khaybar
رائـــد
الـبلد : التسجيل : 05/12/2007 عدد المساهمات : 947 معدل النشاط : 38 التقييم : 8 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: الاجتياح "الإسرائيلي" لغزة والقضاء على (حماس) الأربعاء 16 أبريل 2008 - 22:57 | | | الاجتياح "الإسرائيلي" لغزة والقضاء على (حماس)
يتغاضى الإعلام الإسرائيلي اليوم عن الفشل الذي مني به الجيش الصهيوني في لبنان ومن الفضائح الأخلاقية الصارخة التي أصابت قادته . إلى التهويل والتحريض ضد (حماس) والحكومة الفلسطينية، لينقل معركته الداخلية وفشله الخارجي إلى الساحة الفلسطينية، فأصبح شغله الشاغل في هذه الأيام حركة (حماس) وما تملكه من قوة عسكرية، وما تضمره الحركة من سيطرة على الأرض، وحصر أجندة (حماس) وتفكيرها الظاهر والباطن بجمع السلاح وتكديسه، واستثمار الفوضى بإدخال وسائل قتالية جديدة.
وأبدعت الأقلام الصهيونية بوصف (جيش حماس الكبير الضارب في الأرض)، فخصصت البرامج التلفزيونية والتحاليل الإخبارية عن (حجم القوة المسلحة لحماس)، وما فتئت الصحف "العبرية" من مد القارئ بمقالات وتحقيقات عن الترسانة العسكرية الكبرى لحركة (حماس)، وعن الهيكل التنظيمي الضخم (لكتائب القسام)، وعن هذا العدد الهائل من المرابطين كما تسميهم الصحف الصهيونية، وعن ما تمتلكه الحركة من سلاح، وتضخيم العدد وتهويل النظرة، حتى يظن من يتابع الصحف الصهيونية إنهم يتحدثون عن دولة عظمى تمتلك التقنية النووية، لا يتحدثون عن شعب أعزل لا يملك إلا الهم الفلسطيني!.
فما تناقلته الصحافة الصهيونية، وما يتحدث خبراءهم عنه وما صرح به قادتهم العسكريين هو تمهيد لحرب إبادة ضد شعب أعزل، ولإيجاد المبررات لصنع حالة من القبول العالمي لأي اعتداء جديد على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، خصوصا بعد أن فشلت الاستخبارات العسكرية الصهيونية من القضاء على المقاومة في لبنان، وبعد أن عجزت استخباراتهم من معرفة معلومة واحدة عن الجندي الأسير، وبعد أن فشل العالم كله من انتزاع المواقف والاعتراف من (الحكومة الرشيدة)، وبعد أن تهاوت الضغوطات في إسقاط الحكومة والتي شهدت قوة، ومنعة والتفاف جماهيري كبير.
الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وهو يعاني من عدوان مستمر من قبل الكيان الصهيوني، ويفقد في كل يوم الكثير من الشهداء، ويمارس ضده الحصار والقتل اليومي وهدم البيوت والتشريد بالإضافة انه مهجر سلب الأرض والحقوق، لهذا فمن حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه ومن حق حماس السعي لامتلاك السلاح. وكان الأجدر بالدول العربية أن تدعم الشعب الفلسطيني وتوفر له الإمكانيات والسلاح، وتوفر له غطاء لذلك إلا إن الحقيقة مرة، فالشعب الفلسطيني يمنع من السلاح ليدافع عن نفسه، ويرفع عنه الغطاء ليستفرد به ويجتث من جذوره، ونسمع ولولة عليه إلا إننا لا نشاهد أي شيء عملي ينقذ هذا الشعب من التورم الصهيوني.
بل إن التحركات العربية والأمريكية والعالمية لفك الجندي الأسير وإخراجه كانت اكبر من جميع التحركات والجولات المكوكية التي صاحبت اعتقال عشرات الآلاف وقتل المئات واجتياح المدن، فالحراك اليوم كبير لأن هناك جندي صهيوني أسير، والحراك في الماضي معدوم رغم اعتداء متواصل من قبل الصهاينة.
