال الميدان.. طبعاً كل هذا بلغة النفي كأن يقول "اطمئنوا لن يضرب الجيش في بعضه البعض".. إلخ..
أن يصف هؤلاء الذين يدعون أنهم كانوا يوماً ذا شرف عسكري، إن المجلس الأعلى مجموعة من "القلل"، وهذا أبسط الألفاظ المتدنية التي شملت سبابا حقيقيا..
فهنا دعني أقف وقفة حاسمة.. وأخبرك أن تتوقّف فأنت تخرب مصر حقاً.. وأن عليك بالفعل أن تتعامل بشكل مختلف مع المجلس الأعلى الذي يُسيّر أمور مصر الآن!!
ولا يمكنك عزيزي أن تتهمني بأنني عميلة، أو ثورة مضادة، أو مِن داعين الاستقرار، أو ممن طالبوا الثوّار بالعودة من التحرير بعد خطاب الرئيس السابق الثاني، أو ممن دعوا بالإبقاء على أحمد شفيق، أو ممن طالبوا بردّ الملايين وعدم محاكمة القتلى والفاسدين..
لا يا عزيزي.. فمواقفي واضحة تماماً منذ البداية وصفها البعض حتى بالتطرّف والثورة للثورة تارة.. وباندفاع الشباب تارة أخرى.. وبعدم الحفاظ على الأخلاق المصرية الأصيلة باحترام الكبير وتوقير كبار السن تارات وتارات.. وكنت في التحرير وتلقيت كما تلقّى الآلاف القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.. إلخ..
وهذا ليس تفاخرا.. فهو مجال لا تفاخر به إلا لهايف ولا أعتقد ذلك بذاتي بل هذا من الآخر للقول بأنه لا يمكنك المزايدة عليّ في هذا الجانب، كما يفعل البعض الآن..
فعذراً وألف عذر.. لا يمكن أن يأتي كل المدعين ليحاولوا الآن إفساد الأمور؛ فهذا الشخص المسمّى عمر عفيفي، القاطن بأمريكا بعيداً عن كل شيء يأتي ليعتقد أنه حامي حمى الثورة، وميسر أمور مصر، وربما مقرّر كوكب الأرض أيضاً.. يذيع بيانات مريضة منذ بداية الثورة جعلت كثيرين يتساءلون: "الأخ بيتكلّم بصفته إيه وفاكر روحه مين؟!!"، وقد فوّتنا كل ما سبق، وربما ضحكنا من أسلوبه التمثيلي، ومررناه كما نفعل مع القذافي، ولكن أن يصل الأمر للكذب في حق الجيش، وترويج الشائعات، ومحاولة رسم بطولة زائفه؛ فهذا مما لا يطاق حقاً.
سبحان الله.. الناس افتكرت إن الجيش وحش!! وتعالَ هنا لنُفكّر قليلاً.. هؤلاء الداعون لفتنة بين الجيش وبعضه -حسب قولهم- وبين الشعب والجيش.. ما هي حجتهم.. تأخّر المجلس في محاسبة مبارك.. التأخّر في توجيه تهم لشريف وسرور وعزمي.. أن المجلس الأعلى خائن وعميل لمبارك وعمل تحت إمرته 30 عاما!!
والسؤال: هل اكتشفتوا ذلك الآن فقط.. لماذا الآن؟؟!
لماذا بعدما بدأت إجراءات حقيقية في محاسبة الثلاثي المرح في أعلى؛ لماذا بعد الأنباء عن لجنة لحصد ثورة مبارك وأسرته بالفعل..
ولصالح مَن أن ينفرط عقد الثورة الآن، فينحاز ثوار لعدم الصدام مع الجيش، وينحاز آخرون لما يُسمّى تطهير الجيش، ويحدث خلاف فتذهب ريحنا؟؟
بالتأكيد ليس لمصلحة الثورة ولا الثوار ولا مصر ولا الشعب.. ولن يصب ذلك في تطهير أو تنظيف أو مجلس رئاسي أو ذهاب المجلس العسكري أو أي من ذلك.. فقط سيصبّ في مصلحة الفاسدين القتلة الذين يرهبون حقاً هذه اللحظة التي اقتربت..
عزيزي أُكرّر اختلف أو اتفق مع المجلس كما تشاء، بل اكره لو أردت، ولكن كن عاقلاً.. ستسقط المجلس الأعلى ثم؟؟
ستأتي بمجلس رئاسي؟؟ مَن سيُقرّره؟؟ سأطلب البرادعي به؛ فترفضه أنت، ستطلب موسى به؛ فأرفضه أنا سأطلب القضاة؛ فتقرر أن الحقوقيين أولى..
