أفادت وثائق مسربة من موقع "ويكيليكس" بأن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي
أكدوا، خلال السنين الماضية، على عدم وجود إمكانية لشن هجوم ضد إيران بهدف
وقف تطوير برنامجها النووي، لكن وثائق أخرى أشارت إلى توثيق التعاون
الاستخباري بين إسرائيل ودول مجاورة لإيران.
وكشفت وثيقة نشرتها صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر في 10 نيسان/ أبريل، أنه في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2005، كتب
دبلوماسيون أميركيون " نستنتج من محادثات مع موظفين إسرائيليين أنهم
يدركون عدم وجود احتمال لهجوم عسكري ضد إيران".
ولخصت برقية بعثتها السفارة الأميركية في
تل أبيب إلى واشنطن، في 20 كانون الثاني/ يناير العام 2006، لقاء بين عضو
الكونغرس الأميركي غاري أكرمان ونائب رئيس لجنة الطاقة النووية
الإسرائيلية الدكتور أريئيل ليفيطا.
وجاء في هذه البرقية أن "ليفيطا قال إن معظم الموظفين الإسرائيليين لا يؤمنون بأن حلا عسكريا هو أمر ممكن".
ووفقا للبرقية، أوضح ليفيطا أن هذه
التقديرات الإسرائيلية تستند إلى حقيقة أن "إيران استخلصت العبر من الهجوم
الإسرائيلي على أوسيراك (المفاعل النووي العراقي الذي دمره الطيران الحربي
الإسرائيلي في العام 1981)، ووزعت مركبات البرنامج النووي وقسم منها في
مواقع لا تعرف إسرائيل عنها شيئا".
وقالت "هآرتس" إن أقوال ليفيطا وهو أحد أهم الموظفين في إسرائيل تنطوي على أهمية كبيرة كونها قيلت قبل خمس سنوات ونصف
السنة، فيما واصل المتحدثون الإسرائيليون خلال هذه الفترة التصريح بأن
إسرائيل لن تتحمل إيران نووية وتمتلك قنبلة ورؤوس متفجرة نووية.
يُذكر أن هؤلاء المتحدثين، وبينهم وزير
الدفاع إيهود باراك ورئيسا الحكومتين إيهود أولمرت وبنيامين نتنياهو،
كرروا في مناسبات عديدة القول إن "جميع الخيارات موضوعة على الطاولة" ضد
إيران في إشارة إلى الخيار العسكري.
ويظهر من البرقية الأميركية أن ليفيطا عبر
عن أمله بأن تدفع العقوبات الدولية قادة إيران إلى إعادة النظر والتراجع
عن تطوير البرنامج النووي.
وأضافت البرقية أن ليفيطا الذي توقف عن
العمل في لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية قبل سنتين، قدّر أن إيران قد
تمتلك سلاحا نوويا في غضون عامين أو ثلاثة، وقال إنه في إسرائيل "لا يوجد
فهم واضح" للبرنامج النووي الإيراني.
وتابعت البرقية أن ليفيطا قال من دون كشف
مصادره إنه "توجد شائعات تفيد بأن إيران حصلت على رؤوس متفجرة نووية من
أوكرانيا،" وأنه "معروف لإسرائيل أن إيران اشترت صواريخ طويلة المدى من
أوكرانيا".
وقالت وثيقة أخرى إن السفير الإسرائيلي في
باكو، عاصمة أذربيجان، أرتور لنك، إلتقى في 16 شباط/ فبراير من العام
2007، مع السفيرة الأميركية هناك، آن درس، وأبلغها بتفاصيل لقاء أجرته
وزيرة الخارجية الإسرائيلية في حينه، تسيبي ليفني، مع الرئيس الأذربيجاني
إلهام علييف قبل ذلك بثلاثة أسابيع، وعلى هامش قمة دافوس الاقتصادية في
سويسرا.
وجاء في برقية أرسلتها السفارة الأميركية
في باكو إلى واشنطن، في 21 شباط/ فبراير، أن لنك أبلغ درس بأنه يوجد بين
إسرائيل وأذربيجان اتفاقيتا تعاون أمني لكن من دون توضيح طبيعتهما.
وقال لنك إن المستشار الأمني للرئيس
الأذربيجاني وحيد علييف زار إسرائيل لغرض الخضوع لعلاج طبي، لكنه استغل
الزيارة من أجل إجراء محادثات مع نائب وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه،
أفرايم سنيه، ومسؤولين في الموساد.
وأوضحت "هآرتس" أنه يوجد بين إسرائيل
وأذربيجان علاقات دبلوماسية واقتصادية متينة، وأن إسرائيل تعتبر أذربيجان
دولة ذات أهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي وتركيبتها السكانية،
ووجود حدود مشتركة بينها وبين إيران، وحقيقة أن 10% من السكان هم
أذربيجانيين.
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=22097&cat=1