كنا نتمنى أن تعطى (حماس) الفرصة لبناء المجتمع الفلسطيني والقضاء على الفساد وحصر جهودها في بناء المؤسسات، إلا أنها وللأسف الشديد لم تعطى الفرصة حتى ولو سنة واحدة فقط. فمنذ اليوم الأول انتفض التيار الأمريكي داخل (فتح) وهدد من يشارك (حماس) وأعلنت المقاطعة، وكانت العقبات الداخلية الذي مثلها رموز الأجهزة الأمنية والسلطة كبيرة، أدخلت قطاع غزة والضفة لدوامة من العنف والفوضى المنظمتين، وبتوجيهات وتمويل أمريكي صهيوني ليعرقل أي تقدم لهذه الحكومة.
كنا نتمنى أن تأخذ (حماس) الفرصة لتسليح جيش تحرير حقيقي لا يكون حرس للكيان الصهيوني بل جيش ينتمي إلى القضية والوطن، يدافع عن الشعب وعن أي اعتداء، ونرى قيادته من رجال المقاومة والعمل المسلح ونراقبهم في ميادين القتال لا في مؤتمرات الود مع قادة الجيش الصهيوني، إلا أننا للأسف، شاهدنا تمرد ومحاولات انقلابية من بعض رموز الأجهزة الأمنية، لأنهم رفضوا الانحياز لخيار الشعب الفلسطيني وفضلوا البقاء تحت الأوامر الأمريكية والصهيونية، حتى أنهم رهنوا قرارهم بالبيت الأبيض، وأعلنوها مدوية إن قبولهم أو رفضهم مرهون فقط بقبول البيت الأبيض أو رفضه.
كنا نتمنى أن تعطى حماس الفرصة في تشكيل الحكومة والقضاء على الفساد الاقتصادي وإعادة التنمية والإعمار لقطاع غزة، وبث روح الصناعة في مجتمع صناعي من الدرجة الأولى بعدما عانى خلال عشر سنوات من تجفيف للمصانع ومحاربة للأيدي العاملة، وقتل طاقة الشباب لاستغلالهم في "فرق الموت"، ولاستغلال لقمة عيشهم، فتحول الشعب الفلسطيني خلال عشر سنوات من شعب منتج صناعي، حرفي مهني، إلى شعب من البطالة المقننة، وإلى جيش من العاطلين عن العمل، بعد سياسات مدروسة أفضت إلى اعتبار الهم الأول لقمة العيش وراتب البطالة.
إن الكيان الصهيوني اليوم، يقوم بتهويل القدرة العسكرية لحماس وللمقاومة الفلسطينية لينفذ ما عجزت عن تنفيذه الولايات المتحدة بحصارها وتجفيف الأموال وقطع الراتب، وما عجز عن تنفيذه قوة الانقلاب الداخلي والفوضى المنظمة، من القضاء على الحكومة.
فهم الآن يعدون الأجواء لاجتياح شامل ومواجهة عسكرية كبيرة لقطاع غزة، هدفها أولا وأخيرا، إسقاط الحكومة، وقتل واعتقال الوزراء، وإيجاد واقع جديد، يخلوا من سلطة حكومتها تكون فلسطينية مستقلة، والخطير في الأمر أن أمريكا تدعم مجموعات وقيادات معينة لتحل محل الحكومة الشرعية، وهناك تحركات دولية وإقليمية لمساعدة الكيان الصهيوني لتنفيذ أجندته واستبعاد المقاومة، وإعطائه الغطاء لتنفيذ حربه على (حماس) وغزة.
وكل ما نتمناه أن يقف الشعب الفلسطيني وفصائله وحركاته مع (حماس) ومع الحكومة الفلسطينية يد واحدة، وهناك تيار بحركة (فتح) يقوده السيد فاروق القدومي يرفض التبعية الخارجية، وينحاز إلى الوطن، وينتظر من هذا التيار أن يتعزز في (فتح) لتعود إلى صف المقاومة والممانعة. |
|