بأي حق يأتي مجلس رئاسي -غير منتخب- ليحكمنا الآن وبأي صفة؟؟
وإن لم تأتِ بمجلس رئاسي؛ هل سيحكمنا السادة الضباط السابقون ذوي اللسان الزالف في الفيديوهات؟ أم عمر عفيفي؟؟
أنت تحارب عالمياً وعربياً وداخلياً المجلس الرئاسي حتى الآن أثبت أنه يُنفّذ ما نريده.. هناك بطء في بعض الأمور، ولكنه بطء مبرر ومفهوم لأي شخص يُعمِل عقله..
فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، وهناك مَن يضغط بالفعل لعدم محاكمة مبارك.. وهناك من لا يريد لفضائح في تعاملات دولية أن تنكشف، وهناك من لا يريد سن سنن بمحاكمة الرؤساء المخلوعين..
هناك من يضغط عالمياً وعريباً.. بل وداخلياً مهدداً بفوضى عارمة في هذه الفترة الانتقالية، لا تحتاج أن تكون سياسيا لتكتشف ذلك ببساطة..
وهناك محاولات لمجابهة هذا الضغط.. في الوقت ذاته فلو كنت قد نسيت؛ فإسرائيل في الشرق متحفزة، ودولة مقسّمة وتلعب بها أيادي العدو والصديق في الجنوب، وليبيا بين مطرقة القذافي وسندان قوات التحالف في الغرب.. وإثيوبيا ستبني سدا تحرمك من خلاله المياه بعبث من أصابع أجنبية وإسرائيلية على وجه التحديد..
والغرب غير راضٍ عن سياساتك وعن فقدان عميل مميّز كمبارك عمل كشرطي لقهر الفلسطينيين، وشوكة في حلق إيران، وحليف استراتيجي لإسرائيل...
إنهم قلقون من مد ثوري يحدث يمكن أن يخرج العالم العربي والإسلامي من كونهم مجرد تابعين لفاعلين يقررون مصائرهم بأيديهم..
عزيزي القارئ لو أنك متفق مع هؤلاء السادة في الفيديوهات؛ فإنك إذن لا تعي حجم ما يحدث حولك!!
ولا تعي ما على المجلس الأعلى أن يتعامل به.. ولا تدرك حجم وروعة التغيّر الذي صُنِع، والذي يجب أن نصبر ونصابر في ذات الوقت للحفاظ عليه.
إذا كنت لا تعي فهي مصيبة، أما إذا كنت تعي وتصرّ؛ فالمصيبة أكبر..
عزيزي القارئ.. يجب أن تُفكّر فلا تُلقي بمصر -وربما المنطقة بأكملها- إلى التهلكة؛ فإن سقطنا نحن فلن تقوم قائمة لأي ثورة عربية حالية أو قادمة..
فَكّر بعقلك وقلبك سواء.. مهما كان اعتقادك في المجلس العسكري ومَن به؛ سواء تُحبّهم وتثق في أمانتهم، أو حتى تميل لفكرة أنهم من عهد مبارك وكانوا رجّالة.. فيكفي هذا المجلس أنه وقانا من المشهد الدامي في أعلى.. وأنه انحاز في اللحظة الحاسمة إليك لا إلى النظام.. يكفي أن هذا المجلس حافظ لك طوال هذه السنوات الثلاثين على جيش سلاحه لك لا عليك.. على جيش ما زال مؤمنا بعقيدته القتالية الأساسية بأنه لحماية أرض مصر والمصريين فقط.. وأنه عدوه هو مَن يعتدي عليهم، وأن إسرائيل هي العدو، وأن العالم العربي ليس بعدو..
يكفي هؤلاء ذلك حتى لا نصفهم اليوم بكل هذه الصفات السيئة، وحتى ننزل ملايين غدا لنهتف ضد الفسدة الحقيقيين مبارك وأسرته والثلاثي المفسد.. مطالبين من المجلس الأعلى السير قدما في محاكمتهم قاطعين لسان كل داعٍ للفتنة، وكل شخص يرفع صوته بالخراب.. مرددين الشعار الأمثل الذي أنقذ مصر حتى اليوم:
الشعب والجيش إيد واحدة.. وقطعت كل يد تطال هذا التحالف!
