"أ. ت . ش" هو الاختصار المستخدم لأسلحة التدمير الشامل، التي تشتمل على الأسلحة الذرية والهيدروجينية والأسلحة الكيماوية والأسلحة البيولوجية.
تُعتبَر الأسلحة الذرية من أخطر أنواع هذه الأسلحة، وقد يتخيل الكثيرون أنه لا توجد وقاية من الأسلحة الذرية، ولكن الإحصائيات والتجارب أثبتت أن فرصة نجاة الإنسان من الموت بعد غارة ذرية أكثر مما يتصوره العقل؛ فأكثر من نصف الأشخاص الذين فاجأتهم الغارة وهم على بعد ¾ ميل من هيروشيما باليابان ما زالوا على قيد الحياة يُرزَقون ويتزوجون ويتناسلون.
ويُعتبَر الإخلاء المُنظَّم هو الوسيلة الأولى للوقاية من الأسلحة الذرية والهيدروجينية، كما أن المخبأ -سواء كان عامًا أو خاصًا- هو أصلح مكان للالتجاء للوقاية من الغازات الذرية بعد صفّارات الإنذار.
أما في حالة حدوث الغارة بدون سابق إنذار والشخص في العراء فيجب عليه الانبطاح على الأرض على البطن، والجسم مُمدّد مواز لأقرب مبنى عكس اتجاه الريح مع إخفاء الرأس بين الذراعين وحماية الجسم من الإشعاعات المختلفة بتغطيته بغطاء من القماش أو حتى ورق الجرائد - فما بالك لو كان الانبطاح تحت كومة من الأحجار ومن هنا نتعرف على استخدام جديد للحجر - ولا يجوز تناول أي طعام أو شراب ملوث ذريّاً.
أما غازات الحرب الكيماوية فهي كثيرة جداً ويمكن تَصنيفها من أكثر من ناحية؛ فمثلاً من ناحية الخواص الطبيعية لها فبعضها صلب وبعضها سائل والبعض الآخر غازي، أما من ناحية الاستخدام التكتيكي فهي نوعان: الأول قاتل، والثاني مجرد مُزعج، ومن حيث الاستمرار فمنها المستمر، ويستمر مفعوله من 10 إلى أكثر من 12 ساعةً مثل: المسطرد الكبريتي، ومنها غير المستمر ويبقى على الأكثر 10 دقائق مثل: الفوسجين.
والأهم من هذه التصنيفات هو التصنيف من حيث التأثير الفسيولوجي ومنها:
غازات الأعصاب
وهي مثل: التابون – الزراين – الزومان؛ وهي أشد الغازات المعروفة فتكاً، وهي عديمة اللون والرائحة يمتصها الجسم عن طريق الرئتين أو الجلد أو الأغشية المخاطية أو عن طريق المعدة أو الأمعاء أو ابتلاع اللعاب الملوث.
الأعراض:
من المعروف أن استنشاق كمية لمدة ثوانٍ تسبب الوفاة، ولكنَّ هناك أعراضًا أخرى قد تظهر مثل انقباض في صدفة العين، والآم في مقلة العين تزداد عند تحركها، وتحدث أيضاً تقلصات في عضلات الوجه والعضلات الأخرى وتنتهي في معظم الأحيان بتشنجات عصبية، وقد تظهر رغاوى حول الفم مصحوبة بإسهال وتبول لا إرادي.
الوقاية:
لبس القناع الواقي هو أفضل الطرق، ولكن في حالة عدم توافر هذا القناع يُنصح بالتنفس من خلال منديل مُبَلَّل بمحلول قلوي أو بالماء والصابون.
العلاج:
يجب نقل المصاب من المنطقة الملوثة ونزع الملابس الملوثة ووضعها في أوعية محكمة، ثم يغسل الجسم بالمحلول القلوي أو بالماء والصابون وبعد ذلك يُحقن المصاب بحقنة الأتروبين.
غازات الدم
مثل: غاز سيانيد الكلور، يُؤثِّر هذا الغاز على كرات الدم الحمراء، ويتحد مع هيموجلوبين الدم ويُكوِّن مركبًا سامًا ويشعر المصاب بضيق في التنفس وقيء بطيء، وتتطور الحالة إلى إغماء وتشنج. والإسعاف السريع في هذه الحالة هو إجراء تنفس صناعي بسرعة للمصاب.
الغازات الكاوية
مثل: المسترد الكبريتي "الخردل" وهو من أهم غازات الحرب؛ لأنه سائل يغلي عند درجة حرارة °217 أي أنه غاز ثابت لا يتأثر بالعوامل الخارجية وله رائحة ضعيفة تشبه رائحة الثوم وينفذ في كل شيء عدا الزجاج والقيشاني.
الأعراض:
بعد مضي 2-4 ساعة يظهر احمرار ويصيبه حرقان وبعد 4 ساعات تظهر فقاقيع على الجلد وتكون مُؤلِمةً ومُشوِّهةً للجلد ومن 6-8 ساعات تنفجر هذه الفقاقيع وتُؤدِّي إلى جروح المصل الدموي من الأوعية الشعرية الدقيقة الموجودة تحت الجلد.
العلاج:
فور الإصابة يُغسَل الجلد بالماء الساخن والصابون وتُغسَل العيون بمحلول يحتوي على 2% من كربونات الصوديوم.
الغازات الخانقة
مثل: الفوسجين- الكلوروبكرين.
الأعراض:
يؤثر على الرئة ويتلف شعيراتها فتتسرب السوائل إلى داخل الرئة ويحدث الاختناق.
العلاج:
يجب معالجة النقص في الأكسجين بسرعة وتنبيه القلب والدورة الدموية ويُمنَع عمل تنفس صناعي للمصاب.
الغازات المسيلة للدموع
مثل: غاز كلورا ستيترفينون؛ تظهر أعراضه وهي عبارة عن دموع غزيرة فور الإصابة، وعطس شديد وتهيُّج في العين ولهذا يجب غسل الأعضاء الملتهبة بالماء مع عدم الحك في العين.
والالتزام بالتعليمات أثناء التعرض لغازات الحرب يُقلِّل بشكل كبير من تأثيرها الضار على الإنسان.