اسرائيل دولة غبية ، وليبرمان وأمثاله مجانين ان ظنوا أن بامكان اسرائيل أن تظل هكذا للأبد : تحتل الآخرين ، ولا تعترف بحقوقهم ، وهي غبية اي اسرائيل وقادتها -الذين يحسبون أنفسهم على صواب بوضع أنفسهم في ما يسمى معسكر المتشددين – ان ظنوا العالم العربي سيظل ساكتا على ظلمها للأبد ، وهي غبية أن ظنت أن المعسكر الغربي سيظل ينتظر مفاوضاتها بلا طائل مع الفلسطينيين للأبد .
وهي غبية ان ظنت ان وجودها في وسط العالم العربي هو بسبب تفوقها العسكري ، لأن العالم العربي يمكن أن ينقلب الى قنابل بشرية في أية لحظة ان أراد حكامه ، ولا أظن أنه تم اكتشاف سلاح يتفوق على القنابل البشرية غير السلام العادل .
ومعادلة تبادل المصالح مع الغرب التي تركن اليها اسرائيل بدا واضحا أنها تميل أكثر لصالح العالم العربي والاسلامي ، وها هو وزير خارجية بريطانيا يدعو لشراكة العالم الغربي مع الاسلامي .
من جانب آخر ، فأكثر القواعد العسكرية الغربية (والأمريكية منها تحديدا ) موجودة في العالم العربي والاسلامي مثل : السعودية وقطر والعراق وتركيا ، وأفغانسان وباكستان …الخ.
وحجم التبادل التجاري بين العالمين الغربي والعالم العربي الاسلامي هو الأضخم في العالم ، وثمة ممرات مائية لا غنى عنها تقع في العالمين العربي والاسلامي مثل : قناة السويس المصرية ومضيق باب المندب الى غير ذلك من الممرات المائية التي لا يمكن للغرب أن تتحقق مصالحه بدونها .
نعم ثمة مصلحة كبرى للغرب في وجود اسرائيل. ولكن ذلك لا يمكن أن يتحقق بزرع اسرائيل بالاكراه ، وبالقوة ، وتجاهل حقوق سكان المنطقة ، وظلم الفلسطينيين .
ان استمرار ظلم المنطقة لم يعد محتملا ، ولا أظن أن الحكام سيظلون يسيطرون على مشاعر المواطنين العرب .
نعم ، ثمة مشاغل عند المواطن العربي ، مشغول بسعيه لتعليم أطفاله ، لتأمين مسكنه ، بكيفية مواءمة مدخولاته مع مصروفاته ، مشغول حتى بكفية تأمين شربة ماء نظيفة ، ولكنه في داخله يدرك أن سبب البلاء هو الغرب الذي يدلع اسرائيل على حساب أمة عربية تفوقها ملايين الملايين .
وعجز الأنظمة العربية عن مواجهة الأزمة لا يمكن أن يظل الى الأبد ، قد ينفجر الشارع العربي يوما ، ليس بالضرورة ضد اسرائيل ، أو ضد أنظمته ، ولكن ضد الشلل الذي يستوطن في أوصال الأمة .
ثمة نداءات تحذر من مغبة الاستمرار في حالة الشلل في عملية السلام ، وكلام جلالة الملك عبدالله الثاني واضحة في هذا الأمر ، ولا تحتمل أكثر من تأويل ، وهي صادرة عن شخص مشهود له بحرصه على السلام العادل والشامل ، فلماذا لا يلتفت الى كلامه ؟
الأحرى باسرائيل أن ترضخ لمطالب حكام المنطقة وعلى رأسهم جلالة الملك عبدالله الثاني ، الذي يتألم لألم شعوب المنطقة ، والذي يرى ما سوف يحل بالمنطقة اذا استمرت اسرائيل بتعنتها ، وعض الأيادي المدودة اليها .