الله عليك ... الله عليك تسلم ويسلم عقلك ويسلم قلمك
وأطمئن على جيش مصر فهو أكبر من هذه المحاولات وربنا يحمينا جميعا من شر الفتن
raed1992
لـــواء
الـبلد : العمر : 32المهنة : Junior Android Developerالمزاج : جميل ولذيذ طول ما انت بعيد عن مصر...هااكالتسجيل : 17/09/2010عدد المساهمات : 7246معدل النشاط : 6822التقييم : 303الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: هل هى محاولة انقلاب السبت 9 أبريل 2011 - 9:04
abojo كتب:
raed1992 كتب:
بين الجيش والشعب.. ممنوع الفتن واللعب!!
الزمان: 30 يناير
المكان: ميدان التحرير
الحدث: المتظاهرون يحتشدون في ميدان التحرير، والمطالب تتصاعد بتنحّي حسني مبارك، والجيش على الأرض بالفعل، والنظام على الحافة، والكل يتكلّم.. والسؤال الذي ينطلق من فم الجميع في همسات: مَن الذي سيختاره الجيش؟
هل سيختار الشعب عندما يُؤمر بالضرب -وهو سيؤمر بذلك عاجلاً أو آجلاً تبعاً لقناعة الجميع- أم سيختار النظام، ويقوم بسحل الشعب ووأد الثورة؟!
في هذه الأثناء دوى هدير الطائرات فوق الرؤوس.. هدير يجعلك تظنّ أن السماء ستنطبق فوق رأسك، وأن قلبك يهبط دون إرادة منك إلى قدميك؛ متوقّعاً الكارثة التي ستهبط فوقك الآن..
وفجأة اندفعت القذائف واحدة تلو الأخرى.. لتنفجر فوق رؤوس المعتصمين.. ساد الهرج والمرج، وبدأ الجميع في محاولة النجاة.. النيران تشتعل في وسط الميدان بكل الخيام المنصوبة، والشباب الذين كانوا أبطالا يخرجون منها، والنيران تشتعل في ثيابهم ليحصدهم الرصاص من فوق الدبابات والمدرعات.
يدوس الثوار بعضهم بعضاً وهم لا يلاحقون بين الهجوم الجوي والبري..
فهؤلاء ليسوا رجال الأمن المركزي الذين يمكن مجابهتم حتى لو كان الثمن هو استقرار الرصاص في جسدك، وليسوا بلطجية النظام الذين ستضربهم بالحجارة، وتتفوّق عليهم بالثبات في مكانك..
هؤلاء هم جيشك بنو وطنك، وقد حسم أمره وانضمّ للنظام.. وأنت الآن تُضرَب بالطيران والرصاص والمدرعات بلا هوادة..
ثائر ودبابة.. لمن الغلبة؟!! ينفرط عقد الثوار بين الشوارع الخلفية والبيوت؛ يحاولون الردّ والدفاع عن الأرض التي اكتسبوها.. يقبضون على ضابط جيش من فوق المدرعة، ويصبّون عليه الحجارة فيفقدونه الوعي أو يقتلونه، ولكن ضربة أخرى بالطائرات تؤتي على حياتهم.. يهربون لميدان عبد المنعم رياض في محاولة لتجميع أنفسهم فيلاحقون هناك.. يرفض بعض ضباط الجيش أن يضربوا المواطنين.. يتمرّد البعض وينضمّون للثوار؛ فتتوجّه لهم أسلحة زملائهم المؤمنين بأن الأوامر في الجيش مقدّسة.. ويتساقط ضحايا بين الجانبين..
وفي التلفاز تعلن الأحكام العرفية.. وحظر التجوال سيمتدّ من الثالثة ظهراً حتى الواحدة ظهراً من اليوم الثاني، وكل من سيسير في فترة الحظر سيقبض عليه، ولو قاوم سيضرب بالنار بلا دية -إنت تحت الأحكام العرفية الآن.
لقد أُجهضت الثورة وفضّ الاعتصام وقتل الآلاف.. فهل سيسكت الثوار؟؟
بالطبع أي ثائر يحترم نفسه لن يسكت؛ لقد ضُربت ثورته في مقتل، وتمّ قتل إخوانه، بل وخيانته من قِبل المؤسسة التي من المفترض بها حمايته..
سيُقرّر الثوار الوصول إلى القصور الرئاسية.. سيتجمع الملايين، ويسيرون حتى يصلوا إلى بداية القصور، وهنا ستتحرّك الدبابات والمدرعات وتوجّه مدافعها إلى صدور المتظاهرين، سيقترب الثوار، ومن ثمّ يقف الجنود صفا في وضع الاستعداد، سيصل المتظاهرون للسلك الشائك؛ فيأخذ الجنود أمرا بالضرب في المليان..
سيضرب بعضهم؛ فهذا هو الجيش واحترام الأوامر، كما قلنا مُقدّس، وسيتردد البعض معملاً قلبه رافضاً ضرب المواطنين، وسيرفض بعضهم، وقد يتمّ القبض عليهم، أو ينضمون إلى الثوار أيضاً، موجّهين أسلحتهم لصدور زملائهم مدافعين عن الشعب.
تنطلق الرصاصات -وربما ما هو أكثر- من جهة، وتنطلق الرصاصات المضادة والحجارة والطوب من الجهة الأخرى، ويسقط القتلى بالمئات إن لم يكن بالآلاف، سيتشتت المتظاهرون في الشوارع المحيطة، وتبدأ حرب عصابات..
حرب عصابات بين الجيش المصري والشعب المصري.. فجيش مصر -خير أجناد الأرض- انقسم على ذاته بين منضم للنظام ضارب في الثوار، ومنضم للثوار ضارب في زملائه.. والشعب المصري يُحصد برصاص جيشه.. والإعلام يُقلب المواطن البسيط على الثوار الذين خربوا البلد بمعنى الكلمة؛ فها هو الجيش يضرب في بعضه البعض.. وها هو الشعب والجيش على طرفي قتال.. وها هي حدودنا مفتوحة للغازي المحتمل بعدما ضربت الثورة، وانشغل الجيش بضرب المواطن بدلاً من حفظ سلامة البلاد..
وها هي أكبر حملة اعتقالات في تاريخ مصر تجرى ضد الكتّاب والمفكّرين والناشطين، ومن أمكن الوصول لهم من ثوار التحرير..
والطم الخدود عزيزي المواطن فمصر تحترق.. ولن تخرج من هذا المستنقع في القريب..
ولو لم تكن معتقلاً أو قتيلاً في الشارع أو مصاباً في مستشفى ما كنت في هذه اللحظة ستجلس مهموماً مطارداً مسجوناً في منزلك.. لا تدري ماذا تفعل وعلى من تُلقي اللوم!!
هل ثقل قلبك.. هل استبشعت الصورة التي قرأتها منذ قليل؟ هل فكّرت أنها بعيدة تماما وكابوسية ولا يمكن أن تحدث؟ دعني إذن أُخبرك أن هذا حدث بالفعل في ليبيا واليمن والبحرين ومن المتوقّع أن يحدث في سوريا.. وأن هذا السيناريو لم يكن بعيداً تماماً في يوم 30 يناير، بل طاف بأذهان كثيرين مِمن كانوا في التحرير، وممن كانوا في منازلهم..
وأن فقط ما حماك منه وجعلك تجلس الآن لتقرأ هذا الكلام، هو أن القيادة العسكرية قد اتخذت في لحظة حاسمة أن الشعب أبقى لها.. وأنها ستختار الشعب على النظام.. وستختار وِحدة وبقاء أرض الوطن على الفرقة والدماء والقتل..
مقرر كوكب الأرض.. يُقرّر ضرب الجيش اتفق أو اختلف كما تشاء مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة من أصغر ضباطه رتبة إلى المشير طنطاوي نفسه، ولكن أرجوك لا تنسَ أن هذا المجلس بما فيه المشير قد اختار هذه النهاية على النهاية الأخرى في أعلى.. قد اختارك في لحظة حاسمة على مبارك..
ولذا عندما نجد فيديوهات تخرج علينا اليوم لمن يدعون أنهم ضباط سابقون في الجيش -سواء أكانوا بالفعل ضباط جيش أم لا- يُحرّضون ضد المجلس الأعلى، ويُسبّونه بأفظع الشتائم، ويخوّنونه، ويدعون للانقلاب عليه، ويدعون تشكيل حركة لإسقاط المجلس، ويرهبون المتظاهرين الحقيقيين النازلين يوم الجمعة للمطالبة بمحاكمة صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، والتعجيل بمحاكمة واستراد أموال حسني مبارك وأسرته، وحلّ الحزب الوطني؛ بدعوى أنهم سينضمّون لهم، ولكن -في تلميح خطير وحقير في ذات الوقت- قد يحدث أن يضرب الجيش في بعضه البعض؛ بأن يضرب الضباط الذين في الخدمة فيمن يتظاهرون ضد المجلس، وهكذا يوحون باشتعال الميدان.. طبعاً كل هذا بلغة النفي كأن يقول "اطمئنوا لن يضرب الجيش في بعضه البعض".. إلخ..
أن يصف هؤلاء الذين يدعون أنهم كانوا يوماً ذا شرف عسكري، إن المجلس الأعلى مجموعة من "القلل"، وهذا أبسط الألفاظ المتدنية التي شملت سبابا حقيقيا..
فهنا دعني أقف وقفة حاسمة.. وأخبرك أن تتوقّف فأنت تخرب مصر حقاً.. وأن عليك بالفعل أن تتعامل بشكل مختلف مع المجلس الأعلى الذي يُسيّر أمور مصر الآن!!
ولا يمكنك عزيزي أن تتهمني بأنني عميلة، أو ثورة مضادة، أو مِن داعين الاستقرار، أو ممن طالبوا الثوّار بالعودة من التحرير بعد خطاب الرئيس السابق الثاني، أو ممن دعوا بالإبقاء على أحمد شفيق، أو ممن طالبوا بردّ الملايين وعدم محاكمة القتلى والفاسدين..
لا يا عزيزي.. فمواقفي واضحة تماماً منذ البداية وصفها البعض حتى بالتطرّف والثورة للثورة تارة.. وباندفاع الشباب تارة أخرى.. وبعدم الحفاظ على الأخلاق المصرية الأصيلة باحترام الكبير وتوقير كبار السن تارات وتارات.. وكنت في التحرير وتلقيت كما تلقّى الآلاف القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.. إلخ..
وهذا ليس تفاخرا.. فهو مجال لا تفاخر به إلا لهايف ولا أعتقد ذلك بذاتي بل هذا من الآخر للقول بأنه لا يمكنك المزايدة عليّ في هذا الجانب، كما يفعل البعض الآن..
فعذراً وألف عذر.. لا يمكن أن يأتي كل المدعين ليحاولوا الآن إفساد الأمور؛ فهذا الشخص المسمّى عمر عفيفي، القاطن بأمريكا بعيداً عن كل شيء يأتي ليعتقد أنه حامي حمى الثورة، وميسر أمور مصر، وربما مقرّر كوكب الأرض أيضاً.. يذيع بيانات مريضة منذ بداية الثورة جعلت كثيرين يتساءلون: "الأخ بيتكلّم بصفته إيه وفاكر روحه مين؟!!"، وقد فوّتنا كل ما سبق، وربما ضحكنا من أسلوبه التمثيلي، ومررناه كما نفعل مع القذافي، ولكن أن يصل الأمر للكذب في حق الجيش، وترويج الشائعات، ومحاولة رسم بطولة زائفه؛ فهذا مما لا يطاق حقاً.
سبحان الله.. الناس افتكرت إن الجيش وحش!! وتعالَ هنا لنُفكّر قليلاً.. هؤلاء الداعون لفتنة بين الجيش وبعضه -حسب قولهم- وبين الشعب والجيش.. ما هي حجتهم.. تأخّر المجلس في محاسبة مبارك.. التأخّر في توجيه تهم لشريف وسرور وعزمي.. أن المجلس الأعلى خائن وعميل لمبارك وعمل تحت إمرته 30 عاما!!
والسؤال: هل اكتشفتوا ذلك الآن فقط.. لماذا الآن؟؟!
لماذا بعدما بدأت إجراءات حقيقية في محاسبة الثلاثي المرح في أعلى؛ لماذا بعد الأنباء عن لجنة لحصد ثورة مبارك وأسرته بالفعل..
ولصالح مَن أن ينفرط عقد الثورة الآن، فينحاز ثوار لعدم الصدام مع الجيش، وينحاز آخرون لما يُسمّى تطهير الجيش، ويحدث خلاف فتذهب ريحنا؟؟
بالتأكيد ليس لمصلحة الثورة ولا الثوار ولا مصر ولا الشعب.. ولن يصب ذلك في تطهير أو تنظيف أو مجلس رئاسي أو ذهاب المجلس العسكري أو أي من ذلك.. فقط سيصبّ في مصلحة الفاسدين القتلة الذين يرهبون حقاً هذه اللحظة التي اقتربت..
عزيزي أُكرّر اختلف أو اتفق مع المجلس كما تشاء، بل اكره لو أردت، ولكن كن عاقلاً.. ستسقط المجلس الأعلى ثم؟؟
ستأتي بمجلس رئاسي؟؟ مَن سيُقرّره؟؟ سأطلب البرادعي به؛ فترفضه أنت، ستطلب موسى به؛ فأرفضه أنا سأطلب القضاة؛ فتقرر أن الحقوقيين أولى..
بأي حق يأتي مجلس رئاسي -غير منتخب- ليحكمنا الآن وبأي صفة؟؟
وإن لم تأتِ بمجلس رئاسي؛ هل سيحكمنا السادة الضباط السابقون ذوي اللسان الزالف في الفيديوهات؟ أم عمر عفيفي؟؟
أنت تحارب عالمياً وعربياً وداخلياً المجلس الرئاسي حتى الآن أثبت أنه يُنفّذ ما نريده.. هناك بطء في بعض الأمور، ولكنه بطء مبرر ومفهوم لأي شخص يُعمِل عقله..
فنحن لا نعيش في جزيرة منعزلة، وهناك مَن يضغط بالفعل لعدم محاكمة مبارك.. وهناك من لا يريد لفضائح في تعاملات دولية أن تنكشف، وهناك من لا يريد سن سنن بمحاكمة الرؤساء المخلوعين..
هناك من يضغط عالمياً وعريباً.. بل وداخلياً مهدداً بفوضى عارمة في هذه الفترة الانتقالية، لا تحتاج أن تكون سياسيا لتكتشف ذلك ببساطة..
وهناك محاولات لمجابهة هذا الضغط.. في الوقت ذاته فلو كنت قد نسيت؛ فإسرائيل في الشرق متحفزة، ودولة مقسّمة وتلعب بها أيادي العدو والصديق في الجنوب، وليبيا بين مطرقة القذافي وسندان قوات التحالف في الغرب.. وإثيوبيا ستبني سدا تحرمك من خلاله المياه بعبث من أصابع أجنبية وإسرائيلية على وجه التحديد..
والغرب غير راضٍ عن سياساتك وعن فقدان عميل مميّز كمبارك عمل كشرطي لقهر الفلسطينيين، وشوكة في حلق إيران، وحليف استراتيجي لإسرائيل...
إنهم قلقون من مد ثوري يحدث يمكن أن يخرج العالم العربي والإسلامي من كونهم مجرد تابعين لفاعلين يقررون مصائرهم بأيديهم..
عزيزي القارئ لو أنك متفق مع هؤلاء السادة في الفيديوهات؛ فإنك إذن لا تعي حجم ما يحدث حولك!!
ولا تعي ما على المجلس الأعلى أن يتعامل به.. ولا تدرك حجم وروعة التغيّر الذي صُنِع، والذي يجب أن نصبر ونصابر في ذات الوقت للحفاظ عليه.
إذا كنت لا تعي فهي مصيبة، أما إذا كنت تعي وتصرّ؛ فالمصيبة أكبر..
عزيزي القارئ.. يجب أن تُفكّر فلا تُلقي بمصر -وربما المنطقة بأكملها- إلى التهلكة؛ فإن سقطنا نحن فلن تقوم قائمة لأي ثورة عربية حالية أو قادمة..
فَكّر بعقلك وقلبك سواء.. مهما كان اعتقادك في المجلس العسكري ومَن به؛ سواء تُحبّهم وتثق في أمانتهم، أو حتى تميل لفكرة أنهم من عهد مبارك وكانوا رجّالة.. فيكفي هذا المجلس أنه وقانا من المشهد الدامي في أعلى.. وأنه انحاز في اللحظة الحاسمة إليك لا إلى النظام.. يكفي أن هذا المجلس حافظ لك طوال هذه السنوات الثلاثين على جيش سلاحه لك لا عليك.. على جيش ما زال مؤمنا بعقيدته القتالية الأساسية بأنه لحماية أرض مصر والمصريين فقط.. وأنه عدوه هو مَن يعتدي عليهم، وأن إسرائيل هي العدو، وأن العالم العربي ليس بعدو..
يكفي هؤلاء ذلك حتى لا نصفهم اليوم بكل هذه الصفات السيئة، وحتى ننزل ملايين غدا لنهتف ضد الفسدة الحقيقيين مبارك وأسرته والثلاثي المفسد.. مطالبين من المجلس الأعلى السير قدما في محاكمتهم قاطعين لسان كل داعٍ للفتنة، وكل شخص يرفع صوته بالخراب.. مرددين الشعار الأمثل الذي أنقذ مصر حتى اليوم:
الشعب والجيش إيد واحدة.. وقطعت كل يد تطال هذا التحالف!